حوارات

سليمان عرب: أساس حزبنا مبني على الثوابت المجتمعية والديمقراطية

مع اقتراب حلول الذكرى السنوية السادسة عشر لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD تواصلت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع (سليمان عرب) عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYDوممثل الحزب في باشور كردستان,  وأجرت معه حواراً بدأه (عرب) بالقول:

استند حزبنا على الخط الثالث في الاعتماد الدبلوماسي على الشعب والمجتمع.

 بداية نبارك الذكرى السنوية السادسة عشر لتأسيس حزبنا على جميع الأعضاء فرداً فرداً، وعلى جميع شعبنا في روج آفاي كردستان وشمال وشرق سوريا وعموم كردستان وسوريا.

وتابع عرب: حزب الاتحاد الديمقراطي حزبٌ فتيّ يستند على براديغما الحضارة الديمقراطية, وهي منظومة فكرية جديدة تستند إلى أفكار ومجلدات القائد (عبدالله أوجلان)، وهي فلسفة جديدة تُعرف بالأمة الديمقراطية, والتي لعبت دوراً كبيراً خلال السنوات الماضية في الأزمة السورية والثورة السورية, وبشكلٍ خاص في شمال وشرق سوريا, وباعتباره حزباً جديداً يحمل أفكاراً جديدةً, ويختلف إلى حد بعيد عن الأفكار القديمة والأحزاب الكردية والسورية عموماً بأفكاره ورؤيته للحلّ, ونظرته للقضايا في سوريا وفي كردستان وعموم الشرق الأوسط, لذلك كان للحزب دوراً فعالاً خلال السنوات الماضية, ولكن من الناحية الدبلوماسية ومنذ تأسيس الحزب كان هناك نوع من الحصار وعدم قبول الأفكار التي يطرحها الحزب, لذلك لاقى الصعوبات منذ بداية تأسيسه في فتح المسالك الدبلوماسية وتحقيق العلاقات الرسمية وعقد العلاقات مع أغلبية القوى, وأغلب الأبواب والطرقات مغلقة أمام دبلوماسية الحزب وبشكل خاص في بداية الثورة السورية, ولكن اتّباع الحزب لسياسة الخط الثالث وفلسفة الأمة الديمقراطية ونهجه الجديد في وقت تُجمع فيه أغلب الأحزاب والقوى المعارضة وأيضاً المناضلة منذ عشرات السنين على أُطر معينة، وبشكل خاص في روج آفايي كردستان, بقي الحزب وحده في مجلس شعب غربي كردستان, في وقتٍ تجمّعت أغلبية الأحزاب الكردية في إطار المجلس الوطني الكردي، وبنفس الوقت من الناحية الوطنية السورية ناضل الحزب بعيداً عن المعارضة الخارجية, واستند حزبنا على الخط الثالث في الاعتماد الدبلوماسي على الشعب والمجتمع, وهو خطّ يتلخّص في الاعتماد على الداخل والانطلاق من التنظيم الداخلي والقوة الداخلية, وتنظيم الشعب انطلاقاً من الديمقراطية الداخلية في سوريا على أساس التعايش المشترك وحل القضايا السياسية وحل القضية الكردية, وبناء سوريا جديدة والانطلاق نحو الخارج, في الوقت الذي توجهت فيه أغلبية الأحزاب الأخرى دبلوماسياً وسياسياً إلى القوى الخارجية للعودة إلى سوريا بعد تحقيق التغيير المطلوب، وكان هذا اختلافاً جذرياً بيننا وبين القوى الأخرى.

الدبلوماسية الحقيقية هي الدبلوماسية الاجتماعية التي تعتمد على القوة الحقيقية للمجتمع.

