حوارات

سوريا إلى أين…؟

تحقيق: غسان أدهم

ما يتم تحضيره حديثاً وراء الكواليس بين دول تدعي مساعدة سوريا في إخراجها من المستنقع الذي هم جزء من صناعته، والتحالف الجديد بين داعش وجبهة النصرة والعلاقة بالوضع العسكري في سوريا، المنطقة وكيف يتم تنسيق بين هذه التنظيمات والدول المحيطة بسوريا، الدعوة التي تطلق للجهاد في سوريا من قبل المراكز الدينية الرسمية في دول الخليج والدول الإسلامية، والأسلحة التي تم تقديمها لجهات معينة في سوريا من قبل بعض دول المنطقة، رئيس الأمن القومي التركي يدعو إلى فتح مكتب لداعش في تركيا وقبول داعش وفكره وماذا فعلت تركيا للسوريين ولسوريا، وعن التقارب الجديد بين روسيا والولايات المتحدة وحل المسألة السورية والاجتماعات التي تجري بين هذه الدول ودول المجاورة لسوريا كل هذا والمزيد في لقاءات لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع نخبة من الساسة الكرد.

 كان للدولة التركية أهداف كبيرة في سوريا

عبد السلام أحمد قيادي في حركة المجتمع الديمقراطي:العدد  113-19

العلاقات بين تركيا وسوريا كانت علاقات وثيقة عندما كانت سوريا فاعلة في كل المجالات التي تصب ولو قليلاً لمصلحة الدولة التركية، وعقد اتفاقيات بين سوريا والدولة التركية منها اتفاقيات اقتصادية واستخباراتية في مواجهة حركة التحرر الكردستانية والتقرب السوري- التركي الكبير بين أردوغان وبشار الأسد الذي نتج عنه اتفاقية أضنة وكيف كانت هناك مصالح بينهما على كافة الأصعدة ولكن تحول هذا إلى كابوس للشعب السوري بعد ربيع الشعوب عندما كشفت تركيا عن أنيابها ومخططاتها ضد سوريا، وتركيا قامت بفعل الكثير ضد سوريا عندما بنت المخيمات قبل توجه السوريين إلى أراضيها وقامت بدعم كل من يريد أن يخرب سوريا مهما كانت الأسباب فتحت حدودها أمام القادمين تحت اسم الجهاد بل كانت تروج لجلب الجهاديين من أنحاء العالم وتم دعمهم بالسلاح والمال وحتى تدريبهم ليدخلوا إلى سوريا ويقوموا بمحاربة الجميع بدون استثناء، نحن نتذكر خطابات بشار الأسد في بداية الثورة السورية عندما كان يقول أن هناك حرب كونية ضد سورية وإرهاب وجماعات متشددة هذا ما كان يريده النظام في سورية وما قدمته تركيا كان نفس الشيء الذي أراده النظام السوري، وكان للدولة التركية أهداف كبيرة في سوريا تتعلق بعدة أمور منها هزيمة الكرد بشتى الوسائل والنيل منهم وفرض هيمنتها على سوريا بعدما فشلت في عدة بلدان عربية ونتذكر منها تونس ومصر وحتى كانت تريد فرض هيمنتها على ليبيا ولكن قواعد اللعبة تغيرت لصالح دول عظمى وتم إفشال مخططات تركيا في هذه البلدان التي ذكرتها, تركيا قدمت الخراب لسوريا بمساعدة دول في المنطقة حتى التسويات التي كانت تناقش في عواصم العالم من أجل حل الأزمة السورية كانت تركيا ترفضها عبر الأطراف التي تدعمها تحت اسم الائتلاف السوري وغيره من الأطراف العسكرية، أما عن الفكر الذي تتبناه وخاصة الفكر الداعشي فهي تؤيد هذا التنظيم منذ البداية وتدعمه وتساهم في نشره عن طريق هذه الجماعات وتخلق بيئة متطرفة في دول محيطة بها لكي تستطيع أن تمرر مشاريعها العثمانية القديمة الجديدة باسم الدين ولا نستغرب من المسؤولين الأتراك عندما يدافعون عن هذه التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة بل حتى يروجون إلى نشرها والاعتراف بها وفتح مكاتب لهذه التنظيمات في دول العالم الأمر الذي لا يتقبله أحد كيف تقوم بشرعنة داعش وهم يقتلون ويسبلون ويدمرون كل قديم وجديد لأجل غايات تكفيرية ومصالح لحكومة حزب العدالة والتنمية وأن سياسة الدولة التركية تنتهج نفس سياسة داعش والتنظيمات الأخرى التي تريد العودة للعصور الجاهلية.

