مقالات

إرهاب أردوغان؛ وجائحة كورونا

دوست ميرخان –

تتصاعد وتيرة الخوف عالمياً من  تزايد تفشي فايروس كورونا بعد انتشاره الكبير والسريع لدرجة أصبح كالإرهاب الذي وصل لذروته في تهديد العالم والإنسانية قبيل سنوات مضت ولايزال تهديده قائماً لكن بوتيرة أقل في العديد من دول العالم. بالطبع في سوريا والعراق ومناطق أخرى لايزال فايروس الإرهاب حاضراً خاصة مع وجود نظام فاشي يحتضنه ويرعاه ويستخدمه في حروبه وصراعته السياسية كالنظام التركي والقطري.

كورونا أو فايروس كوفيد -19 وكما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “يهدد الإنسانية برمتها”، كذلك الإرهاب هدد الإنسانية برمتها لكن المفارقة هنا هي إن الأمم المتحدة والدول الكبرى وقفت بوجه الإرهاب وكورونا اللذان وصلا إلى عقر دار تلك الدول. لكنها لم تقف ” الأمم المتحدة” بوجه مُصدّر الإرهاب الذي يهدد أوروبا والعالم بإرهابيه ناهيك عن إرهابه اليومي بحق السوريين وبشكل خاص في شمال سوريا في كلٍ من عفرين وسري كانيه وتل أبيض هذه المناطق التي أفرغت من سكانها وتعرضت للنهب والسلب، ناهيك عن الافعال الاجرامية التي مارسها القوى المحتلة (جيش أردوغان ومرتزقته الإرهابيين) بحق من بقي فيها.

هذا وفي الوقت الذي صنفت فيه منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا كـ” جائحة” أي إن الوباء لم يعد منحسراً في منطقة وأنه يتحدى السيطرة وأصبحت له تداعيات اقتصادية وسياسية واجتماعية على نطاق عالمي. يتضافر الجهود الدولية بشكلٍ ملحوظ في محاولة السيطرة على الفيروس، الأمر مختلف في مواجهة إرهاب أردوغان فلم نرى أي جهود دولية في منع أردوغان من استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد سكان عفرين  ورأس العين، وممارسة إرهابيه كل أشكال الإرهاب من قتل وتعذيب واغتصاب والتمثيل بالجثث.

المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لم يمنعوا  جيش أردوغان الإرهابي من قطع مياه “محطة علوك” عن سكان مدينة الحسكة،  ولم يمنعوه من الاستهداف اليومي للقرى والبلدات في منطقة الشهباء وتل تمر وغيرها من المناطق المحيطة برأس العين وتل أبيض وعفرين.

حقيقة إن ما فعله ويفعله إرهاب أردوغان ومرتزقته من  أفعال اجرامية لم يفعله كورونا حتى اليوم بحق أبناء الشمال السوري.

كورونا فايروس ووباء سينتهي في النهاية كما غيره من الأوبئة خاصة وإن التعامل معه وأساليب الوقاية منه بسيطة ومسالمة وليست فيها أية إراقة للدماء؛ أو نحر للرؤوس البشرية؛ أو تهجير وتشريدٍ لسكانٍ كانوا آمنين في مدنهم وقراهم وبساتينهم، كورونا ليس له دين أو عرق ولم يتبنى أي توجه ايديولوجي متطرف كما فعل أردوغان وفيروساته البشرية التي تكتسي الاسلام ايديولوجياً لمحاربة الشعوب والحركات الإنسانية الداعية للحرية والديمقراطية وبحجة حماية أمنه والحفاظ على “قومه”، فالشعب الكردي على سبيل المثال يشكل العدو الأول لأردوغان وإرهابيّه وللنظام الفاشي في تركيا( سنين طويلة والنظام التركي يحارب الكرد بشتى الوسائل الإرهابية). فسجله “النظام الفاشي” وسجل رئيسه الحالي حافل بالمجازر والممارسات اللاإنسانية بحق الشعب الكردي وغيره من الشعوب المناهضة للاستبداد الفاشي التركي، ويفوق ما فعلته كورونا والعائلة الفيروسية التي ينتمي إليها آلاف المرات لا بل ليس هناك أية مقارنة.

 بدورها الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا و المستهدفة والمحاصرة من قبل إرهاب أردوغان وبمقدراتها سارعت هي أيضاً في حماية مواطنيها من وباء كورونا وذلك باتخاذها مجموعة من التدابير والوسائل الممكنة، لكنها وحيدةً كما يبدوا في وجه إرهاب أردوغان المستشري في شمال البلاد والذي لن يكتفي بما فعله حتى اللحظة أمام الجمود الدولي تجاه سياساته وممارساته الإرهابية.

ففي الوقت الذي تحاول فيه الإدارة حماية مواطنيها من كورونا “البسيطة” أمام إرهاب أردوغان، يحاول الأخير استخدام الفايروس كسلاح من اسلحته الإرهابية ضد مناطق الإدارة الذاتية، ناهيك عن التداعيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعي الناجمة عن احتلاله لمناطق شمال سوريا على الحالة السورية بشكلٍ عام وعلى مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية بشكلٍ خاص، ويبقى السؤال هل ستضافر الجهود الدولية يوماً في كبح إرهاب أردوغان ورد بلائه عن سوريا وعن الشعب السوري عموماً..؟

زر الذهاب إلى الأعلى