مقالات

كيفك يا جاري, أما زلت بخير؟؟

أزماتنا السياسية تزداد مفارقة يوماً بعد يوم لأننا لم نتعود إلا على إطلاق النار على كل فرصة تتاح لنا وكل ما من شأنه إعادتنا إلى الحياة, فكل الحلول هي أجنَّة ميتة لدينا نحن الكُرد إن لم تأتِ من الخارج وإن لم تكن مطلية ببريق الآخرين.

حاضراً, بات الجميع يعيش في دوامة لا يستطيع الخروج منها ولا يملك القدرة على التأقلم مع الواقع الجديد فترتفع الأصوات المطالبة بإيجاد مخارج من هذا المأزق.

اليوم لم يعد بالإمكان عزل الجماهير عن سياقها الطبيعي والتعويض عنه بلقاءات لشخصيات ربما لا تمثل المجتمع بشيء سوى أنها تزيد من ارتفاع منسوب عدم الثقة بين الجماهير, ربما امتلكت هذه الشخصيات بعض القبول لدى فئات معينة, ربما كانت لها جمهورها لكن هذا لا يبرر أن تكون هي الضامن الوحيد والخيار السليم في الوصول إلى بر الأمان, نعم هناك أزمة ثقة بين الجماهير تجاه نخبها السياسية, وهنا لابد من الشفافية وسماع اعتراضات الجماهير والإجابة على جميع تساؤلاته بجدية أكثر.

إن الابتعاد عن الجماهير والتغاضي عن مطالبهم وعدم التمكن من زرع الطمأنينة والأمان في صدورهم وعدم الوقوف إلى جانبهم ليصلوا إلى قناعة فيما يحدث وبالتالي ليتمكنوا من وضع النقاط على الحروف في الأيام المقبلة ربما سيتمخض عنه فشلاً ذريعاً يطال كل الطبقة السياسية والاجتماعية وحتى الثقافية.

فشلاً من شأنه أن ينعكس سلباً على الجميع ويفتح الباب على مصراعيه أمام كل الاحتمالات, لذلك لابد لنا اليوم العمل على تقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية الضيقة ولو لمرة واحدة.

لست أوجه كلماتي إلى أحد بحد ذاته أو إلى تُجَّار الأزمات و الدم المنتشرين هنا وهناك أو إلى أولئك الذين تكمن مصلحتهم في استمرار الحروب وتتفاقم الأزمات وهم كثر كـ (بذرة السوء) للأسف بل أتوجه به للمواطن الصالح الغيور من كل المكونات الذين لم يتاجروا باسم الوطن والوطنية ولم يشاركوا في ترسيخ وتوسيع الأزمة؛ أوجه كلماتي لذلك الكردي الذي يعتصر ألماً وينزف قطراناً..

أيها الكردي تنبَّه واستفق ولا تدع الركب يفوتك فهذا ليس أوان الغفلة فالذين أوهمُوكَ أنهم يريدون تخليصك؛ هم أنفسهم يقومون الآن بنسف أسس وجودك.

أيها الكردي إن الكرامة الوطنية هي مجموعة من التفاصيل التي تبدو بعضها قليلة الأهمية لكن غياب أي منها يجرحها وتجعلها غير مكتملة.

اليوم صاحب القرار السياسي الكردي أمام مرحلة مفصلية ذات منعطفات صعبة في دقة اختيار المسارات السليمة لعبور الأزمات العاصفة بالشعب الكردي والتي لا حل إلا بالرجوع إلى الجماهير لتحمل مسؤولياته التاريخية.

كيفك يا جاري يلي دارك بلصق داري ؟ هل ما زلت بخير؟ هل يمكنك الحديث ومناقشة الأمور مع أمثالي؟ أم أنك

ما زلت محتاراً في اتخاذ أي قرار؟

زر الذهاب إلى الأعلى