الأخبارمانشيت

الكلمة الشجاعة التي أدت لاعتقال البرلماني الكردي إنجو عام 2016

قدّم فرهاد إنجو العضو الكردي في البرلمان التركي من مقاطعة شرناخ بعض الملاحظات الانتقاديّة للغاية حول الأتراك وتركيا على أرضيّة البرلمان في أنقرة عام 2016 والتي أدت الى اعتقاله لاحقاً .

إنجو معروفٖ جيّداً بمعارضته الثّابتة للحكومة التركيّة بسبب عنفها الدائم ضدّ الكرد وانتهاك حقوق الإنسان الكرديّة، في عام 2011 قصف سلاح الجوّ التركي مجموعة من المدنيّين الكرد مما أسفر عن مقتل 34 منهم، بما في ذلك العديد من أفراد عائلة إنكو.

وخلال خطابه ، تلقى إنجو البالغ من العمر 33 عاماَ العديد من التّهديدات من أعضاء البرلمان التركي، وفي وقتٍ لاحقٍ تمّ اعتقاله بتاريخ 4 نوفمبر 2016 بعد تجريده من حصانته البرلمانيّة  وسجنه، ولا يزال في السّجن بعد ان حكم عليه بثلاث سنوات وتسعة اشهر .

وقال إنجو في كلمته:

سأدلي ببيان قصير إلى هذه النقطة، بعضكم يدعونا القتلة، لكن من يقتل المدنيّين هو القاتل، أنتم.

ثمّ تعالى صوتٌ في قاعة البرلمان:

أخرسه، خذ هذا الإرهابي واطلق النار عليه.

رئيس البرلمان: دعه يتكلّم، قل ما تريد قوله وإنهائه.

تابع إنجو ملاحظاته:

معاً هنا أنتم قساة، لكن الحقيقة هي أنّكم مجرّد أفواهٍ ولا شيء أكثر من ذلك، وأنا بصفتي كرديّاً التاريخ هو شهادتي، إنّني ككرديٍّ أعيش على أرضي  كردستان، في الوقت الّذي كنتم تجمعون فيه الجذور والغذاء، وتلعبون مع خيولكم في منغوليا.

فقاطعه صوتٌ آخر: أطلق النار عليه.

إنجو: ما تسمّونها أرضكم ليست لكم، لا أرض لحزب العدالة والتنمية، هذه الأرض أقدم منكم جميعاً، إنّها تنتمي إلى الأشخاص الحقيقيّين.

رئيس البرلمان: ستتمّ معاقبتك على ذلك، يمكنك التّحدث عن هذا خلال وقت الغداء، أنت تدعم الإرهابيّين أمامنا.

إنجو: كان اليونانيّون والأرمن الشّرفاء هنا.

صوتٌ آخر: أطلق النار على ذلك الإرهابي.

إنجو: نحن الكرد لا نزال هنا، لا يمكن لأيّة دبابةٍ ولا أيٍّ من قواتكم العسكريّة أن تزيلنا.

صوتٌ يقول: دمّرنا مدينتك.

إنجو: يمكنك تدميرها، ولكنّنا سنبني أكثر من عشرة غيرها، أنتم الأتراك لا شيء، لقد هزمنا وحوشاً أسوأ منكم في سيلوبي، اسقطوا قنابلكم، اقتلوا أطفالنا، اقتلوا المدنيّين، لكن لا يمكنكم قتلنا كرديّتنا في روبوسكي وفي جميع أنحاء كردستان أو ما تسمّونه “تركيا”، لقد شهدت الإنسانيّة أسوأ منكم، لقد هزمناهم.

رئيس البرلمان: سوف تذهب إلى السّجن من أجل هذا، خمس سنوات سيكون الحدّ الأدنى للعقوبة.

إنجو: أنا لا أهتمّ، الحقيقة أكثر أهميّةً من الحياة.

فصرخ صوتٌ من البرلمان: إنّه يحتاج إلى رصاصة، اعتقلوه.

رئيس البرلمان: لقد أرسلنا للأمن، سيتمّ القبض عليه.

إنجو: نحن الكرد سوف نكون دائماً كرداً، قبل أن يأتي الأتراك إلى هنا، وبعد مغادرة الأتراك من هنا، تركيا الخاصّة بكم هي أرضٌ مسروقةٌ لليونانيين والأرمن والكرد، والتّاريخ هو شهادتي.

صوتٌ آخر يصيح: سوف يتدحرج رأسك.

إنجو: ماذا يمكنكم أن تفعلوا؟ أنا هنا ضدّ مئاتٍ منكم. ماذا لديكم؟

رئيس البرلمان: ستتمّ معاقبتك على ذلك.

إنجو: اقتلني. سأظلّ أقول الحقيقة.

رئيس البرلمان: قل ذلك عندما يأتي الأمن هنا، بموجب القانون سوف أرسلك 10 سنوات في السّجن، عشر سنواتٍ هي الحدّ الأدنى.

صرخ صوتٌ جديد: سوف تدفع حياتك من أجل هذا.

إنجو: ينبح كلّ واحدٍ منكم كما يحلو له، أقف قويّاً هنا، تعالوا وواجهوني، أنتم جميعاً تتصرّفون بحزمٍ عندما تكونون مجتمعين، ولكنكم جبناء، أظهر شبابنا الكرد ذلك لجيشكم، لا يمكن لأيّ جنديٍّ أو شرطةٍ تركيّةٍ القيام بدوريّاتٍ في الشّارع الكردي، جنودكم هربوا من شبابنا كما هو الحال الآن، لديكم أفواهٌ تطلق التّهديد فقط، لكن وجهاً لوجه أنتم لا شيء.

صرخ صوتٌ من البرلمان: أغلقوا فم ذلك الكردي.

إنجو: وحدكم، أنا ككردي سأهزمكم جميعاً.

صرخ  آخر: أطلقوا النار عليه.

إنجو: أنتم تفكرون بقتلنا ولا يمكنكم هزيمتنا، وهذا فقط يجعلنا أقوى، أنتم تدعونني “إرهابي”، أنا الّذي أحارب من أجل حريتي الٖتي سلبتموها، أنا  الّذي عشت في هذه الأرض منذ آلاف السّنين، تأتون  وتحتلّونها، أقاتل من أجل حريّة شعبي  من أجل الحريّة مثل كلّ الأمم الأخرى.

صوت يصرخ: سيتمّ إطلاق النار عليك.

إنجو: أواجه الموت والطلقات بشجاعةٍ من أجل حريّتي مثل الملايين من الكرد الآخرين، لا يدوم الاحتلال إلى الأبد، الحريّة تنتصر دائماً في النّهاية.

صرخ صوتٌ من القاعة: لقد وقّٖعت على مذكّرة الموت الخاصّة بك برصاصةٍ تركيّة، أنت رجلٌ ميّتٌ يمشي، لا تدعوه يغادر على قيد الحياة من هنا.

رئيس البرلمان: عودوا  إلى مقاعدكم، لا شيء يدعو للقلق، نحن كثيرون سننال منه، خذو مقاعدكم.

لقد انضمّ فرهاد إنجو الّذي لا يعرف الخوف إلى الآلاف من الكرد الأبرياء الآخرين الّذين اعتقلتهم الحكومة التركيّة في السّنوات الأخيرة بسبب التّعبير عن آرائهم، والبعض دون سببٍ على الإطلاق، من المخزي أن يظلّ زعماء العالم صامتين في وجه مثل هذه الانتهاكات التركيّة الواسعة والمستمرّة لحقوق الإنسان.

زر الذهاب إلى الأعلى