حواراتمانشيت

فريد عطي في حوار مع صحيفة الاتحاد الديمقراطي حول الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا

في السادس من أيلول المنصرم تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا برئاسة فريد عطي من المكون الكردي وسهام قريو من المكون السرياني، خلال اجتماع تم عقده يوم الخميس المصادف لـ 6 أيلول المنصرم في مقر مجلس سوريا الديمقراطية بناحية عين عيسى التابعة لمقاطعة كري سبي في إقليم الفرات.

وجاء في نص البيان الختامي للاجتماع ما يلي:

إدارة تنسيقية خدمية لشمال وشرق سوريا إحدى مقررات المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية.

استناداً لقرار المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية الذي انعقد في مدينة الطبقة في السادس عشر من شهر تموز المنصرم, والذي أفضى إلى تشكيل هيكل إداري ينسِّق الخدمات فيما بين المناطق المحرَّرة والإدارات الذاتية الديمقراطية في بقية مناطق الشمال السوري, حيث صادق المؤتمر على هذا القرار بموافقة كافة المؤتمرين.

وعلى هذا الأساس عقدت اللجنة التحضيرية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اليوم بتاريخ 6-9-2018 اجتماعاً ضم 70 عضواً من مختلف الإدارات في شمال وشرق سوريا والبالغ عددها سبعة إدارات في مقر مجلس سوريا الديمقراطية بعين عيسى.

هذا وقد حضر الاجتماع رؤساء المجالس المحلية في كل من ”الرقة, والطبقة, ومنبج, ودير الزور, وممثلون عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليمي “الجزيرة – عفرين, وممثلون عن قوات سوريا الديمقراطية وفعاليات مدنية وقوى وطنية.

خلال الاجتماع تم تشكيل المجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والبالغ عددهم (70) عضواً وذلك من خلال التشاور مع الإدارات الذاتية والمجالس المدنية خلال الفترة التحضيرية, على الشكل التالي:

–  (49) عضواً من المجالس التشريعية في مناطق الإدارات الذاتية والمجالس المدنية, و(21) عضواً من التكنوقراط تم التوافق عليهم من خلال اللجنة التحضيرية ومناقشة الإدارات الأخرى.

– كما وتم انتخاب كل من السيدة “سهام قريو والسيد فريد عطي” للرئاسة المشتركة للمجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, وانتخاب الديوان العام للمجلس المؤلف من خمسة أعضاء, وانتخاب الرئاسة المشتركة للهيئة التنفيذية “بيريفان خالد وعبد حامد المهباش”

وتابع الديوان قراءة ميثاق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وتم التوافق عليه من المجلس العام”.

وبصدد هذه الإدارة المشكلة حديثاً والحاجة إليها وتوقيت إعلانها وهيكليتها ومهامها حاورنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي فريد عطي الرئيس المشترك للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وكانت البداية من:

لماذا تم الإعلان عنها وما الحاجة إليها؟

بخصوص تشكيل الإدارة الجديدة نقول أنها نتاج عمل 6 سنو ات من عمل مجالس الإدارة الذاتية الديمقراطية في كوباني، الجزيرة وعفرين التي تم الإعلان عنها في عام 2014، بالإضافة إلى الإدارات المدنية التي تم تشكيلها للمناطق المحررة من إرهاب داعش مثل (منبج، الطبقة، الرقة ودير الزور)، وبعد تحرير هذه المناطق من الإرهاب كان لا بد من توحيد إرادة هذه الإدارات ضمن إدارة واحدة.

وبخصوص هذا التوحيد نعود معاً إلى الإدارات الذاتية الديمقراطية والمجالس المدنية حيث كان لدينا 7 مجالس، 3 منها في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في كل من الجزيرة وكوباني وعفرين أما بقية المجالس فهي الإدارات المدنية التي تم تشكيلها بعد تحرير مناطقها من الإرهاب كإدارة منبج، الرقة، الطبقة ودير الزور

نتيجة توحيد جغرافية هذه المناطق كان لا بد من توحيد كافة الإدارات في مجلس موحد وهذا المجلس لا نعتبره جديداً، إنما هو جمع للإدارات في إدارة موحدة حتى تتمكن الإدارة الموحدة من تلبية احتياجات المواطنين في كافة مجالات الحياة.

