تقاريرمانشيت

سيرة كفاح < الاتحاد الديمقراطي> حزب الجماهير 

بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي مسيرته النضالية في أصعب  المراحل التي كان تمر بها الشعب الكردي في سوريا، وفي بقية أجزاء كردستان التي قسمت أبان اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 إلى أربعة أجزاء وتشتت الكرد  بين سوريا، تركيا، العراق وايران، واعتبروا على أرضهم التاريخية في سوريا غرباء، حيث تعاملوا كمواطنين من الدرجة الثالثة وحتى العاشرة حتى أنهم اعتبروا من قبل السلطات الحاكمة أجانب،  وحرموا من حقوقهم الطبيعية والتي كفلها القوانين الدولية والانسانية لك شعب وأمة، ناهيك عن سياسات الإبادة ومحاولات طمس الهوية والإنكار  إلى سياسات التعريب التي مورست بحقهم وبحق أرضهم التاريخية تلك الأرض التي يتعايشون فيها إلى جانب بقية الشعوب من العرب والأرمن والسريان  منذ آلاف السنين.

في خضم هذه الحقبة المجحفة بحق الكرد شعباً وأرضاً، تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي، بتاريخ 20 أيلول 2003 داعيا إلى روج آفا حرة وسوريا ديمقراطية. وما لبث أن تأسس الاتحاد الديمقراطي حتى انطلقت انتفاضة 12 آذار من قامشلو، ومن هنا بدأ النظام البعثي بتضيق الخناق على الحركات والاحزاب الكردية الثورية وبحق كل من يتلفظ بوجه سياساته كرداً وعرباً وسرياناً، لكن  كان للكرد الحصة الأكبر من سياسة القمع والتعسف، وتعرض آنذاك كل ناشط سياسي كردي إلى القمع، وكان على رأس هؤلاء كوادر حزب الاتحاد الديمقراطي وقياديّه، الذين تعرضوا للملاحقة والاعتقال والتعذيب في أقبية السجون التابعة للنظام البعثي، وعانوا الأمرين على يده، إلى أن انطلقت ثورة 19 تموز من كوباني لتمتد إلى عفرين وقامشلو ديرك والحسكة، وتكللت أولى خطوة الثورة  على الصعيد السياسي والإداري بتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية وذلك بعد سنتين من انطلاقة الثورة لتصبح هذه الإدارة أحد أبرز منجزات هذه الثورة.

بالطبع حزب الاتحاد الديمقراطي كحزب ثوري جماهيري كان له دورٌ بارز في الثورة على الصعيد التنظيمي والسياسي وله العديد من الشهداء على درب الحرية والديمقراطية منذ تأسيسه وحتى اللحظة.

 نسلط الضوء على جانب من مسيرة نضال الحزب وذلك  عبر هذا الحوار الذي أجريناه مع الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي شاهوز حسن، وعائشة حسو تزامناً مع الذكرى السنوية السادسة عشرة لتأسيس الحزب:

– يستقبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة عشرة لتأسيسه، كيف تقيم الرئاسة المشتركة للحزب نشاطه على مدار هذه السنوات؟

شاهوز حسن: في البداية نحي جميع الرفاق، عوائل الشهداء، وجميع مَن ناضل ضمن صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي منذ تأسيسه وحتى اللحظة، ونؤكد أن الـPYD مستمر في نضاله.

إن تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي كحزب يسعى لحل القضية الكردية في سوريا وبناء سوريا ديمقراطية، تم في ظروف مهمة، ولم يكد ينهي عامه الأول حتى تعرض لهجمة عنيفة طالت عموم شعب روج آفاي كردستان في 2004، إلا أن حزب الاتحاد الديمقراطي استطاع قيادة الانتفاضة التي انطلقت شرارتها من قامشلو وشملت عموم روج آفاي كردستان، وقد تعرض الكثير من أعضائه للتعذيب في السجون، والبعض منهم وصلوا لمرتبة الشهادة مثل الشهيد بافي جودي، فيما بقي مصير البعض منهم مجهولاً مثل الرفيقة نازلية كجل، واستمر العشرات من أعضائنا في السجون بمقاومتهم، وفي تلك المرحلة حيكت المؤامرات ضد حزبنا، كان نتيجتها استشهاد الرفيقة شيلان، جوان، زكريا، وجميل في الموصل، وفي الداخل تعرضنا لهجمة استهدفت قيم شعبنا وقيم حركة التحرر التي تحققت بفضل كدح القائد آبو وشعبنا ودماء الشهداء.

