حواراتمانشيت

عثمان: إقامة حظر للطيران يلجم الاستهداف الأردوغاني لشعبنا

قال ممثل الإدارة الذاتية الديمقراطية في روسيا رودي عثمان لصحيفة الاتحاد الديمقراطي:” إن سياسة حكومة العدالة والتنمية انتهازية ووصولية لا مبادئ فيها، وعجلة التغيير قد بدأت، ولا يمكن لأردوغان إيقافها، وأنه يقع على عاتق المجتمع الدولي وبشكل خاص أمريكا وروسيا مسؤولية لجم أردوغان”.

هذا واستهل عثمان حديثه لصحيفتنا بالقول: “عنوان السياسة التركية هو تصدير الأزمات، والانتقال من سياسة الصفر مشاكل إلى الصفر حلفاء وأصدقاء”، وتابع قائلاً: “النظام التركي يعيش أزمة بنيوية لم تعد تواكب المتغيرات الحاصلة في المنطقة, وتجهد بكل السبل وباستخدام كافة أدواتها الداخلية والإقليمية للإبقاء على وضعها القائم، والاستمرار به في المرحلة المستقبلية”.

ونَوَّهَ عثمان بالقول: “لذا نرى السياسة المتبعة من قبل اردوغان وحكومة العدالة هي سياسة انتهازية ووصولية لا مبادئ فيها، ويمكن بين ليلة وضحاها أن يغير مواقفه في سبيل البقاء وإرضاء النظام العالمي للقبول به بشكله الحالي”.

وأضاف بأن عجلة التغيير قد بدأت ولا يمكن لأردوغان إيقافها, وعصرٌ آخر بات يلوح في الأفق هو عصر الشعوب الذي تتجسد فيها العدالة والديمقراطية.

أسباب الضربة على قرجوخ ذاتُ شقين

وأفاد عثمان بأنه في حال أردنا تلخيص أسباب الضربة على قرجوخ يمكن اعتبارها ذاتُ شقين استراتيجي ومرحلي. مشيراً إلى السبب الاستراتيجي يتجلى في الاستعداء التركي للمشروع الديمقراطي الذي تقوده روج آفا، وتعمل على ترسيخه يوماً بعد يوم في ظل التناحر والاقتتال الداخلي الذي يسود الجغرافية السورية, بينما النظام القائم في شمال سوريا ورغم الإصرار التركي على حجبه عن الرؤية من خلال الاعتراض الدائم على مشاركة ممثلي شمال سوريا في مباحثات جنيف وآستانا والتشويه الإعلامي، إلا أنها لم تستطيع حجب تلك الحقيقة, ولازالت ترى في النظام الفدرالي لشمال سوريا خطراً استراتيجياً يمثل نواة التغيير في المنطقة، من خلال إنتاجه لأنظمة ديمقراطية وعادلة تُكبح فيها جماح المتطرفين والمستبدين.

وتابع عثمان في السبب الآخر وهو المرحلي بقوله: “ويتمثل في المواجهة العملية على الأرض مع أدوات أردوغان من قبيل الفصائل والتيارات الإرهابية التي شكلت رأس حربة لمشروعه العثماني في سوريا، ومع تصدي الكرد والقوى الوطنية والديمقراطية في شمال سوريا لمشروعه هذا، تلقى ضربة قاصمة في الظهر، وباتت سياساته تجاه سوريا وروج آفا تتخبط وتظهر للعلن الروابط بينه وبين تلك المجاميع الإرهابية مثل جبهة النصرة, داعش, الزنكي, سلطان مراد, صقور الجبل, أحرار الشام وغيرها.

وأضاف عثمان بأن الضربة الأشد كانت خلال حملتي منبج والرقة، فبعد طرد حلفائه (داعش) من منبج والتوجه نحو الرقة، وتضيق الخناق عليها وعلى مدينة الطبقة، لم يعد يستطيع تحمل تلك الهزائم التي تشكل ضربة موجعة لمشروعه التوسعي في سوريا، لذا قام بقصف مواقع القوات التي هزمت داعش، ولم يستهدف روج آفا فقط إنما شنكال أيضاً لأنها مثلت أيضاً ضربة لحليفه داعش.

الرهان على فك الارتباط بين تركيا والتنظيمات (الإخوانية والمشتقات القاعدية) خاسر

عثمان أشار بأن القصف التركي بحد ذاته إدانة لتركيا؛ متسائلاً: “لماذا إدانة لتركيا؟” مكملاً قوله: “كونها ضربت القوة الوحيدة التي لم تنهزم أمام داعش، لا بل وألحقت بهم هزائم، وحررت أراضٍ سيطرت عليها بالقوة، في وقت كانت الجيوش تنهار أمام هذا التنظيم الإرهابي”.

وأردف عثمان مؤكداً بأن الرهان على فك الارتباط بين تركيا والتنظيمات (الإخوانية والمشتقات القاعدية) رهان خاسر لأنها ترى فيهم أدوات للمواجهة.

مشدداً على أن العلاقة بينهم إن فترت وتضاربت في بعض الأحيان فلا تلبث أن تعود مجدداً إلى التجدد والتعاقد، لأنهم ينتمون إلى ذات المنبع الفكري؛ أي التطرف وعدم قبول الآخر. فالرسالة التركية كانت واضحة وهي لدول الجوار أيضاً، وحتى لحلفائها لأنها لن تقبل بأقل من تقديم فروض الطاعة لها ولسلطانها أردوغان.

