المجتمع

دقائقٌ من وقتكَ لتوجيهِ ابنك..!!!

child psychologist discusses drawing a little girl

Mother smacking daughter bottom Original Filename: 82871178.jpg

اعداد: حسينة عنتر

الاهتمامُ بالأطفالِ موضوعٌ لا يقلُ أهميةً عن الاهتمامِ بالمواضيعِ الاجتماعيةِ الأخرى والسياسية، فالأطفالُ ثمرةُ الحياةِ وعمادُ المستقبل، وأملُ الشعوب، وبوجودِ الأطفالِ تنعشُ الحياةُ وتكونُ لها لونٌ آخر، ومنْ أجلهم تبذلُ الغاليَّ والنفيس، ومن أجلهم يتفانى الآباءُ والأمهات – أطفالُ روج آفا نموذجٌ حيٌّ يدغدغُ مشاعرَ الأولياء، فماذا يمكنُ للأولياءِ فعله؟ ، وهل باستطاعةِ الأولياءِ تقديمُ ما يلزمُ أطفالهم في ظلِّ الأزمةِ التي مدَّ عمرها السنوات السبع. والجديرُ بالذكرِ أنْ نعطيَّ أولويةَ الاهتمامِ بالأطفالِ فنعرفُ كيفَ يجب أن نفكر، وكيفَ يجب أنْ نُرتبَ ونقررَ ونستعدَ لكيفيةِ التعاملِ مع أطفالنا، وننظمَ لأبنائنا وأنفسنا العملَ عبرَ مراحلِ النموِ التي يمرُ بها الأطفالُ حتى أوقاتَ الفراغ، إذا نظمنا أنفسنا سنستطيعُ أن ننظمَ أطفالنا، وقد يكونُ الأمرُ بشيءٍ من المتابعةِ والمراقبةِ والإرشادِ والتوجيه، فكلُّ طفلٍ لديهِ ميولٌ ومهاراتٌ وفروقٌ فرديةٌ تميزهُ عن غيره، وإلى ذلكَ فهوَ يحتاجُ إلى الحنينِ والرعايةِ من الوالدين، فإذا واظبَ كلُّ أبٍ على عملهِ تجاهَ ابنهِ نتفادى الكثيرَ من المشاكلِ ونحنُ بحاجةٍ ماسةٍ إلى بذلِ جهدٍ أكبرَ تجاهَ أبنائنا في ظلِّ هذهِ الأزمة. حيثُ فقدَ الطفلُ طفولتهُ، وباتَ ما يشغلهُ الأزمةُ وما يرافقها من أزماتٍ في نقصِ الكهرباءِ ونقصِ المياهِ والغلاءِ الفاحشِ للأسعار، فأصبحَ تفكيرُ الطفلِ كتفكيرِ الكبيرِ ربما في نيةٍ ورغبةٍ لأحدِ الأطفالِ شراءَ شيءٍ فأنهُ يترددُ في الطلبِ ما يرغبُ فيهِ من والديه، فتجدهُ مُحرَجَاً هل بإمكانِ والدي شراؤهُ لي؟! فنلاحظُ عندها أنّْ براءةَ الطفلِ في سنواتِ الحربِ تاهتْ بينَ ثقافةِ السلاحِ وغلاءِ الأسعارِ وندرةِ الأشياءِ.

 من الضروريِّ لحمايةِ أطفالنا وابعادهم عن أهوالِ الحربِ والرجوعِ بهم إلى طفولتهم الحقيقيةِ وممارسةِ جميعِ حقوقهم الشرعيةِ من خلالِ تلقيهم للتعليمِ الصحيح. كما أنًّ يؤمنَ لهُ الحبَ والحنان، وتقعُ المسؤوليةُ الأولى على عاتقِ الأبوين، ونحنُ الآنَّ في العطلةِ الصيفيةِ  بحاجةٍ أكثر أنْ نقفَ ونعطي مزيداً من الوقتِ لأبنائنا، وفي رأيي أنَّ المهاراتَ اليدويةَ للأطفالِ من أنجحِ الوسائلِ وأحبها إلى قلبه، فعلى سبيلِ المثالِ؛ الرسمُ والتلوين، فمثلاً نوفرُ للأطفالِ وسائلَ الرسمِ كاملةُ ثم نعطيهم وقتاً للرسم، ولا يُمْنَعُ أنْ نخصصَ لهم ملابسَ خاصة للرسم، حتى يفعلوا ما يشاؤوا، وثمَ نقدمُ لهم مثلاً جوائزَ تشجيعية مع مراعاةِ الفروقِ الفرديةِ بينهم، كما ويمكنُ تدريبهم على الخطِ مثلاً، وذلكَ بتوفيرِ كلِّ وسائله، فكتابةُ لوحاتِ التحذيرِ من التدخينِ أو لوحاتٍ تدعوا إلى الهدوءِ والأدبِ في الأماكنِ العامة، والحفاظُ على النظافةِ وخاصةً الأطفالَ من عمرِ العاشرةِ فما فوق، وبشكلٍ غيرِ مباشر، كأن يقولَ لهُ والدهُ التدخينُ مضرٌ، وكذلكَ بعضُ الأعمالِ العشوائيةِ التي يجبُ عليهِ تجنبها، ثمَّ تأتي القراءةُ والمطالعةُ وذلكَ بتوفيرِ الكُتُبِ الخاصةِ بهم، والتي تلائمُ أعمارهم، والتي تحكي واقعهم وتربيهم على الجدِّ والإبداعِ منذُ الصِغر، كما ويمكنُ تعويدهم أيضاً على أعمالٍ منزليةٍ وذلكَ بتصميمِ جداولَ مفرقةٍ عليهم جميعاً في البيت، كمساعدةِ الأمِ في التنظيفِ، وتقديمِ الطعامِ، وترتيبِ الحاجاتِ الخاصةِ بهم إلى غيرِ ذلكَ. المهم أننا يجبُ أنْ نكونَ مُدركينَ إلى أنّْ الطفلَ ليسَ مشكلةٌ بذاته، وإنما المشكلةُ إيكالنا تربيتهُ لغيرنا لعدمِ تفرغنا، فتجرفهُ سبلُ الحياةِ إلى عالمٍ آخرَ له كالتلفازِ أو وسائلَ الاتصالِ الاجتماعيِّ كالفيس بوك والواتس آب، ووسائلَ أخرى غيرُ منتقاة ولا جدوى منها.

تفهم الميول لدى الأطفال

هيفاء محمد علي مُدرسة اللغة الكردية: أنهٌ من الضروريِّ أنْ تتفهمَ العائلةُ ميولَ أبنائها ومواهبهم ورغباتهم لتحقيقها، ولكنْ مع التأكيدِ على ضرورةِ أنْ يتفهمَ الأبناءُ ظروفَ عائلتهم الماديةِ والاقتصادية، وعدمِ طلبِ أشياءَ تفوقُ قدرةَ الأهلِ على تحقيقهِ مشيرةً إلى أنها أُمٌ لخمسةِ أبناء؛ أربعةُ بنات وصبي، أثنانِ منهم في صفوفٍ ابتدائيةٍ مختلفة، والآخرونَ في صفوفٍ اعداديةٍ وثانوية، حيثُ أنها لم تنعم بالراحةِ التي كانتْ عليها قبلَ الإجازة، حيثُ أصبحَ ابناؤها ينامونَ في النهارِ ويستيقظونَ مساءً ويسهرونَ لأواخرِ الليلِ وبأصواتٍ عالية، حيثُ لا نستطيعُ لا النومَ ولا التحدثَ عبرَ الهاتفِ ولا مشاهدةِ التلفاز، وما يزعجني أكثر عندما تقولُ لي:” جارتي انتهي لأطفالكِ فهم في سنِّ المراهقة”، وقتها يزدادُ لديَّ القلقُ أكثر، لذا اطلبُ الجهاتَ المعنيةَ بتداركِ الأمرِ من خلالِ توزيعِ برامجَ ترفيهية تعليمية لكلِّ المكوناتِ الموجودةِ في أحياءِ مدينةِ قامشلو، والقيامِ بنشاطاتَ في مجالِ رعايةِ الطفولةِ والمراهقين، ولاسيما أنًّ هناكَ بيتُ للطفولةِ في حي قناة السويس بقامشلو قد افتتح، وارجو أنْ تعمًّ معظمَ أحياءِ قامشلو بمثلِ هذهِ البيوتِ كي نطمئنَّ بأنَّ أطفالنا في أيديٍ أمينة.

علموا أطفالكم الصدقَ منذُ الصِغَر

أم زانا ربّةُ منزل تقول:” أنا أمٌ لأربعةِ أطفال؛ ثلاثةُ صبيانٍ وفتاة، منذُ أنْ بدأتِ العطلةُ الصيفيةُ من الضروريِّ على الوالدين عدمُ الكذبِ على أطفالهم، أو اعطاؤهم وعوداً دونَ القدرةِ على الوفاءِ بوعدهم لهم، فقد وعدتُ أولادي بالذهابِ إلى القريةِ وشراءِ العابٍ جميلةٍ، إذا درسوا وقَدَّموا الامتحاناتَ بشكلٍ جيد، وندمتُ كثيراً لأنني لم استطع الإيفاءَ بوعدي بسببِ حلولِ شهرِ رمضان، وقدومِ العيدِ والانهماكِ في العمل، وعدمِ استطاعتي شراءَ تلكَ الألعاب، لذا اوجهُ ندائيَّ لكافةِ الأمهاتِ عدمَ وعدِ الأطفالِ مهما كانَ هذا الوعد، فالأطفالُ في مثلِ هذا العمرِ يأخذونَ العاداتَ والتقاليدَ والأساليبَ والأفكارَ والتربيةَ ممن يكبرهم عمراً، وخاصةً الوالدين لأنَّ الآباءَ هم قدوةُ الأبناء، كما وأنَّ بعضَ الآباءَ والأمهاتَ يناقضونَ أنْفُسَهُم بأنْفُسِهِم من خلالِ وعودِ أطفالهم بأشياءٍ فوقَ استطاعتهم، وكذلكَ في بعضِ الأمورِ تجدهم يأمرونَ أولادهم بأمورَ هم يخالفونها، وهذهِ الأمور تترك تناقضاً لدى الأولاد فيعتبرُ الأبنُ أنَّ أباهُ يكذب، إذا خالفَ وعده، فبذلكَ يُعَلِّمُ الأبُ أو تُعَلِمُ الأمُ أبنائهم على الكذب.

  الإكثارُ من البرامجِ الترفيهيةِ والتعليمية:

ومنْ جهتهِ وجَّهَ الصيدلاني سيف الدين- قامشلو دعوةً إلى جميعِ الآباءِ والأمهاتِ بتقديمِ المزيدِ من الرعاية، وتخصيصِ الوقتِ المناسبِ لأولادهم، وكيفَ وأنْ لا يشلهم أيُّ شيءٍ عن أبنائهم مهما كانَ علينا أنْ نجعلَ أبناءنا فلذاتُ أكبادنا هم الهمَّ الاكبرَ لنا، ولذا يبذلُ الوالدين الغاليَّ والنفيسَ من أجلِ تربيةِ أبنائهم وتنشئتهم وتعليمهم، فالأبناءُ أمانةٌ في أعناقِ والديهم، وفي تشكيلِ أخلاقهم وسلوكهم، ونحنُ الآنَ مقبلونَ لقضاءِ الإجازةِ الصيفيةِ بعدَ عناءِ تسعةِ أشهرٍ في الدراسةِ والتعليم، فتكونُ العطلةُ الصيفةُ بعدها لمدةِ ثلاثةِ أشهرَ عليكَ أن تستغلها بشكلٍ مناسبٍ يفيدُ ابنك، فلنفسكَ ونفسِ أولادكَ حقٌ عليك، فإن لم تُشغلها بالخيرِ شَغَلتكَ بالشر، فيجبُ أنْ نقضيَ الصيفَ ونستمتعَ بهِ على الرغمِ من الظروفِ التي يمرُ بها البلادُ منذُ ستِ سنوات، فأثَّرتْ بشكلٍ مباشرٍ أو غيرِ مباشر على نفسيةِ الأطفالِ وسلوكهم بشكلٍ عام، لذا علينا نحنُ أولياءُ الأمورِ أنْ نستغلَ هذهِ العطلةَ وتكونَ عطلةً لنا أيضاً، ونمضيها لا في الضياعِ ولا في الحديثِ الفارغِ ولا إضاعةَ الأوقاتِ أمامَ التلفازِ وفي الزياراتِ التي لا تقدمُ ولا تؤخر، بل في زيارةِ مراكزِ التعليمِ والحدائقِ العامةِ والمسابحَ ومراكزَ تنميةِ الطفولةِ ورعايتها، ووضعُ برنامجَ ترفيهيٍّ تعليمي، فمن المعلومِ أنَّ تطورَ المجتمعاتِ ومستقبلها يرتبطُ بمستوى وعي شبابه، وقدرةِ هذا المجتمعِ على تأهيلِ الأطفالِ وتدريبهم وتحضيرهم بشكلٍ يتناسبُ مع متطلباتها.