وأضاف عرب منوهاً بالقول:

حزبنا في هذا الخط اعتمد على بناء العلاقات الدبلوماسية مع القوى المجتمعية وقوى المجتمع المدني والقوى الأخرى التي نسميها في فلسفة الأمة الديمقراطية بقوى الأمة الديمقراطية, وهي (المكونات، القوميات، الأديان، القبائل والعشائر، مؤسسات المجتمع المدني، وكافة القوى المجتمعية) التي يتشكل منها مجتمعنا في الداخل وبشكل خاص في روج آفا وسوريا عموماً، وهذا الاعتماد خلق فرصة كبيرة لبناء نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية ليصبح مكتسباً كبيراً وحلاً مثالياً للأزمة السورية, واعتمادنا على هذا الخط يعود إلى فلسفتنا التي نعتمد عليها, وهي أن الدبلوماسية ليست مع القوى الرسمية الدولية فقط, أو أن الدبلوماسية ليست فيما بين الدول أو المؤسسات الرسمية للدول القومية، بل أن الدبلوماسية الحقيقية هي الدبلوماسية الاجتماعية التي تعتمد على القوة الحقيقية للمجتمع.

وتابع عرب: في الوقت الذي كانت فيه علاقاتنا مع الجانب الرسمي أو مع القوى الدولية ضحلة جداً وقليلة, فخلال السنوات الماضية خطونا خطوات كبيرة في هذا الإطار, في وقت كانت فيه أغلب الأبواب مغلقة أمامنا, واليوم لنا علاقات واسعة جداً في المجتمع الدولي ومع القوى الإقليمية والسورية أيضاً، والعلاقات الرسمية نستطيع أن نوجزها في أننا ضمن الاشتراكية الدولية في التحالف الدولي ضد داعش كحزب موجود في الإدارة الذاتية الديمقراطية، أيضاً لدينا علاقات مع الكثير من الدول الإقليمية والعالمية، وكانت لنا لقاءات كثيرة مع الوفود ومع الممثلين الرسميين للدول في بلدانهم أو أثناء زيارة وفودهم إلى روج آفا وشمال وشرق سوريا، لذلك هنالك تطور ملحوظ في العلاقات الدبلوماسية لحزبنا.

نحن في الحزب نتطلع لبناء الأرضية لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني

وحول نضال الحزب في سبيل توحيد الصف الكردي قال (سليمان عرب):

من جانب آخر يعتمد حزبنا في دبلوماسيته على تحقيق الوحدة الوطنية الكردستانية سواء في روج آفايي كردستان أو في عموم كردستان والخارج، وكان لحزبنا دور كبير في التقارب ما بين الأحزاب الكردية بشكل خاص في روج آفايي كردستان وفي وقت كان حزبنا منفرداً في رؤيته السياسية ورؤيته للحل, والآن أغلبية الأحزاب التي كانت موجودة ضمن المجلس الوطني الكردي تشارك في الإدارة الذاتية الديمقراطية, ولدينا آليات لعقد العلاقات والتنسيق والعمل المشترك، ونحن نعتبر هذا انجازاً كبيراً من الناحية الدبلوماسية لتحقيق الوحدة الوطنية الكردستانية، طبعاً في روج آفاي كردستان نحن نعطي لمبادرة KNK الأهمية الكبرى لتحقيق ذلك الهدف, وفي عموم كردستان نحن نتطلع لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني لبناء استراتيجية كردستانية كردية للحفاظ على المكتسبات الموجودة وتحقيق الاستمرارية لها, وتشكيل قوة كردستانية لمواكبة المرحلة الهامة والخطيرة كوننا نعيش مرحلة مهمة جداً, من ناحية المكتسبات وتحقيق آمال وأهداف شعبنا, ونعيش في ظروف صعبة أمام هجمات وتطورات خطيرة، وهناك أطماع  وهجمات كبيرة على مكتسباتنا وشعبنا، لذلك نحن نولي الجهود لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني أهمية كبيرة جداً.

وتابع سليمان عرب:

كان لحزبنا العديد من الجولات الدبلوماسية, وعقد المئات من اللقاءات الرسمية مع القوى الكردستانية عموماً, يعني كافة الأحزاب الكردستانية والكردية الموجودة في الأجزاء الأخرى، وأيضاً الآن لدينا علاقات جيدة جداً معهم ولقاءات مستمرة وتشاور وتبادل الآراء بشكل دائم, وبشكل خاص في إقليم كردستان كون أغلبية الأحزاب والقوى الكردستانية موجودة هناك، وفي باكور كردستان لدينا علاقات قوية جداً, وروجهلات كردستان أيضاً، ونحن نتطلع لبناء الأرضية لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني.

