مقالات

لماذا تزداد حدة العزلة المفروضة على القائد أوجلان في هذه المرحلة؟

محمد ايبش

هذا سؤالٌ يحمل في طياته جملة من الأجوبة، ولكن الجواب الأقرب إلى الواقع هو أنهم لا يريدون أن يكون المفكر عبد الله أوجلان متواصلاً مع العالم الخارجي لأن أطروحاته حول إيجاد الحلول الناجعة للأزمات الخانقة التي يعيشها العالم نتيجة سياسات نظام الحداثة الرأسمالية والدول القومية التي تدور في فلكها عاجزة عن الخروج من أزماتها بكل ما تعني الكلمة من معنى، فالفاشية التركية التي تحاول إرضاء المتآمرين على قضية شعوب المنطقة وما تشهدها منطقة الشرق الأوسط وخاصة في مناطق شمال وشمال شرق سوريا وفي غزة ورغم الامكانيات التي تمتلكها دول الغرب من امكانيات اقتصادية لكنها غير قادرة على حسم الأمور كما ترغب، لذلك تحاول وبكل قوتها استمرار العزلة حتي لا تكون اطروحات جديدة تكشف زيف أنظمتهم المتوحشة، وبالتالي فإن الشعارات لا تفيد في كسر العزلة، بل العمل الجاد من خلال تحشيد المَسِيرَات والمظاهرات في العواصم التي لدولها الثقل السياسي على الساحة الدولية، وعقد ندوات في الساحات العامة للمدن الكبرى، والتعريف بفكر القائد والمفكر الأممي “عبد أوجلان” وفضح سياسات الفاشية التركية من خلال دعمها للفصائل الإرهابية، وحشد الجماهير الشعبية في تلك المدن عبر أصدقاء الشعب الكردي وقضيته العادلة مع التأكيد بأن أزمة الشرق الأوسط لن تُحل على طريقة الدولة القومية، وما يطرحه الرئيس الأمريكي بحل الدولتين في فلسطين قد يأتي يوم ويطالبوا بحل الدولتين في تركيا لكي تبقى الجمرة متوقدة تحت الرماد، فَمشروع الأمة الديمقراطية بنظر الغرب هو نهاية لهيمنتهم على منطقة الشرق الأوسط، وما تشهده غزة من دمار شامل وما سبقتها من الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا واستهداف البنية التحية لا ينفصلان عن بعضهما البعض، وفي ضوء ذلك شاهدنا صمتاً كصمت القبور التزمت به القوى التي تعتبر نفسها حليفة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهنا يجب أن نعرف هدف صمتهم، فلا مبرر لهذا الصمت سوى أنهم يريدون القضاء على تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وبأيدي تركيا، وبالتالي النيل من مشروع الأمة الديمقراطية، وعندما فشلت الهجمات التركية في تحقيق هدفها الأساسي وجر قوات سوريا الديمقراطية إلى حرب غير متوازنة لجأت إلى إصدار العقوبات الانفرادية على القائد لقطع الطريق أمام أي تواصل مع العالم الخارجي، ولا يمكن فصل العزلة عن فشل هذه القوى بجر قوات سوريا الديمقراطية إلى مستنقع حرب شاملة مع الجيش التركي ومرتزقته.

زر الذهاب إلى الأعلى