الأخبارمانشيت

سيلفان علي: مستقبل سوريا بأيدي أبنائها والحديث عن حلٍ خارجي سيكون لمصلحة الآخرين

أشارت سيلفان علي، إلى أن السوريين هُم وحدهم يُقرِرون مستقبل سوريا، ولا يحقُ لتركيا أن تتدخل في الشّأن السوري، ووجودُها على الأرض السورية احتلالٌ وانتهاكٌ لسيادة الدولة السورية، ويتطلبُ من السوريين الوقوف بِوجه قوى الاحتلال.

جاء ذلك في لقاءٍ أجرته صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع الناطقة باسم مجلس المرأة لحزب الاتحاد الديمقراطي سيلفان علي حول التطورات الأخيرة التي تشهدها شمال وشرق سوريا في ظل التهديدات التركية بشأن مدينة منبج والمناطق الأخرى في شمال وشرق سوريا، والتي ازدادت وتيرتها بالتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا.

  سيلفان علي وفي مستهل حديثها تحدثت عن أوجه القرار الأمريكي وتداعياته على شمال وشرق سوريا خاصة وفيما يتعلق بالأزمة السورية عامة قائلةً: ” حقيقة إن قرار الرئيس الأمريكي المتعلق بسحب القوات من سوريا له جوانب عدة؛ فمن جهة تزامن هذا القرار مع تزايد التهديدات التركية لشمال وشرق سوريا، وكما اتضح لنا خلال الأيام التي تَلت صدور هذا القرار فأن خروج قوات التحالف من سوريا عموماً ومن شمال شرق سوريا خصوصاً بهذه الصورة لن يحصل، لأن هناك أتفاق بين قوى التحالف الدولي ضد الإرهاب، وعليهم إنهاء مهمتهم في القضاء على الإرهاب، بالطبع هذا القرار يوحي لنا بأن هناك اتفاق دولي بسحب كافة القوات العسكرية الاقليمية من الأرض السورية (القوات التركية والإيرانية)، من هنا يمكن القول بأن القوى الدولية وحلفائهم الإقليميين متفقِين على صيغة لحل الصراع والأزمة السورية فيما بينهم لكن هذا لا يعني بأن هناك خلافٌ وتناقضات بين هذه القوى، فعلى سبيل المثال نجد بأن جميع القوى الداخلة في الصراع لديهم  شبه اتفاق تام على إعادة بسط سلطة النظام السوري  على كافة الأراضي السورية إي تهيئة النظام من جديد كما كان قبل2011.

 من دون شَك هناك تناقضٌ في تصريحات الرئاسة الأمريكية وليس هناك ثابت في هذه التصريحات ولا يمكن التعويل عليها كثيراً، التصريحات الفرنسية أكثر وضوحاً، لكن الداخل الفرنسي مضطرب وله تأثيراته، ويشكل ضغطاً كبيراً على الحكومة الفرنسية وقراراتها الخارجية خاصة فيما يتعلق بتواجدها في سوريا وخاصة إذا كان القرار يتعلق بالوجود الكردي حيث نرى ضغوطاً كبيرة تُمارس من قبل أطراف وأنظمة كالنظام التركي على الحكومات الأوروبية حينما تتعلق المسألة بقضية الشعب الكردي، لكن الثابت في السياسة الدولية خاصة بالنسبة للناتو هو المصالح التجارية والاقتصادية فمصالحها فوق كل الاعتبارات، وكلنا نعلم بأن مشروع الناتو في الشرق الأوسط هو لترسيخ القواعد العسكرية والمصالح الاقتصادية، ولا ننسى إن تركيا عضو هام بالنسبة للناتو ولا يمكن للولايات المتحدة  الأمريكية أن تخسر حليفاً مثل تركيا، الأمر كذلك بالنسبة للعلاقة الروسية التركية حيث هناك مصالح متبادلة بين الطرفين، وأعتقد إن أحد أوجه القرار الأمريكي متعلق بِهزِّ هذه العلاقة”.

وفيما يتعلق بالتهديدات التركية قالت سيلفان علي: ” إن التهديدات التركية  في جوهرها موجهة ضد الوجود الكردي بالدرجة الأولى وتصريحات القادة الأتراك تؤكد ذلك، لكن كلنا نعلم بأن ليس لتركيا أو لأي دولة أخرى الحق في التدخل بالشأن الداخلي السوري، وليس لها أي مبررٍ، أو صفةٍ قانونية لوجودها على الأرض السورية، كما لا يَحقُّ لها أن تفرض قراراتها وسياساتها على الآخرين.

مِنَّ الأفضل لتركيا أن تقوم بِحلِّ مشاكلها وقضاياها وأزماتِها الخانِقة في الداخِل التركي لا أن تَحّتلَ أرض جيرانها وتُهدِد شعوبهم وتُصدِر أزماتها للخارج لذا على الشعب السوري عموماً أن يقف بوجه هذه التهديدات باعتبارهم المخوَّلون الوحيدون في الدفاع عن مستقبل ومصير بلادهم وهم يدركون مصلحتهم أكثر من الآخرين”.