نحن مع أي مشروع يدعم الإدارة الذاتية الديمقراطية ويقر بحق الشعب الكردي وجميع المكونات الأخرى المتعايشة في سوريا

سامي علي عضو مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي:IMG_5918

الاجتماعات التي تعقد من أجل سورية منذ بداية الأزمة السورية إلى الآن لم تغير شيء في الواقع السوري منذ قرابة الأربع سنوات ونرى بين الحين والآخر يعقد اجتماع ومفاوضات من أجل حل الأزمة السورية، ونرى أن هذه الدول تريد حل الأزمة وهناك دول تشارك في هذه المفاوضات لا تريد الحل بشكل جدي لأن هناك من يدافع عن النظام وهناك من يدافع عن قوى مرتبطة بالإرهاب وهناك من يريد لسوريا ديمقراطية ويريد إشراك أطراف فاعلة لها وزنها على الأرض والكل يريد نتيجة لصالحه، وأعتقد أن الأزمة السورية ستطول لأن هناك دول لا تريد الحل في سورية لتكون سوريا منطقة استراتيجية لتصدير أزماتهم إليها، ومن هنا نرى أن جبهات القتال في سوريا لا تتقدم إلا في روج آفا لأن قوات حماية الشعب والمرأة اختارت طريقها الصحيح وهو محاربة التنظيمات الإرهابية وتطهير المنطقة من هذه التنظيمات التكفيرية، وفي الأخير بدأت تشكيل قوات سوريا الديمقراطية الذي تتكون من جميع المكونات في سوريا من أجل دحر التنظيمات الإرهابية، ونرى تغيير المواقف من بعض الدول تجاه ما تشهده روج آفا من إنجازات على الأرض وتجربتها الناجحة ومشروعها الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية والدعوات المتكررة سواء من روسيا أو الولايات الأميركية المتحدة إلى إشراك الكرد في مستقبل سوريا، ولذلك نرى أن الحل في سوريا ربما سيكون جزئياً وهناك خلافات في هذه المفاوضات هناك من يريد عدم إشراك الأسد في مستقبل سوريا ومن يريد بقاءه لفترة معينة أي مرحلة انتقالية والمدة غير محددة  لذلك نحن كحزب الاتحاد الديمقراطي وجزء من الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا مع أي مشروع يدعم الإدارة الذاتية ويقر بحق الشعب الكردي وجميع المكونات الأخرى في سوريا وروج آفا، ونقف مع كل من يؤيد حقوق المكونات في سوريا, أما حول التحالفات بين التنظيمات الإرهابية سواء كانت بين داعش وجبهة النصرة وتنظيمات أخرى فهي ليست بجديدة ولاحظنا هذا خلال بداية الأزمة السورية حيث تحدث نزاعات بين الفينة والأخرى فيما بين هذه التنظيمات الإرهابية على مناطق النفوذ ومن يمتلك مساحات واسعة لزيادة سيطرته، ولكن الفكر التنظيمي لهذه التنظيمات واحد وهو فكر التطرف والإرهاب وربما هناك تحالفات حتى بين دول محيطة بسوريا وتقدم الدعم والسلاح والعتاد لهذه التنظيمات الإرهابية، الأمور أصبحت واضحة سواء لنا أو للدول العظمى في كيفية تعامل بعض الدول مع انجازات روج آفا المتحققة من حيث التهديدات التي تنطلق من وقت لآخر وخاص من قبل حكومة العدالة والتنمية التي تريد كسر إرادة الكرد في روج آفا ومشروعها الناجح وتجربتها الديمقراطية ونرى ذلك عبر محاولات تركيا قصف مواقع وحدات حماية الشعب والمرأة في تل أبيض لأنها تريد تغيير الواقع السوري وتفضل الجماعات الإرهابية على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يشارك فيه جميع مكونات روج آفا من كرد وعرب وآشور وتركمان، وهي تتخوف من قيام وحدات حماية الشعب والمرأة بتوحيد كل من كانتون عفرين وكوباني التي تقطع الطريق على التنظيمات الإرهابية وتبعدهم عن حدود تركيا.

