المجتمع

معاً لتطوير النظام الدراسي وبناء مدارس نموذجية

للتعليم أهمية كبرى؛ فإذا اردنا نشر العلم والتسلح به لعملنا بالمقولة التي تقول “اطلب العلم من المهد إلى اللحد”، وإن سألتني عن عدوك سأجيبك بأنه الجهل، فالجاهل عدو لنفسه قبل أن يكون عدواً لغيره. تخيل أنك لا تعرف القراءة والكتابة، ولا تستطيع أن تفهم كلمات يمليها عليك شخصٌ ما!.

 كم من الحقائق والمعارف التي لا تستطيع  معرفتها، وأموراً تراها تضيع من أمامِ عينيك، وفي الحقيقة كل ما يُمكن أن تتعلّمهُ في حياتك نابعٌ من أمرين:

الأّول: منَ الظروف والأحوال التي تمر بها خلال حياتك اليومية؛ وهو ما يُعرفُ بالخبرة الحياتيّة، والثاني من الكتب والقراءة والمعرفة؛ لأنكَ تخالط وتحاوِر أناساً وعقولاً يتعايشون معك، وهذا ما يُعرفُ بالخبرة الثقافيّة والاجتماعية، لذلك فالتعليم الذي يتعلّمهُ الإنسان خلال مسيرة حياته لهُ فوائدَ كثيرة منها: يُصقلُ شخصيته المعروفِ بها في هذه الحياة التي هيَ عبارة عن مسرحيّة كبيرة كلٌّ يغني حسب ما تتقاضاه مصلحتهُ الشخصية، وبالتالي إذا لم يكن الإنسان واعٍ؛ ولديهِ منَ العلم الوافر؛ فإنه سيُنقادُ للآخرين ويصبحَ تابِعاً لهم. فالشخص الذي لا يعرف قراءة جملتين ستكونُ حياتهُ تبعية للآخرين من دون وضوحِ هدفٍ في حياته.

 الارتقاء وإيجاد القيمة لابد منها؛ ويأتي هذا بالعلم، فالإنسان المتعلم يُدْرِكُ تماماً أنهُ إذا أرادَ تحقيق النجاح فِي حياته؛ عليهِ أن يبحث عن قيمةٍ له بين النّاس، وبالتالي العلم يرفع من مكانةِ الشخص ويزيدهُ رُقيَّاً وتحضراً، فالّرُقيُّ من أجملِ الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان.

 الثاني: العلم وُجِدَ لتسهيل حياة الإنسان وليس لتصعيبها، هناك الكثير يعتقدونَ أن العلم مُتْعِبٌ ويحتاج إلى وقت وجهد وسنين من عمر الإنسان وما إلى ذلك، ولكن هل فكرت يوماً أن  العلماء والعظماء لو فكروا في هذه الأمور لما وَصَلوا إلى ما هو عليهِ الآن، وبالتالي العلم طريقةٌ لإيجاد السعادة الحقيقية من خلال تحقيق الأهداف، وهذه هي السعادةُ فعلاً. فحاول أن تتخيل أحلامك، وتكون لديك الرغبة في تحقيقها؛ ماذا ستكون سعادتك؟ يمكنك ذلك؛ فلا شيء مستحيل، وهذا ما تعلّمته منَ العلم والقراءة، وإن تصل متأخراً أفضل من أن لا تَصِلَ أبداً. وإيجادُ الحقيقة أمرٌ لا بدَّ منه، وكم من الحقائق التي كنت تَجهلها عندما تريد قراءة كتاب، وتحاول هجائه، تُدْرِكُ إنكَ غيرُ قادر على معرفة ما يحتويه هذا الكتاب منَ المعلومات والمعرفة التي ضيعتها لعدم اهتمامك بالعلم، أو عدم التحاقك بالمدرسة عندما كنت صغيراً، وبالتالي فإنَّ ما ضيعته على نفسك يجب أن توفرهُ لأولادك مهما كان الثمن، وابحث عن كل الأسباب وابتعد عن كل الصعوبات مادامت الإرادة موجودة، والندم على ما فات لا يجدي نفعة؛ لذا ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي لترصد واقع التربية والتعليم في ظل الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، وبعد المحاولات التي قامت بها لتكون اللغة الكردية لغة رسمية في الإقليم
– ماموستا كلي حسن: إدارية في هيئة التربية والتعليم بإقليم الجزيرة

بلغ عدد مدارس الابتدائية 77 مدرسة في مقاطعة قامشلو بالإضافة إلى بعض القرى التابعة لها، وهي في زيادة مستمرة والمشتركة مع خط تل براك وسيتم فرزها في المستقبل القريب.

 فالقرى التي تقع على خط قامشلو سيتم تهيئة تلك المدارس وضمها لهيئة التربية والتعليم، ومن بين 77 مدرسة هناك حوالي 20 مدرسة موجودة في القرى حيث بلغ عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية أكثر 17 ألف طالب وطالبة، والعدد في تزايد مستمر.

كما عملنا على إلغاء نظام الصفوف المجمعة، وتم ضم طلاب كل خمسة قرى في مدرسة نظامية مشتركة، وحسب لجنة تدريب المجتمع الديمقراطي لا يوجد الرسوب في نظام التعليم بروج آفا حتى يصل إلى الصف التاسع حالياً، وذلك حتى لا يشعر الطالب بأي نقص.

كما أضافت ماموستا كلي بالقول: “أنه يمكن تقسيم التلاميذ وفقاً لنشاطهم ولمستوى وعيهم ودرجة تفوقهم، حيث يكون هناك المتفوقين والمتوسطين التفوق ودرجات ادنى، وبالنسبة للمعلمين تم فرزهم إلى المدارس؛ كلٌ حسب اختصاصه بعد أن تلقوا التدريب في المعاهد. هذا في القسم الشرقي، فالنسبة لمعهد “فيان أمارة” هناك شروط أخرى لقبول المعلمين؛ فرضاً إذا كان مجازاً أو في السنة الثالثة وسنة التخرج أو تخرج من إحدى المعاهد ومارس مهنة التدريس في مدارس الدولة؛ كمدرس أصيل أو مدرس وكيل ووفق هذه الشروط.

 تم تعيين المعلمين؛ ويُقبل كطالب في المعهد، ويجرى له اختبار ثم يفرز إلى المدرسة حسب مؤهلاته ونوع اختصاصه.

 كما نَوَّهَتْ حسن إلى الطلاب في الثانوية العامة “الباكلوريا” بفرعيها العملي والأدبي، حيث تم تعين أربعة مراكز في مدينة قامشلو؛ اثنان في المنطقة الشرقية واثنان في المنطقة الغربية، وذلك لتلقي الطلاب دورات تعليمية لكافة المواد بشكل مجاني، وبلغ عدد الطلاب 450 طالباً وطالبة حتى الآن، وتم تعين مدرسين أكفاء، وتم العمل في هذه المراكز في بداية العطلة الصيفية، وهي مستمرة والكل يواظب في عمله، رغم وجود بعض الأخطاء الصغيرة كونه جديد العهد، ولكن يتم العمل بجد على تلافي هذه الاخطاء قدر الإمكان في المستقبل.

-هيفاء محمد علي: مديرة مدرسة حافظ إبراهيم بحي قدوربك: استقبلنا العام الدراسي الجديد 2017- 2018، وتم فرز المعلمين على الصفوف وكل صف لا يقل عدد الطلاب فيه عن 25 طالب، أما بالنسبة للكتب فقد كانت جاهزة، وتم توزيعها على الطلاب، وكانت أغلبها من الطبعة الجديدة وبشكل منتظم، وفي حال وجود نقص يتم تلافيها بتوزيع الكتب الموجودة في المستودع من العام الماضي، منوهةً إلى أنه لم يحدث أي تغيير في منهاج للمرحلة الابتدائية، ولكن تم ادخال بعض التعديلات، ثم تابعت محمد علي بالقول:” كتاب العلوم للصفوف التالية: الرابع والخامس والسادس تم تغييره لأن الطلاب كانوا يشتكون من صعوبته، وإما من ناحية الدوام يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً، ويستمر إلى الثانية عشر والربع، وتسجيل الطلاب في الصف الأول مستمر حتى الآن، والأهالي سعداء.

