حواراتمانشيت

داهود: تركيا هي الحديقة الخلفية للتنظيمات الإرهابية ومصدر الدعمِ اللوجستيِّ والعسكري

في حوارٍ اجرته صحيفة الاتحاد الديمقراطي والموقع الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي مع السياسي السوري خلف داهود عضو المكتب السياسي لهيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي ومسؤول العلاقات الخارجية، وذلك للتعرف من خلال متابعته للأحداث السورية عن قرب وخبرته السياسية؛ على آخر المستجدات على الساحة السورية بشكل عام، والتدخل التركي واحتلاله الأراضي السورية في الشمال السوري، وكذلك الاتفاق الثلاثي بين أنقرة وموسكو وطهران وبعض النقاط الأخرى، وهذا نص الحوار كاملاً نضعه بين ايديكم قُرّاءنا الأعزاء:

– كيفَ تقرؤون الاتفاق التركيَّ مع روسيا وإيران بشأن دخول الجيش التركي إلى إدلب رغم صِراعهما في المسألة السورية، وهل تجده لمصلحة الشعب السوري بالفعل؟

القضية هنا ليست تقارباً بين الأعداء القُدامى بقدرِ ما هو اتساعٌ للشرخ بين الأتراك والإدارة الأمريكية، على خلفية إيواء الولايات المتحدة رجل الدين التركي فتح الله غولن من جهة، والتقارب الأمريكي الكردي من جهة أخرى، ومن ثم تلتها أحداث في ذات السياق عززت العِداءَ التركيَّ الأمريكي، فَحَوَّلَ أروغان دفتهُ نحو خصومه التاريخيين؛ وأقصد هنا روسيا وإيران، ومن جهةٍ أخرى تبدو روسيا مستفيدة من النفوذ التركي على الفصائل في إدلب؛ فعلى الأقل تستطيعُ تقديمَ نفسها على أنها الراعي الرسمي لخطة خفض التوتر، وهوَّ ما يُعْتَبَرُ (انجاز) بالنسبة لمُخرجات مباحثات الآستانة، ومن ناحيةٍ أخرى فلا تخفى الرسائل الروسية للكرد في هذا السياق؛ والتي تتضمن تلويحاً بالسماح أو التغاضي عن أيةِ عملية تركية ضدَّ عفرين في حالِ استمرَّ الكرد في سياساتهم المُتقاربة مع الأمريكان، ومن جهة إيران فهيَّ تتشارك وتركيا ذاتَ الهاجس الكردي، ولا سيما بعد استفتاء إقليم كُردستان على الاستقلال مؤخراً.

2- هل ستخوض تركيا هذه الحرب ضد جبهة النصرة في إدلب بالفعل لصالح الشعب السوري، أم أنها خدعةٌ ومسرحيةٌ مشابهةٌ لما جرى في جرابلس ولكن بممثلين جُدد هذه المرة؟

دأبت تركيا ومنذُ بداية الحِراكِ السوريِّ على دعم التنظيمات الإرهابية دعماً وتمويلات، وتُسهِّيلُ مرور، وعلى مدى السنوات السبع السابقة كانت تركيا الحديقة الخلفية للتنظيمات الإرهابية ومصدرُ الدعمِ اللوجستيِّ والعسكريّ، وعلى رأسها جبهة النصرة الإرهابية، ولكن مع ما سمي بـ (تحرير إدلب) اختلفت المعاييرُ واستأثرت النصرة بالقرارِ في إدلب، ورفضت طلبات الحكومة السورية المؤقتة بنقلِ نشاطاتها لمدينةِ إدلب التي كان من المخطط لها أن تكونَ بديلاً عن حلب وبنغازي سورية، حتى سمعنا من مسؤولي الائتلاف حينها ما يشبه الدعوة للنصرة ( للعودة إلى حضن الوطن ) أي الخضوع لقرارات المعارضة التي ترعاها تركيا، ومن جهة أخرى فجميع الفصائل الظلامية المُقاتِلة في إدلب فهي موالية بالمطلق للاستخبارات التركية.

3- روسيا تحاول الضغطَ على قوات سوريا الديمقراطية من خلالِ تركيا واحتلالها للمزيد من الأراضي السورية في الشمال السوري، ما الغرضُ الروسيُّ من وراءِ هذا الضغط؟

قد أشرتُ في الردِّ على سؤالكم الأول إلى جملة الرسائل الروسية التي تحملها تركيا عبر إدلب، ولكن لا يُخفى على روسيا أيضاً المخاطرُ المحتملةُ جراء الاحتلال التركيِّ لأجزاءَ من بلادنا؛ سوريا، وذلك أنَّ تركيا لازلت في الحظيرة الأمريكية والغربية عموماً، فلا زالت القواعد العسكرية الأمريكية مكانها في تركيا، ولازالت تركيا عضوٌ في حلف الناتو، إذ أن الأزمة التركية الأمريكية في جملتها مرتبطةٌ بإدارة أروغان وفريقه وليس بتركيا ككل، ومن جهة أخرى فإن بقاء الأتراك تحت السيطرة الروسية ليست مضموناً، نظراً لتاريخها العِدائي مع الاتحاد الروسي. واحتمال التغيير المُحتمل في المستقبل.

4- من خلالِ قراءتكم للأحداث وما جرى من لقاءات ثلاثية بين طهران وأنقرة وموسكو في الآستانة ما هو مصير إدلب في قادم الأيام؟

قد تكون إدلب هي معركة الخِتام، وستعود لسيطرة الدولة السورية عاجلاً أم آجلا، فهي سورية وليست تركية، وعلى الأتراك أن يعو بجدية تلك الحقيقة، ولكن هناك خشية حقيقية من تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، وتكون إدلب في الحصة التركية بديلاً عن حلب التي طالما حَلِمَ بها العثمانيون الجدد، وهو سيناريو مُحتمل إذ ليس من السهل على الثلاثية وهم أعداء الأمس القريب أن يتوصلوا إلى أتفاقٍ بهذا الشأن، كما أن الممكن الآخر لازال قائماً في أن إدخال إدلب ضمن مناطق خفض التوتر ما هو إلا تأجيلٍ للمعركةِ المحتومةِ لحين القضاء النهائي على فلول تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور والبادية السورية.

حاوره: رياض يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى