الأخبارمانشيت

ديبو لـ آدار برس: الفيدرالية الديمقراطية باتت بمثابة الحل الوحيد للأزمة

جاء في حوارٍ أجراه «آدار برس» مع سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD حول تزايد التصريحات والتحرّكات الدولية الداعمة لروج آفا- شمال سوريا بعد الاحتلال التركي لعفرين، إضافةً إلى تصريحات الرئيس الأميركي بسحب قواته من سوريا، إلى جانب مستقبل القضية الكردية وفيدرالية شمال سوريا وسط التطورات والتحالفات الجارية في البلاد.

وفيما يلي نص الحوار:

كثرت التصريحات الدولية الداعمة لروج آفا والشمال السوري مؤخراً خاصة من فرنسا بعد احتلال تركيا لعفرين، هل هناك علاقة بين ما حدث في عفرين وبين هذه التصريحات؟

نُصيب فيما لو قلنا بأن من عفرين بدأت المرحلة الجديدة وخاصة بعد طارئ الاحتلال التركي لها؛ ليس فقط كمرحلة جديدة ذات العلاقة بسوريا والشرق الأوسط وإنما في أجزاء كبيرة من العالم وبالأخص من الاتحاد الأوربي.

من عفرين باتت الخطط الاستراتيجية للثلاثي الذي يسمى بالضامنين للآستانا بالأكثر وضوحاً وتفارقاً وبخطر على كل من هو خارج تحالف الآستانا؛ في الوقت نفسه. والشيء الذي بات يقيناً بالنسبة لرعاة جنيف من غير موسكو بأن قمة أنقرة اليوم قدّمت آستانا بديلاً عن جنيف؛ على شاكلة أوسلو بديل مدريد الفلسطيني. هذا بحد ذاته يعتبر تحركاً جاذباً للمزيد من المصارعين على الساحة السورية. رفع علم الاحتلال التركي في عفرين كان إشارة دامغة ألا يقتصر الصراع على سوريا أو الحرب الكونية فيها على الجانب السياسي والاقتصادي فقط؛ قد نشهد مواجهات عسكرية مباشرة بين الدول. ومن في الآستانا الأكثر ترجيحاً لذلك.

فرنسا عززت قواتها في منبج وغيرها، هل يعني ذلك أن فرنسا جادة في دعم الشمال السوري المتمثل بفيدرالية شمال سوريا؟

التوقيت الذي جرى فيه دعوة الإليزيه لوفد روج آفا وشمال سوريا يحمل جانباً مهماً، فعلاوة على أنه يأتي في سياق التأكيد على التحالف ضد داعش؛ فإنه يفرض نفسه كلاعب قوي على الساحة الدولية وأحد أعضاء مجلس الأمن الدائمين لمنع فرض أية تسوية جهوية معيّنة، ولهذا فإن هذه الخطوة مهمة جداً في القطع على أية محاولة احتلال تركية جديدة وبمباركة روسية وإيرانية مثل ما حدث في مشهد عفرين والذي يعتبر بأن لنْ يكتب له الدوام؛ على العكس فأنه وفي مرحلة قادمة يبدأ من عفرين انهاء الاحتلالات التركية الأخرى كالباب وغيرها. قد يقصر ذلك وقد يطول. الأهم بأن المقاومة مستمرة والظرف الدولي والمحلي السوري على عكس من القبول بديمومة الاحتلال التركي. الأطراف الدولية وبخاصة في التحالف الدولي ضد الإرهاب باتت مقتنعة اليوم بأن الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا باتت بمثابة الحل الوحيد للأزمة السورية وضمان إفشال المخططات التركية والإيرانية للمنطقة برمتها.

قال موريس غلاسمان عضو حزب العمال البريطاني في الزيارة الأخيرة لوفد بريطاني إلى روج آفا: “نحن هنا من أجل علاقة طويلة الأمد معكم حيث يمكننا دعمكم ضد كل الذين يحاولون تدمير حريتكم”، ما مدى جدية هذا الكلام؟

