المجتمعمانشيت

المرأة العربية من غطاء أسود محجوب عنه الضوء، إلى كيان منخرط في الحياة السياسية

“حزب الشهداء” و”حزب المرأة” كانت هاتان التسميتان هما الغالبتان من بين التسميات التي أُطلقت على حزب الاتحاد الديمقراطي، إلى جانب الكثير من التسميات الأخرى، إلا أنه وخلال سنوات نضاله المرير وكفاحه المستديم ظهر على أنه حزب الشهداء فله من الشهداء عدد بارز ممن ضحوا بحياتهم في سبيل إيصال شعبهم إلى حق العيش بحرية وكرامة على أرضهم وتمكين فكرة المواطن الحر على أرض أجداده، كما أن لحزب الاتحاد الديمقراطي تسمية أخرى تميزه عن باقي الأحزاب الكلاسيكية الكردية والسورية على حد سواء، حيث يعرف بـ <حزب المرأة> فهو الحزب الذي تقلدت ضمنه المرأة مهام ومسؤوليات حساسة ومهمة منها قيادة الحزب، وبرز دورها ضمن الحزب على المستويات السياسية والمجتمعية وكذلك التوعوية.

وتعتبر آسيا عبدالله أول امرأة ترأست حزب الاتحاد الديمقراطي بالاشتراك مع صالح مسلم في المؤتمر الاستثنائي للحزب لتكون بذلك المرأة الأولى التي تترأس حزباً كردياً وسورياً وتعطي صورة جديدة عن المرأة السياسية، مغايرة عن الصورة المعهودة التي ظهرت بها المرأة في أنها ضلع قاصر أو ناقصة عقل وليس بإمكانها تولي أي منصب أو إدارة، كما أن حزب الاتحاد الديمقراطي تميز عن غيره من الأحزاب الأخرى في أنه منفتح جداً حيال قضايا تحرر المرأة وداعي إلى ضرورة تحررها، علاوة على ذلك فإنه يعتمد نظام المناصفة بين المرأة والرجل، ويولي أهمية كبيرة لنضال المرأة، وكفاحها من أجل توعية قريناتها من النساء ضمن المجتمع، ويعتبر الحزب أن حرية المرأة تمر عبر حرية المجتمع والعكس صحيح.

ويربط الحزب بين المرأة والمجتمع ربطاً وثيقاً، لذا تجد المرأة في مقدمة أي نشاط مجتمعي، بل وتقوده، ومثلما هو واضح للجميع أن المرأة بذلت جهداً كبيراً ضمن ثورة روج آفا حتى عرفت هذه الثورة بثورة المرأة، وضمن هذه الثورة انطلقت نساء مختلف المكونات نحو التعرف إلى تاريخهن العريق، وتعمقن أكثر من أي وقت مضى في قضايا التحرر الجنسوي، وحرية المرأة والحياة الندية المشتركة، لذلك وجدنا طيفاً واسعاً من النساء انخرطن في المجالات المختلفة، ولعل من أبزر المجالات التي شوهد انخراط المرأة فيها بشكل جلي وواضح وكبير هو المجال السياسي، حيث ضم نساءً من مختلف المكونات، وخاصة المرأة الكردية والعربية؛ ونحن في صحيفة الاتحاد الديمقراطي سعياً منا إلى إبراز دور المرأة العربية في المجال السياسي، وبيان أسباب انضمامها للنشاط السياسي التقينا بمجموعة من عضوات تنظيم المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في ناحية الشدادي وذلك في أعقاب المؤتمر الأول لتنظيم الحزب في الناحية، وخلال لقاءنا حصلنا على جملة ن الرؤى أبرزها:

الاتحاد الديمقراطي أتاح لنا فرص اكتساب المعرفة

شيماء خليل مواطنة عربية من ناحية الشدادي وعضو في حزب الاتحاد الديمقراطي: إن انضمامي لحزب الاتحاد الديمقراطي جاء على خلفية إيمانه بالحرية والديمقراطية وتطبيقهما على أرض الواقع، فحزب الاتحاد الديمقراطي فتح المجال أمامنا كنساء لنعبر بحرية عن أنفسنا بشكل واضح عما كنا عليه ذي قبل، وأتاح لنا فرص اكتساب المعرفة بجميع جوانبها وخاصة في مجال حقوق المرأة، والتعبير عن الذات، وبناء الشخصية. لذلك أدعو جميع النساء العربيات اللواتي يطمحن لإحراز تقدم في شخصياتهن إلى الانضمام لحزب الاتحاد الديمقراطي والانخراط في النشاط السياسي له.

إنه حزب المرأة ومذيع صوتها  

أما سميرة أحمد حسن عضو تنظيم المرأة في الحزب في ناحية الشدادي فعبرت عن رأيها بالحزب بشكل جوهري مقتضب بقولها: حزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب المرأة ومذيع صوتها وحامي حقها.

إيمان الحزب بأخوة الشعوب والتعايش المشترك دفعني للانضمام إليه

وبدورها آسيا علي فطين عضو تنظيم المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي، أشارت إلى أحد أهم الدوافع والأسباب لانضمامها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي والحياة السياسية بشكل عام هو أن الحزب لا يفرق بين كردي وعربي وأي من المكونات الأخرى، ويعتمد مبدأ أخوة الشعوب الذي يشجع على التعايش السلمي المشترك ويساهم في تقريب المكونات والأمم من بعضها البعض ويزيد اللحمة الوطنية والتكاتف بين الشعوب.