 ونوَّهت سيلفان علي إلى إن التهديدات التركية له وجهٌ آخر وهو متعلق بالاتفاق والتخطيط مع الروس والنظام قائلة :” أودُّ الإشارة إلى إن التهديدات التركية لن تتوقف بمجرد وجود قوات النظام في منبج أو في منطقة أخرى أو لوجود قوات أخرى، سنرى في القريب العاجل إن تركيا ستنتقل بتهديدها من منبج إلى منطقة أخرى في شمال وشرق الفرات، وذلك بحجة أنها تحارب الإرهاب من جهة، وهي لا تريد أن تتصادم مع قوات النظام وروسيا من جهة أخرى، لذا يمكن القول بأن هناك مخطط  يُرسم وفق هذا السياق، (تركيا تهدد وتضغط على بقية القوى والنظام وبغطاء روسي تتقدم وتبسط سلطتها على مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية)، وبهذا الشكل سيتم اعادة النظام وبسط سلطته على عموم سوريا، فهدف تركيا الأول والأساسي ضرب الكُرد والمشروع الديمقراطي في سوريا”.

سيلفان علي أكدت على إنه بمقدور مكونات شمال وشرق سوريا حماية أنفسهم وحماية مشروعهم الديمقراطي من كل التهديدات والمخططات بتلاحمهم ووحدتهم قائلةً: ” هناك مخططات إقليمية ودولية لحماية مصالحها واجنداتها في سوريا وعموم الشرق الأوسط، وليس للشعب السوري أية مصلحة أو مكسبٍ من هذه الاتفاقيات والمخططات”.

سيلفان علي أشارت أيضاً إلى ضعف مواقف الدول العربية تجاه الأزمة السورية والتداخلات التركية السافرة في الشأن السوري والشأن العربي قائلةً: “حقيقة هناك قضايا وأزمات تعيشها المنطقة العربية، فعلى سبيل المثال تعاني قطر من أزمةٍ مع الدول العربية نتيجة تعاونها مع تركيا وهي متهمة بدعم الإرهاب إلى جانب الدولة التركية، أما مصر والتي تحارب الإرهاب منذ فترة طويلة تعاني من أزمة اقتصادية ولها مشاكلها الداخلية، والسعودية أيضاً تعاني من الضغوط المتعلقة بقضية الخاشقجي لِمَا لها من تداعيات على الدور السعودي في المنطقة وعلى العلاقة السعودية الأمريكية التركية، وما نشهده في السودان من تظاهرات شعبية بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها البلاد والتي تزامنت مع زيارة عمر البشير إلى سوريا كل هذه القضايا تُشير إلى أن الدول العربية لا تملك قرارها وهي تعاني أصلاً من ضغطٍ داخلي وخارجي، ومن هُنَّا يُمكن القول؛ بأن موقف الدول العربية ضعيف تجاه قضايا المنطقة خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، والسبب كما ذكرنا إنها تُعاني من ضعفٍ داخلي ومن ضغوطٍ خارجية تؤثر على قرارتها وتمنع بطبيعة الحال من وحدة العرب، وبالتالي عدمِ تمكنهم من اتخاذ قرارٍ موحد وثابت تجاه قضايا المنطقة برمتها، لكن هناك حقيقة واحدة يجب أن ندركها جميعاً إن الأزمة السورية هو شأنٌ سوري داخلي لا يمكن لأي قوة خارجية أن تفرض سياسة معينة على السوريين فلا يمكن حَلُّ الأزمة في سوريا بناءً على التوافقات والرؤى الدولية والإقليمية دون أن يكون للشعب السوري دورٌ وتمثيلٌ حقيقي فيه، وأي نموذج يُفرض من الخارج لن يُعبِّر حتماً عن آمال وطموحات الشعب السوري، وسيُفضي بالنتيجة إلى ديمومة الصراع. إن حلّ الأزمة يبدأ من الداخل وينتهي في الداخل السوري وبإرادة سورية محضة، من هنا يجب إعادة النظر فيما يخص الأزمة السورية وحلها من قبل كل الأطراف خاصة النظام السوري الذي يقع عليه الدور الأكبر من هذه المسؤولية عليه أن يُعيد النظر تجاه سياساته فيما يتعلق بالداخل السوري، وهنا أؤكد على التقارب السوري- السوري؛ حقيقةً لن يكون هناك أزمة في الداخل السوري لو اتفق السوريون فيما بينهم واعترفوا بوجودهم وهنا لا يمكن إغفال حقيقة أخرى في هذا السياق وهي صياغة دستور سوري يجمع عليه كل المكونات ويضمن حقوقهم ويصون الحريات حينها يمكن القول بأن سوريا ستكون قوية ومنيعة في وجه كل الأخطار والتهديدات التي تَمُسُّ أمنها واستقرارها وسيادتها؛ قوة سوريا في وحدة شعبها وإن كل القوى التي نراها اليوم على الأرض السورية سوف تخرج في النهاية وعلينا أن لا نُعول على القوى الخارجية، فالاتفاقيات والتوافقات الراهنة مرحلية (كما الاتفاق مع التحالف الدولي في محاربة الإرهاب)، لذا ليست هناك مشكلة كبيرة من سحب القوى الدولية لقواتها من الداخل السوري، الحقيقة الوحيدة والتي يمكن البناء عليها سورياً هو الداخل السوري فمستقبل سوريا يجب أن يكون بأياّدٍ سورية، فلوا تمكن السوريين من رصِّ صفوفهم، وأكدوا على وحدتهم، حينها لن يُكتب للمحتلين والمتربصين بمصير سوريا النجاح وسوف تدحض كل مشاريعهم، علينا كسوريين أن نعمل من أجل حقيقة واحدة وهي أن الاتفاق السوري السوري هو الضامن الوحيد لحل الأزمة وإنهاء التدخل الخارجي”.

زر الذهاب إلى الأعلى