آخر المستجداتالأخبارروجافاسورية

مخطط الاحتلال التركي من بناء المستوطنات في شمال سوريا

 

كل الدلالات تشير إلى أن دولة الاحتلال التركي تعمل على قضم الشمال السوري المحتل وضمها إلى أراضيها، من خلال الإسراع في عملية إنشاء المستوطنات وفرض صبغتها على المنطقة.

كما ان بلغ عدد المستوطنات التي أنشأتها تركيا في عفرين المحتلة منذ مطلع عام 2022، أكثر من 7 مستوطنات،

وفي ناحية (شيه) على الحدود السورية التركية أنشأ الاحتلال التركي مستوطنتين،

وفي ناحية(جندريسه) أنشأ الاحتلال التركي مستوطنتين في قرية (محمدية) وذلك على ضفاف نهر عفرين،

وفي قرية (أغجلة) أنشأ الاحتلال التركي مستوطنة، وأخرى في قرية (خرزا).

وسّع الاحتلال التركي المستوطنات التي أنشأها سابقاً في مقاطعة عفرين المحتلة، بالإضافة لبناء المستوطنات في المناطق المحتلة بدءاً من مدينة (جرابلس) وحتى مدينة(إدلب) شمال سوريا.

وبخصوص ذلك، دخل وزير داخلية دولة الاحتلال التركي “سليمان صويلو”، الأراضي السورية عدة مرات خلال العام الجاري، وأشرف على سير عملية بناء المستوطنات في سوريا، وخاصة في مناطق (إدلب، وعفرين وسري كانيه).

كما عقد “صويلو: اجتماعاً في العاصمة “أنقرة” للتعريف بمشروع 100، حدة استيطانية في سوريا، مشيراً إلى أن عدد الوحدات الاستيطانية في سوريا وصلت إلى نحو 60 ألف منزل، في 259 نقطة، وإن عدد الأسر التي تم توطينها في المستوطنات وصلت إلى 51 ألف، و427 أسرة، حتى الآن.

وفي مطلع شهر حزيران هدّد رئيس دولة احتلال التركي “أردوغان” مرة أخرى شمال وشرق سوريا، بعدوان على مناطق (تل رفعت في الشهباء ومنبج) غرب نهر الفرات، تحت ذريعة حماية “أمنه القومي” وإنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كم، داخل الأراضي السورية.

وحسب المعلومات فإن عدد الوحدات الاستيطانية في مدينة (إدلب) بلغ 45 ألف و903، وحوالي 14 ألف في المناطق من (جرابلس) وحتى (عفرين) المحتلة.

ويهدف الاحتلال التركي من خلال إنشاء “منطقة آمنة” في سوريا، إلى إعادة حدود “الميثاق الملي” من البحر المتوسط غرباً إلى(الموصل) شرقاً، وذلك لإحياء أطماع العثمانية البائدة.

وفي عام 2013 أسست دولة الاحتلال التركي جمعية باسم “جمعية العطاء” تكفلت ببناء جمعيات استيطانية في الشمال السوري وصولاً إلى مناطق في محافظة إدلب.

في عام 2014 قامت دولة الاحتلال التركي ببناء المستوطنات لتوطين أسر من معظم المناطق السورية، وبدائه من قرية (حمد العمار) والتي تقع على الحدود السورية التركية في محافظة (إدلب)، وضمت 100 وحدة سكنية عام 2015.

وفي عام 2016 قامت جمعية “العطاء” بإنشاء 520 وحدة سكنية في بلدة (أطمة) شمال محافظة (إدلب)، وتجمع عطاء السكني الاستيطاني الثاني ضم 748 وحدة سكنية عام 2017.

وأيضاً لم تسلم مدينة (الباب) في ريف (حلب) الشرقي ومدينة (سري كانيه) من التجمعات الاستيطانية، حيث ضمت 250 وحدة سكنية في مدينة (الباب)، بالإضافة إلى 200 وحدة سكنية في مدينة (سري كانيه).

وفي مدينة (جرابلس) بريف حلب الشرقي تم خلال المرحلة الأولى بناء 260 وحدة سكنية.

والمرحلة الثانية من المشروع وتعرف “بالتجمّع السكني الاقتصادي” يضم 540 وحدة سكنية.

أما المرحلة الثالثة ضمت 800 وحدة سكنية، كانت بحضور نائب والي محافظة غازي عنتاب (ديلوك) التركية، ومدراء الصحة والتعليم الأتراك ومسؤولين في جهات ومنظمات محلية.

ويقع المشروع الاستيطاني في قرية (العمارنة) بريف مدينة (جرابلس) على الطريق الرئيس، يصله بجميع القرى والبلدات التابعة لمدينة (جرابلس).

وبحسب المجالس المحلية التابعة للاحتلال التركي، فإن عدد الوحدات الاستيطانية في (جرابلس) خلال عام 2021 وصل إلى 3500 وحدة سكنية، وإنشاء مجمع استيطاني في مدينة (إعزاز) من 400 وحدة سكنية، بالإضافة إلى 282 وحدة أخرى في (جرابلس).

