حوارات

مصطفى: الحل السلمي يحتاج إلى مشروع واضح للحل

حوار: إبراهيم بركات
بعد أكثر من سنة ونصف من انطلاقة الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين، شهدت هذه الفترة أحداث متلاحقة على الصعيدين السوري وكذلك على صعيد روج آفا، من تفشي وتمدد ظاهرة الإرهاب إلى المؤتمرات واللقاءات المتتالية سعياً للوصول إلى حل للأزمة السورية وهي على مقربة من الدخول في عامها السادس.
صحيفة – الاتحاد الديمقراطي – وبغية الوقوف على ما أنجزته مقاطعة عفرين، حاورت هيفي مصطفى رئيسة المجلس التنفيذي في مقاطعة عفرين وخرجت بالحصيلة التالية:
– ماذا نقرأ في هويتك الشخصية,
واستطراداً أسال ما الذي أخذك إلى لجة السياسة ودهاليزها ….؟؟؟
– هيفي إبراهيم مصطفى من مواليد قرية معبطلي بمقاطعة عفرين الأخت الكبرى في عائلة مكونة من تسعة أفراد, مدرسة مساعدة في مادة العلوم الفيزيائية لمدة /28/ عام متزوجة ولديها ولدان. بداية كوني عشتُ في حلب فُرض علي أن أثبت كرديتي في مكان إقامتي والالتزام بالعمل والدراسة وشرح القضية الكردية ومَن هم الكرد لأتغلب على سياسة الإنكار والإلغاء المتبعة بحق الشعب الكردي، فكان هناك حالة تعطش لإثبات هويتي الكردية ويعود الفضل إلى عائلتي وبالأخص والدي وعمله في المجال السياسي وتربيتنا تربية وطنية وتأثرنا بالشخصيات الكردية البارزة التي كانت تردد على بيتنا من سياسيين ومثقفين آنذاك.
– منذ أكثر من سنة ونصف أعلنت عفرين مقاطعة في روج آفا وتبوأتِ رئاسة المجلس التنفيذي كيف تقرئين هذه المرحلة من تاريخ المقاطعة (إنجازات, اخفاقات, صعوبات)
– بعد إعلان الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين بتاريخ 29/1/2014 واستلامي لمهام رئاسة المجلس التنفيذي كنا أمام تحديات عديدة منها إثبات هذه الخطوة الديمقراطية وتفعيلها على أرض الواقع وتعميمها على مناطق أخرى لتكون النموذج الأمثل لحل المشكلة السورية.
وقد تم إنجاز خطوات مهمة خلال هذه الفترة أهمها تحقيق السلم الأهلي والعيش المشترك والقدرة على مواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن بالإضافة إلى تأمين متطلبات سكان المقاطعة حسب الإمكانيات رغم الحصار المفروض على عفرين بشكل شبه مستمر وملئ الفراغ الأمني والإداري ….
واجهتنا صعوبات كثيرة أهمها إقناع المحيط بك بهذا المشروع “وضع الحصار المفروض على المقاطعة” نقص الخبرة عند الكادر العامل في مؤسسات الإدارة ناهيك عن ضعف الإمكانات ولجوء عدد هائل من النازحين من المناطق المجاورة إلى المقاطعة ولا نستطيع إزالة الصعوبات والعوائق ولكن رغم ذلك أصبح ظاهراُ للعيان عند دخول عفرين بأن هناك إدارة تدير شؤونها من خلال قوانين وأنظمة ونسير جنباً إلى جنب ثورتنا العسكرية وثورة ذهنية, ثقافية, اجتماعية تعتمد على مفهوم الإدارة الذاتية وفق نهج الأمة الديمقراطية إلى جانب امتلاكنا لقوة عسكرية المتمثلة بالـ YPG والـ YPJ تحمي جميع المكونات المقاطعة من أي خطر يهدد المقاطعة بجانب تأمين أمن داخلي عن طريق قوات الأسايش الساهر على تأمين الأمن والأمان للمواطنين.
– رؤيتك لمقاطعة عفرين وآفاقها المستقبلية على الصعيدين العسكري ودرء المخاطر عنها, وكذلك سبل تطوير المقاطعة ورفع سوية المجتمع من كل الجوانب ….؟؟؟؟
– مقاطعة عفرين وكل مناطق روج آفا معرضة لخطر هجوم الإرهاب على الدوام واستهداف أمنها لأن هناك قوى لا تريد أن ينجح نموذج الإدارة الذاتية وتجده وباءً يهدد مصالحها مثل النظام التركي الذي يقدم كل أنواع الدعم والتمويل لمرتزقة داعش وأخواتها بغية التحرش بإنجازات الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا ووصولاً إلى القضاء على هذه التجربة الرائدة فأغلب السلطات الحاكمة تجد مصالحها وتطيل عمرها من خلال حدوث الخلافات بين المكونات ونشر الفتن الطائفية القومية المذهبية وهكذا تعايش سلمي لا يخدم مصالحها.
