المجتمع

واقع الطرق في إقليم الجزيرة و(مشروع مَدخليّ قامشلو قيد التنفيذ)

تعاني الكثير من الطرق في شمال سوريا من الرداءة وتهالك بنيتها الأساسية وهبوط وتشقق وتلف طبقة الخرسانة الإسفلتية، وذلك لعدة أسباب في مقدمتها الحرب وظروف الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سبع سنوات مما أثرت على مجمل ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد، وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية من هيئات وبلديات من ناحية اهتمامها بترميم وترقيع وتوسيع الطرق منذ أكثر من ثلاث سنوات لكن لم تكن في سلم الأولويات، وكان الاهتمام بالقضايا الأمنية والاقتصادية والمعيشية والثقافية هي الأولوية بالنسبة للإدارة وللشعب، وكون القيام بمشاريع ترميم وتزفيت وتوسيع الطرق وصيانتها مكلفة جداً وبحاجة إلى ميزانية ضخمة فأن عمل البلديات في هذا المجال بالذات بقيت مقتصرةً على الاهتمام بالطرق الرئيسية والأكثر تتضرراً من حيث القيام بتوسيع بعضها وتزفيت وترقيع أخرى

لكن واقع صيانة الطرق داخل المدن أيضاً يحتاج إلى وقفة جادة وحازمة من قبل المؤسسات المعنية.

بهذا الصدد وبمناسبة البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع مدخلي مدينة قامشلو الغربي والشرقي، توجهنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي إلى هيئة البلديات في مدينة قامشلو وهناك التقينا بالمهندس نضال محمود نائب الرئيس المشترك لهيئة البلديات في إقليم الجزيرة ليطلعنا على المزيد خاصة وإن الهيئة تقوم على تنفيذ مشروع مداخل مدينة قامشلو وعلى العديد من المشاريع الأخرى خلال هذا العام.

 نواجه بعض الصعوبات

 بداية أوضح م. نضال محمود أنه يمكن حصر الأسباب التي تمنع أو تعيق من انجاز بعض المشاريع الكبيرة في وقتٍ معين، كمشروع تزفيت وتوسيع مداخل مدينة قامشلو بمواصفات عالمية خلال السنة الماضية في قلة الإمكانات المتاحة من آليات ومواد تعمير وتقنيات حديثة، متابعاً بالقول: ” لقد قمنا بإنشاء وتعمير عددٍ الشركات المختصة بمشاريع الطرق بالإمكانات المتاحة، كما إن هناك بعض الأساسيات الهندسية في هذا المجال  بالطبع واجهنا صعوبة في تطبيقها نتيجة عدم توفر الأليات والمواد اللازمة في تنفيذ مشاريعنا بالمواصفات المطلوبة، كنوعية الأسفلت لأن الحصول على الأسفلت بالمواصفات العالمي بحاجة إلى أليات وتقنيات حديثة وهذه من الصعوبات الأساسية التي نواجها، أيضاً هناك سببٌ أخر وهو نوعية ومقاييس الحجر المكسر(الفرشة الأرضية) فالحصول على المعايير المناسبة بالنسبة للحجر المكسر أمر في غاية الصعوبة دون توفر الأليات المناسبة، كما إن هناك عددا من الأسباب تتعلق  برداءة الطبقة الخرسانة الإسفلتية للطرق القديمة منها ما يكون نتيجة لتلف الطبقة السفلية بسبب الأحمال المرورية المتكررة، وضعف طبقة الأساس مما جعلها غير قادرة على الاحمال الزائدة الناتجة من الأحمال المرورية، وكذلك عدم كفاية سماكة طبقات الرصف، إلى جانب هبوط الأساس الترابي نتيجة للأحمال الزائدة التي تضغط الأساس فتهشمه أو بسبب الهبوط الفوري الذي يحدث أثناء التنفيذ نسبة للحركة العليا على الطبقات الدنيا، وعدم كفاية الدمك لردميات الدفان وعدم مقدرة طبقة القاعدة على تحمل الأحمال تُعد من أسباب الهبوطات، إلى جانب وجود الماء الذي تخلل إلى داخل الطبقة عن طريق الفراغات مما يؤدي إلى ضغط هيدروستاتيكي عند تأثير الحركة”.

