حوارات

طلال علي سلو: من الضروري جداً أن يتم تشكيل نواة إطار سياسي يمثل قوات سوريا الديمقراطية

تحقيق: غسان أدهم

قوات سوريا الديمقراطية يعتبر مشروعاً لعموم سوريا في المستقبل وتم الإعلان عنه في العاشرمن شهر تشرين الأول المنصرم من هذا العام، لذا فهل هناك تنسيق عسكري بين قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية؟ ماهية تحرير ريف الحسكة الجنوبي؟ رد فعل سكان القرى والمناطق تجاه قوات سوريا الديمقراطية؟ الخطوات المستقبلية في تحرير جميع المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية؟ وبهذا الصدد أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي حواراً مع الناطق الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية العقيد طلال علي سلو الذي رحب بنا وشكر زيارتنا، وهذا هو نص الحوار نتناوله معكم:
– كيف بدأتم بتأسيس قوات سوريا الديمقراطية وماهي المعوقات التي اعترضت طريقكم؟
في البداية كان هناك مشاورات بين جميع الفصائل لتكوين نواة جديدة تشمل جميع المكونات في سوريا لأن هدف هذه الفصائل واحد وهو محاربة الإرهاب واقتلاعه من جدوره وتم استثمار هذه المشاورات لتوحيد الصفوف وتوحيد هذه القوات ليتم الإعلان عن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية حيث تأسست قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ الـ 10/10/2015 والتي كان من أهدافها توحيد الفصائل الديمقراطية المقاتلة على الأرض في الساحة السورية التي تمثل التوجه الحقيقي للثورة وتوحيد جميع مكونات الشعب السوري من كرد وتركمان وعرب وسريان وأشوريين والعمل على بناء سوريا ديمقراطية تعددية يتمتع فيها المجتمع السوري بكل أطيافه بالحرية والعدالة والكرامة وتنال فيها جميع القوميات حقوقهم المشروعة كاملة، أما من ناحية المعوقات كان هناك بعض الصعوبات التي لاقيناها لكن لم تكن بالدرجة المعقدة والبعيدة عن الحل، حتى تم تفعيل هذه القوات لتحرير ريف الحسكة الجنوبي بمساحة شاسعة ما يقارب 1400كم من أيدي التنظيمات الإرهابية.
– هل وجِد تنسيق بينكم وبين دول مجاورة لسوريا أو دول إقليمية، وهل لاقيتم معارضة من هذه الدول لتأسيس قوات سوريا الديمقراطية؟
لم يتم أي تنسيق بيننا وبين أي دول إقليمية أو مجاورة لسوريا فنحن كقوات سوريا الديمقراطية نعمل ضمن سوريا والعمل مشترك فقط بين هذه الفصائل السورية التي تحارب الإرهاب على الأرض ونحن نكمل بعضنا البعض وهناك تنسيق عالي الجودة بيننا، أما بخصوص المعارضة على تأسيس هذه القوى الدولة التركية عارضت وبشدة تشكيلها ونحن كقوات سوريا الديمقراطية سنقوم على محاربة التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، والشريط الحدودي بين سوريا وتركيا ستقوم قواتنا بتحريرها من تنظيم داعش وهذا مشروعنا بتحرير مناطقنا ولكن التخوف التركي يعتبر سياسة خاطئة لأننا نحن نقوم بدحر الإرهاب من مناطقنا وهذا مشروعنا منذ الإعلان عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية وسنستمر فيه حتى تحقيق أهدافنا.
– انطلاق عملية تحرير الهول ومناطق ريف الحسكة الجنوبي هل كنتم تتوقعون أن يتم تحريرها بهذا الشكل؟
أن انطلاق حملة تحرير ريف الحسكة الجنوبي كان من ضمنها منطقة الهول وقد تم القضاء على جميع الإرهابين وذلك بفضل الإرادة القوية والمعنويات العالية التي تمتع بها مقاتلي جميع الفصائل والتنسيق الكبير مما جعل تحرير الهول ضربة قاضية لتنظيم داعش، نحن كنا نتوقع هذا النصر ولكن العدو الإرهابي لم يتوقع هذه الهزيمة ونحن سنستمر بتحرير ريف الحسكة الجنوبي بالكامل.
