الأخبارمانشيت

جمعيات ومؤسسات سريانية تطالب التحالف الدولي بحظر جوي ومنطقة آمنة

لم يتوانى الشعبُ السريانيُّ في التنديدِ بالقصفِ التركيِّ على مناطقِ روج آفا ومناطقِ شنكال، فقد طالبتْ الجمعياتُ والمؤسساتُ السريانيةُ في روج آفا خلالَ مؤتمرٍ صحفيٍّ من الأممِ المتحدةِ والتحالفِ الدوليِّ حمايةَ مناطقِ الشمالِ السوري، وضرورةِ فرضِ حظرٍ جويٍ عليها، وإعلانها مناطق آمنة، مؤكدينَ أن ذلكَ سيكونُ الخطوةَ الاساسيةَ لوقفِ نزيفِ الدمِ والقتلِ والتهجيرِ، ودعماً للديمقراطيةِ التي تبنيها بشكلٍ مشتركٍ مع مكوناتِ المنطقة.

وعُقِدَ يوم  السبت 29/ نيسان – ابريل / 2017مؤتمراً صحفياً من قبلِ الاتحادِ السرياني، الشبيبة التقدمية السريانية، الاتحاد النسائي السرياني، مؤسسة عوائل الشهداء السريان والآشوريين. واجتمعوا في مقرِ الجمعيةِ الثقافيةِ السريانيةِ بحضورِ أعضاءَ وإداريي الجمعيات والمؤسسات السريانية، ومؤسسات مدنية وممثلين عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، وأصدروا بياناً مشتركاً بصددِ الهجماتِ التركيةِ الأخيرةِ على روج آفا وشمال سوريا.

وفي بدايةِ المؤتمرِ الصحفيِّ وقفَ الحضورُ دقيقةَ صمت على أرواحِ الشهداء، تلاها قراءة البيان من قبل الاداري في الشبيبة السريانية مالك أسمر الذي قال فيها:

“نحن كمؤسسات سياسية ومدنية سريانية آشورية؛ ندينُ بأشدِّ العباراتِ التدخلَ العسكريَّ التركيّ، والانتهاكاتِ التي تمارسها قيادةُ حزبِ العدالةِ والتنمية التركية، حيثُ بدأتْ بتاريخ 25 من هذا الشهر بقصفٍ على جبلِ قرتشوك، ومن ثم اتسعت رقعةُ ونقاطُ القصفِ التركيّ على كامل الحدود في الشمال السوري، ومازالت هذه الاعتداءات مستمرة، ومثلُ هذهِ الأعمال العدائية إن دلت على شيء فهيَّ تدلُ على عداءِ الحكومةِ التركيةِ الحاليةِ تجاهَ كلِّ شعوبِ المنطقة، من عربٍ وكردٍ وسريان وآشوريين وتركمان وأرمن وايزيديين، وبهذهِ العقلية الشوفينية يستحضرون تاريخ العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى، حيثُ اقترفوا المجازرَ بحقِ شعوبِ المنطقة وبالأخص السريان والأرمن، ويترجمونَ أطماعهمُ الشوفينيةَ في المرحلةِ الحاليةِ من خلالِ الأحداثِ التي تمر بها سوريا، فيقومون بالاعتداءِ على مناطقِ الشمالِ السوريّ بحجةِ محاربةِ القواتِ الكردية، ولكن في طياتها الحقيقية هي استهداف لشعوب المنطقة وأمنها واستقرارها، وضربِ كلِّ مشروعٍ يعبرُ عن إرادتهم الحرة.

إن السياسةَ التركيةَ تريدُ من خلالِ هذا العدوان الهروبَ من مشاكلها الداخلية التي تتفاقمُ أكثرَ فاكثر، كما أنها تبغي إثارةَ العداءِ بينَ الشعبِ الكرديِّ والتركيِّ وبقيةِ الشعوب الأخرى، ولكن في ظلِ الصراعاتِ التي ظهرت في الشرقِ الأوسطِ على أساسٍ مذهبيٍّ وطائفي وقوموي، استطعنا نحن كمكونات في الشمال السوري أن نحافظَ على وحدتنا، وعلى السلم الأهلي، وتطبيق أخوة الشعوب، رافضينَ كلَّ النزاعاتِ التي تجري من حولنا، والتي لا تأتي إلا بالمزيد من المآسي والمجازرِ والتهجير. وأمامَ هذهِ التحديات الكبيرة اثبتت قوات سوريا الديمقراطية قدرتها على حمايةِ مناطقنا، حيثُ استطاعت دحرَ الإرهاب، وبهذه البطولاتِ الكبيرةِ التي تحققت اختلطتْ دماءُ الشهداءِ من جميعِ الشعوبِ لتثبتَ أنَّ لا أحدَ يستطيعُ أن يقفَ أمامَ مسيرةَ تحررِ الشعوبِ وبناءِ المجتمعِ الديمقراطي، بدايةً من الشمالِ السوريِّ ومنها إلى كل سوريا والشرق الأوسط.

بعدَ هذا التصعيدِ الخطيرِ من قبلِ الجيشِ التركيِّ تجاهَ مناطقنا، فإننا كمؤسسات سريانية وآشورية نجد بأن الوقتَ قد حانَ لحمايةِ مناطقِ الشمالِ السوريّ، ونطالبُ الأممَ المتحدةَ والتحالفَ الدوليَّ بضرورةِ وأهميةِ الحظرِ الجويِّ، ولتكونَ الخطوةَ الأساسيةَ لوقفِ نزيفِ الدمِ والقتلِ والتهجير، ودعمٍ للديمقراطيةِ التي نبنيها بشكلٍ مشتركٍ بينَ كل المكونات التي اتفقت على عقدِ اجتماعٍ يكرسُ لمشروعٍ ديمقراطيِّ يضمنُ جميعَ الحقوقِ والحريات، ويمهدُ للاتفاقَ على الحلِ السياسيِّ العامِ لكلِ سوريا.

وبعدَ قراءةِ البيانِ شاركَ بعض الحضور تعقيباً على ما جاءَ في البيانِ مؤكدينَ أن جيش الاحتلال التركي بأمرٍ من الحكومة التركية بسيادة أردوغان، يهدفُ لضربِ الحالةِ السلميةِ المشتركةِ المعاشةِ في روج آفا، وإنَّ ذلكَ التدخلَ محاولةٌ لكسرِ إرادةِ الشعوبِ التي تديرُ مناطقها بأنفسها بعيداً عن سياساتِ الأنظمةِ القوموية والسلطوية، والذينَ ضحوا بأنفسهم ضمنَ صفوفِ قواتِ سوريا الديمقراطي التي دحرت داعش في المئات من مدن ومناطق روج آفا وشمال سوريا، ولازالت تناضلُ لبقاءِ شعوبِ المنطقةِ في سلام.

زر الذهاب إلى الأعلى