تقارير

تنفس بروح الحرية حتى الشهادة

بروج آفا تلد الأمهات الأبطال ليحاربوا القوى الظلامية والإرهابية ويصبحوا مناضلين أشداء، ليصنعوا دون تردد أعظم ملاحم البطولة والفداء، ويحققوا أكبر الانتصارات وأروع النتائج، فليكون هذا البطل شهيداً آخر ينتمي إلى شهداء الحرية والكرامة شهداء روج آفا الأبرار، ينتمي المناضل البطل إلى عائلة وطنية مؤلفة من سبعة أشخاص، من الوسط الاجتماعي ذات الدخل المتوسط، تزوج والد البطل دلبرين بعد أن توفت والدته، وكان عمره آنذاك عشر سنوات، فعاش في كنف زوجة والده، لم يشعر المناضل أبداً بأنها ليست والدته الحقيقية لما لاقى من الحنان والرعاية منها.

بسبب الأوضاع المادية السيئة قررت الأسرة السفر إلى دمشق طلباً للعمل والرزق، وظلت في دمشق لسنوات عديدة وعندما بدأت الثورة السورية التي كانت في البداية سلمية، ولما أخذت الثورة طابعها المسلح اضطرت عائلة المناضل العودة إلى قريتهم (كرباوي) ليستقروا بعدها هناك إلى أن امتدت الثورة إلى مناطق روج آفا، والهجمات المتلاحقة التي قامت بها ما  يسمى آنذاك بجبهة النصرة وغيرهم من المجموعات  الإرهابية، سارعت أسرة المناضل للدفاع عن أرضهم وحماية أهلهم وما كان إلا أن ينضم شقيقه باسل الاسم الحركي” ميتان” إلى صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة (ypg-ypj ) منذ تأسيسها. وأصبح مقاتلاً معروفاً في المنطقة، وسرعان ما انضم أخوه الثاني إلى قوات الأسايش وانضم الأخ الرابع إلى حركة المجتمع الديمقراطي في السليمانية بباشور كردستان، وعندما وجد الأب أبناءه الوطنين المدافعين عن تراب الوطن يتسارعون في تلبية نداء الواجب فما كان منه إلا تلبية النداء بالانضمام إلى وحدات حماية الشعب وما زال الجميع حتى الآن قائمين بواجبهم الوطني وفي 20 آذار من عام 2012 انضم المناضل البطل مع رفيقه الشهيد كوفند إلى وحدات حماية الشعب التابعة لقرية كرباوي، وكانت زوجة والده رافضة انضمامه قائلةً “لم يبقى غير هذا الولد وهو صغيري المدلل؛ ولكن والده أصرَّ على انضمام ابنه ويشجعه على قراره الصائب بقوله الله معك أيها البطل؛ فالوطن يناديك ولا تردد في تلبية ندائه، وبهذه الكلمات وافقت والدته أيضاً وعززت على قراره بالدعاء والنصر على الأعداء، ومن ثم انتقل المناضل إلى فوج في كرباوي، واستمر في نضاله العسكري، وشارك في جميع معارك تحرير مناطق روج آفا من الفصائل الإرهابية، وعندما بدأت حملة “غضب الفرات” لتحرير مدينة الرقة العاصمة المزعومة لتنظيم الداعش كان يقاتل إلى جانب أخوه القائد العسكري ميتان حتى آخر رمق، وتنفسهُ بروح المقاومة والحرية إلى أن بلغ الشهادة في الرقة بتاريخ 23/8/2017 ليوارى الثرى بموكب مهيب يليق بتضحياته لينضم إلى قافلة الشهداء الأبرار.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: دلبرين باز

الاسم الحقيقي: علي عيدو

اسم الأم: أميرة

اسم الأب: حسن

مكان وتاريخ الولادة: كرباوي

مكان وتاريخ الانضمام: قامشلو20/3/ 2012

مكان وتاريخ الاستشهاد: الرقة 23/ 8/2017

زر الذهاب إلى الأعلى