 الأوضاعُ الاجتماعيةُ والاقتصاديةُ لها أثارٌ وخيمةٌ على نفسيةِ الأطفال

أحدُ مواطني مدينةِ تربه سبيه: وسطَ هذهِ الظروفِ التي يعيشها الأطفالُ مع أسرهم في سوريا عموماً وورج آفا بشكلٍ خاص، فهم يعانونَ من فقدانِ حقوقهم؛ الأمرَ الذي أثَّرَ بظلالهِ على أوضاعهم النفسيةِ والسلوكيةِ والتعليمية، وهذا يعني أنَّ الأزمةَ التي ساهمتْ في تحويلِ الشبابِ والأطفالِ إلى مصيرٍ مجهول، وانغماسِ الآباءِ في العملِ لساعاتٍ طويلةٍ ربما يتطلبُ منهُ الأمرُ أنْ يعملَ ليلاً لسدِّ احتياجاتِ اسرته، هذا كلهُ أثَّرَ بشكلٍ أو بآخر على الوضعِ النفسيِّ والسلوكيِّ للأطفال، ولا سيما أنهم يعيشونَ مع أُسَرِهِم ظروفاً اجتماعيةً واقتصاديةً متدهورة، وغالباً هذهِ الآثارُ تؤثرُ سلباً بشكلٍ مؤكدٍ على الأطفال، فينطوي كلٌّ منهم على نفسهِ ويصابُ ببعضِ الأمراضِ النفسيةِ والعصبية، ومنها التوحدُ الذي ازدادَ بنسبةٍ ملحوظةٍ لدى الأطفال. يبتعدونَ عن الأهلِ والاقرانِ والتفكيرِ في بعضِ الأحيان بالانتحار، وبالتالي ستنعكسُ تداعياتهُ السلبيةُ على مستقبلِ مكوناتِ المجتمع، وسوفَ تُحدثُ خللاً في التوازنِ الاجتماعي، وهذا يدلُ على أنَّ المستقبلَ سيكونُ متنافياً ومتخارجاً مع ملامحِ التقدمِ الاجتماعيِّ والتنميةِ البشرية، فالمستوى التربويُّ والثقافيُّ والتعليميُّ وكذلكَ السلامةُ العصبيةُ والنفسيةُ والجسديةُ تُعتبرُ من إحدى اضرارها.

 متابعةُ الأطفالِ للبرامجِ الكرتونيةِ المناسبةِ أمرٌ ضروريّ

ليلى: مديرةٌ لإحدى روضاتِ الأطفالِ بقامشلو تقول:” تنعكسُ أثارُ الأزمةِ على الأطفال، فتُخَلِّفُ لديهم رادتَ فعلٍ نفسيةٍ وسلوكيةٍ خطيرة، تحدُّ من قدرتهم على عيشِ المرحلةِ العمريةِ بشكلٍ طبيعي، فحتى تلكَ البرامجُ التي تخصصهُ قناةُ سبيستون وغيرها باتَ يُحْرَمُ منها؛ لأنَّ الاخبارَ شغلتْ جميعَ القنوات، فالمنفذُ الوحيدُ لهُ في الببت، واللذةُ التي يشعرُ بها وهو يحضرُ تلكَ البرامجَ الكرتونيةَ فيتخيلُ نفسهُ الرجلَ الحديديَّ أحياناً وغرانديزر وغيرهِ من تلكَ الشخصياتِ الكرتونيةِ التي كانَ يمثلها أمامَ أقرانه، فيشعرُ باللذةِ والسعادة، ويرى نفسهُ في تلكَ الشخصيات.

