مقالات

المرأة الثورية

المرأة هي رمز القوة والعنفوان والحرية والشجاعة. تولد المرأة مناضلة يصنعها محيطها منذ بداية تكوينها أمام خيارات محددة محشوة في إطارات مصممة لتلائم ما يرتضيه المجتمع فتظل تقاتل إما داخلياً لتتأقلم مع تلك الخيارات أو خارجياً لتنقلب عليها و تجترح لها طريقاً جديداً خلافاً لخطة الوجود المرسومة لها مسبقاً فالمرأة لها دور واضح في الثورة وحجم مشاركتها كان بارزاً و واضحاً للعيان مشاركة تؤكد على وعي بالحقوق والواجبات مشاركة تحمل الشعار إلى ممارسة فالمساواة هي بالنضال للوصول الى الحقوق ولا توجد أي ثورة الا وللمرأة فيها تواجد تشارك الرجل في اتخاذ القرارات الثورية والمصيرية حتى وإن كانت مشاركة ضمن اطار المنزل حين تدفع زوجها وأولادها وتشجعهم على الالتحام في الساحات و الميادين ولا تستثني خصوصية الاحتلال

المرأة الكردية من هذه القاعدة بل على العكس من ذلك تفرض عليها حالة من النضال المركب تحملها على مضاعفة الجهد لتكون جزء من جسد المقاومة ضد المرتزقة إلى جانب نضالها ضد قولبتها ضمن دوائر المسموح والممنوع في قوائم تعاليم ذكورية تملي عليها ما تقول وما تفعل وعلى اي هيئة تكون ولا يظن أحداً أن المرأة الكردية حين تقرر مقاومة الارهاب بجسدها تفقد في خضم المواجهة صوتها كامرأة رافضة لسلطة الرجل الذي لا يرى فيها غير كائن قاصر منقوص الارادة والتكوين.

نموذج واحد لمناضلة واحدة كفيل بإبراز صورة المرأة القادرة على تحديد خياراتها والمُضي قدماً في التنفيذ دونما التفات للمعوقات المحيطة والحروب الهامشية تلاحق شكلها و هيئتها و اسلوبها في المقاومة لن تثنيها عن حربها الاساسية ضد اي احتلال والحرية التي تطلبها المرأة الثورية ليست شعاراً بل تطبيق فحريتها تأخذها من مجتمعها وتستمد قوتها من ايمانها بدورها ونضالها، فلتحيا المرأة الثورية الحرة.

تلك المرأة المناضلة بحق منذ ولادتها حيث يضع المجتمع أغلب السيدات أمام خيارات محددة سلفاً وإطارات صممت خصيصاً لتلائم مع ما يرتضيه وهناك بعض النساء ممن يستسلمن لرغبه المجتمع ويصغين لأوامره بينما المرأة الثورية تقاتل ببسالة رافضة التأقلم مع تلك الخيارات المحددة؛ لهذا يمكن القول أن هناك غريزة خفية في الكثير من النساء وهي غريزة النضال والمقاومة بداية من مقاومة محيطها الداخلي وحتى الثورة على السلطات السياسية المستبدة

والمرأة كانت وستظل حاضرة على الدوام سواء في مضمار العمل والتفاني من أجل رفعة الأسرة والمجتمع أو في مضمار النضال من أجل الحرية والثورة على كل ما هو تقليدي وإذا كان درب النضال شاقاً فنفس الثائرات طويل فالمرأة ثورة وليست عورة كما يقال.

فالحضارة أنثى والثقافة أنثى والثورة أنثى

فالمرأة الثورية بالذات خلاصة كل التفاني ووردة كل الحريات وهي التي تساهم في كافه نشاطات الحراك السلمي عنها وعن كافه النساء كالاعتصام وتوزيع المنشورات وتنظيم الحملات وتشدد على الدور النسائي في جمع التبرعات وتوزيعها وإيصالها إلى المتضررين أثناء التوتر فلتحيا المرأة عامة والثورية خاصة فالمرأة هي الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى