تقاريرمانشيت

تهديدات تركيا تصدير لمآزقها المتخبطة

الدولة التركية عادت مجدداً بتهديداتها وطرحت موضوع المنطقة الآمنة في سوريا وفق مصالحها, فقامت بتحشيد قواتها على الحدود في إشارة منها بالاستعداد للهجوم على مناطق شرقي الفرات، أردوغان الجامح في غروره والغارق في إخفاقاته ومآزقه المنبئة بفشل سياساته، يحاول يائساً إعادة أمجاده من خلال تهديداته التي يحاول من خلالها التهرب من أزماته الداخلية وتصديرها عسكريا وإعلامياً خارج تركيا عبر الحلقة الكردية لضرب مشروعهم الديمقراطي الذي يجده أردوغان تهديداً لأمنه القومي وسياساته القمعية وفق منظوره، والجميع بات يدرك أن ما يفعله أردوغان وفق مخطط قديم لإعادة أمجاده العثمانية واحتلال المنطقة، وتطبيق مشروعه الاخواني من أجل تفكيك وتقسيم المنطقة وفق سياسته، إضافةً إلى صمتٍ دولي واقليمي لانتهاكات الاحتلال التركي في باشور كردستان.

بهذا الصدد قامت مراسلة صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإجراء عدة لقاءات مع إداريين وإداريات في حزب الاتحاد الديمقراطي بمقاطعة الحسكة.
مصطفى أحمد الرئيس المشترك لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي  في مقاطعة الحسكة.

وفي معرض ردِّه على سؤال حول التهديدات التركية استهل مصطفى حديثه بالقول: “الدولة التركية معروفة بذهنيتها القوموية، وهي من أكثر الدول تطرفاً في منطقة الشرق الأوسط  تعتمد في ايديولوجيتها الرسمية على الطابع القوموي والدينوي وإبعاد جميع المكونات الأخرى سواء إن كان قومي أو ثقافي, ونخص بالذكر سلطة العدالة والتنمية التي تنتهج نموذج التركياتية الخضراء (الإسلام السياسي) ومنذ بداية الأزمة في منطقة الشرق الأوسط تركيا تحاول بلوغ أحلامها العثمانية والتي اعتمدت على القوى الظلامية المتطرفة (داعش ) وأخواتها ومحاولة اللعب على الوتر الديني بتبنيها حركة الإخوان المسلمين كقناع ايديولوجي لممارسة سياستها الفاشية في المنطقة”.

وتابع: “لذلك يعد الانتصار الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية على داعش انهياراً لاستراتيجية الدولة التركية في المنطقة، لتكشف القناع عنها وتظهر وحشيتها، وما احتلال عفرين إلا نموذج عن مدى فاشية الدولة التركية, تركيا مرة أخرى تحاول اللعب على الموازين الدولية وخرق التوازن السياسي في المنطقة، والتدخل في مناطق شرق الفرات تحت قناع المنطقة الآمنة التي طُرحت من قبل الولايات المتحدة محاولة احتلال المنطقة بإطار شرعي إلا أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل كما حصل في مناطق خفض التصعيد، تركيا لم تكن يومآ تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والدليل القاطع على ذلك هو احتلالها لعفرين وهجماتها المستمرة على باشور كوردستان، تؤكد حقيقتها وذهنيتها الفاشية الأردوغانية التي تعد ميراثآ للفاشية الهتلرية.
وبصدد الصمت الدولي تجاه ممارسات الدولة التركية نوَّه أحمد قائلاً: إن القوى الرأسمالية لطالما اعتمدت على الدولة التركية للتغلغل في المنطقة، اليوم تحاول تطبيق سياساتها في ترويض القوى الديمقراطية وصهرها في بوتقة الأيدولوجية الليبرالية التي تعد الايديولوجية الرسمية لهذه القوى المهيمنة، لهذا على الدولة التركية العودة إلى مشروع السلام الذي طرحه “القائد اوجلان” لإيصال المنطقة الى بر الأمان.

