تقارير

سارَ على درب شقيقه الأكبر، فنالَ الخلودَ والشهادة

كآبةُ يوم الثلاثاء الـ 25 من نيسان 2017 سيسجله التاريخُ ليذكره للأجيال، كيف قامت الدولة التركية الفاشية بشنّ هجوم واسع النطاق على مقرّ القيادات العامة لوحدات حماية الشعب في جبل قرجوخ التابعة لمدينة ديرك، واستهداف المدنيين وبعض المواقع الأخرى كإذاعة روج آفا، مما أدى لسقوط عدد من الشهداء في وحدات حماية الشعب. ولكن هذا لا يقف أمام إرادة الشعب الكردي التي زادت من عزيمتهم وإصرارهم على تحرير كل أراضي روج آفا من رجس داعش، بل تحرير كل سوريا المستقبل، وجميع محاولات أردوغان التي باءت بالفشل ولم تستطع التلاعب بإرادة الكرد والإصرار على العيش الكريم أو الشهادة. ومنهم شهيدنا حقي جلال حسين الاسم الحركي “حقي باكوك”. ولد المناضلُ بتاريخ 30 آب عام 1988 في  قرية عتبة الواقعة شمال شرق تربه سبيه في عائلة مؤلفة من 4 أخوة و6 أخوات، ترعرع وكبر في كنف هذه العائلة التي عُرفت بالإخلاص والوطنية وتعرّفت على حركة حرية كردستان منذ بدايات تأسيسها ومعرفتهم بفكر وفلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وحركة التحرر الكردستانية، فقدمت شهداء في سبيل حرية الشعب الكردي. كان المناضل حقي الأصغر بين أخوته، تميّز بالبراءة وخفة الدم والمداعبة من قبل جميع أفراد أسرته كونه الأصغر بينهم، كما أن شقيقه الأكبر القائد باهوز استشهد ضمن صفوف حركة التحرر عام 1999 على ذرى جبل باكوك الكردستانية، لذا كانت صفات الوطنية بادية في شخصية حقي. درس المناضل حقي الابتدائية في مدرسة قريته ثم انتقل لقرية ديونا قلنكا لإكمال دراسته الاعدادية والثانوية، فكان مُحباً من جميع أساتذته كونه الطالب المجتهد المثابر الذي لا يتقاعس عن كتابة وظائفه وواجباته المدرسية، وبعد أن حاز على الثانوية العامة الفرع العلمي أكمل تعليمه الجامعي في جامعة حمص بكلية الهندسة الكهربائية قسم التحكم الآلي، وهناك استلم وثيقة نجاحه وإنهائه للمرحلة الجامعية بتفوق. وبالرغم من تلك المؤهلات الكثيرة لديه إلا أنه رفض العمل أو التوظيف في مجال خبرته، ومع انطلاقة شرارة الثورة السورية وامتدادها إلى مناطق روج آفا أبى إلا أن ينخرط في صفوف الثورة ويخدم شعبه للوصول به إلى الحرية فانضم في البداية لمجموعة من مدرسي اللغة الكردية في القرى ليعلّم بذلك أبناء قريته والقرى المجاورة حروف أبجدية لغته الأم الكردية التي حرموا منها لعقود طويلة، ومع اشتداد المعارك في المنطقة انضم المناضل حقي باكوك بدون تردد إلى صفوف وحدات حماية الشعب ليأخذ مكاناً له في المكتب الإعلامي لوحدات حماية الشعب، حيث شارك في تغطية العديد من الحملات ومعارك التحرير ضد المرتزقة والمجموعات الإرهابية ولا سيما دوره الأساسي في تحرير مناطق الشدادي ومنبج وحملة غضب الفرات من دنس داعش، واتصف المناضل حقي بروحة المرحة وشجاعتة وابتسامته التي لم تكن تفارقه، فكان محلَّ حب أهالي قريته ورفاق دربه من الثوار  ليستلم العمل فيما بعد بمجلة حُماة روج آفا التابعة لوحدات حماية الشعب ويسلك درب شقيقه الشهيد في جبل باكوك بباكور كردستان باهوز، منضماً إلى صفوف حركة التحرر الكردستانية كما يكتب لكل شهيد ويطبعها على وثائقهم الموزعة أو يقرأ في تقارير المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب.  وفي ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء الموافق في الـ 25 من شهر نيسان لهذا العام قصفت الطائرات الحربية للعدو التركي جبل قرجوخ، وبعد نضال دام لأكثر من أربعة أعوام ناضل ضدّ الإرهاب والطغاة والظلم، حيث شارك الحقيقة في ميادين القتال مع الرأي العام، فمدّت يدُ الغدر على الشاعر والمهندس والمقاتل الإعلامي حقي باكوك بقافلة الشهداء والخالدين ليصبح منارة أخرى من منارات الإعلام في روج آفايي كردستان، ليواري الثرى في مقبرة خبات التابعة لمدينة ديرك وسط حشد جماهيري واسع تليق به وبتضحياته

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: حقي باكوك

الاسم الحقيقي: حقي حسين

اسم الأم: شاها

اسم الأب: جلال

 محل وتاريخ الولادة: 30 /8/1988 بقرية عتبه التابعة لـ: تربه سبية

محل وتاريخ الانضمام: 2012

محل وتاريخ الاستشهاد: 25/ 4/2017 قرجوخ

زر الذهاب إلى الأعلى