حان الأوان لكي نكون جزء مهم في حل الأزمة السورية

محمد موسى- سكرتير حزب اليساري الديمقراطي الكردي في سوريا:العدد  113-20

ما يتم في سوريا يعتبر تحول جديد ومرحلة ربما ما قبل الأخيرة وخاصة التدخل الروسي بشكل مباشر في سوريا من خلال قصف التنظيمات الإرهابية على مناطق تشكل تهديد للنظام السوري، ومناطق ذات أهمية استراتيجية مهمة للروس وطبعاً هي لا تريد أن يتمدد الإرهاب إلى خارج حدود سوريا وتحرص على القضاء عليه داخل سوريا لأن الإرهاب إذا تم فقدان السيطرة عليه فدول كثيرة ستتضرر منه مهما كانت بعيدة عن سوريا، لذلك روسيا قد حسمت أمرها وقامت بالتنسيق مع كل من يهمه الأمر لأجل صهر الإرهاب ولكي لا تتعرض طائراتها الحربية لأي خطر سواء من إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية، والمهم أيضاً الحفاظ على قواعدها الموجودة في سوريا لأنها تعتبر القاعدة الوحيدة الموجودة في الشرق الأوسط،  وروسيا تريد العمل مع الجميع من أجل حل الأزمة السورية ولاحظنا اللقاءات بين عدة دول في فيينا عاصمة نمسا وربما سيتم إشراك كل الدول التي لها تأثير في سوريا من أجل الوصول إلى صيغة تساعد سوريا بإخراجها من هذا المستنقع الذي هي فيه، لذلك هذه المباحثات التي تجري الآن في أروقة فيينا إذا لم يتوصلوا إلى صيغة نهائية لحلحلة الأزمة السورية فسيكون تأثيرها ليس فقط على سوريا إنما على دول المنطقة وحتى دول أوروبية ستعاني من الأزمة السورية، ولقد رأينا عندما نزح عشرات الآلاف من السوريين إلى أوروبا كيف تفاقم الوضع في دول أوروبا لذلك الوضع في سوريا يزداد تعقيداً إذا لم يحسموا المسألة وتكون هناك خارطة طريق تخرج سوريا من هذا المستنقع، أما بخصوص التحالفات التي تشهدها الآن ساحات الصراع في سوريا وخاصة بين التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة فنحن لا نستغرب من حصول هذه التحالفات لأن جميع هذه التنظيمات لها نفس البرنامج ونفس التطرف وهدفها واحد ولكن بمسميات مختلفة، نلاحظ أن هذه المجموعات الإرهابية لها تمويل قوي من عدة جهات ونرى نفس هذه الجهات التي تدعم هذه التنظيمات تشارك في المؤتمرات من أجل حل الأزمة السورية ولكن الكل يريد حل الأزمة السورية على هوى مصالحه ولا يهمهم استبعاد القوى الأساسية في الحل السوري، ونحن كشعب كردي قد عانينا من هذه السياسات ومن الأنظمة الحاكمة الدكتاتورية وحان الأوان لكي نكون جزءاً مهماً في حل الأزمة السورية، والدليل على ذلك الخطوات المهمة التي بدأنا بها منذ بداية الثورة السورية عندما أسسنا قوة تدافع عن مناطقنا، ولقد رأى العالم كله التضحيات التي قدمتها وحدات حماية الشعب والمرأة في سبيل طرد التنظيمات الإرهابية وإعلان مشروعنا المتمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية وبناء المؤسسات المدنية وإشراك جميع المكونات في هذه الإدارة وعدم التفريق بين الكرد والعرب والسريان والأشور.

أننا أصحاب قضية عادلة، وهي قضية شعب يمتلك ثقافة أصيلة ويحافظ على التعايش الأخوي المشترك.

مصطفى مشايخ نائب سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا:mstfa-mshax