 قبلَ الأزمةِ كنا نخشى على مستقبلِ أطفالنا نحنُ في روج آفا بسببِ النظامِ البعثيِّ وسياساتهِ القمعية، وبسببِ الأوضاعِ الاقتصاديةِ الاجتماعيةِ وهجرةِ العديدِ من العوائلِ إلى العاصمةِ دمشق طلباً للعملِ، لأنَّ فرصَ العملِ في روج آفا ضئيلةٌ كانَ لها تأثيرٌ على أطفالنا، أما الآن ومعَ دخولِ الأزمةِ عامها السابع، تفاقمَ الوضعُ  فالرعبُ الذي يصيبنا بالذهولِ مما سيحملهُ أطفالنا إلى مستقبلٍ مجهول.

عمالةُ الأطفالِ أمرٌ مكروه … وعلى الجهاتِ المعنيةِ تداركُ الأمر

أحد مواطني عامودا: ولما كانتْ الأسرةُ اللبنةَ الأولى في بناءِ المجتمع؛ فمسألةُ الاهتمامِ بها واجبٌ على كلِّ من يهمهُ الأمر، فزادَ الحديثُ حولَ الأسرةِ ومشكلاتها، وقضايا أفرادها في حاضرنا وفي ظلِّ هذهِ الظروفِ التي تعيشها مناطقُ الشرقِ الأوسطِ، منها منطقتنا وخاصةً إبانَ الأزمةِ السورية، فأكثرُ الأهالي تنتظرُ بفارغِ الصبرِ العطلةَ الصيفيةَ حتى يزجونَ أولادهم في ورشاتِ العملِ إما في المنطقةِ الصناعيةِ أو أجيراً في إحدى المحلات، ولكنْ هؤلاء الأهالي ومن بابِ المعاتبةِ تقولَ ابنكَ صغيرٌ على العمل؛ فتراهُ يطلقُ لسانهُ في العنانِ ولا تستطيعُ أن توقفه، الأسعارُ جنونية، والراتبُ لا يكفيني (خليه من هذه اللحظة يشعر بالمسؤولية) ومن هذا القبيل.

صحفُ ومجلاتُ الأطفالِ منفذٌ لتعريفِ شخصيته

أفين يوسف إعلامية في صحيفة الاتحاد الديمقراطي: قالتْ:” نحنُ في روج آفا نستطيعُ القول:” أنهُ لا يوجدُ ما يسمى بثقافةِ  أو أدبِ الطفل، أو بالأحرى توّجد ولكنْ بإمكانيةٍ محدودةٍ وبسيطةٍ جداً، أي “ليستْ بالمستوى المطلوب”، وأيضاً ليس هناكَ شيءٌ خاصٌ بالطفلِ من حيثُ النشاطاتُ الرياضيةُ ” كالمسابحِ واللياقةِ البدنية” ودوراتٌ تعليميةٌ وتوفيرُ المجلاتِ الترفيهيةِ بحيثُ تكونُ غنيةٌ بالرسومِ المتحركةِ والمسابقاتٍ المسلية وألغاز تساعدُ على تنشيطِ أذهانِ الأطفال، وإقامةِ ندواتَ خاصة تقيّمها هيئةُ التربيةِ والتعليمِ للترفيه، وبيانُ ميولِ الأطفالِ من خلالِ زياراتهم للمناطقِ الأثريةِ والمعابدِ “كالمساجدِ والكنائس…….الخ” ، وذلكَ للتعرفِ على أثارِ ومعالمِ المنطقة، وهذا الأمرُ يجبُ أن يتمَّ التنسيقُ فيها بينَ هيئةِ التربيةِ والكوموناتِ الموجودةِ في الأحياء.

 كما ونوهتْ الإعلامية يوسف بكلمةٍ للجهاتِ المختصةِ بالقول:” يجبُ علينا توفيرُ المناخِ الملائمِ لحيات الأطفال”.

وكما يقولُ أساتذةُ علمِ النفس: “أعرف نفسك بنفسك”، “وأعطونا السنواتَ السبعةَ للأبناءِ نعطيكم التشكيلِ المناسبَ والمطلوبَ الذي سيكونُ عليهِ الأبناء”  لذلكَ علينا تركُ الطفلِ أن يعرفَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ، وأنْ يعيشَ مراحلَ طفولتهِ بأكملها، كونهم الجيلُ الصاعدُ وشعلةُ المستقبلِ ورجالُ الغد.

