تقارير

روجهات الثائر مثال التضحية والثبات

في زحمة البحث عن الكلمات، الجمل، التراكيب التي تبين نضال الشهيد وما يحمله القلب من كربٍ واشتياق لروح وجسد شاب أفني في سبيل الوطن والشعب والأمة نقف متسمرين تائهين أمام معمعة تسابق المشاعر فتكاد الكلمات لا تخرج من الفم خجلاً أمام عظمة الشهيد الذي سخر كل ما لديه من روح وجسد في سبيل الحرية.

الشهيد عظيم في كل العصور وسيبقى كذلك، فالعظمة لا ينالها إلا من يستحقها بحق، كل إنسان ميت ولو كان على قيد الحياة باستثناء الشهيد الذي يبقى حياً حتى بعد مماته، كانت هذه رؤية روجهات للشهداء، وقد عبّر عن رؤياه هذه لصديقه كيفارا بالقول: “الأموات وحدهم سيرون نهاية هذه الحرب” قاصداً بها الشهيد حي حتى بعدما تفارق الروح جسده.

فروجهات الذي ولد لعائلة وطنية ونما ترعرع على الفكر الآبوجي وحب الوطن، كان آخر عنقود أخوته الشباب فيما تصغره فتاتان ويكبره تسعة أخوة وأخوات.

تمثلَ للأخلاق وتميز بطباعه الهادئة وخصاله المسالمة ليصبح في شبابه رمزاً للشخصية الثورية المرتبطة بالرفاقية وداعياً إلى حماية ظهر الرفقاء في خندق الشرف صدراً لصدر مع العدو، كما كانت له مواقف متميزة تكللت بالصمت والهدوء في الصغر والتمرد عند الكبر، فروجهات لم يرضخ يوماً لأوامر غير حقة مما طبع شخصيته بالثبات والجدية.

روجهات الذي لم تكن الابتسامة تفارقه ثغره اتسم بروح الفكاهة ورسم الابتسامة على وجوه رفقاء دربه في أحلك الظروف.

أمضى طفولته في الحي الشعبي قدوربك؛ تجرع فيها تقاسيم الطفولة على أكملها، وتتلمذ حتى المرحلة الإعدادية فحصل على شهادة هذه المرحلة برغم ابتعاده عن الدراسة وانشغاله بأعمال التجارة حيث تسلم محلين من محال أخيه لبيع التوابل والحبوب وهو في سن صغيرة، تحمل مسؤولياتهما واجتهد في مهنته إلا أنه لم يرضَ بمتابعتها عند انطلاقة الثورة في روج آفا، فانضم إلى صفوف حركة الشبيبة الثورية وخضع لدورة تدريبية في عفرين ومن هناك أعلن انضمامه لحركة التحرر الكردستانية، ليلتحق بعدها بوحدات حماية الشعب ويحارب مع رفيق دربه ولات عفرين على أول دوشكا في روج آفا بجميع حملات التحرير ومختلف الجبهات وأولها في قسطل جندو بعفرين عام 2012 إلى معارك سري كانيه الثلاث وتحرير عموم مدن إقليم الجزيرة من النظام البعثي، وصولاً إلى معارك تل كوجر، رميلان، جزعة، ربيعة، شنكال، تل تمر، الحسكة، الهول، الشدادي، تل حميس وتل براك، سلوك، تل أبيض، الطبقة وأخيراً الرقة ليستشهد فيها بتاريخ 25 أيار 2017.

ولأن رفقائه أحبوه وتعلقوا به، كتب رفيق دربه كيفارا ديريك بعد مضي 11 يوماً على استشهاده: “أشعلنا شعلة الحرية معاً وتعاهدنا ألا ندعها تنطفئ، تعاهدنا أن نزرع إشارة النصر فوق التلة ونخبر الأجيال القادمة بأن روجهات يوماً كان هنا. روجهات  مر من هنا في زمن الثورة، ترك قلبه يصرخ من شدة الألم واتجه نحو الجبهات مسرعاً، هناك الكثير من الوعود التي تعاهدنا عليها سوياً وسننهيها جميعاً، رائحتك في كل مكان، تركت بصمة مقدسة في تاريخ هذه الثورة، أيها الثائر: لقد دخلنا الرقة ونعدك بألا نخرج منها إلا آخذين بثأرك وتحريرها من نجاسة الإرهاب، سننهيها قريباً رفيقي الدرب”.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: روجهات قامشلو

الاسم الحقيقي: بسام رمو

اسم الأم: تركية

اسم الأب: محمد

مكان وتاريخ الولادة: قامشلو 1993

مكان وتاريخ الانضمام: عفرين 2012

مكان وتاريخ الاستشهاد: الرقة 25 أيار 2017

زر الذهاب إلى الأعلى