ثقافةمانشيت

راديو المرأة STAR FM تجربة إبداعية فريدة في ميدان الإعلام الحر

يعتبر مفهوم الإعلام بأنه الوسيلة التي يتم من خلالها نقل المعلومة إلى المجتمع حيث يساعد على التنشئة المجتمعية وتنظيمه وفتح المجال أمام الحوارات في الحقائق والوقائع بين المجتمع ولذلك يعتبر الإعلام مرآة الشعوب والوسيلة الأكثر تأثيراً في المجتمعات خاصةً ونحن نعيش عصر العولمة والتطور التكنولوجي الذي نشهده على كافة الأصعدة حيث بات العالم كقرية صغيرة من حيث تلقِّي المعلومات وتوصيلها، وذلك لكثرة وسائل الإعلام الحاصلة في وقتنا الراهن وأنواعه كالإعلام المرئي والمسموع والمقروء.

لقد استخدم الإنسان ومنذ غابر العصور في نقل المعلومة والخبر وسائل بدائية والتي بدورها أخذت تتطور معه حتى أصبحت على ما هي عليه في وقتنا الحاضر والتي باتت تعرف بالإعلام بكل وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة ويشكل الوسيلة الأكثر تأثيراً في الرأي العام على الصعيد المجتمعي والشعبي والعالمي، واختير له اسم (السلطة الرابعة) من قِبَلِ قِوى الهيمنة المركزية وأدواتها من الدول القومية والنفعية، وتعتبره الركيزة الأساسية في دوائر الحرب الخاصة والمصدر الأول لتمرير سياساتها وأجنداتها وترويج سلعها وأدواتها التي تهدف إلى تنفيذ مخططاتها في الهيمنة واستعباد الشعوب عن طريق أساليب الحرب النفسية والترويج الدعائي وبث روح الهزيمة عبر الإشاعات والتضليل وذلك عبر شبكات ونظم إعلامية هائلة تخصص لها أموالاً وميزانيات ضخمة تخدم مصالحها ومنافعها وبسط نفوذها.

في ظل هذا الكم الهائل من الوسائل الإعلامية الممنهجة والمخططة لها؛ كان لابد من وسائل دفاعية نضالية تمارس المهنية والحِرَفية في نقل الخبر والمعلومة الحقيقية إلى مجتمعاتها وشعوبها وخاصة الشعب في روج آفا وشمال سوريا وعموم شعوب الشرق الأوسط التي كانت ضحية ولا تزال في مقدمة الشعوب المستهدفة من قبل الهيمنة المركزية ودوائر الحرب الخاصة وأدواتها من الدول القومية والدكتاتورية.

لقد شكل الإعلام المقاوم في روج آفا وشمال سوريا رغم الإمكانات المحدودة عبر نُخَبِهِ الإعلامية نقطة فارقة في نقل وإيصال الحقيقة إلى مجتمعاتها رغم جميع المضايقات ومحاولات الحد منها من قبل الدول المحتلة والمستبدة؛ فقد نجحت هذه الوسائل الإعلامية المقاومة ورغم إمكاناتها البسيطة من مواكبة الحدث ونقلها بكل شفافية وإخلاص إلى شعبها بجميع مكوناتها واستطاعت أن تفرض احترامها وثقتها على الرأي العام العالمي وبشكل خاص في الأحداث والتطورات التي جرت في روج آفا والشمال السوري طيلة سنوات الصراع من عمر المعضلة السورية حيث يشكل الإعلام الحر في روج آفا وشمال سوريا وعبر وسائله الإعلامية أحد أهم هذه السبل في نقل الخبر والمعلومة الحقيقية إلى مجتمعها وذلك عبر التزامها بمبادئ وفلسفة الأمة الديمقراطية التي تَعتَبِر المجتمع والشعب المصدر الأساسي لأخذ الحقيقة وتستمد منه  مصداقيته ومن هنا ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي إلى إلقاء الضوء على أحد صروح الإعلام الخاص بالمرأة باعتباره أول تجربة فريدة من نوعها في الشرق الأوسط تهتم بقضايا المرأة وشؤونها من كافة النواحي الثقافية والأدبية والسياسية والاجتماعية… وغيرها من النواحي التي تهم المرأة ومكانتها كإحدى أهم الفئات ضمن المجتمع وخاصة وقد أصبحت الثورة في روج آفا وشمال سوريا تُكنى بثورة المرأة نتيجة دورها البارز في إحداث التطوير والتغيير في الذهنية الذكورية عبر تضحياتها وأصبحت أيقونة عالمية للنضال على دروب الحرية حيث التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع إداريات راديو STAR FM.

هيفي خلف: إدارية ومذيعة في راديو STAR FM:

يرتكز عملي في راديو STAR FM كمشرفة ومذيعة لكلٍ من برنامج صباح الخير كردستان, المرأة والحياة, وبرنامج الصحة

بدأت الإذاعة ببث برامجها في 15 كانون الأول من عام 2017 حيث استغرق البث التجريبي قرابة الستة أشهر ونحن الآن نقترب من الذكرى السنوية لانطلاقتها وبث برامجها على الأثير وهي إذاعة تهتم بقضايا المرأة ودورها ومكانتها ضمن المجتمع  في كافة المجالات الثقافية والأدبية والفنية والسياسية وغيرها من الجوانب التي تخص المرأة، حيث إن الهدف الأول من افتتاح راديو STAR FM هو إظهار إبداع المرأة وريادتها ضمن المجتمع كإحدى أهم الركائز في ثورة روج آفا وكذلك لإيصال صوت المرأة إلى كافة أرجاء المعمورة  كأول تجربة نوعية وفريدة للإعلام الخاص بالمرأة في الشرق الأوسط والعالم، ويهتم بقضايا المرأة وخاصة ضمن المجتمعات الشرق أوسطية حيث يُنظر إلى المرأة على إنها غير قادرة على الإبداع ولا يسمح لها في التعبير عن إرادتها ورأيها بحرية في ظل الذهنيات الذكورية وإن عملها يجب أن يقتصر ضمن العائلة والبيت.