– بعد أن تم تحرير مناطق كبيرة في ريف الحسكة، ماهي ردة فعل سكان هذه المناطق تجاه قوات سوريا الديمقراطية؟
كان هناك تأييد كبير من سكان المناطق التي تم تحريرها من أيدي داعش وقد تم الترحيب بنا لأننا قوات تشمل جميع المكونات وهناك صلات قربة بين جميع الفصائل وسكان هذه المناطق ونحن من أبناء سوريا المتعايشين منذ مئات السنين على عكس تنظيم داعش الإرهابي الذي كان جميع عناصره من خارج سوريا من عدة دول عربية وأجنبية ولذلك كانوا يقومون بتطبيق أجندات لا تمد بصلة الإسلام ولا بأي دين ويقوم على إقصاء الآخر هذا غير القتل والإرهاب الذي كانوا يمارسونه بحق أبناء هذه المناطق.
– ماهي الخطوات التي ستقومون بها بعد تحرير الهول وهل مشروعكم سينتهي عند تحرير ريف الحسكة الجنوبي؟
الآن لم تتوقف الحملة فهي مازالت مستمرة حتى تحرير جميع المناطق من أيدي تنظيم داعش ودحر آخر إرهابي في ريف الحسكة الجنوبي وتحرير آخر شبر من الأراضي السورية التي تحت سيطرة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى في ريف الحسكة الجنوبي، وكل يوم هناك مناطق يتم تحريرها ومشروعنا كحملة أولى هو ريف الحسكة الجنوبي وسنقوم بعدة حملات لأن هدفنا هو محاربة الإرهاب، وأن قوات سوريا الديمقراطية مستعدة لتحرير كل شبر من أرض سوريا من دنس إرهاب داعش، ونحن هدفنا أن نكون نواة لجيش سوريا المستقبل من أجل إحلال السلام في جميع سوريا وأن يتعايش الجميع تحت مظلة سوريا الديمقراطية التعددية كما ذكرت في السابق جميع المكونات في سوريا يجب أن تحصل على حقوقها.
– بعض وسائل الإعلام تقوم بتسريب معلومات عن إنشاء جيش بما يسمى جيش سوريا الجديد هل لكم أي علاقة أو أي ارتباط بهذا التشكيل، وهناك معلومات عن أن هذا الجيش يتم دعمه من قبل الولايات الأميركية المتحدة فكيف تقيم هذا الأمر؟
في بداية الثورة السورية عندما تم تأسيس الجيش الحر كان هناك جبهة أُطلق عليها “جبهة الأصالة والتنمية” وكان توجهها إسلامي بحت وتم تمويلها من دول خليجية بالسلاح والمال واختلفت عن باقي التنظيمات الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة، لكن اختفت هذه الجبهة ولم تعاود الظهور سواءً على الجبهات أو حتى عندما يكون هناك اجتماعات لقادات الجيش الحر وكان تواجد هذه الجبهة في مناطق دير الزور وريفها ولكن بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق ريف دير الزور وبعض أجزاء من المدينة لم نرى أي وجود لهذه الجبهة، والآن ما يحدث أن هناك دول تحاول إعادة هذه الجبهة تحت اسم “جيش سوريا الجديد” لتحقيق مصالحها في سوريا، وخاصة بعد تشكيل قوات سوريا الديمقراطية ولكن هم يريدون الحصول على مكاسب بعد القضاء على تنظيم داعش والتنظيمات الأخرى من قبل القوى الفعلية التي حاربت الإرهاب وماتزال تحاربه، كما أنه وردتنا معلومات أن هذا الجيش مقتصر على المكون العربي فقط وأنا برائي أن هذا لا يمثل اسم ما يسمى جيش سوريا الجديد لأن سكان سوريا ليسوا فقط من العرب كما ذكرت هناك الكثير من المكونات من “الكرد والعرب والسريان والتركمان والأشوريين”، لا نستطيع أن نطلق عليه سوى اسم جيش عشائري أو قبلي وإلى ما هنالك. أما بخصوص الدعم الذي قيل أنه مقدم من الولايات الأميركية المتحدة فالأمور ليست واضحة عن الجهة التي تقف وراء هذا الجيش نحن نعلم أنه كان مدعوم من دول الخليج وقد شاهدنا أكثر من تشكيل منذ بداية الثورة السورية إلى الآن جميع هذه التشكيلات العسكرية تم اختراقها وفشلت ولم تستطيع الصمود في وجه التنظيمات الإرهابية، ومنها من قام بالانضمام إلى هذه التنظيمات الإرهابية ومشاركتها لغرف العمليات.