العطلةُ الصيفيةُ ليستْ للهوِ واللعبِ والنوم 

رضوان مرشد نفسي في إحدى مدارس قامشلو:

 الطفلُ هوَ كلُّ إنسانٍ لم يتجاوز الثامنةَ عشرة، فيستطيعُ التمتعَ بحقوقٍ خاصةٍ به، ويتراوحُ عمرهُ ما بين 1- 17 سنة، وبما أنهُ رجلُ الغدِ ورمزُ المستقبلِ فعلينا بذلُ جهدٍ أكبرَ في بنائهِ بناءً سليماً، والآن بما أنَّ امتحاناتِ الطلابِ والطالباتِ انتهتْ وأقبلتْ علينا الإجازةُ أو العطلةُ الصيفيةُ بفراغِها، والفراغُ سمٌ قاتلٌ ومرضٌ عُضال، لو سمعنا بمرضٍ متوقعٍ لبادرنا جميعاً بتحصينِ أطفالنا منه، فهل بادرنا بتحصينِ أولادنا مِن مرضِ الفراغِ والعبثِ الذي تفرضهُ علينا الإجازة، ومن انحرافٍ أو سلوكٍ شاذٍ ينطوي إليهِ أطفالنا. فالعطلةُ الصيفيةُ ضروريةٌ ومفيدةٌ وجميلةٌ كونها توفرُ لديهم اللعبَ وقلةَ المسؤوليةِ والدراسة، حيثُ تسعى الأمهاتُ والآباءُ إلى توفيرِ ما يمكنُ توفيرهُ لإسعادِ أطفالهم وتسليتهم وقضائهم لأوقاتٍ مفيدةٍ ومثمرةٍ في هذهِ الإجازة، ويمكنُ أنْ تكونَ العطلةَ الصيفيةَ مناسبةٌ للتفكيرِ في كيفيةِ التعاملِ مع الوقتِ والزمنِ والعمر. وبعضُ الأشخاصِ يعتبرها فرصةً للهوِ والعبثِ والعطالةِ والنومِ وفرصةً لتبديدِ المالِ وتضييعِ الوقتِ وصرفِ الطاقاتِ دون جدوى، كما يحلو للبعضِ الفراغَ وانعدامِ المسؤولياتِ وقضاءِ أوقاتٍ طويلةٍ في اللعبِ بأشكالهِ المتنوعةِ الحديثةِ والقديمة، وكلُّ ذلكَ سلوكٌ سلبيٌّ وفيهِ مضمونٌ عدوانيٌّ موجهٌ إلى الذاتِ أو إلى الآخر، حيثُ تكونُ الإجازةُ بعيدةٌ عن الكتبِ والأجواءِ المشحونةِ بالامتحانات، إلا أنها تبثُ التعبَ لجيبِ الأهلِ وتهددُ راحتهم التي تزيدُ فيها المسؤولية.

كلمة المحرر:

وفي النهايةِ أودُّ أن أوجهَ مجموعةً من الاقتراحاتِ للوالدين:” آباؤنا وأمهاتنا الكِرام” عليكم تخصيصَ وقتٍ كافٍ للجلوسِ مع الأبناءِ وتبادلِ الأحاديثِ المتنوعةِ معهم، وكما يجبُ احترامُ البناءِ عن طريقِ الاحترامِ المتبادلِ وتنميةِ الوعيِّ والصراحةِ والوضوحِ ” قولاً وفعلاً”.

يجبُ العملُ على تحسينِ نفسيةِ الأطفالِ وإعطاءهم الثقةَ في أنفسهم، مع التشجيعِ الدائمِ لهم، وعدمِ السخريةِ والتهديدِ بالعقابِ أو اللجوءِ إلى الضربِ في بعضِ الأحيان، إذا اخفقوا في دراستهم أو وقوعوا في الأخطاءِ بدّون قصد، فهنا أودُّ التأكيدَ مرةً أخرى على نقطةٍ هامةٍ وهو الدورُ الأساسيُّ للأسرةِ في رعايةِ أبنائهم، وتأمينِ حياةٍ آمنةٍ ومناسبةٍ لأطفالهم.

وهنا كوّنَ الأسرةَ أقوى دعائمِ المجتمعِ تأثيراً في تكوينِ شخصيةِ الأبناءِ وتوجيهِ سلوكهم وإعدادهم لمستقبلٍ جميلٍ يحققُ فيها ما يتمناه.

زر الذهاب إلى الأعلى