أمام هذه الهجمات التي كانت للأنظمة المحتلة لكردستان، اليد الطولى فيها وبشكل خاص النظام البعثي أثبت حزب الاتحاد الديمقراطي أنه حزب جماهيري، يواجه الحركات التصفوية والعدائية ويفرغ المؤامرات من محتواها، ويعتبر الحل الديمقراطي أساساً في نضاله، لذلك استمر حزب الاتحاد الديمقراطي في نضاله عبر تنظيم الشعب والتوجه نحو حل ديمقراطي في سوريا، وكيفية حل القضية الكردية في سوريا.

بعد مرحلة طويلة من الضغط على شعبنا والهجمات والاعتقالات وصلنا إلى مرحلة التغيير التي طالت عموم الشرق الأوسط في عام 2011، وبدورنا كحزب وصلنا إلى نتيجة مفادها أن هذا التغيير سيشمل سوريا أيضاً، ولابد أن نكون جاهزين له، لذلك وضعنا جل جهدنا على تنظيم شعبنا إيماناً من أن الشعب المنظم هو الذي يخوض الثورات، لنستطيع تطوير نموذج يحقق دستور وحل ديمقراطي في سوريا على أساس أخوة الشعوب والوحدة الوطنية الكردستانية، وتحقيق الانتصار وكيفية حماية شعبنا دون أن نقع تحت تأثير أي طرف في ظل التدخلات الخارجية في الثورة السورية ومخططات الدول الإقليمية.

تعرضنا للكثير من الهجمات لكننا استطعنا حماية مناطقنا من المجموعات المرتزقة مثل جبهة النصرة وداعش وغيرها، فضلاً عن اتحادنا مع المكونات الأخرى على أساس حماية أرضنا وتطوير المشروع الديمقراطي، تابعنا نضالنا وحققنا مكتسبات تاريخية أصبحت ملكاً للإنسانية جمعاء، مثل مقاومة شعبنا في الشيخ مقصود، كوباني، الجزيرة ومقاومة العصر في عفرين التي تستمر إلى يومنا الراهن.

إن الشعب الذي يقوم بتنظيم نفسه يستطيع تحقيق الانتصار، ويتحرر ويحمي مكتسباته، ونحن بدورنا نستعد اليوم للمرحلة الجديدة بكيفية حماية مكتسباتنا بشكل أكبر وإفراغ هجمات القوى الفاشية التي تهدف لإبادة شعبنا وإمكانية حماية وتطوير النصر التاريخي لعموم سوريا وكردستان.

 عائشة حسو: نستقبل في الأيام القليلة القادمة الذكرى السنوية السادسة عشرة لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي، لذا عندما نقيم نشاط الحزب على مدار السنوات السادسة عشرة الماضية علينا العودة إلى ما قبل ثورة روج آفا أو الأزمة السورية، حيث عانَّ الحزب من مضايقات كثيرة على يد النظام القائم في سوريا، حتى أن سبل النضال كانت مؤطرة بسبب الوضع الذي كان يسود سوريا آنذاك، لذلك مورست على حزبنا سياسات مختلفة من التعنيف والمضايقات التي لا يزال بعض رفاقنا المعتقلين مجهولي المصير من جرائها.

