المرأةمقالات

حرية المرأة بداية الحرية

 

أمينة شيخو

 

المرأة هي الأساس في بناء المجتمع وبناء الأجيال وحماية الانسانية من الانهيار وحريتها بداية لحرية الشعوب والمجتمعات، ولأن هذا اليوم هو يوم عالمي للمرأة في العالم فاننا نقدر جميع النساء التي عانت ووقفت الى جانب الرجل في كل مراحل الحياة، فعلى الرغم من  الظروف الاجتماعية القاهرة التي مرت بها نتيجة الظلم السائد والعادات والتقاليد البالية التي لم تكن تعطي للمرأة حتى حق الحياة، فقد دفعت ثمن انتمائها القومي و الديني تضحيات جسيمة  على طريق الحرية حيث تعرضت للتعذيب و الاعتقال على يد الانظمة الغاصبة لحقوق الشعب الكردي وأخيراً الى الاختطاف والسبي والبيع في أسواق النخاسة على يد مجرمي العصر تنظيم داعش الارهابي، وأمام كل هذه التحديات وقفت صامدة في وجه معركة الحياة الصعبة، وحملت السلاح جنباً الى جنب مع الرجل للدفاع عن وطنها وكرامتها وكرامة شعبها و ثارت لكرامتها من تنظيم داعش و هي عازمة على متابعة الطريق لنيل الحرية وتحرير الأرض التي دنسها الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة المرتبطة به .

واذا كانت الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة اتت  بمثابة العقد الدولي بل و التعهد من جميع الدول الأطراف بالعمل على الغاء كافة اشكال التمييز سواء في التشريعات أو الانظمة او الممارسة، لكننا لانزال في بداية الطريق لتنال المرأة تلك الحقوق فلا تزال الأنظمة العالمية تتعامل مع المراة كأداة و جسد  ويتم استغلالها في مجال الدعاية والترويج والعمالة الرخيصة دون أن يتم النظر اليها كتمم للرجل في جميع مناحي الحياة .

واذا كانت ثورة 19 تموز في شمال سوريا قد نجحت في تنظيم المجتمع وحققت ما حققته من ارساء مفاهيم الديمقراطية والعدالة والمساواة بين الرجل والمرأة وحققت انتصارات عسكرية وسياسية عظيمة ماكان لكل ذلك ،يتحقق دون مشاركة المرأة بفعالية كبيرة في تلك الثورة ولنا في افستا خابور وبارين كوباني و هفرين خلف والمئات الأخريات أمثلة وقدوة على هذا الطريق. فالمرأة الكردية اليوم تلعب دور الطليعة في ثورات الكرد بسوريا، تركيا، وايران واللاتي أصبحن رمزاً يقتدي بهن كل نساء العالم وأصبح شعار “المرأة، الحياة، الحرية” شعار لكل المناضلين والمناضلات من أجل الحرية في العالم.

بات حرياً بالمجتمعات والشعوب أن تضغط على المجتمع الدولي لالغاء وتجريم كل القوانين والشرائع التي تقلل من شأن المرأة، وبات ملحاً أن يزول التفكير الأبوي المبني على الهرمية وتفتيت المجتمعات الى طبقات وشرائح يحكم بموجيها القوي فارضاً ظلمه على الجميع وعلى رأسهم المرأة.

زر الذهاب إلى الأعلى