الاتحاد الأوربي يرى أن أردوغان بات مصدر خطر جديّ لعموم أوربا؛ وكأن الجميع بات يدرك من هو النظام التركي وكيف يتحرك ضمن الدفع بالتنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة وكيفما تحرك سابقاً من خلالهم في سوريا، وكيف يبتز ويهدد أوربا من خلال ذلك. بريطانيا ترى في موقف أنقرة من قضية سبايكر بمثابة التغريد خارج السرب الناتوي إن جاز التعبير وبالضد منها. أما تصريح الوفد الزائر فهو مهم ويعوِّل عليه وينتظر منه مواقف أكثر عملية داعمة لحل الأزمة السورية ضمن مشروع الفيدرالية الديمقراطية

أعلن البيت الأبيض عن بقاء القوات الأمريكية في سوريا لفترة إضافية، رغم تصريحات ترامب الداعية إلى سحب القوات، برأيكم ما السر في تلك التناقضات؟

الكثير توقع ألا يكون الانسحاب موقف أمريكا الحالي. تدويل القضية السورية حدث؛ وفي بداية الأزمة قد حذرنا من مخاطر التدويل. وأن النظام والمحسوبة على المعارضة والتي كانت جزءاً من النظام تتحمل مسؤولية كل هذا التدويل. السياسات الدولية حيال سوريا تنحو إلى تشبيك إضافي لملف الأزمة السورية وربطها بملفات إقليمية وعالمية مشتعلة. ربما لبّت جهة إقليمية ما دعوة ترامب المالية؛ لكن من غير المرجح أن يغادر جهة ما حلبة الصراع السورية؛ المتوقع أكثر هو أن نشهد تكثيفاً للاعبين. قد تكون بريطانيا اللاعب الجديد ما بعد فرنسا. عموماً لا نعلم رؤية واشنطن الدقيقة إلى سوريا المستقبل؛ ربما لا تمتلك رؤية متماسكة، وربما تملك وتتحين الفرصة التي تناسبها في الطرح والاصرار بالدفع فيه. لكن يبقى الحراك الإداري وتغيير المناصب السيادية في أمريكا مؤشراً بأن في أمريكا اليوم تتشكل حكومة حرب تخدم التحركات الأمريكية القادمة.

بين كل تلك التحالفات والتصريحات، أين يقع الكرد والقضية الكردية، وماذا بشأن فيدرالية شمال سوريا؟

الإدارات الذاتية كمضمون الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا سبقت تأسيسها هذه التحالفات. تتغير التحالفات وتتشكل الجديدة منها فتتغير بدورها؛ ويُتلى الكثير من التصريحات التي تناسب كل مرحلة في كل تحالف. الثابت العصيّ على التغيير في ذلك ويبقى هو مشروعنا. أما فرصة حل القضية الكردية فباتت اليوم بمثابة المسألة المحسومة وتتصدر كل الطاولات بمختلف جهاتها. واليوم لا تستطيع أية جهة القفز فوق الكرد أو تمييع إيجاد حل عادل للقضية الكردية في عموم أماكنها؛ حتى لو كان ذلك على حساب اختفاء دول أو تغيير في خرائط الشرق الأوسط.

اللاعب الكردي بات له ثقلٌ على المسرح السياسي ولا يستطيع أحد التعامل معه كما كان يتم التعامل معه ماضياً. في الماضي كان أفضل دور للكردي هو أن يكون الشاهد على طمس الحل؛ حتى اليوم نجد بعض من هؤلاء موجودين مثالهم في ذلك مثال رهط الخيانة وهم يلعبون دور الشاهد على شرعنة احتلال تركيا لعفرين.

قد يبدو الحل الديمقراطي للقضية الكردية ليس بالقريب جداً لكنه في حكم المؤكد. وما تحالف المتناقضين المتنافسين (تركيا وإيران وروسيا) إثبات إضافي لذلك. وبالرغم من مسؤولية موسكو الأساسية في طارئ الاحتلال التركي لعفرين إلّا أن تحرص في مواقفها ألا تخسر حوالي 75 مليون كردي لهم قضية. ميزة اللاعب الكردي في سوريا أنه يقود الخط الثالث. الخط الثاني المتمثل بالمحسوبة على المعارضة انتهى أو بات بحكم المنتهي وبخاصة من بعد الغوطة ولاحقاً قريباً في القصير والقلمون. والخط الأول أي خط النظام بات بحكم فاقد الإرادة؛ هذا الشيء تلمسناه حينما منعته موسكو في الدفاع عن حدودها ووحدات حماية الشعب والمرأة في الجزء العفريني.

زر الذهاب إلى الأعلى