– الإنجازات التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية على الأرض نرى وسائل الإعلام العربية عير مهتمة ولا تقوم بتغطيتها ونعلم جميعاً أن قوات سوريا الديمقراطية تحارب الإرهاب فما تعليقكم على هذا؟
كلنا نعلم أن أغلبية وسائل الإعلام العربية لا تقوم بخدمة الشعب السوري بل على العكس تقوم بخدمة التنظيمات الإرهابية ونحن لا ننتظر منها أي دور لأننا على الأرض نقاتل التنظيمات الإرهابية وندافع عن جميع المكونات وليس لدينا أي تمييز بين أحد، وأهدافنا واضحة وهذه الوسائل الإعلامية لا تخدم إلا سياسة دولهم التي ترتبط مع أجندات خليجية وتركية هدفها إطالة الأزمة في سوريا وأن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت تحقيق النصر وجعل داعش يتخبط ولا يعرف كيف يهرب ونحن المهم لدينا إزالة الخطر المحدق بمناطقنا وإن قامت هذه القنوات الإعلامية بتغطية الأحداث أو لم تغطيها سنستمر في محاربتنا للإرهاب والتطرف.
– التنسيق بينكم وبين قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات الاميركية المتحدة كيف تنظرون إليه؟
إن قوات التحالف الدولي قد قامت بالمساندة الكاملة مع قوات سوريا الديمقراطية وقمنا بتحديد الأهداف لتقوم بقصفها وهناك غرفة عمليات بيننا وبينهم ونحن نتوقع المزيد من الدعم لنا في المستقبل لأن أهدافنا واحدة وهي القضاء على الإرهاب وأن الضربات الجوية المركزة التي يقوم بها طيران التحالف قد ساهمت في دحر الإرهاب ونتيجة الهجوم التكتيكي الناجح استطعنا أن نفاجئ العدو.
– هل هناك نواة قوة سياسية تمثل قوات سوريا الديمقراطية في المستقبل؟
لابد ومن الضروري جداً أن يتم تشكيل نواة سياسية تمثل قوات سوريا الديمقراطية في الأطر السياسية وتكون مرجعية لهذه القوات حيث نسير على الاستراتيجية التي ترسمها النواة السياسية التي لابد من أن تتشكل من “كرد وعرب وسريان وتركمان وأشوريين”، وباعتقادي أنه ستكون هذه اللبنة ذات حركة دبلوماسية نشطة في المحافل الدولية وستقوم بدور هام من أجل مستقبل سوريا. وفي النهاية أهنئ الشعب الإيزيدي على تحرير شنكال من قبضة تنظيم داعش على أيدي جميع القوات التي شاركت في تحريرها من قوات حماية الشعب والبشمركة وحدات حماية شنكال وقوات الكريلا.

زر الذهاب إلى الأعلى