حوارات

نافذةٌ صغيرة.. مع ربيع عصمان

الإعلاميُّ الطموحُ ناقلٌ للحقيقة مهما كلّفَ الثّمن.

أستمدُّ قوّتي من والدتي التي هي قدوةٌ لي في الحياة.

الحقيقةُ إننا في السّاحة الإعلاميّة بحاجةٍ إلى إعلاميّ قادرٍ على التعامُل مع القضايا الإعلاميّة في مجالهِ، وذلكَ في كلِّ شأن.

صحفيٌّ من الجيل الجديد، وهو من الوجوه المعروفة لدى مُتتبّعي الإعلام المحلّي. يُشرفُ على نافذةٍ صغيرةٍ من جريدتنا، للحديث في قضايا عدّة، ليتحدّثَ لقُرّائنا الكرام عن جوانبَ من حياتهِ الشخصيّة والعمليّة أيضاً، وعن آرائهِ في أمورٍ أخرى.

مرحباً بكم على صفحاتِ جريدة الاتّحاد الديمقراطيّ.

هلاّ عرّفتمونا بشخصكم؟:

أجاب بأنّ ربيع شابٌ ولد في سنة 1989 في مدينة قامشلو، لأبوين ” الأب لبناني والأم سورية”،  كان يعيش حياته كلَّ يوم بيومه، لا يهمّه سوى دراسته في الثانوية العامة، وطبعاً دراسته كانت أهمّ أمور الحياة ضمنَ أولويّاته.

همّه الأولُ والأخير أن ينهي تعليمهُ، ومن ثم يقوم بتأمين مستقبله والتفكير بالمدى البعيد. وكان طموحه أن يعملَ في مجال الخدع السينمائية، ولكن عندما الحظّ والزمن لا يتفقان مع الشخص يكون من الصعب تحقيق ما يريد. وشاء القدرُ أن يعملَ في مجال الكهرباء.

ربيع هو ذاك الشاب الذي يقوم كلّ صباح على رائحة قهوة والدته لكي يشاركها في شربها ويتبادلان الأحاديث عن الكثير من الأمور، وكلّ منهما يتكلم عن ما يجري معه طول فترة غياب ربيع عن البيت.

ما تأثيرُ البيئة العائليّة على شخصيتكم؟:

أنا  الطفل الذي عاش طفولته من أحلا ما يكون برفقة والدته ووالده وإخوانه، حيث عاشها بأدقّ تفاصيلها الجميلة.  وفي فترة المراهقة التي تعتبر أهم مراحل العمر في حياة الإنسان، حيث يتغيرُ فيها المزاج وكل انطباعات المرء حول الحياة، وتعتبر هذه المرحلة “مرحلة” الاقتراب من الشيء بمعنى الاقتراب من النضوج العقلي والاجتماعي، فذلك هنا دور الأهل يكون مهماً جداً، وأنا هنا وبدعم من والدته تخطيتُ هذه المرحلة بالكثير من النتائج الإيجابية.

لم أكن الشاب الذي يتحمّل أي مسؤولية كبيرة على عاتقه، ولكن الآن نستطيع القول بأني أصبحتُ  من يدير الكثير من أموري الحياتية، ويدركُ صعوبة الحياة في ظلّ حدوث الأزمة السورية. ولكن  مع كل هذا فـربيع يستمد قوته من والدته التي كانت مصدرَ قوته وقدوة له في الحياة بكل شيء، والدته التي تعذبت معه وتقوم بدور الأب والأم له، والدته التي شجعته على دراسته وأن يقف على رجله كي يكون الأفضل في مختلف مناحي الحياة. لهذا عائلتي هي مصدر قوتي وضعفي بنفس الوقت.

ماذا عن زبدة تجربتكم في الحقل الإعلاميّ؟

كيفَ جئتم إلى ساحة العمل الإعلامي؟

بدأتُ مسيرتي الإعلامية في أوائل شهر يناير سنة2015 مع العلم أني ذكرت في البداية ماكنت أريد أن أدرسه وأعمل به، ولكن بسبب حدوث الأزمة في سوريا عامة وروج آفا خاصة، التحقت  بقوات الأمن الداخلي للقوات السريانية السوتورو. كنت آنذاك كعضو أمني، ومن ثم ضمن عملي بدأتُ بالتطوير وأعمل بجدٍ على نفسي لكي أحقق حلمي.