ضرورة إقامة حظر للطيران فوق شمال سوريا لحماية شعبنا من الآت الحرب والقتل

كما قال رودي عثمان بأن مجتمعهم الكردستاني ومن خلال ثورة 19 تموز 2012 قال كلمته وأختار طريقه، ولن يتراجع عنه, وسيبقى يناضل إلى تحقيق نظام فدرالي، علماني وعادل لعموم سوريا.

منوهاً إلى “أن الحرب الدائرة في سوريا لم تعد حرباً محلية بل هي حرب إقليمية ودولية تدار على الأراضي السورية”,

ودعا عثمان بقصد حماية شعبهم من آلات الحرب والقتل التي في أيدي أعدائهم إلى ضرورة إقامة حظر للطيران فوق شمال سوريا، مؤكداً بقوله: “إقامة حظر للطيران سيلجم ويحجم الاستهداف الأردوغاني لشعبنا في شمال سوريا”.

الأطراف الدولية تعي حقيقة أننا أصحاب قضية وطنية في سوريا

وفي السياق نفسه قال عثمان بأنهم منذ البداية اختاروا الطريق الثالث وهو نهج فكري بحد ذاته ولا ينتمي إلى ثنايا النظام والمعارضة الحالية, مضيفاً بقوله: “هو نهج قائم على التغيير الجذري لبنية النظام، والانتقال إلى نظام ديمقراطي عادل, وعلى هذا الأساس لدينا علاقات مع مختلف الأطراف الدولية، وهي تعي حقيقة أننا أصحاب قضية وطنية في سوريا ونسعى إلى حلها”.

وجود ممثلية في روسيا نجاحٌ سياسي ودبلوماسي لنظام شمال سوريا

كما تطرق عثمان في حديثه إلى ممثلية الإدارة الذاتية في روسيا بالقول: “إن ممثلية روج آفا في روسيا الاتحادية تمثل مستوى النجاح الذي وصلت إليه الثورة المجتمعية في روج آفا، وكيف استطاعت أن تفتح الطريق أمام التواصل مع دول ذات أهمية على المستوى العالمي، ولها تأثير مباشر على القضية السورية”.

واستكمل عثمان قائلاً: “من هنا فأن وجود ممثلية في روسيا يعد نجاحاً سياسياً ودبلوماسياً لنظام شمال سورية في قدرته على التواصل مع مختلف الأطراف”.

الموقف الروسي من التصعيد التركي الأخير على روج آفا

وفيما يخص الموقف الروسي من التصعيد التركي الأخير أكد عثمان بأن الروس وبشكل رسمي عبّروا عن قلقهم وقالوا:  “بأن الضربة تزيد من التوتر في المنطقة, وقد استهدفت القوات الأكثر قدرة على مواجهة الإرهاب”، فيما قيّم خبراء روس بأن سياسة أردوغان العدائية هي لتصدير أزماته الداخلية، وبشكل خاص بعد الاستفتاء الذي شكّل انقساماً حاداً في المجتمع التركي.

على أمريكا وروسيا لجم اردوغان من التدخل في الشؤون الداخلية السورية

ونَوَّهَ عثمان إلى أن سياسات أردوغان باتت واضحة وضوح الشمس، مشدداً على أن “المجتمع الدولي وبشكل خاص أمريكا وروسيا يقع على عاتقها مسؤولية لجم أردوغان عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية، لأنه بات عنصر إثارة الفوضى والدمار في البلاد، ويشكل عائقاً أمام الحل للأزمة السورية، وهو يستهدف قوات (وحدات حماية الشعب والمرأة, وقوات سوريا الديمقراطية) التي تواجه الإرهاب بشكل مباشر.

المعارضة والنظام لا يملكان النية للتغير أو الشعور بالمسؤولية تجاه البلاد

أما بخصوص الملف السوري تطرق عثمان إلى أن في سوريا هناك مسارينٍ متوازيين، الأول مسار النظام والمعارضة والذي ينتميان إلى نفس البنية الفكرية، أي إقامة دولة مركزية تكون فيها السلطة مجتمعة في طبقة فوقية تتحكم بالمجتمع وتعيد إنتاج الاستبداد والدكتاتورية.

منوهاً إلى ما يحدث في جنيف وآستانا ليس إلا تفاوض على السلطة، إما لاستلامها أو للمشاركة فيها، وأن الطرفان لا يملكان النية للتغير أو الشعور بالمسؤولية تجاه البلاد التي دُمِّرَتْ والشعب الذي هُجِّرَ وثكل بأبنائه.

لافتاً إلى “هذا المسار سيؤدي لا محال إلى تقسيم سوريا وفرض الوصايا الدولية عليها”.

بنظام يفكك السلطة ويحولها إلى إدارات يمكن الحفاظ على سوريا من التبعثر

وأعقب ممثل الإدارة الذاتية الديمقراطي في روسيا رودي عثمان في المسار الآخر، والذي يمثل إشعاعاً ونموذجاً يحتذى به رغم الاستهداف المباشر له؛ هو النظام القائم في روج آفا وشمال سوريا.

لينهي حديثه بالقول: “النظام الذي اتخذ من العيش المشترك، والعدالة الاجتماعية، وتفكيك السلطة بتحويلها إلى إدارات تُسيّر وتُراقب من قبل المجتمع لمنع تجمع السلطات وإنتاج الديكتاتوريات، النظام الذي يساوي بشكل مبدئي بين الرجل والمرأة، وبين القوميات والأديان دونما تميز، بهكذا نظام يمكننا الحفاظ على سوريا من التفكك والتبعثر, والانتقال بسوريا إلى عهد جديد ينظر إلى ماضيه المليء بالمآسي والمجازر ليتعظ منه ولا يعود إليه مجدداً”.

زر الذهاب إلى الأعلى