 

لجأت دولة الاحتلال التركي للجمعيات الإخوانية القطرية والكويتية والأوروبية لبناء المجمعات الاستيطانية في قرى مقاطعة عفرين المحتلة وذلك تحت مسميات إنسانية، منها “جمعية العيش بكرامة ـ الأيادي البيضاء ـ الخوذ البيضاء ـ الجمعية التعاونية”.

وكانت أولى خطواتها في الـ 15 من تشرين الثاني لعام 2018، إنشاء مجمع استيطاني باسم “القرية الشامية” نسبة لمرتزقة الجبهة الشامية، وذلك شرق مدينة عفرين المحتلة، على السفوح الجبلية غرب بلدة (مريمين) غرب مدينة عفرين.

وتكفلت جمعية “البيان” القطرية بإنشاء مجمع استيطاني في قرية (آفرازة) بناحية (ماباتا) في ريف عفرين المحتلة، في الساحة التي كانت تقام عليها احتفاليات عيد نوروز.

وفي قرية (حاج حسنو)، أعلن المنتدى السوري الذي يرأسه “غسان هيتو” الرئيس الأسبق لـ “حكومة الائتلاف المؤقتة” التابعة للمرتزقة، أن مؤسسة ما تسمى “الإحسان للإغاثة والتنمية” ويرأسها “براء الصمودي”، قد بدأت في الـ 2 من نيسان من العام الجاري بتنفيذ مشروع بناء 247 وحدة سكنية على موقع جبلي يعرف باسم “جياي شوتي” بالقرب من “جبل قازقلي” بمحيط قرية “كفر صفرة” بناحية “جندريسه”.

وفي ناحية شيه وراجو، عمل الاحتلال التركي على إنشاء ثلاثة مجمعات استيطانية على طول الشريط الحدودي الممتد من قرية جقلا وسهل قرية شاديا في ناحية راجو، بدعم وتمويل من قبل مرتزقة “السلطان سليمان شاه” (العمشات).

كما أنشأ بين قرية جقلا وقرمتلق مجمعاً استيطانياً لتوطين 300 أسرة من أسر المرتزقة الذين قاتلوا في ليبيا.

وفي قرية بافليون الإيزيدية بناحية شرا، بدأ الاحتلال التركي في الـ 12 من تشرين الثاني لعام 2020 بالعمل على إنشاء مجمع استيطاني يضم 70 وحدة سكنية باسم “مخيم التعاون”، بتمويل من جمعيات قطرية وكويتية إخوانية.

وفي مركز مدينة عفرين المحتلة، أقدمت سلطات الاحتلال التركي على الاستيلاء على محاضر السكان الأصليين في حي الأشرفية وذلك لإنشاء مخيم لأسر المرتزقة فيها.

بالإضافة إلى إنشاء شقق سكنية على ضفاف نهر عفرين في مركز المدينة في الـ 4 من كانون الثاني لعام 2021 بدعم وتمويل من قبل “منظمات إغاثية”.

وفي ناحية شيراوا أقدمت جمعية ما تسمى “العيش بكرامة لأهالي فلسطين 48” على إنشاء مجمع استيطاني يضم 99 وحدة سكنية تحت اسم “بسمة”، في قرية شاديريه الإيزيدية لتوطين الأسر الفلسطينية الذين جلبتهم تركيا من مخيمات الفلسطينيين في سوريا منها مخيم اليرموك.

وفي قرية خالتا التابعة لناحية شيراوا، عملت تركيا مؤخراً على إنشاء مجمع سكني يضم 300 وحدة سكنية تحت اسم “كويت الرحمة” بدعم وتمويل من قبل جمعيات إخوانية كويتية.

كما عمد الاحتلال التركي على توطين الأسر التركمانية الموالية لحزب العدالة والتنمية على طول الشريط الحدودي الممتد من ناحية شرا وحتى بلبلة، ومن ناحية جندريسه وحتى ناحية راجو، وإنشاء عشرات المجمعات الاستيطانية.

حيث تم بناء مستوطنات في (قرية محمدية ودير بلوط في ناحية جندريسه، بالإضافة إلى إنشاء وحدات استيطانية فوق تل ناحية جندريسه الأثري وقرب قرية يلانقوز وقرية جلمة وديوان تحتاني وقولكه وإيسكا) وتشرف عليها جمعية “آفاد” التركية. حيث تقدم جميع الدعم المالي والإغاثي للمستوطنين.

وفي ناحية راجو عمل الاحتلال على إنشاء مستوطنة في قرية ميدان أكبس والتي تقع على الشريط الحدودي مع تركيا.