كما أن حزبنا ومنذ تأسيسه أصبح حزب الشهداء حيث ضحى بالكثير من رفاقه وأبنائه حتى ُكني بهذا الاسم، نحن نستطيع القول بأننا واكبنا المرحلة متمثلة بما قبل الأزمة السورية وما بعدها، لأن حزبنا يمتلك استراتيجية بنت نفسها على أساس فلسفة الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد والفيلسوف عبدالله أوجلان، أما لماذا انتهج الحزب هذا الخط أو البراديغما؟ لأننا استطعنا بالفعل أن نفهم الموزاييك السوري الذي تم إنكاره بشكل ممنهج من قبل السلطات التي حكمت سوريا على مدار 40 عاماً وما قبلها، لذلك استطعنا مع بداية الأزمة السورية انتهاج الخط الثالث الذي كُلل بالإدارة الذاتية الديمقراطية التي باتت واقعاً على الأرض السورية، وكحل هي الأجدر للأزمة السورية، ضف إلى ذلك أن حزبنا نظم نفسه على قاعدة جماهيرية كبيرة تنَمت يوماً بعد يوم.

– يقول قائد الشعب الكردستاني عبدالله أوجلان أن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في روج آفا قام بعمل موفق بما تلخصون هذا العمل؟

شاهوز حسن: نحن كحزب نعتبر أنفسنا السائرين على خطى ميراث ونضال القائد آبو وفكره وفلسفته ومعرفته والتنظيم الذي رسخه بين صفوف الشعب في روج آفا، وعلى هذا الأساس تقدمنا، لأنه أساس متين على الصعد الفكرية، الفلسفية، السياسية، والتنظيمية، ولأن نضال القائد آبو أحدث تغييراً في مجتمع روج آفايي كردستان لذلك استطعنا قيادة الثورة.

تنتظرنا واجبات مهمة وكثيرة كحزب وكقوة تنشد الحرية والديمقراطي في شمال وشرق سوريا وسوريا عموماً، بغية الوصول لحقيقة إرادة الحرية للشعب، والمرأة والشبيبة وانتصار الكفاح الديمقراطية في سوريا.

نحن لعبنا دوراً رائداً لكننا مدينون لقائدنا وشعبنا وشهدائنا لاسيما وأن جزء مهم من روج آفا تحت الاحتلال، ولا يمكن القول بأننا أنتصرنا ما لم يتحقق النصر في عفرين، ولا ضمانة لمكتسباتنا وأهدافنا ما لم يتم تحرير عفرين وعودة أهلها إليها وحماية المشروع الديمقراطي المتحقق في روج آفا وشمال وشرق سوريا، عندها  يمكن القول إننا انتصرنا.

مكتسبات كثيرة تحققت لكن استمرار حمايتها هو عنوان المرحلة المقبلة ارتباطاً بفكر وفلسفة القائد آبو وصواب تطبيقها على الأرض.  

عائشة حسو: هذا الحزب كما ذكرت آنفاً لم يبخل بالتضحيات الجِسام واستطاع فهم الوضع السوري عامة، ووضع وموقف المكون الكردي بشكل خاص، لأنه حزب يرى من منظور تطلعات الشعب الكردي الذي لطالما عانى الأمرين، ومن جهة أخرى يستوعب المكونات السورية المختلفة، ويعمل، وما تقييم القائد أوجلان لحزبنا بأنه قام بعمل موفق هذا إن دل على شيء فأنه يدل على أن حزبنا بالفعل استطاع مواكبة المرحلة وأن يقدم مشروعاً بديلاً عن المشاريع القومومية والمذهبية والطائفية ضمن روج آفا وسوريا.