 ومن ناحية التدريس من الصف الأول إلى الصف الرابع يكون التدريس باللغة الكردية للمكون الكردي، واللغة العربية للمكون العربي، وفي الصف الرابع هناك حصتان للغة العربية واللغة الانكليزية هذا بالنسبة للصفوف التي يتواجد فيها الطلاب من المكون الكردي، وبالعكس حصتان للغة الكردية وحصتان للغة الانجليزية للصفوف التي يتواجد فيها الطلاب من المكون العربي، كما وهناك صفوف خاصة للطلاب دون السنة السادسة (مستمع) من جميع المكونات ويخصص لهم معلمون أكفاء يقومون بتعليم الطلاب الأحرف والمصطلحات الأولية مع حصص الترفيه والرياضة والموسيقى”، وتابعت محمد علي نحن في المدرسة إخوة نتعاون معاً، لا يوجد ما يسمى بنظام السلطة والإدارة والمستخدم، وكلنا نعمل معاً في الحفاظ على مدارسنا من حيث النظافة والانضباط، كما هناك برنامج سيعمم على كافة المدارس في المقاطعة بإقامة دورات لجميع الطلاب ذو مستويات متوسطة ومتدنية؛ حتى يتمكنوا من تحسين مستوى تعليمهم، كما أود أن أنوه على الفرق الواضح الذي نلاحظه بين هذه السنة والسنوات الماضية من حيث الإقبال الزائد والعدد المتزايد للطلاب، وجاء هذه من خلال الاهتمام المتزايد بالطالب من جميع النواحي، فنحن لا نسمح بخروج الطالب من المدرسة أثناء الدوام إلا بعد حضور ذويه، أو بعد اتصال معهم للتأكد من أسباب غيابه أو ما يستدعيه لطلب الأذن أو الإجازة”.

-هبون تاج الدين: مُدَرِّسة ومسؤولة المالية في هيئة التربية والتعليم في قامشلو: أفادت للصحيفة كوننا نعمل في القسم المالي بهيئة التربية والتعليم بقامشلو نقوم بالتعاون مع بقية الأعضاء العاملين في القسم المالي بتوزيع الرواتب على المعلمين وعلى جميع العاملين في الهيئة، كما نقوم بزيارة المدارس لمعرفة النقص في القرطاسية واللوازم المدرسية من أقلام الشنيار والطباشير والمقاعد …الخ. ونقوم بتزويد كل مدرسة باحتياجاتها، كما نحدد لجان خاصة وفنيين بالقيام بترميم المدارس.

بالإضافة إلى أعمال الصيانة الضرورية لكل مدرسة، وترتيب فواتير نظامية بهذا الصدد، ففي مديرية التربية هناك أقسام ولكل قسم تم تحديد قسم الدورات التعليمية – قسم يتم من خلالها فرز المعلمين بعد تقيمهم -قسم للصيانة والتصليحات التي تحتاجها المديرية والمدارس التابعة لها وهناك قسم للأرشيف ويضم سجل المعلمين والمعلمات وكافة الوثائق

معاً لتطوير النظام الدراسي وبناء مدارس نموذجية

الضرورية المتعلقة بكل معلم، وهناك قسم الديوان وأمين سر هيئة التربية والتعليم، وهناك قسم للمكتبة؛ العاملون فيها يشرفون على توزيع الكتب على المدارس، ويتواصلون مع مدراء المدراس لتأمين الحاجات المدرسية من كراسات وطباشير….كما وتم تحديد 44 معلماً كموجهين تربويين مهامهم القيام بجولات على المدارس للنظر إلى المشكلات والصعوبات التي تعترض الطلاب والمعلمين، والعمل على إيجاد حلول مناسبة لها”.

سهند حسن: تلميذة في الصف الرابع الابتدائي :”أحب مدرستي، أحب معلمي الغالي، اعتبر مدرستي بمثابة بيتي الثاني، احب لغتي الكردية، اتلمس وجودي فيه، كل صباح استيقظ باكراً ثم اتوجه إلى المدرسة، اكتب وظائفي ولا أؤجل عملي اليومي، كما ترشدنا وتوجهنا معلمتنا في الفرصة. ألعب مع أصدقائي واتمنى أن أصبح في المستقبل معلمة للغة الكردية”.

 اختتمت سهند بالقول “احبكِ يا مدرستي … احبك يا معلمي الغالي، أرى وطني …أرى الدنيا بمدرستي”.

تقرير: هيفاء محمد 

زر الذهاب إلى الأعلى