الأخبارمانشيت

داعش انهارت… واعترافات المرتزقة كشفت الستار عن الخفايا -3

خُدِعوا بالترويج الإعلامي، لكن الواقع كان صادماًّ..!!

استخدمت مرتزقة داعش أساليب عديدة لجذب وجمع المقاتلين في صفوفها عن  طريق الترويج الإعلامي ونشر مقاطع وفيديوهات عن الديانة الإسلامية، الأمر الذي لاقى اقبالاً كبيراً من قبل الأجانب الذين لا يعرفون عن مرتزقة داعش شيئاً، وعندما انضموا إليها وجدوا أنفسهم مخدوعين بتلك الأوهام و دخلوا في ظلام الدولة الإسلامية.

ففي هذا الجزء من التحقيقات التي أعدتها وكالة أنباء هاوار مع عناصر من مرتزقة داعش يتحدثون خلالها حول كيفية تعرفهم على داعش ويكشفون حقيقة مرتزقة داعش.

معلومات الهوية

الداعشي نور الدين آفرندان والملقب بمحمد أزمير من مواليد 1979 من مدينة كوالا لمبور الماليزية، كان متزوجاً في ماليزيا، وبعد انضمامه إلى مرتزقة داعش تزوج من امرأة رقاوية، و قد تخرج من كليه الهندسة في بريطانيا وبعد 5 أعوام عاد إلى ماليزيا وعمل في شركات خاصة.

الداعشي قابلان إيبزاييف  والملقب خالد الداغستاني، من جمهورية داغستان في روسيا الاتحادية، والمتزوج من امرأة داغستانية، درس في كلية الحقوق جامعة موسكو، تزوج من امرأة حلبية ولديه طفلة، وسبب زواجه من امرأة عربية لتساعده على الفرار كونه لا يجيد اللغة العربية.

الداعشي رسلان شاوخالوف والملقب بأبو محمد الشيشاني، درس في كليه الحقوق، ومن ثم عمل في كلية الحقوق، قدم من روسيا مع عائلته المؤلفة من زوجته وأربعة أطفال.

كيف تم جذبهم للتنظيم

تعرف نور الدين آفرندان على مرتزقة داعش عن طريق الانترنت والقنوات الإعلامية الموالية لهم، وحين سماعة بوجود دولة إسلامية في سوريا، قرر الانضمام إليهم، وبدأ بالبحث عن طريق للوصول إلى سوريا.

في المرة الأولى التي سمع فيها آفرندان بوجود ما يسمى بالدولة الإسلامية سارع بالذهاب إلى سوريا، توجه مع مجموعه من كوالا لمبور إلى تركيا، حيث تم إيصالهم إلى فندق في استنبول، وثم توجه إلى هاتاي ومن هناك دخل إلى مدينة إدلب السورية.

ويتحدث نور الدين آفرندان عن دخولة إلى سوريا قائلاً: “في استنبول اجتمعت مع العديد من الجماعات من تركستان ومناطق أخرى، والتقيت مع داعشي يدعى أبو إبراهيم والذي رَتَّبَ  لي العبور، حيث أخذني إلى عنتاب ومن ثم إلى مدينة جرابلس”.

بينما الداعشي قابلان إيبزاييف تحدث عن كيفية تعرفه على تنظيم داعش وعبوره لسوريا قائلاً: “كنت أعمل بالتجارة حيث كنت اشتري الملابس من تركيا وانقلها إلى داغستان وابيعها هناك أي (من داغستان- إلى تركيا)، وأثناء وجودي في اسطنبول كنت تعرفت على أشخاص من داغستان كأبو بكر الداغستاني، وهو كان يساعدني في شراء الألبسة”.

وتابع قابلان الحديث “وفي أحد الأيام طلب مني أبو بكر الداغستاني أن انقل حقيبتين إلى الحدود السورية، كان يوجد في هذه الحقائب مناظير لأسلحة قناصة، وكنت أعلم أنها مناظير، لكن قمت بمساعدته لأن أثمانها كانت غالية جداً، ما يقارب ثلاثمائة وخمسون ألف دولار، وبعد نقل المناظير إلى الحدود السورية قمنا بتسلميها إلى شخص يدعى أبو بكر التركي في تل أبيض، بعدها طلب مني أبو بكر الداغستاني الدخول معه إلى الرقة كي أكون شاهداً على تسليم الحقائب، ويجب أن أشهد بذلك في المحكمة الإسلامية والشرعية”.

وعن محاولته للخروج من سوريا يقول قبلان: “بعد أن سلمت لهم الأسلحة أردت العودة إلى تركيا، لكنهم منعوني وهددوني وقالو: “إنَّ من يخرج من أرض الإسلام يُقْتَل, حاولت الهروب مراراً لكن ألقي القبض علي ووضعوني في السجن الأمني مدة شهرين”.

أما قصة الداعشي رسلان شاوخالوف الذي كان يقول إنه تعرف على داعش عن طريق الانترنت، وتأثر بالمقاطع التي كان يبثها داعش للترويج عن الدين الإسلامي. يقول شاوخالوف: “إنه بدأ بمراسلة مرتزقة داعش وطلب زيارتهم والتعرف عليهم. “فأعطوني رقم هاتف لأبو بكر الداغستاني الذي رتب سفري إلى تركيا وقال لي: “بأننا سنتقابل في تركيا، وطلب مني شراء تذكرة سفر من موسكو إلى استنبول، ولدى وصولي إلى المطار، اتصل بي وقال لي بأنه لا يستطيع مقابلتي، واعطاني اسم مرتزق آخر يدعى عثمان القرغيزي، الذي اقتادني إلى عنتاب”.