من خلال اللجنة التحضيرية واجتماعهم مع كافة المجالس والإدارات، الجميع أبدى رغبته في توحيد إداراتهم ضمن مجلس واحد، وهذا لا يعني أن المجلس المدني أو الإدارة الذاتية قد انتهى دورها، على العكس ستستمر في عملها.

المجلس الجديد هو عبارة عن تمثيل المجالس المحلية الأخرى، لهذا كان لا بد من الإعلان عن هذه الإدارة وتوحيد مجلس أسميناه المجلس العام لمناطق الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا، باعتبار مناطقه واقعة في الشمال والشرق من سوريا، لهذا في أيلول تم الإعلان عن هذا المجلس وبموجب تأسيس ميثاق للمجلس العام يتضمن مسائل عامة من حيث الهدف والاستراتيجية كون هذا المجلس يعبر عن إدارة كافة المكونات والاثنيات في شمال وشرق سوريا، حتى هناك تمثيل لكافة المكونات والأعراق والاثنيات ضمن هذا المجلس.

لماذا أعلنت هذه الإدارة في هذا الوقت بالذات؟

مسألة الوقت مرتبطة كل الارتباط بمسألة تحرير المناطق من الإرهاب كون القضاء عليه قد شارف على الانتهاء أو بات في منطقة ضيقة من شمال وشرق سوريا، والواقع فرض على المجالس المحلية توحيد إدارتهم والظروف الموضوعية والذاتية تهيأت لجمع الإدارات في إدارة واحدة لهذا التوقيت لم يكن مقرراً بينما الظروف من الناحية الاجتماعية، الدفاعية والسياسية والخ.. هيأت تشكيل هذه الإدارة.

ماهي هيكلية هذه الإدارة؟

بصدد هيكليتها، نحن قلنا هذا المجلس (أي المجلس العام لشمال وشرق سوريا) يتكون من المجلس العام والتنفيذي ومجلس العدالة والمحكمة العليا.

المجلس العام يتكون من 70 عضو 7 من كل مجلس من مجالس الإدارة الذاتية الديمقراطية في كوباني، الجزيرة وعفرين ومجالس الإدارة المدنية (منبج، الطبقة، الرقة ودير الزور) تم اختيارهم من قبل مجالسهم و21 عضو تكنوقراط أصحاب الخبرات والكفاءات.

هذا المجلس تم الإعلان عنه وتكليف شخصين ليقوموا بتشكيل الهيئات التنفيذية لمجلس الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، ويتم بحسب ما أوتي في الميثاق أن هذه الهيئات تتشكل خلال 21 يوماً، تقدم أسماء الهيئات التنفيذية إلى المجلس العام ليتمكن من المصادقة عليها لتقوم الهيئة التنفيذية على إثرها بممارسة أعمالها وتأمين وتلبية احتياجات المواطنين.

هل وضعتم مخططاً للهيئات، ماهي؟ ومن كم شخص تتألف؟

بموجب ميثاق المجلس العام لدينا 10 هيئات تنفيذية وهي (الداخلية، التربية والتعليم، هيئة المرأة، الشباب والرياضة، شؤون البلديات، الصحة، الزراعة والاقتصاد، المالية، الثقافة)

هل هنالك هيئة خارجية؟ ولماذا؟

كلا، لا توجد هيئة خارجية كون مناطق الإدارة الذاتية جزء من سوريا، وهيئة الخارجية تتطلب أن يكون هناك إدارة أو دولة مستقلة لهذا نحن وبحسب ميثاقنا لسنا بحاجة إلى هيئة خارجية.

بدلاً عنها هناك ممثلين دبلوماسيين للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا ليتمكنوا من الاتصال من الناحية الدبلوماسية مع كافة الهيئات الخارجية والداخلية في سوريا وخارجها.

الهيئات الأخرى للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بماذا ستهتم؟

كل مناطقنا تدمرت جراء الحرب وخاصة مقاطعة كوباني ومدينة الرقة وجزء من الطبقة ومنبج، وعلى سبيل المثال  ستقوم هيئة شؤون البلديات بالبناء والتخطيط العمراني وتقديم الخدمات من المياه وترميم الشوارع وكل ما يخص هيئة شؤون البلديات، أي أنه لا يمكن تلبية احتياجات المواطنين من دون الهيئات التنفيذية.

