المجتمعمانشيت

رداءة جودة الخبز هل ستبقى برسم اللاحل؟

الخبز هو المادة الأساسيّة الّتي لا يمكن الاستغناء عنها في كافّة الوجبات الغذائيّة, ومنطقة الجّزيرة تعدّ الخزّان الغذائي للقمح بالنّسبة لسوريا, ومع ذلك فإنّ المواطن في مدن روج آفا يعاني من رداءة الخبز, وسوء نوعيته بحيث نستطيع القول بأنّه لا يصلح للاستهلاك الغذائي, ونستطيع بفحص الرّغيف اكتشاف العديد من الشّوائب وغيرها ضمنه.

فما سبب رداءة الخبز في الأفران العامّة؟

وكيف نستطيع تحسين مادّة الخبز؟

ومن يتحمّل مسؤوليّة هذه المشاكل؟

أسئلةٌ سنحاول التقصي عن أجوبتها ضمن التّقرير التّالي:

أسباب سوء نوعيّة الخبز

من أجل ذلك قام مراسل صحيفة الاتّحاد الدّيمقراطي بزيارةٍ إلى الفرن الآلي الشّرقي, والتقى هناك مع إدريس محمد العضو في الإدارة العامّة للفرن, والّذي بدأ حديثه بالقول:

نعاني من سوء نوعيّة الخبز والأزمة عند منافذ البيع, ففي كلّ صيف ونتيجة ارتفاع الحرارة نعاني من مشكلة جودة الخبز, الّتي تعتمد على عدّة عوامل كاستخدام الماء البارد في العجن, لأنّ سخونة الماء تؤدي إلى تفتّت الخبز بسهولة, وكذلك جودة الطّحين تؤثّر على جودة الخبز, فأحيانا يتمّ تزويدنا بطحينٍ جيّد وأحياناً أخرى يكون الطّحين سيء النّوعيّة

وقليل النّشاء, والطّحين الجيّد تكون نسبة القمح الطّري فيه 50%, ونعاني من قلّة القمح الطّري في إقليم الجّزيرة في الوقت الحالي, وكذلك القمح المصاب بحشرة السّونة يتميّز بتدنّي نسبة النّشاء فيه حتّى لو كان طريّاً.

أسباب زيادة الطّلب على مادّة الخبز

وتابع إدريس:

الجوّ الحار أيضاً يؤثّر على جودة الخبز, واستخدام المياه السّاخنة في العجن ينتج عنه خبز رديء, واستخدام الماء البارد يرفع جودة الخبز إلى نسبة80%, وكذلك خلط النّشاء بالعجين يحسّن جودة الرّغيف, وقد طالبنا هيئة الاقتصاد تأمين الماء البارد من أجل العجن كحلٍّ متوفّرٍ بين أيدينا, وما زلنا ننتظر الاستجابة, وبالنّسبة لازدياد الطلب على الخبز (الزّحمة), فيجب على هيئة الرقابة والتموين أن تراقب الأفران الخاصّة النصف آليّة لكي تنتج الخبز من كامل مخصّصاتها اليوميّة من الطحين, فيوميّاً تزوّد الافران الخاصّة بـ300 طن من مادّة الطّحن, فإذا خبزت كامل الكميّة لزادت مادّة الخبز عن حاجة النّاس في إقليم الجّزيرة, ولكن يتمّ بيع الطّحين ولا تعجن كامل الكميّة, وكذلك لدينا خط انتاج قيد الصّيانة حاليّاً, وهذا يقلّل من كميّة الخبز, وكذلك يزوّد هذا الفرن كافّة الهيئات والأكاديميّات والقطعات العسكريّة بمادّة الخبز, وإنتاجنا يصل إلى دير الزّور, وأيضاً هناك بعض النّاس يشترون كميّاتٍ كبيرة من الخبز لإطعام الحيوانات الّتي يقومون بتربيتها, وذلك لأنّ الخبز أرخص سعراً من العلف.

وتوضيحاً للفرق بين خبز الفرن الآلي الشّرقي وخبز الفرن الغربي الّذي تديره الدّولة أوضح إدريس:

وزن ربطة الخبز في الفرن الآلي الغربي أقلّ من 2كغ, في حين وزن الرّبطة لدينا أكثر من 2,3كغ, ولذلك يكون الخبز عندهم رقيقاً, فهناك انقاص في وزن العجين لبيع الطّحين في السّوق السوداء, وذلك لعدم وجود رقابة على الفرن, وأيضاً الطّحين الّذي نستخدمه في الفرن الشّرقي أفضل نوعيّةً من الطّحين المستخدم في الفرن الغربي.