ريم إدريس الرئاسة المشتركة لمقاطعة الحسكة:
أشارت ريم ادريس إلى أن هدف سعي الدولة التركية إقامة المنطقة الآمنة وإدارتها أصبح واضحاً للجميع وما ينتهجه النظام الأردوغاني الفاشي الذي يعاني فوبيا الكرد والديمقراطية، لم يجد وسيلة لتحقيق مآربه وتطبيق اتفاقياته إلا عن طريق شمال وشرق سوريا والمطالبة بإقامة منطقة آمنة وهذا الطلب مرفوض، فنحن ننظر بجدية إلى هذه التهديدات، وبقدر ما نحن مستعدون لها، ومنفتحون على الحوار والحل السلمي، فإننا مستعدون أيضاً للدفاع عن مكتسباتنا.
وأضافت: لا يخفى الأمر على أحد بأن الوضع في تركيا يعاني من أزمة وصراع داخلي، وهي تحاول تصدير هذه الأزمة إلى شمال وشرق سوريا وأراضي روج آفا ومن ثم سوريا بالكامل، وطبعاً سيكون مصيرها الفشل وذلك بمقاومة ونضال قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والادارة الذاتية الديمقراطية.

وبخصوص هجماتها المتكررة والصمت الدولي تجاهها نوَّهت إدريس قائلةً: الصمت الدولي يدل على رضا واتفاق مع الطرف الآخر الذي يقوم بهذه الأفعال الاجرامية بحق البشرية.
يسرى الحسين الرئاسة المشتركة في الناحية الشرقية لمقاطعة الحسكة:
تطرقت يسرى الحسين في حديثها إلى جذور التهديدات التركية وقالت: بات الأمر واضحاً للجميع بأن تركيا هي الراعية والحاضنة الأولى لكافة أشكال الإرهاب منذ البداية. فتركيا تعمل على إقامة منطقة آمنة في شمال وشرق سوريا لأسباب عدة  أهمها زعزعة الأمن والاستقرار، واستهداف مشروع الأمة الديمقراطية المتمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية المبني على أسس العيش المشترك وأخوة الشعوب، هذا المشروع الذي لا يخدم مصالح تركيا الاستبدادية والتوسعية الرامية إلى استعادة أمجاد الدولة العثمانية.
وأضافت: ازدياد الهجمات على باشور كردستان في الآونة الأخيرة ماهي إلا لإفشال مشروع الإدارة الذاتية والانتصارات العظيمة التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية ضد أعتى وأشرس تنظيم إرهابي عرفه العالم “داعش” والأمر بات واضحاً للجميع من خلال ما تمارسه الدولة التركية من انتهاكات بحق شعوب المنطقة.

رأفت درويش الرئاسة المشتركة لناحية الشدادي:
وبدوره أكد رأفت درويش في حديثه قائلاً: الجميع يدرك الدور الرئيسي لتركيا في نقل الإرهاب إلى مناطقنا واليوم تحاول إنشاء المنطقة الآمنة وفق مصالحها، فنحن كمجتمع سوري ندرك بأن هذه المنطقة الآمنة إذا تمت برعاية أممية وبضمانات دولية لا نمانع بإقامتها، أما إذا كانت برعاية تركية فهي مرفوضة لأنها لا تكون منطقة آمنة بل مرتعاً للإرهابين والجهات التكفيرية، والدليل هو هجماتها المتكررة على باشور كردستان وتحشيد جيشها على الحدود السورية والانتهاكات بحق المدنيين في عفرين.

في ختام حديثه طالب رأفت درويش الدول الكبرى وكافة الجمعيات والمنظمات الحقوقية الخروج عن صمتها وإيقاف التمدد التركي وانتهاكاتها المستمرة ضد شعوب شمال شرق سوريا.

جوان عيسو الرئيس المشترك للعلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الحسكة:

قال: سياسة الدولة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية هي سياسة تنبع من مخطط قديم رسمته تركيا للسيطرة واحتلال المناطق وتطبيق مشروعها الاخواني وبالتالي تفكيك وتقسيم هذه المنطقة وفق مصالحها من خلال تدخلها بالشأن السوري، وبعض الدول الأخرى, في خطوة منها للحفاظ  على الأنظمة المركزية الموجودة وذلك من أجل تنسيق وفرض سياستها واستغلال الثورات والتغيرات التي تجري حالياً في المنطقة وخاصة في شمال وشرق سوريا من أجل ضرب مشروعها الديمقراطي فهي لا ترغب بوجود هكذا مشروع  ديمقراطي لا مركزي، لذا تحاول جاهدة احتلال مناطق شمال شرق سوريا بالتعاون مع أدواتها ومرتزقتها من الجيش الحر وجبهة النصرة وداعش كما فعلت في عفرين.

وتابع حديثه بالقول: من خلال مسيرة النضال الطويلة والمقاومة التي أبداها شعبنا ضد السياسات الشوفينية والمنظمات الإرهابية وآخرها دحر تنظيم داعش عسكرياً كانت من أكثر الضربات الموجعة للدولة التركية.