هيكلية هذه الهيئات جاءت بناءً على متطلبات المجتمع من جميع النواحي، من الصحة، الأمن الداخلي، التربية تعليم.. فكيف سندير المدارس إذا لم يكن هناك هيئة التربية والتعليم لتلبية احتياجات المدارس.

لدينا هيئات تنفيذية في الإدارات الذاتية والمجالس المدنية وسيتم جمعهم في الإدارة الواحدة ووضع الخطط المستقبلية لعملها.

ذكرتم أنه إلى جانب المجلس التنفيذي والمجلس العام ومجلس العدل أن هناك المحكمة العليا، ما الحاجة إليها؟

هيكلية المجلس العام للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تتكون من المجلس العام والتنفيذي ومجلس العدالة، وهو مجلس مستقل يتم اختيار أعضائه من مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية والمجالس المدنية في شمال وشرق سوريا، بموجب انتخابات مجالس العدالة وسيقوم المجلس العام بالتصديق على الأعضاء ولكن ليس من حقه اختيار أعضاء مجلس العدالة كون الأخير مجلس مستقل ويتمتع بالاستقلالية أما بالنسبة للمحكمة العليا، لا بد أن تكون هناك جهة تلجأ إليها الإدارات فيما إذا حصل تنازع بين المجالس والإدارات والرؤساء المشتركين للهيئات بخصوص عمل الإدارة أو بخصوص القوانين التي تصدر من المجلس العام.

هل عدد أعضاء المجلس التنفيذي ومجلس العدالة كما عدد أعضاء المجلس العام؟

بموجب ميثاق المجلس العام فأنه يتكون من 70 عضواً أما بالنسبة للمجلس التنفيذي فلدينا 10 هيئات تنفيذية برئاسة مشتركة ومجلس العدالة يتكون من 13 عضواً تم توزيعهم حسب الكثافة السكانية (4 أعضاء من إٌقليم الجزيرة، عضوين من عفرين واثنين من الفرات، أما الرقة ومنبج والطبقة ودير الزور لكل منها عضو).

ما هي أهداف هذه الإدارة وإلامَ تسعى؟

تسعى للحل الديمقراطي في سوريا كون الشعب السوري وشعب الشمال والشرق السوري قد عانى من أشرس الهجمات الإرهابية في العالم، حيث تكالبت جميع الفصائل الإرهابية على مناطق شمال وشرق سوريا، وبعد تحرير هذه المناطق نسعى إلى أن يعيش أهل هذه المناطق بأمن واستقرار ويعيشوا حياة حرة كريمة ديمقراطية، كل إنسان يعبر عن نفسه دون ضغط أو ترهيب لأن ثقافة شمال وشرق سوريا ثقافة متنوعة ولأن المكونات متنوعة والاثنيات متنوعة وهذه الاثنيات الأعراق والمكونات كلها نابعة من ثقافة هذه المنطقة.

ونحن نعتبر التعددية الثقافية، الاجتماعية ، الدينية، العرقية هي سر نجاحات الإدارات في مناطق الشمال والشرق السوري.

قلتم أن عفرين جزء من هذه الإدارة ماذا بشأن تحريرها؟

كمجلس عام قلنا أننا وحّدنا الإدارة التي تمثل المجتمع في تلك المناطق ولابد من تحرير عفرين لأنها كانت آمنة ومسالمة واحتضنت اللاجئين من كافة المناطق والمحافظات السورية خلال فترة 7 سنوات وكانت الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين مثالاً يحتذى به في الشمال وكافة أجزاء سوريا واستطاعت تطبيق الديمقراطية في عفرين على مدار 5 سنوات، وكافة المكونات كانت تعيش فيها وكلهم كانوا يمارسون عملهم ونشاطهم السياسي والاجتماعي والمهني، إلا أن بعض الدول ذات الأطماع في سوريا مثل تركيا تدخلت عن طريق المرتزقة للقضاء على هذه الإدارة لأنها كانت ديمقراطية، واحتلت عفرين، لكننا نصبو إلى عودة أهلها إليها بعد تحريرها من الاحتلال العثماني.

زر الذهاب إلى الأعلى