ولكن بامتلاكنا لقوات حماية الشعب التي أبهرت العالم في مواجهتها للإرهاب وأثبتت جدارتها بأنها القوة الوحيدة المنظمة على الأرض والقادرة على محاربة داعش والقضاء على آفة الإرهاب تجعلنا نقول بثقة بأننا قادرون على درء المخاطر عن عفرين بالإضافة إلى تضاريس عفرين وموقعها له دور مساعد في تأمين حماية أكبر.
تعرضت عفرين لهجمات عسكرية ولكنها فشلت لذلك يتبعون ضدنا سياسة الحصار الخانق على الدوام ولكن إرادة شعبنا التي لا تقهر وغنى طبيعة عفرين بالإضافة إلى التدابير المتخذة من قبل الإدارة الذاتية يكسر على الدوام هكذا حصار ولا ننكر انعكاس ذلك سلباً نوعاُ ما على الوضع المعيشي للمواطن من غلاء للأسعار ونقص في مستلزمات الحياة ناهيك عن الكم الهائل للنازحين من كل بقاع سوريا وخاصة من المناطق الساخنة في الريف الشمالي يشكل عبئاُ على كاهل إدارة المقاطعة وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم بالشكل المطلوب ورغم النداءات والاستغاثات للمنظمات والحكومات بمساعدتنا وفتح معبر للمقاطعة لم نجد آذان صاغية لهذا الموضوع الإنساني.
نعمل جاهداُ لرفع سوية المجتمع من كل الجوانب الذهنية من خلال المحاضرات والاجتماعات والاكاديميات لنشر ثقافة الديمقراطية والتعايش السلمي وتقبل الآخر ولرفع وتحسين السوية الاقتصادية نقوم بتنفيذ بعض المشاريع لتشغيل الأيدي العاملة وإعطاء تسهيلات لأصحاب رأس المال للبدء بمشاريعهم من خلال تشكيل مجلس الترشيد الاستثمار والعمل على مبدأ النافذة الواحدة لضبط الفوضى وتوجيه المستثمرين لاستثمارات حسب حاجة المقاطعة وحالياُ عفرين في الدرجة الأولى على مستوى سوريا في بعض منتجاتها.
كذلك نعمل جاهدين لتحسين المستوى الصحي والخدمي والتعليمي وهناك خطوات جادة في كل المجالات من قبل الهيئات المعنية بكل جانب.
– هل هناك آلية محددة للتواصل والتنسيق بينكم كمقاطعة وبين مقاطعتي الجزيرة وكوباني؟
– طبعاُ هناك تنسيق بين المقاطعات الثلاث من خلال المنسقية العامة للمقاطعات الثلاث التي تم الإعلان عنها وتضم رئاسة المجالس التنفيذية للمقاطعات الثلاث ونقدم الدعم لبعضنا البعض في المجالات العسكرية, الاقتصادية وهناك الرؤيا في الخطوط العريضة لنظامنا ولكن كل مقاطعة تعمل حسب خصوصيتها في الأمور المتعلقة بالمقاطعة وتؤخذ فيها وضع المقاطعة والمكونات المتواجدة فيها بعين الاعتبار.
مثال: السياسة التعليمية للمقاطعات الثلاث كل مكون له الحق التعلم بلغته الأم وبما أن عفرين لا يوجد فيها سريان استبعدنا هذه اللغة من خطتنا الدراسية خلافاُ للجزيرة.
– على ضوء المؤتمرات واللقاءات المتتالية بغية الوصول إلى الحل للأزمة المتفاقمة في سوريا كيف ترين أفق الحل في سوريا وثانياُ رؤيتك لسوريا المستقبل ….؟؟
سبق وذكرنا منذ اليوم الأول في بياننا أن الحل السلمي السياسي هو الحل الأمثل للأزمة في سوريا وتسليح المعارضة من قبِل دوّل غربية وإقليمية هو الذي أدى إلى انحراف الثورة عن مسارها. إن أغلب المؤتمرات واللقاءات التي تقام لن تجلب الحل للأزمة السورية لأنها تفتقر إلى حضور ممثلي جميع المكونات في سوريا والحل السلمي يحتاج إلى مشروع واضح للحل ويتناول فيه وضع سوريا اليوم والمستقبل وأغلب المؤتمرات تبتعد عن مناقشة آلية بناء سوريا وشكل النظام في سوريا المستقبل ولا زالوا يناقشون موضوع رحيل الأسد أو بقائه.
لذلك رؤيتنا لسوريا المستقبل هي سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية وكل المكونات تشارك في بناء سوريا فيدرالية ديمقراطية والإدارة الذاتية تكون جزء أساسي في أي تسوية في سوريا وأي حل لا يأخذ ذلك بعين الاعتبار لن يكون جاداُ لأن الإدارة الذاتية الديمقراطية أثبتت نجاحها خلال السنوات الماضية ودليل ذلك امتدادها لمناطق كري سبي السويداء والقضاء على النظام المركزي.

زر الذهاب إلى الأعلى