 كحزب نحن نؤمن بالحل السياسي والسلمي والديمقراطي

وحول المصاعب التي يواجهها الحزب في المرحلة الحالية أوضح (سليمان عرب) قائلاً:

بالنسبة للمرحلة الحالية (تهديدات الدولة التركية واحتلالها لعفرين), فهذا يلقي على عاتق حزبنا مهاماً دبلوماسية كبيرة في فضح سياسات الدولة التركية وممارساتها, وما تفعله من تغيير ديمغرافي وقتل وتهجير وتشريد, والكثير من الممارسات اللاإنسانية التي تتبعها على شعبنا بغية تحقيق التغيير الديمغرافي والثقافي لكامل منطقة عفرين، ومن الناحية الدبلوماسية فضح هذه الممارسات وإنهاء هذا الاحتلال والتوجه نحو الطرق الحقيقية من أجل ذلك, وكحزب الاتحاد الديمقراطي بالتأكيد لنا رؤى مختلفة، فنحن لنا ثوابت دبلوماسية حقيقية في نضالنا السياسي والدبلوماسي, ونستند على الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة، ونؤمن بالحل السياسي والسلمي وبالحوار لحل القضايا العالقة, ولنا مبادئ وأسس نعتمد عليها في عملنا النضالي ومن أجل تحقيق أهدافنا، وبالتأكيد نحن لا نعتمد على الحرب أو نؤمن بالعنف بقدر ما نؤمن بالحل السياسي والسلمي والديمقراطي.

حل القضايا في سوريا يكون من خلال سوريا لا مركزية ديمقراطية

وبالنسبة للجهود الي يبذلها الحزب من أجل الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا وإيجاد حل للقضية الكرية في سوريا, قال (سليمان عرب):

موضوع حل القضية الكردية في سوريا وإيجاد حالة شرعية أو اعتراف شرعي بالإدارة الذاتية الديمقراطية كمكتسب عبر نضال السنوات الماضية, كان لحزبنا دورٌ طليعي فيه من خلال العمل الدبلوماسي والسياسي مع الأٍسرة الدولية, والتفاوض والحوار مع النظام السوري في دمشق من أجل الاعتراف الشرعي بالواقع الموجود حالياً, ونحن في حزب الاتحاد الديمقراطي لنا وجهة نظر لحل القضايا في سوريا من خلال سوريا لا مركزية ديمقراطية, وحل القضية الكردية فيها حلاً ديمقراطياً, والحفاظ على الإدارات الذاتية الموجودة حالياً على أرض الواقع، وهذه هي وجهة نظرنا السياسية والدبلوماسية من أجل إيجاد الشرعية والاعتراف الرسمي, ونحن مستعدون وفي نضال مستمر مع القوى الدولية ومع النظام في دمشق, ومستعدون للحوار بشكل دائم من أجل الاتفاق من خلال الدستور (أن يكون دستوراً ديمقراطياً في سوريا), وتحقيق الأمن والاستقرار في عموم سوريا من خلال اتباع الأساليب الديمقراطية والانتخابية والشرعية.

كحزب نناضل دبلوماسياً من أجل حل مشكلة أسرى تنظيم داعش وتحرير عفرين

وحول دور حزب الاتحاد الديمقراطي في محاربة الإرهاب وهزيمته, أوضح (سليمان عرب) ذلك بالقول:

في الفترة الأخيرة وبعد إعلان الانتصار التاريخي على تنظيم داعش, الذي كان انتصاراً للإنسانية جمعاء وكانت خطوة تاريخية بالقضاء على أكبر تنظيم إرهابي في التاريخ مثل داعش، كان لحزبنا دوراً كبيراً من الناحية السياسية والدبلوماسية في إعطاء الأهمية لتلك الخطوة الكبيرة, والتعريف بها كملفات رسمية وتوزيعها ونشرها لدى القوى العالمية الأخرى وتعريفها بتلك الملفات، والوضع الحالي للنضال والاستمرار في النضال ضد داعش بغية إنهائه جذرياً من خلال القضاء على خلاياه النائمة وذهنيته وتأثيره السلبي، فضلاً عن أن الآلاف من عناصر وقيادات داعش ما زالوا في سجون الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومن الناحية السياسية والدبلوماسية نحن نؤكد على أنه لا بد أن يكون هناك دعم دولي من أجل محاكمة هؤلاء الدواعش محاكمة دولية, وأن يتم تأمين السجون والأمور اللازمة لسجنهم, وكيفية محاكمتهم وإلى حد كبير إعادة تأهيلهم وتوعيتهم (نساء وأطفال داعش) من أجل إيجاد الآليات المناسبة لتحريرهم من تلك الذهنية, وهذا يتطلب دوراً دبلوماسياً كبيراً لحزبنا في لعب دوره الحقيقي، وبالمختصر بناء محكمة دولية لعناصر داعش, وأن تتم محاكمتهم في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.