لولا حزب الاتحاد الديمقراطي لما انخرطت المرأة العربية في الحياة السياسية

شيخة موسى عضو تنظيم المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بناحية الشدادي شرحت أسباب انضمامها للحزب بالشكل التالي: حزبنا طور الكثير من الناس وأخرج طاقاتهم الكامنة، وبالنسبة لي فأن الحزب عمل على تقوية شخصيتي لا سيما بعد ما تعرضنا له في ظل حكم داعش الذي حجبنا عن العالم بغطاء أسود، ومنعنا من كل شيء، ولولا حزب الاتحاد الديمقراطي لما تطورت المرأة العربية كل هذا التطور ولما وجدنا هذا التقدم الحاصل، وما أخذت مكانها ضمن الحياة السياسية. فالحزب منحنا حقوق لم نتمتع بها من قبل، لذا أتمنى من جميع النساء العربيات الاتحاد والانضمام لحزب الاتحاد الديمقراطي والعمل على توعية ذاتهن ضمن صفوفه، فبالوحدة والتنظيم نستطيع تحقيق المستحيل.

الاتحاد الديمقراطي وسيلة لتوعية الذات والمجتمع

ومن جانبها شيماء الحلو عضو الحزب قالت أن انضمامها للحزب جاء للتعرف على الحياة السياسية وممارستها، وعلى الرغم من كل ما اعترضها وثبط من معنوياتها إلا أنها تابعت مسيرتها وانضمت للحزب بغية تقوية شخصيتها وتوعية ذاتها.

ننادي عموم النساء للانضمام إلى الحزب الذي ينادي بحرية المرأة

أمل حسين محمد عضو الحزب أضافت بأن حزب الاتحاد الديمقراطي أعطى للمرأة حريتها ولولاه لما وقفت المرأة بثقة وعبرت عن نفسها، ولولاه لما تمكنت من تأدية مهامها على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، وعليه ننادي عموم النساء للانضمام إلى الحزب الذي ينادي بحرية المرأة.

أفتخر بانضمامي لحزب الاتحاد الديمقراطي

وأخيراً أفادت مروة أحمد عضو الحزب، بأنها مفتخرة بانضمامها لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأن انضمامها جاء لما منحه من حرية وديمقراطية ولم يفرق بين أحد، بل وعمل على توعية أعضائه من خلال دورات تدريبية، مما شجعها على الانضمام إليه.

لا شك أن المرأة العربية عانت الكثير من الظلم والمشقة في ظل حكم داعش، الذي حرم النساء من أبسط حقوقهن وفرضيهن قيوداً حتى في طريقة ظهورهن أمام العلن، حيث فرضت عليهن الكثير والكثير من الأمور التي كبلت حريتهن، ومنعتهن من ممارسة حياتهن الطبيعية، حيث كان وجودهن يقتصر في التخفي عن الأنظار والاختباء في المنازل وإطاعة الزوج، وإذا ما حاولت إحداهن التمرد حتى تم تعذيبها جسدياً وربما في بعض الأحيان وصل الأمر إلى قتلها، وهذه أبسط صورة عن حياة النساء في ظل حكم داعش، أما ما قبل داعش فكانت المرأة العربية محرومة من حق التعلم والعمل كي لا تكتسب شخصيتها وتصبح قادرة على إعالة نفسها، وبالتالي تكون سيدة نفسها وقادرة على اتخاذ قرارها بشكل واضح دون التعرض لأي ضغط كان سواءً من الأب أو الزوج أو الأخ أو من أي ذكر وصي عليها ومسؤول عن رعايتها والإنفاق عليها.

وإذا ما قارننا الأمس بالحاضر واليوم فنجد أن المرأة العربية باتت تشهد تقدماً ملحوظاً في نواحي عدة وكما ذكرنا آنفاً فأنها شهدت تطوراً في المجال السياسي، حيث باتت المرأة العربية مثالاً يحتذى به، وإن انخراطها القوي ضمن المجال السياسي فهو دليل على صلابة إرادتها وعزمها على التحرر الذي يفسح الأفق أمامها ويجعلها منارة ومستنيرة بأصناف المعارف في درب حرية المرأة الطويل، ويمكنها من المضي في الطريق الذي سلكته معظم نساء العالم اللواتي وضعن حداً أمام أي فعل أو تصرف صادر ينقص من قيمتهن.

لا بل إن المرأة العربية وكما عهدناها مقدامة وشجاعة ولها تاريخ طويل في مساندة الرجل في الدفاع عن الأرض وكان لها الشجاعة ذاتها ضمن ثورة روج آفا وشمال سوريا، حيث انضمت العشرات من الفتيات العربية إلى صفوف وحدات حماية المرأة واستشهدن تحت هذه الراية المقدسة دفاعاً عن أرضهم الحبيبة، لتغلغل دمائهن الطاهرة في عروق هذه الأرض الطيبة ويسطرن أفضل الأساطير في تاريخ المرأة العربية المناضلة، وينسجن في الأذهان أبهى صور الدفاع عن الأرض المقدسة.

وإن المرأة إذا ما ناضلت ذللت الصعاب وسخرت الجبال في خدمة نضالها هذا، لذا ونحن معشر النساء اليوم بحاجة ماسة إلى التوعية والتنظيم، الذين بهما نصل إلى القمة ونهر عروش المستبدين ونستطيع بناء مجتمعنا الحر القائم على أساس الحياة الندية المشتركة لنعيش فيه جنباً إلى جنب مع الرجل الحر، ونحقق أفضل أشكال الحياة الحرة المشتركة ونربي أجيالاً مجبولة من فولاذ ومقاومة.

زر الذهاب إلى الأعلى