مقالات

ما هو انتصار حلب؟

????????????????????????????????????
????????????????????????????????????

باتت الانتصارات في سوريا انتصارات الجغرافيا فحسب، ومن يسيطر على أكبر بقعة هو المنتصر، وصارت لغة الانتصار مغلّفةً بلبوس العسكر والسلاح والقوّة، دون البحث عن انتصارٍ للشعب، أو انتصارٍ للرؤية السياسيّة أو البحث عن الحلّ، فكلّ الدول العالميّة والإقليميّة التي دخلت أو أُقحمت رغماً عنها في الكارثة السورية من روسيا وإيران وتركيا والسعودية وقطر وأميركا… تحاول البحث عن انتصارٍ عسكريٍّ ما، دون البحث عن سوريا الجديدة؛ ما لونها؟ ما مشروعها؟ ما لبوسها؟… فبات الحديث منصبّاً على توسّع الجيش السوريّ، وانحسار المسلّحين، منصبّاً على الخطط العسكريّة القادمة، ومن فشل عسكريّاً ومن انهارت مصالحه؟ دون الحديث عن المجتمع الحلبيّ الذي بات همّه الوحيد منصبّاً على البحث عن ليلٍ هادئ، ونومٍ هانئ دون أن يعكّره صوت المدافع والخوف، أهذه هي سوريا المستقبل؟ بحيث يصل طموح المواطن السوريّ إلى البحث عن ليلة هانئة يستطيع النوم فيها، ويحتفل بهذا الشيء؟!

بات من المعيب أن يخرج معارضٌ سوريٌّ قابعٌ تحت سلطة الاحتلال التركيّ يتحدّث عن الممرّات الآمنة، وعن انتهاكات الجيش السوريّ، ويتحدّث بلغة المنتصر وأنّ الجيش الحرّ سيعود ويحرّر حلب من براثن النظام… دون أن يتحدّث عن الخائن؛ أردوغان الذي باع المسلّحين، دون أن يقدّم نقده الذاتي لأطفال الشيخ مقصود المستهدفين من الباحثين عن الحرّيّة، وللعائلات النازحة إلى المناطق الآمنة، دون أن يقدّم نقده الذاتيّ لتأزيمه الوضع، وانجراره إلى الدكتاتوريّة التي ادّعى أنّه يحاربها، وعدم البحث مطلقاً عن الحلول الديمقراطيّة التي كانت شعاراً يوماً ما أي قبل 16-7-2012 في حلب، ذلك اليوم الذي جلب الكوارث على حلب.

وقد أثبتت الدولة التركيّة بقيادة أردوغان أنّها السبب في تأزيم الوضع إلى هذا الحدّ، بانتهاج مشروع إبادة الكرد على حساب الحلّ السوريّ، وهو المطبّ الذي وقع فيه المثقّف السوريّ من خلال الانجرار إلى مواقف معادية للحلّ الديمقراطيّ، ومعاديةً لأيّ حلّ فيه إنقاذٌ لسوريا، بل ساعدت هذه العقلية على ازدياد الأزمة إلى أقصى حدّ،  حتّى وصلت الحالة السوريّة إلى نسيان الألم الذي يصيب المجتمع السوريّ برمّته، ومحاولاتهم البائسة في القضاء على الشيخ مقصود على سبيل المثال، ففي الوقت الذي انسحب فيه المرتزقة المأجورون من مناطقهم في حلب كانوا يقصفون الشيخ مقصود من كفر حمرة، فبدلاً من أن تكون فوّهات بنادقهم موجّهة إلى العدوّ المفترض؛ الجيش السوريّ، كانوا يقصفون مناطق كرديّة عربيّة آمنة، فما يحزّ في النفس أن يعاديك أخوك وأنت تبحث عن لغة الحوار ولغة التعايش ولغة الأخوّة، وهي اللغة التي أصبحت نادرةً في الخطاب المعرفيّ العربيّ السوريّ في الخارج.

وفي ظلّ هذا التأزيم والوضع المزري الذي ينجرّ المجتمع السوريّ إليه، أثبتت ثورة روج آفا أنّها تبحث عن الحلّ الديمقراطيّ، من خلال آليات الحلّ الديمقراطيّ سواء مجلس سوريا الديمقراطيّ، أو قوّات سوريا الديمقراطيّة وأخيراً المجلس التأسيسيّ لفيدراليّة روج آفا – الشمال السوريّ.

زر الذهاب إلى الأعلى