المجتمعمانشيت

هيئة التربية والتعليم تنهي عاماً دراسياً ناجحاً

اعتمدت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا على نظام جديد في التقييم النهائي للطلاب في مدارسها, يستند على التقييم اليومي والأسبوعي والشهري للطالب, ومن خلاله يتلقى الطالب المعلومة ويحفظها في عقله, ولا يضيع جهده في الدراسة والحفظ والوظائف والمذاكرات, وهذا النظام يلغي وسائل الغش والنقل والحصول على أعلى النتائج دون بذل الجهد, فمن خلال نظام الامتحانات كان الطالب  يهمل المدرسة والدروس والحفظ والوظائف ويعتمد على نتيجة الامتحانات النهائية التي كان يحصل على أعلى الدرجات فيها دون جهد من خلال الغش والنقل, وهذه النتيجة لا تحدد المستوى الحقيقي للطالب, وللاطلاع على الفوارق بين النهج التقليدي في الدراسة والنهج الحديث، وبعد انتهاء العام الدراسي الحالي في مقاطعة قامشلو التابعة لإقليم الجزيرة في شمال وشرق سوريا, وتوزيع الشهادات على الطلاب بمراحلهم الثلاث, اتجه مراسل صحيفة الاتحاد الديمقراطي إلى مديرية مدارس قامشلو, وأعدَّ هذا التقرير حول انتهاء العام الدراسي الحالي والمستوى الذي وصلت إليه العملية التربوية.

التقت الصحيفة مع (حنان عنز) الإدارية في مديرية المدارس بمقاطعة قامشلو, والتي تحدثت قائلةً:

بتاريخ 14أيار 2019 تم توزيع الشهادات على طلاب المدارس في إقليم الجزيرة, حيث ارتدى الطلاب أزياءهم الشعبية التي تمثل كل مكونات مقاطعة قامشلو, وكل مدرسة قامت بتوزيع الشهادات وسط جوٍّ احتفالي, بعد تعب عامٍ دراسي كامل.

وتابعت حنان: نستطيع القول أن هذا العام الدراسي سار بشكلٍ أفضل من الأعوام السابقة, حيث كان عدد الطلاب الملتحقين بمدارس الإدارة الذاتية الديمقراطية أكثر من الأعوام السابقة, وكان الالتزام بالدوام جيداً وذلك بفضل جهود المعلمين الذين بالإضافة إلى تعليم الطلاب كانوا يقومون بزيارة الأهالي والتواصل معهم لكي يلتزم الطلاب بالدوام والدروس والوظائف.

طبعاً مناهج الإدارة الذاتية الديمقراطية تعتمد على التدريس باللغة الأم لكل مكون, وبهذا الصدد قالت حنان:

كلّ مكون في مدارسنا يتلقى التعليم بلغته الأصلية حصراً (من الصف الأول إلى الصف الثالث), وفي الصف الرابع يتم إدخال لغات أخرى إلى المنهاج, فالمكون الكردي في الصف الرابع يتلقى دروساً باللغة العربية بالإضافة إلى الكردية, والمكون العربي يتلقى دروساً باللغة الكردية مع اللغة العربية وهكذا, وطبعاً هناك أيضاً المنهاج السرياني, وبالنسبة للتقييم فإننا لا نعتمد على نظام الامتحانات, فالامتحانات لا تُظهر المستوى الحقيقي للطالب, لأن هناك طرقٌ للحصول على علامات عالية دون جهد كالغش والنقل وغيرها, وكذلك هناك طلاب مستواهم ممتاز يتعرضون لأمور طارئة في الامتحانات تجعلهم يحصلون على علامات متدنية, لذلك نتبع في مدارسنا نظام التقييم الأسبوعي والشهري للطالب, وعليه يتم إعطاء التقييم النهائي.

وبالنسبة لخطط العام الدراسي القادم أوضحت جيان أن منهاج الإدارة الذاتية الديمقراطية سيُدخل إلى للصف الحادي عشر, ولذلك وضعت هيئة التربية الخطط لتجهيز المعلمين الاختصاصيين بالمواد العلمية والأدبية لتدريس هذا المنهاج, ويتم مناقشة برنامج دورة المناهج الصيفية, وهناك اقتراحاتٌ بإقرار دورات تقوية لمعلمي المرحلة الابتدائية ذوي المستوى المتدني فقط, وبالنسبة لمعلمي المرحلة الإعدادية فقد تم افتتاح أكاديمية لتلقي المنهاج فيها كلٌّ بحسب اختصاصه, ولأن نظام التعليم في الأكاديمية يحتاج إلى وقتٍ طويل فهناك مقترح لتجنب النقص والتقصير في العام القادم وذلك بإقرار الدورة الصيفية لجميع معلمي هيئة التربية في الإدارة الذاتية الديمقراطية.

ولأن المرأة تشكل الأغلبية ضمن الجهاز التدريسي لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية, فهناك بعض الأمور والتدابير والقرارات والتسهيلات المقدمة لها, وأشارت جيان إلى ذلك بالقول:

تم إقرار إجازات الأمومة ومدتها 3 أشهر, الأخذ بعين الاعتبار الوضع الخاص للمرأة ومراعاة ذلك, وكذلك فقد تم استئجار السيارات لإيصال المعلمات إلى مدارسهن فيما إذا كانت المدرسة بعيدةً عن مكان السكن, وفي العام القادم سيتم تعيين كل معلم في المدارس القريبة من منطقة سكنه.

لأن العملية التربوية تحتاج إلى التوجيه والمتابعة والتقييم لعمل المدارس والمعلمين والطلاب من أجل تطوير العملية التربوية, فقد خصصت هيئة التربية لجاناً لهذا الأمر, يقوم أعضاؤها بجولات يومية على مدارس المقاطعة, ولمعرفة عمل هذه اللجان التقينا مع (كلشا مراد) عضو لجنة المتابعة والرقابة, والتي قالت:

نقوم بجولات على كافة مدارس مقاطعة قامشلو, من أجل تقييم عمل المعلمين ومعرفة وضع المدارس والطلاب ومدى سير العملية التربوية والتعليمية, واحتياجات ومستلزمات التدريس, ونستمع إلى الكوادر التدريسية ومشاكلهم ومستلزماتها ونرفع هذه المطالب إلى هيئة مديرية المدارس.

وأشارت كلشا إلى أن المستلزمات الضرورية للمدارس هي مواد التنظيف وأدوية الإسعافات ووسائل التدريس, والأدوات الرياضية والفنية, وتوفير المياه والخزانات ووقود التدفئة للمدارس, وطبعاً هناك تقصير في عملنا, وذلك لأن معظم مدارس المقاطعة كانت غير صالحة للعملية التربوية, ولكننا خلال هذه السنوات استطعنا تأهيل معظم مدارسنا, وكل ذلك من أجل تطوير التعليم في مناطقنا وخلق جيل واعي ديمقراطي يكون لنا مستقبلاً, ونستطيع القول أننا لمسنا تطوراً كبيراً في العملية التربوية هذا العام, من حيث التعليم ومن حيث تأمين مستلزمات المدارس وارتفاع مستوى المعلمين التأهيلي و نتمنى التطور أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى