مقالات

في الصحافة و الإعلام …

مصطفى عبدو

تتفنن وتتنوع المجالات الصحفية اليوم بشكل كبير تزامناً مع هجمة التقنيات المعاصرة على الإعلام مما يستوجب على الإعلامي رفع مستوى عمله ليصبح في مستوى هذه التقنيات ومؤهل لاستخدامها .والإعلامي المتميز هو من يستطيع اختيار المادة الصحفية المناسبة للخروج بموضوعات متنوعة ما بين الخبر والتقرير والحوار الصحفي والتحقيقات ومقالات الرأي والتحليل والمقابلات ونشرها بصورة جيدة  سواء على الصحيفة أو على المواقع الالكترونية أو غيرها. ويجب الإقرار بأنه لا يمكن للصحفي التفرد بالتحقيقات أو بالأخبار فقط، بل عليه أن يكون ملمًا بكل هذه الفنون والمجالات الصحفية وأدواتها بشتى الطرق. وعلى الإعلامي كسب المزيد من العلاقات، وأن يكون اجتماعياً وينخرط وسط المجتمع بكافة فئاته الاجتماعية، و حاضراً  لكل المؤتمرات والندوات والمهرجانات. لأن رصد ما يدور في هكذا تجمعات يوسّع من أفق الصحفي وبطبيعة الحال هي  لب عمل الصحفي. كما أنه من المهم أن يملك الصحفي الخبرة في التعامل مع الأشخاص باختلاف أيديولوجياتهم وأراءهم.

وفي نظرة سريعة إلى حالة روج آفا وشمال سوريا تحديداً سنلاحظ مدى الهجمة الإعلامية العدائية على مختلف نواحي الحياة وعلى كل المشاريع التي قدمت حتى الآن كمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية وغيرها من المشاريع التي تنحى نحو الديمقراطية فهذه الهجمات الإعلامية تؤكد أننا بحاجة إلى الكثير من الوسائل والأدوات  كي نرد هذه الهجمات والحملات المزيفة ونعمل لجعل المواطن يدرك أن ما يقال في وسائل الإعلام هذه  إنما هي مضللة وأن ما يقال في إعلامنا هو الحقيقة والصواب ويمكن ذلك فقط عندما تتعاون مؤسسات وهيئات الإدارة مع الصحفي ولا تحجب عنه المعلومة فالمعلومة بالنسبة إلى الصحفي بمثابة الحرية للشعوب المتعطشة لها تؤخذ وتنتزع ولا توهب فعلى الصحفي أن يستخدم سلاح الاستقصاء وأن ينتزع المعلومة ولا يسأل .وبالتالي يستطيع هذا الإعلامي أو الصحفي أن يضع جميع المسؤولين أمام مسؤولياتهم عبر قلمه بفضح الحقيقة وليس من أجل شرحها.

يبدو واضحاً من خلال هذه الإنعطافة على الوضع الاعلامي أنه ينبغي أن يتساند ويتعاضد الجميع لأجل بناء إعلام مميز بناءً متكاملاً فعالاً والاهتمام بالإعلاميين وبالجسد الإعلامي ومنحه سياجاً من المناعة ليستطيع التكيف والتفاعل مع المتغيرات العصرية .فالمحرر الصحفي يحتاج الى مزيد من الاهتمام ليس لشيء انما لأنه يستطيع أن يصنع رأياً عاماً وأن يحدث تغيرات في المجتمع إن كان يملك فكراً متجدداً.

بالمحصلة الإعلام والصحافة صناعة و إبداع و حركة مستمرة و ليس كما يعتقد البعض هي مزاولة مهنة كبقية المهن .. الإعلام ليس مرتّباً ومكتباً .. العديد من الإعلاميين والصحفيين يمارسون مهنتهم دون مكتب وأحياناً دون مرتّب لأنهم مؤمنون بنبل رسالتهم في المجتمع و الإعلام هو الثقة بالذات بأنها ذات مبدعة منتجة قادرة على خدمة المجتمع .

آمل أن يتغير حال الإعلام بتغير العقليات التي تعتبره وظيفة ومرتباً لا غير.. أما البقية فستأتي بطبيعتها لأن الإيمان بالمهنة وحبّها و نكران الذات من أجل خدمة الناس وتقديم الإضافة هي أصل الرسالة الإعلامية التي نعمل يومياً على كتابتها وإخراجها في أحسن صورة وتقديمها للمواطن ..

أتمنى أن يصلح حالنا وحال إعلاميينا في الإعلام قبل فوات الأوان ..

زر الذهاب إلى الأعلى