– وحدة الصف الكردي تعتبرونها من الضرورات الملحة الواجب تحقيقها، فهل من استراتيجية تودون اتباعها لا سيما وأن بعض الأطراف لا تستجيب لدعاواتكم، أو هل بإمكانكم التطرق إلى أسباب عدم الاستجابة هذه؟

شاهوز حسن: الوحدة الوطنية الكردية في روج آفا والوحدة الوطنية الكردستانية عموماً خطوة مهمة ورئيسية في برنامجنا كحزب الاتحاد الديمقراطي، ونؤكد عليها في كل المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات، لأن كفاح التغيير في المنطقة ضمانة مكتسبات الثورة في كردستان سواء في روج آفا أو في أحد الأجزاء الأخرى، ومن دون توحيد الشعب الكردي لقوته وجميع طاقاته، لن يرتقي للمستوى المطلوب. لذلك ندعو للوحدة على الصعيدين: الأول: الوحدة الوطنية الكردستانية والثانية وحدة القوى الديمقراطية في سوريا.

الوحدة الوطنية الكردستانية مهمة لتحقيق وحدة القوى الديمقراطية في سوريا، للتخلص من التدخلات الخارجية التي تعمل من أجل

اشعال الصراع والأزمات بين القوى الكردية، كما إننا نطالب بالوحدة لنحقق طموحات وآمال شعبنا.

خلال السنتين الأخيرتين، كانت لنا محاولات كثيرة، كما انعقد برعاية من المؤتمر الوطني الكردستانية اللقاء التشاوري الخاص بروج فا والذي اعتبر خطوة مهمة ولقاءً ناجحاً.

كما انعقد بريادة حزبنا في الفترة السابقة اجتماع تشاوري للأحزاب المنضوية في الإدارة الذاتية الديمقراطية انضم إليه (22) حزب، بغية توحيد الأحزاب الكردية.

كما وأطلق المؤتمر الوطني الكردستاني مبادرة لا زالت مستمرة لتوحيد القوى الكردية السياسية والمجتمعية في روج آفا.

ونحن في حزب الاتحاد الديمقراطي لطالما كنا جاهزين لتأدية ما يقع على عاتقنا في أي شيء يخص هذا المسار، وجاهزين لتأديته مستقبلاً أيضاً.

فرنسا لها محاولات في تقريب القوى السياسية الكردية في خارج روج آفا، أو تلك التي لها علاقات مع تركيا، في هذا الصدد نستطيع القول بأن العراقيل التي تمنع هذه الوحدة هي وجود أذيال للدولة المحتلة لكردستان بين الكرد يحول دون تحقيق الوحدة، نقولها بوضوح وشفافية بإرادتنا الحرة والديمقراطية أسسنا الإدارة الذاتية مع القوى السياسية الكردية ومع المكونات الأخرى، ونريد أن ينضم إليها جميع إخواننا الكرد.

ومن يحاول تدمير الإدارة الذاتية الديمقراطية موقفه عدائي لا صلة له بالوطنية ولا يخدم سوى الأعداء، وعلى هذا الأساس ندعوهم إلى الابتعاد عن هكذا مواقف، وإن جميع المشكلات السياسية يمكن حلها بالحوار ونحن جاهزون له دوماً.

الوحدة الوطنية الكردية في روج آفا تمت في صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة التي انضمت إليهما الآلاف من شابات وشبان الكرد للدفاع عن مناطقهم وتحريرها من رجس داعش ومحاولات الاحتلال المختلفة، في روج آفا الدماء التي سالت لم تكن دماء أبناء روج آفا فقط إنما من أجزاء كردستان الأربعة، الوحدة الوطنية تحققت في خنادق الدفاع والمقاومة بروح حرية الشعب دون الالتفات إلى التوجهات السياسية،  وكحزب نعتبره ميراثاُ ونصراً كبيراً لنا، ما تبقى هو اتفاق القوى السياسية الكردية وإذا ما نحاول وضع المصالح الحزبية الضيفة جانباً والتخلص من الأيدي المعادية بيننا والتفكير بمصلحة شعبنا، حتماً نستطيع تحقيق الوحدة الوطنية.

