مقالات

التدخل التركي المباشر في جرابلس … وأهدافه

خالد عمر – لم تكxalid omerد الاشتباكات التي دارت في مدينة الحسكة تنتهي والتي كانت بدفع تركي للنظام البعثي عدو الأمس صديق اليوم وعبارة عن خلط الأوراق وتمهيد للتدخل في جرابلس واتخاذها نقطة ارتكاز داخل الأراضي السورية للانطلاق منها عبر مرتزقتها تحت مسمى “الجيش الحر” لاحتلال الباب والراعي واعزاز ومنبج لتغطية المساحة الجغرافية الكافية لمنع وصل مقاطعتي كوباني وعفرين و تشكيل قاعدة لها داخل الأراضي السورية تمهيداً لتنفيذ هدفها بعيد المدى المتمثل في احتلال مدينة حلب وإلحاقها بتركيا هذا الأمر
الذي لم يعد خافياً على أحد, وأنه ليس بالجديد أن تركيا ومنذ بداية الأزمة السورية لا توفر جهداً من خلال حربها الخاصة الإعلامية ومن خلال المعارضة السورية الجالسة في حضنها والمأتمرة بأوامرها وبالأخص الخط الكردي الموجود داخل تلك المعارضة – إن صحت تسميتها بالمعارضة ولو مجازاً – من أجل ترسيخ عدة أفكار لدى الرأي العام الشعبي السوري والعالمي, ألا وهي:

أولاً- وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات الأسايش هي قوات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي.

ثانياً- قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التي تتشكل في مناطق الشهباء هي ليست سوا واحدت حماية الشعب ولكن بتسميات مختلفة.

ثالثاً- حزب الاتحاد الديمقراطي هو ليس سوا حزب العمال الكردستاني – المصنف إرهابياً أمريكياً وأوربياً – ولكن بتسمية جديدة على الأرض السورية وهذا الحزب و القوات العسكرية التابعة له و المرتبطة به تهدد أمن تركيا و سلامة شعبها.

رابعاً- حزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب يخدم النظام البعثي و يحمي وجوده ومصالحه في أماكن تواجد قواته وهو حزب معادي لثورة الشعب السوري ويتلقى الدعم الكامل من هذا النظام ويأتمر بأوامره وأوامر طهران.

خامساً- القوات العسكرية المذكورة هي قوات انفصالية تهدف إلى تقسيم سوريا وارتكبت التطهير العرقي و التغيير الديموغرافي في المناطق العربية التي حررتها من الإرهاب – الثوار حسب تسميتهم –.

و غيرها من الافتراءات التي لم توفر دائرة الحرب الخاصة التركية أي جهد في سبيل بث تلك الأفكار والحقائق –حسب زعمها-  وذلك بشتى الوسائل والطرق المباشرة وغير المباشرة.

ولقد كان بيان وزارة دفاع النظام السوري إزاء احداث الحسكة جزءاً من الدعاية التي تروجها دائرة الحرب الخاصة التركية و التي تم التصريح فيها وعلناً أن قوات الأسايش تابعة لحزب العمال الكردستاني متجاوزة بذلك تتبيع تلك القوات ووحدات حماية الشعب لحزب الاتحاد الديمقراطي و من ثم تتبيع هذا الحزب للعمال الكردستاني.

توازى دخول الجيش التركي لبلدة جرابلس مع زيارات مكوكية بين هولير وأنقرة وطهران ودمشق وواشنطن و بالتزامن مع صمت ومع غموض في المواقف الدولية تجاه ذلك الاجتياح وأن مانشرته وكالة رويترز عن مصدر رفيع من داخل الاجتماع الذي جمع مسعود البرزاني مع الحكومة التركية على أنه كان من جملة تفاهمات الطرفين هو محاربة حزب العمال الكردستاني, ثم أن حكومة العدالة والتنمية لم تخف نيتها ومقصدها من دخول جرابلس وقالتها علناً أن هدفها من حملة “درع الفرات” كما أسمتها هو محاربة داعش وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي لما يشكلانه من تهديد لأمن الدولة التركية ولم يكن التفجير الإرهابي الذي خططت له و نفذته المخابرات التركية في إحدى صالات الأعراس في غازي عنتاب سوى سبب مباشر استحدثته كذريعة لتدخل الدولة التركية في جرابلس وأن الوضع ما عاد يحتمل تأخر الدخول المباشر أبداً وأن تركيا لن تسمح بأي شكل من الأشكال بنشوء أي كيان كردي على حدودها مع سوريا, و يبدو أن دمشق ستخطو خطا أنقرة في فتح ممثلية للحزب الديمقراطي الكردستاني فيها كخطوة أولى توحي بأن أياماً ليست بالبيضاء تنتظر المنطقة وشعبها حيث أنه بات من الواضح تماماً أن الأطراف الأربعة هولير ( بدلاً عن بغداد سابقاً ) و أنقرة و طهران و دمشق قد اتفقت على محاربة مشروع فيدرالية روج آفا-شمال سوريا و إن لم يكن هذا الاتفاق حديث الولادة, إلا  أن خطوات جديدة في هذا السياق تم وسيتم تنفيذها وأن نموذج الحزب الديمقراطي الكردستاني سيكون هو البديل للنموذج الكردي الموجود الآن في روج آفا بحسب تمنياتهم و مساعيهم.

بقي أن نقول أن من يعتمد على قواه الذاتية وعلى نهج الدفاع المشروع ضد أي طرف يهدد أمن و سلامة روج آفا وشعبها سيبقى على هذا النهج وأن ليس كل طير يؤكل لحمه كما يقول المثل.

زر الذهاب إلى الأعلى