أما في ناحية بلبله، فعمد الاحتلال إلى إنشاء 7 مستوطنات في الناحية لتوطين الأسر التي جلبتهم تركيا من معظم المناطق، وقد جلبت تركيا في العام المنصرم برعاية روسية 30 أسرة من قرية أم بطنة في محافظة القنيطرة.

وحسب منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا، فإن أكثر من 7500 أسرة فلسطينية لجأت إلى المناطق المحتلة في الشمال السوري، وأكثر من 500 أسرة إلى عفرين المحتلة.

وحسب مصادر خاصة في عفرين المحتلة، فإن منظمة الهلال الأحمر التركي بالتعاون مع والي هاتاي، تعمل على إنشاء مئات الوحدات السكنية في ناحية جندريسه.

وفي إطار التغيير الديمغرافي يعمل الاحتلال التركي على محو وطمس ثقافة القرى الإيزيدية في مقاطعة عفرين المحتلة، وفصل مدينة عفرين عن باقي المناطق السورية الأخرى.

الجمعيات الممولة لعملية إنشاء المستوطنات في المناطق المحتلة

حسب معلومات حصل عليها مراسل وكالة (هاوار)، فإن الجمعيات التي تعمل على إنشاء المستوطنات في المناطق المحتلة بالأرقام هي: “IHH 18601 وحدة سكنية ـ Türkıya Dıyanet Vakvı ، 8016 وحدة سكنية ـ AFAD، 7613 وحدة استيطانية ـ Sadakataşı، 5050  وحدة استيطانية ـ الهلال الأحمر التركي 2189 وحدة استيطانية ـ Fatih، 2086 وحدة استيطانية ـ Hayrat Yardim، 2058 وحدة استيطانية ـ Deniz Feneri، 1720 وحدة استيطانية ـ Yadi Başak، 700 وحدة استيطانية ـ Beşir Dernenği، 641 وحدة استيطانية ـ İDDEF، 610 وحدة استيطانية ـ Hündayi Vakfi، 587 وحدة استيطانية ـ Kiyamder، 265 وحدة استيطانية ـ ANDA، 200 وحدة استيطانية.

أما المنظمات القطرية الإخوانية والكويتية والفلسطينية فهي: “جمعية العيش بكرامة الفلسطينية ـ جمعية الإحسان للإغاثة والتنمية ـ الأيادي البيضاء ـ الخوذ البيضاء ـ الجمعية التعاونية ـ خير الشام ـ جمعية البيان ـ عرب فلسطين 48، عددها 9352 وحدة استيطانية”.

 

وقال الناطق الرسمي باسم منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا “إبراهيم شيخو”، في تصريح لوكالة (هاوار)، إن دولة الاحتلال التركي تعمل على تقليص نسبة الكرد في مقاطعة عفرين المحتلة، بعد أن تقلصت إلى نسبة 23% بعد احتلال المقاطعة في 18 آذار من العام 2018.

وصرح شيخو أن عملية إنشاء المستوطنات تجري على قدم وساق في مقاطعة عفرين المحتلة وجميع المناطق المحتلة، مبيناً أنه “مع مطلع العام 2022 صعّد الاحتلال التركي من وتيرة إنشاء المستوطنات في مقاطعة عفرين المحتلة، لا سيما في ظل الحديث عن توطين ميلون لاجئ سوري في المناطق المحتلة، وإنشاء ما يسمى بالـ “منطقة الآمنة” بعمق 30 كم داخل الأراضي السورية، بهدف تكريس عملية الاحتلال في المناطق التي تحتلها تركيا”.

وأشار شيخو الانتباه إلى حديث رئيس دولة الاحتلال التركي والادعاء بأن هناك عودة “طوعية” إلى سوريا، قائلاً: “كل ما يروّج له المسؤولون الأتراك وفي مقدمتهم أردوغان أن هناك عودة “طوعية” إلى سوريا، عار عن الصحة ولا يوجد شيء من هذا القبيل. الحقيقة هي أن سلطات الاحتلال التركي تجبر السوريين التوقيع على ورقة الترحيل، وكل من لا ينفذ الأمر يعتقل داخل مخيمات مغلقة في مدينة مرعش”.

وذكر شيخو إلى الاقتتال بين المجموعات المرتزقة في المناطق المحتلة في الأيام القليلة الماضية، وأوضح “أن مرتزقة “هيئة تحرير الشام” دخلوا مناطق عفرين بضوء أخضر تركي، وذلك بهدف إنشاء “حزام أسود” على طول المناطق المحتلة”.

وفي مختتم الحديث، أكد الناطق الرسمي باسم منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا، إبراهيم شيخو، أن زيارة المسؤولين الأتراك إلى سوريا بشكل دوري بين الحين والآخر وما تشهده المنطقة من فوضى وفلتان أمني وإنشاء المستوطنات كلها تدل على قضم مناطق الشمال السوري المحتلة وضمها إلى الأراضي التركية.

المصدر و(كالة هاوار)

 

زر الذهاب إلى الأعلى