مقترحات لتحسين نوعيّة الخبز

وتابع إدريس: بالخلاصة من أجل إنتاج خبزٍ جيّد النّوعيّة نطالب كإدارة الفرن الشّرقي بتزويدنا بطحينٍ جيّد النّوعيّة, وتوفير الماء البارد من أجل العجن, وتجديد آلات الفرن والنّظافة, وفحص الطّحين للتأكد من خلوّه من الحشرات وخاصّةً في هذا الوقت من السّنة, لأنّ تخزين الطّحين لمدّة أسبوعٍ في المستودعات يؤدي إلى خلق الحشرة التي تُسمَّى بقملة الطحين بسبب الرطوبة, ولذلك يجب تعقيم المستودعات جيّداً للحدّ من ظهور القمل, مع العلم أنّ السّوس أحياناً يكون موجوداً في القمح بالأساس قبل طحنه.

واختتم إدريس حديثه بالقول: نحن جهةٌ تنفيذيّةٌ فقط نعجن الطّحين ونخبز الخبز ونشرف على البيع, ونقوم بما يترتّب علينا, وجودة الخبز تعتمد على ما أوضحناه سابقاً.

نحن جهةٌ تنفيذيّةٌ ننتج الخبز ونبيعه بحسب المواد المتوفّرة لدينا

وبعدها التقى مراسل صحيفتنا مع غسان حمو عضو اللجنة الخدميّة في الفرن الآلي الشّرقي, والّذي قال:

الطّحين الّذي يتمّ تزويدنا به نقوم بعجنه ثمّ خبزه, سواء كان جيّد النّوعيّة أم رديئاً, ونعجن بالماء المتوفّر لدينا لعدم وجود مياه باردة في الصّيف, وذلك لتجنّب إيقاف الإنتاج وتزويد الشّعب بمادّة الخبز الأساسيّة, فمقاطعة قامشلو كلّها تتزوّد بالخبز من هذا الفرن, وأي عطلٍ أو توقّفٍ للإنتاج سيخلق الكثير من المشاكل, وآلات الفرن قديمةٌ تعود إلى ثمانينيّات القرن الماضي, وبعضها أصلحناها بطرقٍ بدائيّةٍ من أجل مواصلة الإنتاج وتجنّب توقّفها عن العمل, وكذلك الخميرة المستخدمة في العجن تكون أحياناً سيئة النّوعيّة, فينتج خبزٌ رديء النّوعيّة, وهناك الآن خطٌّ من خطوط الإنتاج قيد الصّيانة, وهو أحد أسباب الأزمة الحاليّ على الخبز,

ونحن كطاقم الفرن نقوم بعملنا اليومي بكامل طاقتنا, وسبب رداءة الخبز خارجٌ عن إرادتنا, لأنّنا جهةٌ تنفيذيّةٌ ننتج الخبز ونبيعه بحسب الموجود والمتوفّر لدينا, لتجنّب توقّف إنتاج الخبز.

كلمة المحرر:

منطقة الجّزيرة معروفةٌ بانّها المنتج الرّئيسي للقمح في سوريا, فكيف يكون القمح وفيراً والطّحين المستخدم في الخبز من أسوأ النّوعيّات؟

الجّزيرة منطقةٌ نفطيّةٌ والكهرباء فيها شبه معدومة…..

يتساءل النّاس؟

بعد ما تمّ تحقيقه من مكتسباتٍ عسكريّةٍ وسياسيّةٍ, وبناء نظامٍ مؤسساتيٍّ ديمقراطي, وهزيمة أكبر قوّةٍ إرهابيّةٍ في العالم متمثّلةً بتنظيم داعش, ما زالت معاناة المواطنين كبيرةً, بسبب افتقاده للخدمات الحياتيّة الأساسيّة (الكهرباء والماء وجودة الخبز), وعندما تُحلّ هذه المشاكل تكتمل مكتسبات ثورتنا.

إعداد عامر طحلو

زر الذهاب إلى الأعلى