مقالات

المرأة والتعليم

للمرأة دور جوهري في مجتمعها ككل وفي أسرتها بشكل خاص بل إن دورها يعتبر دوراً رئيسياً وهاماً لأنها الركيزة الأساسية داخل الأسرة فهي مَن تُنجب وهي مَن تُربي وتزرع في نفوس الأبناء كل مبادئ الحياة والأخلاق السليمة على قدر استطاعتها ومفهومها؛ فقد تكون هذه المبادئ خاطئة وقد تكون صحيحة، ولذلك يجب الاهتمام بتعليم المرأة وتوعيتها لأن المسؤولية التي تقع على عاتقها كبيرة جداً وتحتاج إلى دراية ومعرفة ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن دورها داخل الأسرة والمجتمع فهي إن لم تكن الأم؛ كانت الأخت والزوجة والعمة والخالة لذلك تملك المرأة دوراً رائداً لا أحد يستطيع المساس به أبداً.

وأهمية تعليمها وتعلمها تكمن في الارتقاء بعقل المرأة وزيادة الوعي لديها وتفتيح مداركها وتغيير أسلوب تفكيرها إلى الأفضل وتعريفها بما يدور حولها من أمور مختلفة ويساعدها التعليم في معرفة الكون وفهم متغيراته وقوانينه وينير درب عقلها ويدعم تفكيرها ويشكل حافزاً لأفكارها على الظهور والانطلاق ويساعدها على التحليل والإبداع لأن المرأة عنصر مبدع وفاعل.

هناك تنوع في أساليب تفكير المرأة، والتعليم يساعدها على أن تكون ذات دور تكاملي في مجتمعها إلى جانب الرجل بحيث تقوم بالأعمال التي تتوافق مع قدراتها الجسدية وتعمل على تنشئة جيلٍ قويٍ قادرٍ على أداء رسالة مهمة في حياته كما أن التعليم يساعد المرأة على إيجاد وظيفة مناسبة توفر لها دخلاً مادياً يساعدها في الإنفاق، والتعليم يشعرها بقيمتها وبناء شخصيتها المستقلة ويزيد من ثقتها بنفسها ومن استقرارها النفسي والعاطفي ويساعدها في حل المشكلات.

وأهمية تعليم المرأة لا تقتصر على الأهمية الشخصية لها بل يجعل لها دوراً فاعلاً لا حصر له في مجتمعها، ويمكن تلخيصه بنقاط عدة من حيث مشاركتها في حمل رسالة الحياة مع زوجها وأبنائها وتُعتَبر مصدر العاطفة والحنان الذي يخفف عن الآخرين المِحَن والشدائد وتساهم في رِفْعَةِ المجتمع وتطوره وسمو أخلاق أبنائه من ناحية العلم والثقافة والصحة وفي جميع المجالات المختلفة، ويساعد تعليم المرأة على رفع مستوى الوعي لديها ويتيح لها الحرية في اتخاذ قرارات حياتها فيمنحها ذلك القوَّة على أخذ حقوقها وتحسين نمط حياتها وزيادة ثقتها بنفسها؛ حيث يُعدُّ التعليم عاملاً أساسياً يساهم في خفض مستوى الوفيات ويَحدُّ من حالات الزواج المبكر؛ لهذا ينصح  باستمرارية عملية التعليم، وذلك من أجل الابتعاد عن الزواج المبكر خلال مرحلة المراهقة، ويعد التعليم داعمة أساسية يتم من خلاله تحقيق الأحلام والرغبات لها خلال فترات حياتها حيث يحتاج التعليم إلى بذل الجهد والقوَّة حتى ينال الشخص منصباً مهماً يعود عليه بالفوائد الجمة لتحسين مستوى معيشته.

وبعد أن كشفت الوقائع تَفوق المرأة في المدارس والجامعات وبعد أن كشف علم النفس الحديث غياب الفوارق في القدرات والذكاء بين الرجال والنساء لم يعد باستطاعة أحد أن يشكك في قُدرات المرأة ومؤهلاتها وذكائها واستراتيجيات تفكيرها فالمرأة عَصَبُ الحياةِ.

زر الذهاب إلى الأعلى