منذ أن تحولت الثورة السورية إلى منحى العسكرة والعنف، وتشكلت فصائل مسلحة من قبل المعارضة، وارتبطت بدول إقليمية ودولية لتستمر بمقاومتها العسكرية ضد النظام، لم تمض وقت حتى أصبحت تلك الفصائل العسكرية في سوريا تُدعم من الخارج لأهداف محددة ترسمها القوى الإقليمية والدولية لتمرير إملاءاتها وأجنداتها، كما هو معلوم إن النظام مرتبط  بمحور إيراني- روسي، أصبحت سوريا مسرحاً عالمياً للصراع العسكري والسياسي بين القوى العالمية والإقليمية، حتى تحولت كامل سوريا مستباحة من قبل الجميع، في الوقت الذي يهاجر وينزح ويشرد جزء كبير من سكانها، فكان العنف والعنف المضاد، وازدادت الأزمة السورية أكثر تعقيداً، وخاصة بعد تدخل المجموعات الإرهابية المتمثلة بداعش وجبهة النصرة، وسيطرت على مساحات واسعة من أراضي سوريا، وشكلت خطراً حقيقياً على النظام وعلى الأمن السلم لدول المحيطة بسوريا، وباتت تشكل أيضاً خطراً حقيقياً على الكثير من الدول الأوربية، نتيجة تنامي نفوذ تلك المجموعات ودعمها بالمال والأسلحة والعتاد، وبالتالي أيقنت الدول المتصارعة على الساحة السورية بأن الحسم العسكري غير وارد لصالح أي طرف، عندها بدأت بالتفكير للحل السياسي بحيث يتم توزيع الكعكة السورية وفق اتفاقات وتفاهمات من وراء الكواليس فيما بينهم، وكل ذلك على حساب دم الشعب السوري ومصالح أبناءه، وما الاجتماع الرباعي بين “أمريكا، روسيا، تركيا، سعودية” بغياب أطراف سورية أصحاب القضية الحقيقية، إلا تأكيداً بأن أوراق الحل السياسي ليست بأيدي السوريين، سواء كانوا معارضة أو نظام، ولكن بأيدي القوى الإقليمية والدولية التي لم تكن منذ البداية مهتمة بالحل السياسي في سوريا، بل كانت معنية بمصالحها وبصراعاتها الجيوسياسية على حساب الشعب السوري الذي يئن تحت وطأة تلك المصالح والصراعات والأجندات.

أما بخصوص التحالفات بين تنظيم داعش وجبهة النصرة كانا فرعان من تنظيم القاعدة الإرهابي ثم انشق داعش عنها حسب ادعاءاتهم، فيما بعد انضمت تشكيلات إسلاموية إلى جبهة النصرة، فليس غريباً أن تعود التنظيمات الإرهابية ذات التوجه التكفيري إلى بعضها، وتشكل تحالفاً للدفاع عن توجهاتهم ومكتسباتهم على الأرض وعن أيديولوجياتهم السلفية التكفيرية.

مرت خمس سنوات على الأزمة السورية، ودفع الشعب السوري أغلى ما يملكه  دون أن تتحرك الدول العربية والإسلامية، وتضغط على النظام بالكف عن ممارساته القمعية بحق الشعب السوري، وحتى لم تفكر بأي مبادرة إلى تشكيل تعاون أو تحالف ضد المجموعات الإرهابية كـ (داعش – جبهة النصرة)، بغية إنقاذ الشعب السوري الذي كان ينادي بالحرية والكرامة، بينما الدول العربية والإسلامية التي تملك مئات المليارات في بنوكها تركت الشعب السوري وحيداً ينزف ويشرد ويغرق في بحر دمائه، أما بخصوص دعواتهم للجهاد، نتساءل الجهاد ضد مَن؟ ومن أجل ماذا؟، وتصريحاتهم هذه لن تسمع آذاناً صاغية من قبل الشعوب العربية والإسلامية، لأنها بعيدة عن منطق البشرية وعن الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحاء، لأنهم يدركون تماماً أن دعواتهم هذا تصب في خانة مصالح التنظيمات الإرهابية والقوى الظلامية.

ونحن كشعب كردي لا تردعنا هذه الدعوات النابعة من فكر إرهابي شوفيني بحت، لأننا أصحاب قضية عادلة، وهي قضية شعب يمتلك ثقافة أصيلة وأخلاق عالية، ويناضل من أجل السلم والديمقراطية والكرامة الإنسانية، وينبذ العنف والإرهاب، ويصون السلم الأهلي، ويحافظ على التعايش الأخوي المشترك.