نقوم بتنفيذ مشروع مدخلي مدينة قامشلو

أضاف م. نضال محمود بأنهم تاجوز بعض العقبات وهم الآن يقومون على إتمام وتنفيذ مشروع طريق مدخلي مدينة قامشلو قائلاً: ” لقد استطعنا أن نتجاوز بعض العقبات، لكن حقيقة ليس بالمقدور تزفيت معظم الطرق بالوقت الراهن وبهذه الإمكانات المتواضعة، لذا فأن هدفنا الأساسي هو تعبيد وتزفيت الطرق الضرورية في المرحلة الراهنة قدر المستطاع،

بالطبع هناك العديد من الانتقادات ونحن بدورنا ندرس هذه الانتقاد ونعمل على تقديم كل الإمكانات المتاحة في خدمة شعبنا وبلدنا، لكن وكما قلت ليس بمقدورنا في الوقت الراهن صيانة وتعبيد وتزفيت كل الطرقات في إقليم الجزيرة على سبيل المثال لا الحصر.

 أما بالنسبة لمشروع مدخلي مدينة قامشلو الغربي والشرقي، قمنا بهذا المشروع في صيف السنة الماضية، بالطبع المشروع لم يكتمل، وهناك العديد من الملاحظات متعلقة بالمواصفات والمعايير، حقيقة عندما قمنا بالبدء بالمشروع وتنفيذه كان هدفنا الاساسي توسيع الطريق وتعبيده بالإمكانات المتاحة، ولم تكن هناك خطة هندسية واضحة المعالم كون الإمكانيات كانت محدودة جداً لذا قمنا بتنفيذ المشروع على ماهي عليه، وقد كانت تجربة استفدنا منها الكثير وهنا أنوه على (أهمية الاستفادة والتعلم من التجارب)، ومنذ بدء عام 2018 وبعد أن قمنا بتوفير بعض المواد بالمعايير المناسبة واستوردنا أليات خاصة قمنا بوضع مشروعٍ متكامل وبمواصفة هندسية وفنية عالية، حيث سيتم وضع أساس متين يتحمل الضغط والحمولة الكبيرة، كما نقوم بأعمال الحفر والتسوية (وأعمال البنية التحتية)من تمديد لشبكات المياه والهاتف والصرف الصحي وخطوط الكهرباء على طرفي الطريق، حقيقة عملٌ جبار تقوم به الجهات المنفذة للمشروع بكل طواقمها، وسنشهد بعد فترة وجيزة مدخلاً جديد لمدينة قامشلو”.

أغلب الطرق في شمال سوريا انتهت صلاحيتها

أشار م. نضال محمود إلى أن أغلب الطرقات في إقليم الجزيرة وفي شمال سوريا عموماً انتهت عمرها الافتراضي وما نشاهده ما هو إلا إرث ساهم فيه عدة أطراف فكل له مسؤوليته في عدم الوفاء بالمسؤوليات المهنية قبل الأزمة.

ولفت م. نضال محمود في ختام حديثه إلى أنه لتفادي جميع العيوب ولكي نخرج بطرق حضرية تماثل الطرق في الدول الأخرى؛ علينا إعادة النظر في جميع أسس التنفيذ ودراسة المسؤوليات ومعرفة أين الخلل، وإنتاج أنظمة حديثة في إدارة وصيانة الطرق وتشغيلها نستشعر فيها مسؤوليات  كل الجهات، ونديرها بفكر حضاري في تخصيص مرافق الطرق وإدارتها   برؤية تواكب المستقبل الديمقراطي لعموم سوريا وضمن خطة تحول شامل لمرافق الطرق في جميع جوانبها (الطرق، المرور، والمخالفات التي تحدث عليها سواء كانت طرق أو مرور ومواقف السيارات وإدارتها وتشغيلها ونظافتها) وتوكل إلى شركات متخصصة تكون مسؤولة عن صيانتها وتشغيلها وإدارتها.

 تقرير-دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى