مقالات

الادارة الذاتية شجاعة في مبادرتها العفو عند المقدرة

سعيد هسام 

ان المبادرة التي اعلنتها الادارة الذاتية في غربي كردستان، في الامس لرأب الصدع في الصف الكردي، وتحسين العلاقات الاخوية  في غرب كردستان كانت مبادرة شجاعة تستحق كل الاحترام والتقدير،والتي يجب على الاحزاب الكردية التي مازالت تتعامل مع المعارضة السورية المتهالكة العاجزة بمختلف فصائلها لم تعد قادرة حتى اسماع صوتها لنفسها، وقياداتها اصبحت محل استهزاء وسخرية  وتشكلت فيما بينهم احقاد وعداوات بسبب  الفساد وانتماءاتهم لجهات مختلفة وكل جهة متناقضة لجهة الاخرى,

ومازالت تعتقد بان تلك المعارضة سوف تنتصر وتستلم زمام الامور في سوريا ،فيجب على الاحزاب الكردية العمل على الاخذ بالمثل والتعامل مع تلك المبادرة بروح اخوية ووطنية، والقبول بالتعاون المشترك ورص الصفوف  ومواجهة كل التحديات ومواجهة كل الاخطار على الساحة المحلية والاقليمية والاستفادة من كل الانتصارات و النجاحات والانجازات التي تحققت بفضل الشابات والشباب من ابناء الشعب الكردي،

ولذلك اصبح للادارة الذاتية في غرب كردستان  وزنا كبيرا بين جماهير الشعب الكردستاني وجميع شعوب العالم واصبحت للادارة الذاتية احترام و علاقات واسعة مع الدول العظمى ودول العالم، ولذلك اي نداء او اي مبادرة من اجل التقارب  او اي اتفاق بين الاحزاب الكردية تعتبر موقف شجاع يلتف حوله كل المواطنين والشرفاء.

ولذلك يجب على كل الاطراف ان يدركوا حساسية الظروف التي تمر فيها القضية الكردية  ويجب على الجميع ان يدركوا بان الشعب الكردي يحتاج الى اتفاق ورص الصفوف واننا اليوم اصبحنا فى امس الحاجة الى  وحدة الصف وهناك كثير من النقاط تجمعنا يمكننا ان نتفق عليها ,لنستطيع مواجهة التحديات التى تحاصرنا من كل  اتجاه ،فلا بد من الوقوف جنبا الى جنب فى وضع استراتجية واحدة لمواجهه تلك  التحديات.

القوي، وصاحب الحق، والثوري الذي يدافع عن وطنه، والذي يحقق النجاحات والمنجزات، ويحقق النصر،هو الوحيد الذي يستطيع ان يعفو عن الاخرين، وهو اللذي يجب ان يقوم بالمبادرات والتصالح مع الاخرين، لان من احد اعظم الاخلاق المناضل الثوري وصفاته هو العفو، اي ان يعفو عن المذنبين،فالعفو بدون مقدرة قد يكون عجزا وقهرا، ولذلك العفو صفة العظماء، و الادارة الذاتية لديها كل القوة والنجاحات والانتصارات، وبناء المؤسسات البنية التحتية, والدفاع عن الوطن وتحقق المساواة بين جميع ابناء غربي كردستان، وبطبيعة الحال الضعيف والمذنب لايملك شيء وليس لديه المقدرة والقوة حتى يعفو عن الاخرين ,ولذلك القوي ياخذ بيد الانسان الضعيف ويساعده على اداء واجباته والتزاماته، وهذا تمثل اعلى درجات القيم الانسانية.

وبما ان الادارة الذاتية تؤمن ايمان شديدا بالقضية الوطنية التي تناضل من اجلها وتؤمن بالحرية والديمقراطية ويمارس في في عمله النقد والنقد الذاتي، ويقبل الانتقادات بصدر رحب، ويحترم اراء الاخرين وان الادارة الذاتية منفتحة تماما على التغيير والتطور، وان المسؤلين في الادارة ليس لديهم اهداف شخصية ضيقة ولا يركضون وراء المكاسب الشخصية والمناصب والسلطة والنفوذ، وان هدفهم هوبناء مجتمع ديمقراطي تشاركي وتسوده المساواة والعدالة الاجتماعية بعيدا عن التعصب والتطرف والتفرقة المذهبية ،او عرقية او حزبية وانهم مؤمنون ايمانا كاملا ومقدسا بحقوق المراة وحريتها وكرامتها،وعلى هذا الاساس تبادر الادارة الذاتية في روج افا الى الاتفاق والتقارب بين الاحزاب الكردية والعمل المشترك في سبيل تحقيق الاهداف الوطنية، وهذه ليست المرة الاولى وليس غريبا على الادارة الذاتية في المبادرة الى التقارب والعمل التشاركي .

زر الذهاب إلى الأعلى