وفي ما يتعلق بتصريحات المسؤولين الأتراك ليس بعيداً أو غريباً أن تصدر تصريحات من قادة النظام التركي ضد طموحات الشعب الكردي، وخاصة عندما يشاهدون ويرون بأعينهم الانتصارات التي حققتها وحدات حماية الشعب YPG و YPJ على داعش وأخواتها على أرض الواقع، لذلك يحاربون الكرد بكل السبل والوسائل المتاحة لديهم، ولكن يجب على قادة النظام التركي أن تتعظ  من الدروس التي حصلت وتحصل في بعض الأنظمة الشبيهة بنموذجها، وهذه المرة سينقلب السحر على الساحر لو استمر النظام التركي في تعميق مأساة الشعب السوري ومعادات وتطلعات الشعب الكردي المسالم، ويصبح داعش خنجر في خاصرتهم، وهذه المحاولات هي اللعب بالنار، ونحن الكرد لا نريد لأي شعب من شعوب العالم بما فيه الشعب التركي أن يعيش حياة البؤس والحرمان، بل نريد حياة حرة كريمة لكل الشعوب والأمم.

تركيا على أهبة الاستعداد في سبيل القضاء على أي مسعى من كردي يهدف لانتزاع حقوقه.

إبراهيم بركات الناطق الإعلامي باسم حزب الشغيلة الكردستاني:ابراهيم بركات
بتأكيد تسعى الولايات المتحدة والأمريكية وحلفاءها الغربيين إعادة رسم خارطة المنطقة وفق مصالحهم وأجنداتهم، بعد حوالي قرن من اتفاقية سايس بيكو، لذا لم يدخروا جهداً في هذا المسعى حتى ولو كان على حساب مصالح شعوب المنطقة ودماءهم، وكي لا نخوص في الجدال عميقاً، ما يحدث في سوريا هو وفق منطق الأمريكي ما تسمى بالفوضى الخلاقة مما أدى هذه الفوضى إلى انتعاش التنظيمات الأصولية والإرهابية وتمدد سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا والعراق والشرق الأوسط عموماً، وهنا لا يفوتنا التذكير بالدور للدّول الإقليمية وخاصة دوّل الطوق، من جهة دعم وتمويل هذه التنظيمات بكل أنواع الدعم، وحتى إلى فتح منافذ حدودية لهم، من هنا حرياً بنا التنبه بأن هذا الخطر القادم يهدد ليس جغرافية المنطقة فقط بل وحتى بنيته وتركيبته الاجتماعية لمكونات المنطقة، أما ما يتعلق بالدعوات التي تُطلق من بعض دوّل المنطقة لجهاد في سوريا، على غرار ما أقدم عليه العثمانيين إبان الحرب العالمية الأولى حين كان في محور تجمعهم مع ألمانيا وقتذاك دعا العثمانيين إلى الجهاد بذريعة مواجهة الكفرة إي فرنسا وبريطانيا، حيث الدين كان الوتر الحساس عند الشباب المسلم، واليوم التاريخ يعيد نفسه، مع تركيا الأردوغانية، وبعض دول الخليجية الذين استباحوا سوريا بحجة الجهاد لكن هذا الجهاد استهدف الشعب السوري بكل مكوّناته وممارسة سياسة الأرض المحروقة، وهنا أيضاً نذكر بان المجموعات الإرهابية مهما اختلفت في الرؤية فهي تتحالف وتتحد في مواجهة العدو المفترض الذي هو الشعب وقواه السياسية المعتدلة والمدنية، والعودة بهذا الشعب إلى عصور الجهل والتخلف وتالياً إمكانية القيام بتنفيذ أجندات لمصالح الدوّل التي تقف خلف هذه التنظيمات وتموّلها وتدعمها.
أما بخصوص النظام التركي فهو جزء من هذا المخطط الذي يعصف بالمنطقة، ناهيك عن العداء والحقد الذي يحمله النظام التركي تجاه الشعب الكردي وحقوقه المشروعة، فتركيا مستعدة أن تعمل أي شيء ومهما يكون الثمن في سبيل القضاء على أي مسعى من كردي يهدف لانتزاع حقوقه، وخاصة بعد الإنجازات الملفتة التي أنجزها الكرد في روج آفا، مما دفع أردوغان إلى تغذية تلك التنظيمات الإرهابية حتى داخل تركيا حيث مارس إرهابه بحق الكرد من خلال أكثر من تفجير إرهابي استهدف كرد تركيا، لذا ليس مستغرباً اعترافه العلنّي بالتنظيمات الإرهابية وخاصة داعش.
أما ما يتعلق بالمؤتمرات واللقاءات المكوكية التي تهدف إلى حل المسألة السورية ووقف نزيف الدم السوري، نؤكد لا جدوى من كل ذلك مالم تشارك في تلك المؤتمرات الممثلين الحقيقيين لشعب السوري وقواه السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى