بيانات

بيان إلى الرأيّ العام

في كلّ يوم يمضي يكشف للعلن حجم التواطؤ السياسي بين قيادة PDK ونظام أردوغان ضد المصالح القومية العليا لشعبنا وضد مستقبله في جميع أجزاء كردستان. كلّ يوم يمضي تتعرّى قيادة PDK أكثر فأكثر من شعاراته القومية المعلنة ومزاعمه، في كلّ يوم ينكشف حجم الاستسلام والتبعية والخنوع لديه لخطاب حزب العدالة والتنمية AKP المعادي لتطلعات شعبنا في الحرية والمساواة.

وآخر برهان على ذلك، وليس الأخير، حينما قامت الطائرات الحربية التابعة للجيش التركي صبيحة يوم 25 نيسان في الساعة 02,00 بقصف مقرات تابعة لوحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المراة  YPJ في ديريك (قرة جوغ والقرى المجاورة لها)، تزامنا مع قصفها لقضاء شنغال (سنجار) والقرى التابعة لها، التي اسفرت عن استشهاد 20 مقاتل ومقاتلة واصابة 18 بجروح، واسفرت عن خسائر مادية، إضافة لاستشهاد 5 من البيشمركة والمدنيين.

خرجت علينا المؤسسات الإعلامية والمنابر التابعة لـ PDK، التي بات واضحاً أنها أصبحت تدار في الخفاء من قبل دوائر التوجيه الإعلامي للدولة التركية، كي تبرر هذا الاعتداء وتسوّغه. وعوضاً عن أن تدينه بشدة وجرأة راحت تلقي مسؤولية كل هذه الجريمة على مقاتلي PKK  الذين بذلوا التضحيات الجسيمة في سبيل تحرير تراب شنغال وإنقاذ أهله، ودافعوا بشرف وشجاعة، كما تعلم قيادة PDK قبل غيرها، في الوقت الذي ولّ قادة قواتهم الأدبار، بشكل مخزي، تاركين خلفهم الكرد الأزيديين، أطفالاً ونساءاً وشيوخاً، فرائس بين مخالب أكثر قوى الظلام في هذا العصر توحشاً وبربرية.

في يقيننا ماكانت هذه الپروپاغندا ممكنة لولا الغطاء السياسي التبريري المشين الذي ورد في بياني وزارة البيشمركة، التي سطى عليها PDK، بعد الانقلاب على شرعية برلمان الإقليم،  وبيان مكتبه السياسي.

جميع القوى الكردستانية، أحزاباً ومؤسسات مجتمع المدني، أدانت هذه الجريمة، بإستثناء PDK ومكتبه السياسي ومؤسساته الملحقة به، التي خرجت على وحدة الصف القومي ومشاعر الغضب التي سادت إزاء هذه الجريمة النكراء. وحتى مؤسسات الدولة العراقية لم تتردد في إدانة جريمة الاعتداء هذه واستنكرتها، إلا قيادة حزب السيد مسعود البرزاني، التي انهمكت في تبرير الاعتداء وحقيقة إن من يقرأ بإمعان بيان مكتبه السياسي، سيكتشف بسهولة بين خفايا سطوره إنه لايصلح لتسويغ هذه الاعتداء فحسب، وإنما كذلك يصلح منطقه،  بصورة رجعية، حتى لغزو عصابات داعش لشنغال.

رغم كل ذلك، يخرج علينا كل يوم رئيس الاقليم للعلن مطالباً باستقلال إقليم كردستان مثيراً، مهيّجاً بهذا المطلب المشروع مشاعر الشارع الكردي القومية، ويبرز نفسه كبطل كردي في عصره، إلا أنه يفقد شجاعته القومية، عندما يدير ظهره لآلام شعبه في باشور والاجزاء الاخرى. حيث أبطل عمل البرلمان في الاقليم، كتم اصوات الاعلاميين، تلاعب بملايين الدولارات، تاركا شعبه يتخبط في الفقر والأزمات السياسية المتواصلة. لم نشهد له موقفاً قومياً يذكر أو نسمع تصريحاً حيال ممارسات AKP التعسفية في شمال كردستان. هنا تتجلّى العلاقة العميقة بين حكومة السيد البارزاني وحكومة أردوغان. فالأولى ساندت حملة الاستفتاء الدستوري في تركيا لصالح أردوغان، رغم مشاهدته للمجازر القائمة في جزرة، سلوبي، آمد. وحملات الاعتقالات التعسفية بحق الممثلين السياسيين الكرد وزج القيادات في السجون، وكتمها للأصوات الحرة بإغلاق جميع المكاتب والمراكز الاعلامية، اضافة الى العلاقة والدعم الواضحين بين حكومة أروغان والعصابات الارهابية. وحقيقة العلاقات الوطيدة بين الحكومتين (PDK و AKP) الموقعة خلف الكواليس برزت للميدان كل يوم بمخططات عدوانية ضد الكرد.

أما في روجافا فمواقفه باتت واضحة، التي تجلت في تعامله مع جميع القوى المعادية للثورة ولمستقبل الكرد في روجافا ودعمه لها. فيستقبل قوى الائتلاف المعروفة بإنكارها للقضية الكردية وحقوقهم المشروعة، وصافحت يده القوى التي تهاجم شعبنا في الشيخ مقصود بالجرات المتفجرة والغازات السامة. دعم المجلس الوطني الكردي ENKS رغم معرفته بألاعيبهم التخريبية في المنطقة، كالاتجار بالبشر وتهريب الناس من الوطن ودعم الفصائل الملطخة يدها بدماء الابرياء وقطع رؤوس المقاتلين والمقاتلات الشرفاء.

بات واضحاً، إن نظام أردوغان راح يستخدم آخر أوراقه ضد مستقبل شعبنا في روجافا، بعد أن خسر في جميع خياراته الأخرى. الخيار الأخير المتمثل في الاعتداء السافر والتدخل المباشر، بعد أن اتسع نطاق تحالفات قوات سوريا الديمقراطية وتعززت انتصاراتها في كل مكان ولاسيما على مشارف الرقة، والضربات الموجعة التي تلقتها عصابات داعش، حليفة أردوغان، في الطبقة. ضاق الأخير ذرعاً بكل تلك الإنجازات التي أسقطت مشاريعه في المنطقة، فلم يعد من خيار آخر أمامه غير هذا الإجرام.

الدولة التركية تنتقل وبإستخدامها للطائرات إلى آخر مرحلة لها من أجل النيل من مكتسبات شعبنا وإرادته التي تقلق تركيا وتوابعها، الثورة التي بدأت بإرادة حديد وبالعصي والأسلحة الخفيفة وباتت اليوم مصدر إلهام لعموم الأحرار لن تثني عن خطها بتلك الهجمات التركية الرخيصة، شعبنا بثورته لم يغيير فقط معالم الذهنية المركزية في المنطقة بل بات رقما في معادلة التأثير المحلي والإقليمي، المواقف الخجولة لبعض القوى الكردية كما حزب الديمقراطي PDK في هذه الظروف التي يتم فيها التآمر على الجسد الكردي والقضية الكردية ستكون موضع شؤوم إن لم تتطور إلى المسؤولية والألتزام بالخط الوطني، ثورتنا لطالما افضت إلى أن نكون مؤثرين في الحقل الدولي فهذا يعني إننا في خط الإنتصار والثبات.

الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي  Tev-dem

٢٠١٧/٤/٢٧

زر الذهاب إلى الأعلى