ثقافة

معهد فيان !!

peymangeha -viyan-amaraتقرير: حسينة عنتر

ما يميزُ الشعوبَ بعضها عن بعض مقوماتٌ عديدةٌ لعلَّ أبرزها هي اللغة والتي تحافظ على تاريخ الشعوب وتراث الأمم, وأمتنا الكردية عانت الكثير من الويلات والعوائق التي مُورِسَتْ ضد لغتها، ولكنها لم تيأس ولم تستسلم رغم هذه الممارسات الدنيئة, ففي باكور كردستان مُورِسَتْ سياسة التتريك لصهر اللغة الكردية وانحلالها مع مرور الزمن. وفي روج آفا وباشور مارس النظام البعثي الشوفيني سياسة التعريب ضد لغة أبنائنا الكرد. وكذلك تهميش اللغة الكردية من قبل السلطات الفارسية, هذا كله لم يؤثر في تراثنا ولغتنا مادام هناك وطنيين كرد عشقوا اللغة الكردية وأهتموا بها وصانوها محافظين من خلالها على التراث والتاريخ الكرديين. ولعل ثورة روج آفاي كردستان خيرُ مثالٍ على ذلك, فهي ثورةٌ في جميع المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية, ومع كل الصعوبات عملت الثوة على إحياء اللغة الكردية من خلال إدخالها في مناهج التلاميذ, وبناء معاهد وتنظيم دورات لتعليم اللغة الكردية لأبناء شعبنا في ظل هذه الأوضاع الراهنة التي نعيشها, وبهذا الصدد ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإجراء لقاء مع عضو إدارة معهد فيان أمارة بالمنطقة الشرقية الاستاذ عز الدين محمد مدرس اللغة الكردية حيث أفادنا بالتالي:

في ظل الأوضاع التي تعيش فيها منطقتنا والإهمال والتهميش من قبل وزارة التربية والتعليم وخصوصاً المدارس, وإهمال التعليم بشكلٍ عام ونحن بدورنا لم نقف مكتوفي الأيدي, حيث بوشر بافتتاح هيئة اللغة والتعليم وهيئة تعليم المجتمع الديمقراطي, وتلبية لضرورة المرحلة التي يمر بها الشعب وعلى أساس إنهاء الطلاب لتعليم اللغة الكردية المرحلة الأولى والثانية والثالثة, فتم تعيين هؤلاء الطلاب ضمن المدارس الموزعة في المدينة, حتى يتم التحاق التلاميذ  بمدارسهم في الموعد المحدد, وعلى الرغم من عدم جاهزية الكادر التدريسي في بداية الأمر وللضرورة القصوى تم تكثيف دورات تدريبية للمعلمين, وعلى هذا الأساس تم تعيين المدرسين والمدرسات وتوزيع حصص اللغة الكردية, في البداية كان هناك ثلاث حصص في الاسبوع وبعد انتهاء السنة الدراسية التحق جميع المدرسين لإتمام التدريب والإعداد في معهد إعداد المعلمين (فيان أمارة) الذي تأسس بتاريخ 12/6/2015  ليكون المعلم على أوج الاستعداد والحصول على شهادة معهد إعداد المعلمين والعمل في المدارس بشكل رسمي, وأثناء ذلك تم تخريج أول دورة تدريبية بمشاركة 32 معلم ومعلمة, وتم توزيعهم على المدارس رغم الصعوبات التكنيكية بالنسبة لمناهج الطلاب والاختصاص، ونوَّهَ عزالدين قائلاً :” أما بالنسبة للدورة الثانية فقد تم تلافي هذه العقبات جميعها, وبهذه الدورة تم تخرج المختصين في المناهج وتوزيعهم على المعاهد من قبل أكاديمية ميزوبوتامية وذلك بانضمام 94 معلم ومعلمة, وبعد تدريبٍ متواصلٍ وبسبب الحاجة الملحة للمدرسين تم تعيين 31 مدرس ومدرسة في القسم الشرقي من مدينة قامشلو وضواحيها, وتدريس المناهج باللغة الكردية كاملة في الصفوف (الاول- الثاني- الثالث), وبعد تعيين هؤلاء تم مواصلة الدورة الثانية بتاريخ 7/5/2016 وتم إجراء امتحانات لهؤلاء الطلبة المعلمين, وتقدم للامتحان نحو58 فرداً ونجح منهم بامتياز 57 طالب معلم ورسوب 7 ليتم التحاقهم بالدورة القادمة،

وأشار عزالدين خلال العطلة الصيفية سيتم تجهيز جميع مدرسي المدينة القدامى والملتحقين الجدد وتدريبهم على الطرق وأساليب التدريس للصفوف وإلحاق المراحل الأخرى بالمناهج الكردية للصفوف (الرابع – الخامس- السادس), ليكون الكادر التدريسي على أتم الاستعداد في العام القادم وباب المعهد مفتوحٌ أمام جميع شرائح مقاطعة الجزيرة، وفي نهاية اللقاء قال عزالدين:” من خلال صحيفتكم هذه أوجه هذا النداء إلى كافة جماهير شعبنا لأقول، أن هذه فرصة ثمينة ولا يمكن الاستغناء عنها, من يملك القدرة على قراءة حرفٍ كردي سيكون له ذخراً في المستقبل وأن على جميع الأهالي الاهتمام بلغتهم والالتحاق بالمعهد حتى لا يفوتهم هذه الفرصة الذهبية, فارتباط اللغة بالنسبة للمواطن كارتباط الطفل بأمه لا فرق بينها، ولا ننسى دور الأم الكردية التي حافظت على لغتها وحمتها من الانحلال والانصهار عبر مراحل التاريخ”.

زر الذهاب إلى الأعلى