وبخصوص نضال الحزب من أجل تحرير عفرين قال (سليمان عرب):

تحرير عفرين وممارسات الدولة التركية فيها هو أحد الأعمدة التي يعتمدها حزبنا في دبلوماسيته, وهي أنه لابد من تحرير عفرين من الاحتلال التركي وإنهاء تواجد المرتزقة والمجموعات الإهاربية فيها, وفضح الممارسات التركية ومرتزقتها من قتل وتشريد وتهجير وما ترتكبها يومياً ولحظياً في تلك المناطق وكشفها للرأي العام العالمي.

وتابع عرب: عموم نضال حزبنا السياسي والدبلوماسي كان من خلال إعطاء الشرعية للإدارة الذاتية, ولم يكن نضالاً سياسياً دبلوماسياً حزبياً, بل كان نضالاً دبلوماسياً من خلال العلاقات والتعريف بمكتسبات شعبنا, والتعريف بالإدارات الذاتية الموجودة كوننا لا نرغب في الاعتماد على الحزب الواحد أو سلوك تمثيل حزبي للمجتمع أو للإدارة أو للشعوب, فالإدارة الذاتية الديمقراطية هي الممثل الشرعي لمؤسساتنا.

كما أشار عرب إلى الانتصارات الكردية في سوريا قائلاً:

الكرد حققوا انتصارات كبيرة في الفترة السابقة وبشكل خاص العسكرية في القضاء على داعش في كوباني وعفرين والعديد من المناطق الأخرى، لكنهم دائماً يحتاجون إلى الانتصار السياسي والدبلوماسي، وهذه نقطة مهمة جداً في أن الكرد ينتصرون سياسياً ودبلوماسياً وبشكل خاص بعد وقف الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا من خلال الاتفاقات السياسية, ووقف الهجوم التركي من خلال إيجاد آلية لحماية الحدود والتي تعتبر انتصاراً كبيراً لنا.

وبمناسبة حلول الذكرى السنوية لأسيس الحزب وجه سليمان عرب رسالةً لأعضاء الحزب قال فيها:

الذكرى السنوية للحزب تعيد إلى الذاكرة عشرات السنين من النضال والآلاف من الشهداء، والشهداء الطليعيين الذين استشهدوا منذ البداية، والمؤسسين الحقيقيين للحزب الذين استشهدوا منذ بداية تأسيس الحزب، وذكرى تأسيس الحزب تعيد لنا تلك المعنويات وتلك الروح من خلال حماية المكتسبات الموجودة والاستمرار في استراتيجية الحزب, ومن خلال الارتباط بقيم الشهداء وبقيم الحزب, وبالاستناد على فكر وفلسفة القائد أوجلان, وتحقيق الروح الحزبية والرفاقية بين جميع الأعضاء، وبهذه الذكرى سيتم عقد المؤتمر الثامن للحزب, وعقده يعيد ويؤكد على قوة وتنظيم الحزب, وسيعمل على رفد الحزب بأعضاء وقيادات جديدة يستطيع من خلالهم مواكبة المرحلة كون المكتسبات أصبحت كبيرة والساحة النضالية واسعة المهام كبيرة جداً، وبالتأكيد ذكرى تأسيس الحزب وعقد المؤتمر العام ستكونان قوة كبيرة للدفع بالحزب إلى مكتسبات وتحقيق أهداف أكبر.

إعداد: ليلوز حسين

زر الذهاب إلى الأعلى