– كيف تقيمون لنا دوركم ضمن الأزمة السورية منذ انطلاقتها ولغاية اليوم؟ وما الذي تصرون على تطبيقه في سوريا؟

شاهوز حسن: منذ اليوم الأول لتأسيس حزبنا أكدنا على أننا نسعى لتحقيق الوحدة الديمقراطية بين الشعوب السورية، والقضية الكردية هي مفتاح حل جميع الأزمات في سوريا، نحن الآن في مرحلة حقق فيها الكرد مع المكونات الأخرى عبر الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الوحدة الديمقراطية، ونحاول تطبيقها في عموم سوريا، لذلك يتوجب تعزيز نضالنا المشترك مع القوى السورية لأن برامجنا السياسي هو حل القضية الكردية في سوريا وتحقيق سوريا ديمقراطية، وهذا ما يستدعي أن يكون لها أساساً.

الأساس المجتمعي عبر تحقيق الوحدة القوى الديمقراطية تم بنائها لكنه غير كافٍ كون المرحلة المقبلة تدعو لتحقيق سوريا ديمقراطية عبر دستور ديمقراطي واجتثاث الذهنية العنصرية بين الشعوب وترسيخ ذهنية الأمة الديمقراطية، ليستطيع الشعوب إدارة نفسها بنفسها وتتنظم بشكل حر وديمقراطي.

نحن نسعى للتوجه نحو مرحلة الحل السياسي، لتحقيق سوريا الجديدة بدستور جديد ديمقراطي، وباعتقادنا يتحقق ذلك عبر الإدارات الذاتية الديمقراطية للمناطق، وبنظام ديمقراطي لا مركزي في عموم سوريا، ويستطيع أن يكون سبيلاً لحل القضايا في سوريا، لذلك العقلية العنصرية والدينوية والقوموية لا تهتم للمرأة والشباب وتعمل وفق عقلية استبدادية واستخباراتية لا بد من تغييرها لأنه قد عفى عنها الزمن، وتحقيق ذهنية ديمقراطية ومجتمع ديمقراطي ونحن نستمر بنضالنا لتحقيق ذلك، ونخطو خطوات مهمة نحو بناء سوريا ديمقراطية التي نناضل منذ تأسيس حزبنا لتحقيقها، ونجد أنفسنا رواد التغيير الذهني ضمن القوى السياسية السورية ونلعب دوراً رائداً في ذلك حتى نصل إلى النصر.

– إلامَ سيبقى الوضع في عفرين كالراهن، وماهي جهودكم في سبيل تحرير عفرين؟

عائشة حسو: عفرين قاومت 58 يوماً، واستبسل شعبها وقواها العسكرية في الدفاع عنها، إلا أننا جميعاً نعلم أن احتلال عفرين كان وفق توازنات واتفاقات جرت على الصعيد الدولي والإقليمي، لذلك الوضع في عفرين مرتبط بالتوازنات، وتركيا دولة محتلة ليس فقط لعفرين إنما الباب وجرابلس وإدلب أيضاً لاقتطاعها من سوريا.

ونحن كحزب نتخذ من تحرير عفرين أولى أولوياتنا ولن نتراجع عن ذلك، والشعب العفريني الذي آثر البقاء في الشهباء لتحرير أراضيه التي تم احتلالها لن يتخلى عن عفرين، وكحزب سياسي وكجزء من نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية مصرون على تحرير عفرين لأنها جزء أساسي من سوريا، ولهذا سنرفع من وتيرة نضالنا حتى نحقق هدفنا في تحرير عفرين.

– عقدتم مؤتمركم السابع في عام (2017) وبحسب النظام الداخلي للحزب فإن المؤتمر العام لا بد أن ينعقد كل سنتين مرة، ونحن الآن في النصف الأخير من  (2019) فهل ستعقدون مؤتمركم الثامن هذا العام؟ وما هي أبرز استراتيجياتكم له؟

عائشة حسو: بكل تأكيد نحن في الزمن الاعتيادي لعقد مؤتمرنا الثامن، والتحضيرات جارية على قدم وساق، أما أبرز استراتيجياتنا له هي مواكبة المرحلة بكل ظروفها، وأن نكون أصحاب رؤية تنظيمية تتماشى مع تطورات المرحلة والعمل على المستويات الدبلوماسية والسياسية بشكل شامل لأننا نعلم جميعاً أن سوريا تحديداً تمر بمرحلة عصيبة تحاول خلال الأجندات الداخلة إبعاد الأزمة عن مسار الحل.