وبعد إثبات نفسي بجدارة على العمل باتت خطوتي الأولى تقفز للأمام حتى وصلت لما أنا عليه، وهو مسؤول مكتب الإعلام العام في السوتورو، وذلك عقب تدريب نخبة من الإعلاميين من مختلف مناطق روج أفا وذلك من قِبل القيادة العامة في الأمن الداخلي.

كيفَ ترى الدور الذي لعبهُ الإعلام قبل الثورة وبعدها؟:

حيث كان الأعلامُ قبل الثورة مجالاً غيرَ حرّ وتبعّي “تابع لتوجُهّات النظام الحاكم” لا وجودَ له ولا جمهور، وذلك بسبب الاعتقالات من قِبل الدولة وخصوصاً للإعلاميين في المجال السياسي. وهنا أدركت حينها أنني عندما أصل صوت ثورة روج آفا للعالم، أقوم بعملي وبمسؤوليتي تجاه هذه الثورة، ولو كل شخص قام بمهامه على أكمل وجه لكنّا استطعنا أن نتغلبَ على كل شيء يقف في وجهنا في هذه الحياة.

وهنا أريد أن أوضّح بأن إعلامنا لايزال يقوم بواجبٍ أقلّ تجاه حماية البيئة، مع العلم بأن مخاطر البيئة ليست بأقل من مخاطر السياسة والحروب، وعلينا التوقف عند هذه الأمور .

كيفَ تقيّمون الإعلام المحلّي

وما صفاتُ الإعلاميّ الناجح برأيكم؟

الإعلام بمعناه وسيلة… فهنا الإعلامي الناجح هو الذي بذكائه يستطيع أن يتعامل مع الناس المختلفة الأطباع، وهو الذي يقوم بالترويج ما بين المؤسّسة والجمهور. الإعلامي الناجح هو الذي يسعى وراءَ كل ما هو جديد، ويُحدّثُ نفسَهُ دوماً، ويكونُ مطّلعاً على كل ما حوله من أحداث.

والناسُ يختلفونَ في طبائعهم، والإعلاميّ الناجحُ هو الذي يستطيعُ التعامل بذكاء مع مختلف طبائع الناس، فيجبُ على الإعلامي أن يكونَ على درايةٍ بالأشخاص ذوي المراس الصعب.

هو القادرُ على فصلِ توجّهاتهِ عن مهنتهِ، وفصل مشاعره وآرائه وأفكاره كاملةً عن حياته المهنيّة.

هنا يتوجب على الصحفي أن يتعرّف على أهداف المؤسسة التي يعمل بها، وعليه أيضاً اتقان المهارات الإعلامية، لأن الإعلامي يبقى بخبرته ومصداقيته وليس بالضرورة بشهادة “صحفية”، وكذلك أن يكونَ ملمّاً بقوالب وقواعد الإعلام، وذلك سيساعده بممارسة عمله بكل سهولة.

وأريد توضح نقطة مهمة في حديثي، أنه على الإعلامي أن يقدم مواده التي يقوم بها في الوقت المناسب، أي أن يكون مع الحدث دوماً، ويجب عليه قدرَ الإمكان أن “يكون ناقلاً لرأي الضيف أو الشارع، لا ناقداً له “ً. وفي النهاية أشدد على عاملين مهمّين أيضاً في مجال الإعلام… هما الإبداع والتجديد.

إنّ التخصّصية في العمل الإعلامي تعني بثّ الحياة في تمثال الإعلام الأجوف.

وحريٌ بنا أن نهتمّ بالمتخصصين ونطوّر كل الكفاءات الشابّة. وحريٌ بنا أن نبرزَ امامَ عيوننا نقاطَ ضعفنا في مجال الإعلام، لا أن نطبطبَ عليها ونكتمها، وذلكَ لنبدأَ بخطواتٍ عمليّة للنموّ والنهوض بإعلامنا.

شهادتكم في حقّ جريدتنا:

أودّ في ختام اللقاء أن أعبّرَ عن عميق شكري لأسبوعيّة حزب الاتّحاد الديمقراطي(PYD)التي أتاحت لي فرصةَ التواصل مع قرّائها، وتحيّة صادقة لكلّ الزملاء والزميلات الذين يعملون، بل ويناضلون حتى لا تغيبَ الجريدةُ عن الناس، وتواصلُ مسيرتها كمنبرٍ يُغني مشهدَنا الإعلاميّ.

حوار: أفستا كنعان

زر الذهاب إلى الأعلى