فنحن كحزب الاتحاد الديمقراطي في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا موقفنا واضح لسنا محبين لإراقة الدماء ونبحث عن الحلول السلمية وبابنا مفتوح للحوار مع جميع الأطراف بما فيه النظام السوري والنظام التركي ولكن وفق المرحلة الحالية والشروط التي تخدم مصلحة الشعب السوري بكافة أطيافه، كما وأن مشروعنا الديمقراطي استطاع أن يخطو خطوات ايجابية مجتمعية في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة, ولذلك المناطق المستقرة والامنة هي مناطق شمال وشرق سوريا شرق سوريا وهي التي تمثل الديمقراطية الحقيقية.

ولكن ما يظهر للعلن أن نية الدولة التركية هي خلق مشاكل ونعرات وخلافات وضرب المنطقة، ونعلم بأن أي تواجد تركي في المنطقة سوف يكون له تداعيات سلبية، لذا التوجه نحو الحوار والنقاش لحل الازمة السورية، ولكن من المهم جداً تهيئة الأرضية المناسبة لبدأ عملية سلام حقيقية وهذه التهيئة تتطلب عدة عوامل أولها هو إخراج الدولة التركية من سوريا وإنهاء سياساتها داخل الشأن السوري لنصل إلى مرحلة السلام الدائم وتكون سوريا دولة آمنة وفق أسس دستور جديد يحمي حقوق كافة المكونات.

أما بالنسبة لتدخلات وهجمات الدولة التركية في باشور كردستان وفي شؤون الدولة العراقية طبعا هذه السياسة ليست منفصلة عن السياسة التركية المتبعة بالنسبة لجوارها, فالهدف الاستراتيجي والاساسي للدولة التركية من تدخلها في سوريا والعراق وايران و باقي المناطق هو القضاء على المشاريع الديمقراطية والانظمة الديمقراطية التي تبنتها شعوب العالم, لذلك هجماتها على باشور كردستان تستهدف بالدرجة الاولى الشعب الكردي ومن ثم حكومة اقليم كردستان والدولة العراقية بالكامل، فسياسة الدولة التركية هي سياسة واضحة تحاول خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى لتمرير اجنداتها ومشاريعها التي فشلت في كثير من المناطق والدول، والتي ستفشل مرة أخرى، وبالتالي على حكومة اقليم كردستان وحزب الديمقراطي الكردستاني أن توضح موقفها من هذه الهجمات كما تم توضيح هذا الموقف من قبل الحكومة العراقية، حيث أدانت هذا التدخل ببيان رسمي.

عبد الحكيم طاهر الرئيس المشترك للجنة التدريب لحزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الحسكة:

بدأ حديثه للصحيفة بالقول: إن الهدف التركي من إقامة منطقة آمنة بعمق 30 إلى 32كلم في شمال وشرق سوريا هو لضرب مشروعنا الديمقراطي، والأهم من ذلك عندها هو إنهاء الوجود الكردي، بعد خسارة أردوغان في الانتخابات الأخيرة وخروج بلدية اسطنبول من قبضة العدالة والتنمية، لأنه يدرك أن من يحكم اسطنبول يحكم تركيا، فهو يحاول بجميع الوسائل أن يحتل أراضي سوريا ولكن هذا الشيء لن يحدث طالما هنالك قوة وإرادة شعب لا تقهر.

الهدف من وراء سعي الدولة التركية رعاية المنطقة الآمنة هو تقسيم سوريا واقتطاع جزء منها وضمها إلى تركيا لخلق حروب أهلية مستمرة وخلق حالة لا استقرار وفوضى في المنطقة, وتحاول أن توسع مشروعها بعد أن فشلت في احتلال باقي المناطق وهي تستغل الظروف مجدداً لفرض هيمنتها بشكل آخر وليس بتدخل عسكري مباشر بل عبر ما تسمى بـ “المنطقة الآمنة”.

وأشار طاهر أن الهجمات على باشور كردستان ستبوء بالفشل كما فشلت في السابق، وقال: الدولة التركية دولة فاشية ويظهر ذلك في شنها للهجمات على مناطق باشور كردستان دون أي اعتبار لأحد، لكننا سنقف ضد هذه الهجمات بكل قوانا.

وأكد “بأنه يجب على حكومة باشور كردستان توضيح موقفها من هذه الهجمات لأن سياسة الدولة التركية معادية لجميع أجزاء كردستان والشعب الكردي، وهذه السياسة خطرة على جميع الكردستانيين.

 إعداد: بارين قامشلو/ ديدم علي

زر الذهاب إلى الأعلى