– كيف يؤثر نظام الرئاسة المشتركة الذي تتبعونه في حزبكم على مكانة المرأة في موضع صنع القرار السياسي؟

عائشة حسو: بالطبع، إن حزبنا من أوائل الأحزاب التي طبقت نظام الرئاسة المشتركة، تبعه بعض الأحزاب الأخرى.

بالفعل هذا النظام استطاع ليس فقط حفظ مكانة المرأة في صنع القرار السياسي بل استطاع بلورة روح المرأة ضمن العمل السياسي لأننا نعلم أن السياسة كانت حكراً على الرجال، وكانت تمارس حسب الذهنية الذكورية بصبغة فردانية، لذلك نظام الرئاسة المشتركة الذي اتبعناه استطاع أن يعيد جوهر السياسة الحقيقية في فن إدارة المجتمع بعطاء المرأة المستدام.

– الرسالة التي تودون توجيهها لأعضائكم ومؤيدكم بمناسبة الذكرى السنوية السادسة عشرة لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي؟

عائشة حسو:  في الذكرى السنوية السادسة عشرة لتأسيس حزبنا، نحن أمام تحديات كبيرة، ووفاءً لقيم شهدائنا علينا الالتفاف حول إدارتنا الذاتية، ونصعّد نضالنا ونرتقي به، وعلينا بروح مقاومة روج آفا وشمال وشرق سوريا وبروح مقاومة العصر أن نبذل جهودنا في خدمة تطلعات شعبنا وفي المحافظة على مكتسباتنا، وأن نستقبل عامنا الجديد بتلك الروح التي ناضلنا بها على مدار 16 عاماً، وعليه نبارك هذه المناسبة العظيمة لجميع أعضاء حزبنا.

شاهوز حسن: نعيش هذه الأيام ذكرى تأسيس حزبنا الذي مر بمراحل جد مهمة ذكرناها آنفاً، واليوم قد وصلنا لمرحلة أكثر أهمية لا سيما وأن صيت حزبنا ذاع حول العالم، فثورة روج آفا، مقاومة الأبطال من أبناء شعبنا، التجربة الديمقراطية مع المكونات الأخرى في شمال وشرق سوريا أصبحت مثالا يحتذى به، حققناها بالتنظيم على أساس التضحية والفداء وثورة الحرية والديمقراطية، لذلك عموم أعضاء حزبنا يتوجب عليهم أن يضاعفوا ارتباطهم بهذه القيم، وبخطى قائدنا وشهداءنا، وأداء الواجبات الملقاة على عاتقنا عبر النضال والكفاح، وحماية مكتسباتنا، وتحرير عفرين وعودة أهلها إليها، يتطلب منا تنظيماً وانضباطاً، ونتطلع لتأدية مهام تصب في مصلحة شعبنا، وتطبيقها بذهنية حرة وديمقراطية، مع أمل أن يقوم جميع رفاق حزبنا بتقوية تنظيمهم وتصعيد نضالهم، لتخطي جميع الصعوبات في هذه المرحلة.

من الآن وصاعداً مهام كبيرة على عاتقنا وبروح النضال هذه علينا الاستمرار في نضالنا دون أن نتأثر بما حولنا من ذهنيات تضعنا في الطرق الغير صائبة، علينا التخلص من كل ما يعكر صفوة نضالنا، وتحقيق واجباتنا بذهنية حرة وديمقراطية، وعلى أعضائنا حزبنا أن يتحركوا وفقاً لهذه الأسس، ويحتفلوا بذكرى تأسيس الحزب وعلى هذا الأساس نتمنى النصر لجميع الرفاق.

  اعداد: سيدار رمو

زر الذهاب إلى الأعلى