حقيقة في بداية عملنا الإذاعي عانينا من هذه الجوانب  حيث لاحظنا تردد المرأة في التعبير عن نفسها وإبداء رأيها بحرية في التحدث وخاصة من المكون العربي ومع مرور الوقت وبعد أن أثبتت التجربة الديمقراطية ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية نجاحها وخاصة من ناحية التمثيل والتكافؤ والندية للمرأة فقد ظهرت العديد من الجوانب الإبداعية للمرأة وأصبحت المرأة لها الثقة بنفسها وقدراتها الخلاقة وهي الآن تتوق وتسعى للمشاركة في أغلب برامجنا ولقاءاتنا معها وهي في تطور مستمر كإثبات إن المرأة قادرة على كسر حاجز الذهنية الذكورية عبر إبداعها وعملها الريادي ضمن المجتمع.

في الختام نشكر جريدة الاتحاد الديمقراطي على هذه اللفتة الجميلة وإلقاء الضوء على عمل راديو STAR FM وتعريف قُراء الجريدة ببرامجنا ونتمنى من كافة مكونات روج آفا وشمال سوريا الاستماع إلى صوت المرأة الحرَّة عبر أثير راديو STAR FM وخاصة المرأة، والتواصل ومتابعة البرامج الإذاعية لإغناء هذه التجربة الفريدة والمميزة للمرأة ضمن المجتمع.

سولين سرحان إدارية ومذيعة في راديو STAR FM:

يقتصر عملي ضمن راديو STAR FM  في الإشراف وإذاعة برنامج الثقافة والفن وبرنامج مطالب المرأة.

لقد كانت غايتي من العمل كامرأة ضمن كادر راديو STAR FM هي إيصال رسالة لكافة النساء ضمن مجتمعنا بأن المرأة تمتلك قدرات ومواهب تؤهلها للنهوض بالمجتمع ومعالجة مشاكله وهذه الجوانب كانت ممنوعة على المرأة الاقتراب منها نتيجة للعادات والتقاليد البالية التي كانت ترى في المرأة قاصرة وغير مؤهلة للعمل المهني.

ومع انطلاقة ثورة روج آفا وإعلان التجربة الديمقراطية للإدارة الذاتية والتي تستند إلى فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي يرى إن المرأة ليست نصف المجتمع فحسب ولكنها ضمانة لحرية المجتمع برمته عبر طاقاتها الخلاقة وقدراتها المتدفقة كمنبع وملهم للحياة نفسها.

في بداية العمل الإذاعي ضمن راديو STAR FM واجهتنا بعض الصعوبات وخاصة من ناحية عمل المرأة وتقبل مجتمعنا لذلك وخاصة ضمن العائلة حيث كانت تستهجن عمل المرأة لفترات طويلة فكما هو معلوم يقتضي العمل ضمن البث الإذاعي البقاء طيلة اليوم في غرفة الاستديو وخاصة أثناء المتابعة والإشراف على الجوانب الفنية والتقنية في فترات البث الإذاعي المستمر، ولكن مع نجاح العمل والبث الإذاعي أدركت العائلة كما المجتمع المحيط أن عمل المرأة ليس كما كان يتصورونه ويدور في مخيلتهم، وهذا كان انجازاً بحد ذاته وإثباتاً بأن المرأة تستطيع تطوير المجتمع عبر عملها وإمكاناتها المتجددة التي تجعلها محل ثقة وفخر ضمن مجتمعها.

لقد كانت تجربة راديو STAR FM في روج آفا عملاً فريداً من نوعه من حيث إظهار كافة الجوانب التي تهم المرأة وقضاياها من النواحي الثقافية (كالفن والأدب والشعر والرواية وغيرها) والتربوية والسياسية والاجتماعية عبر البرامج الإذاعية المتنوعة كبرنامج المرأة والحياة والبرامج الميدانية كبرنامج قريتنا والبرامج الصحية والبرامج الترفيهية كبرنامج سؤال وجواب كما أن البث الإذاعي يتم باللغة الكردية والعربية ومن المقرر في الفترة القريبة بث برامج باللغة السريانية حيث يمكننا القول إن راديو (مذياع) STAR FM قد أصبح وعبر برامجه المتنوعة والغنية بمواضيعها صوت المرأة الحرة في روج آفا وشمال سوريا

ختاماً نقول:

بالمرأة المتحررة تبنى المجتمعات المتحررة، ولا شك أن كل إنسان على اختلاف انتمائه يسعى لأن يكون هو الأنجح ويبني مجتمعاً متطوراً لينضم إلى سباق التطور التي الدول في عصر التقدم والسرعة.

إن اليد الواحدة لا تصفق لوحدها، لذلك فالفئة المجتمعية الواحدة لن تستطيع تحقيق ما ذكرنا أعلاه، أي أن الرجل وحده لا يستطيع بناء المجتمع المتقدم، إلا بمساعدة المرأة المتحررة التي ما إن تعرف حقيقتها حتى تكافح حتى تحصل على حريتها، وتتمرد في وجه كل شيء يمنعها من الوصول إلى هذه الحرية، وبكل تأكيد العمل ضمن الإعلام الذي لا وقت له أصعب التحديات لكنه سبيل ضامن لتحرر المرأة.

إعداد: ياسر خلف

زر الذهاب إلى الأعلى