PYDالأخبارالرئاسة المشتركةحواراتروجافاسوريةمانشيت

صالح مسلم: إذا استمرت تركيا في هجماتها فإن قوات سوريا الديمقراطية ستعود إلى الحدود التركية

في 27 كانون الأول  2023، نظم المركز الكردي للدراسات (KCS) حلقة نقاش حول الهجمات المستمرة للدولة التركية ضد شمال وشرق سوريا, (روج آفا) شارك فيه الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) (صالح مسلم) الذي تحدث عن الاعتداءات التركية المتكررة على البنية التحتية المدنية, وسبب العداء التركي المستمر ضد الكرد.

وبدأ (صالح مسلم) حديثه عن أسباب عداء الدولة التركية للكرد، وقال: قضية الكرد وتركيا نشأت في بداية القرن العشرين، وسبب هذه المشكلة يعود إلى العقلية القومية، أي الدولة القومية, فعندما رأى الكرد أن مصطفى كمال (أتاتورك) خدعهم، وتم حرمانهم من حقوقهم الكردية, استعد الكرد للحصول على حقوقهم الأساسية، وقالوا إن مصطفى كمال كذب علينا, فمنذ تأسيس الجمهورية التركية نظرت الدولة إلى الكرد باعتبارهم تهديدًا, ولذلك فإن عداء تركيا للكرد بدأ منذ البداية, أي أنهم خائفون من الوحدة الكردية وثورة أخرى مثل ثورة الشيخ سعيد (1925).

وأوضح مسلم أن السلطات التركية تعتقد أن القضية الكردية يجب أن تختفي أو تزول الآن، مشيراً إلى أن السلطات التركية لم تترك لنفسها أي مسارات بديلة., وأضاف قائلاً:

في عام 2015، خلال عملية السلام، توصل الأتراك إلى اتفاق مع قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، لكن أردوغان نقض الاتفاق وأعلن مرة أخرى أنه لا يوجد أي قضية للكرد, ولهذا السبب فقد الكرد الثقة في أنقرة ولم يعد أحد يثق في السلطات التركية, ولا يمكن بناء الثقة، كما أعلن القائد عبد الله أوجلان: عندما يتم قبول الكرد رسمياً في البرلمان التركي, ستتم مناقشة القضية الكردية في البرلمان, وهذه هي إحدى رغبات أوجلان ضمن عملية السلام.

وأضاف صالح مسلم:

منذ عام 2016 لم تتوقف هجمات تركيا ضدنا، خاصة بعد هزيمة تنظيم داعش, ولذلك بعد تحرير مدينة منبج عام 2016رأت تركيا أن داعش في طريقها للهزيمة، فاتفقت مع داعش, وقام داعش بتسليم جرابلس لتركيا, ولهذا السبب لم تتوقف حرب تركيا ضدنا منذ عام 2016، فهم يهاجموننا كلما سنحت لهم الفرصة, وتعد هجمات تركيا الحالية استمراراً لخطة تركيا لهزيمة الكرد, أي أن القضية ليست هزيمتهم في (زاب) ومقتل الجنود الأتراك، لأن تركيا لديها بالفعل خطط وتتحين الفرصة للهجوم, فعلى سبيل المثال هجوم اسطنبول كان مسألة داخلية لتركيا, لماذا أصبحت روج آفا هي المشكلة؟

لأن القضية هي إبادة الكرد, وفي ذلك الوقت نفذ أردوغان هجوماً شاملاً, ومن جهة أخرى هذه المناطق التي تتعرض للهجوم حالياً انسحبت منها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من تلك المناطق منذ 2019, لكن في حال استمرت هذه الهجمات فإن قوات سوريا الديمقراطية ستعود إلى تلك المناطق, لأن قوات سوريا الديمقراطية لن تترك الشعب وستتدافع عنه, ومن ناحية أخرى تحارب قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي تنظيم داعش حالياً، وإذا علّقت قوات سوريا الديمقراطية عملياتها مع التحالف الدولي وجاءت لمحاربة تركيا، فسيتم إحياء تنظيم داعش من جديد, الذي يبحث عن هذه الفرصة لتنظيم نفسه, ولذلك فإن هذه الهجمات التركية تلحق الضرر بالقتال ضد داعش, لأن تركيا قصفت المنطقة المحيطة بالسجن الذي كان يتواجد فيه معتقلو داعش بقامشلو حتى يتمكنوا من الهروب.

وأشار مسلم إلى أنه قبل عام 2011 لم يكن أحد يعرف الكرد في سوريا, ولكن بعد ذلك قمنا بتنظيم شعبنا تدريجياً من أجل الحماية، وقمنا ببناء وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة, أي أننا اعتمدنا على تنظيم الشعب وحماية القانون.

وذكر الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، (صالح مسلم) أنه في عام 2015 عندما تم الاتفاق بينهم وبين قوات التحالف الدولي، كان على أساس المصالح، أي القتال معاً ضد داعش، وأضاف:

كان علينا أيضاً قتال داعش، لأنه طالما بقي داعش في الرقة ودير الزور، فإن روج آفا لن ترى أية راحة أو أمان, لذلك كان من مصلحتنا تدمير داعش, ونتيجة الاتفاق مع التحالف الدولي حررنا الرقة خلال 4 أشهر, وحتى الآن فإن هذا الاتفاق مستمر على أساس المصالح المتبادلة.

وأكد (صالح مسلم) أن مسألة الهجمات التركية على السجون التي تضم عناصر من تنظيم داعش تم طرحها مع قوات التحالف الدولي, وأوضح مسلم أيضاً أنه لا يعتقد أن روسيا أو الولايات المتحدة ستسمحان لتركيا بغزو روج آفا، لكنهما يتجاهلان الهجمات الجوية التركية الحالية, وقال:

أي أنهم يظلون صامتين ويغلقون أعينهم, والسبب في ذلك كما تعلمون، هو مسألة انضمام السويد إلى حلف الناتو, وأيضا قضية أوكرانيا والقضايا التجارية, وبعبارة أخرى لا أحد يريد الدخول في عداوة مباشرة مع تركيا.

ورأى مسلم في نهاية تقييمه أن الأزمة السورية لا يمكن حلها من دون قوات سوريا الديمقراطية, ومن دون تضمين الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا  في أية مساعي للحل.

زر الذهاب إلى الأعلى