جميع المهاجرين كانوا يجتمعون في غازي عنتاب

حسب ما رواه الداعشي رسلان فإنه لدى وصولهم إلى غازي عنتاب توجهوا إلى منزل كبير، وكان يقطنه مجموعات كبيرة من المهاجرين من مختلف الجنسيات، ومن هناك يرسلونهم إلى سوريا.

وقال رسلان: “بعد مرور ثلاثة أيام نقلونا إلى الحدود السورية، وبعد عبور الحدود دخلنا إحدى القرى القريبة من جرابلس، ومن ثم دخلنا إلى جرابلس”.

وبالنسبة للمرتزق قبلان فقد روى بأن المهاجرين كانوا يذهبون إلى مطار اسطنبول، وكان أبو بكر الداغستاني يستقبلهم ويؤمن لهم سكناً مؤقتاً، ومن ثم يرسلهم إلى الحدود السورية، وبدوره كان أبو بكر التركي يستلمهم من الحدود السورية ويدخلهم إلى مناطق داعش في الرقة.

كان يحاول الداعشي قبلان العودة إلى بلادة (حسب قوله) إلا أنه كان يخاف من مرتزقة داعش، وأثناء إحدى محاولاته التسلل والفرار من صفوف مرتزقة داعش، تعرض للاعتقال ومن ثم أخضع لدورات شرعية، ومن ثم تم تكليفه بأعمال تصليح الآليات “كان عملي شراء معدات لإصلاح السيارات والآليات, شراء معدات مثل آلات اللحام وغيرها.

أما رسلان فقد توجه إلى مدينة الرقة في شهر رمضان عام 2014 ، وقام المرتزقة بأخذ زوجته وأطفاله إلى أحد المقرات في الرقة، واقتادوه إلى مقرٍ آخر ليخضع لتدريبات عسكرية ودورات شرعية، حيث قال: “قاموا بفرزنا حسب شهاداتنا العلمية والخبرات المهنية، أما المرضى فيتم تكليفهم بالأعمال الإدارية، أما من يريد القتال فيتم ضمه إلى القوات العسكرية “كان هناك 150 شخصاً في المعسكر في قبو أحد المدارس في الرقة بالقرب من شارع القطار. أما معسكر السلاح فكان في سد الرشيد”.

وعمل رسلان في قسم تصليح الآليات والسيارات وإعداد العربات المصفحة وتفخيخ السيارات، وكانت نقطتهم بالقرب من دوار حزيمة في الرقة وقد تدمر نتيجة قصف الطيران الروسي.

خلال التحقيقيات مع مرتزقة داعش، كان يتكرر اسم أبو بكر التركي وأبو بكر الداغستاني كثيراً، فهو كان يرتب ويتواصل مع الذين يحاولون الانضمام إلى تنظيم داعش، ويرسلهم إلى الحدود السورية،  يقوم بإدخال السلاح ويسهلون ادخال المقاتلين الدواعش من تركيا إلى سوريا، وهو الذي ينسق ويرتب دخول المرتزقة إلى سوريا، ولكن في جميع التحقيقات لم يتعرف أي من تلك العناصر عليه، فجميع اللقاءات كانت تدار عن طريق الهاتف، فمن هو ذلك أبو بكر التركي أو بكر الداغستاني يا تُرى.

دوراتهم التدريبية والأماكن الذين قاتلو فيها

خضع  الداعشي نور الدين آفرندان للتدريب في معسكر الفاروق  القريب من سد الحرية (البعث) بمدينة الرقة، وكانت دوراتهم عبارة عن دورات شرعيه ودروس دينية مدتها 5 أيام، وبعد ذلك فرز إلى معسكر القائم في العراق حيث بقي هناك مدة شهرين وخضع لدورات على استخدام أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وبعد ذلك فرز في الحرس (الرباط ) كما يسمونه.

وكانت في المعسكرات التي ذهب إليها أقسام خاصة بالمهاجرين الذين لا يجيدون اللغة العربية إلى جانبهم مترجمين حسب لغة كل عنصر.

وحول خروجه من العراق قال نور الدين: “طلبت من القيادين بالخروج من العراق والبحث عن أشخاص من ماليزيا، وقد سجنت بعدها لعدم خضوعي لأوامرهم، وبعد ذلك ارسلوني إلى مدينة الرقة، ومكثت هناك لعدة أشهر في الحراسة (الرباط)، وبعد ذلك توجهت إلى جرابلس وتعرفت على عوائل ماليزية الأصل هناك، وبعد ذلك انتقلت إلى كوباني، وعند اشتداد المعارك عدت إلى جرابلس ومن ثم انتقلت إلى منطقة الباب، وبعد عدة أشهر عدت إلى الرقة وبقيت هناك “.

وتزوج المرتزق نور الدين من امرأة في مدينة الرقة كانت من أم كردية وأب عربي.

عندما لم يجدوا الإسلام الصحيح حاولوا الفرار

استخدم مرتزقة داعش الترويج الإعلامي لجذب العناصر إلى صفوفها، وعندما انضموا إليها وجدوا أنفسهم مخدوعين بتلك الأوهام، ودخلوا في ظلام الدولة الإسلامية، فيقررون الفرار، كما فعل المرتزقة الثلاثة نور الدين، وقبلان ورسلان.

فالمرتزق نور الدين الذي سلم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية نتيجة خوفه من القصف الجوي وخوفه من الموت، بينما قبلان  فقد هرب حين اشتدت المعارك في مدينة الرقة، حيث اختبأ بين المدنيين الذين كانوا يفرون من ظلم داعش ويتجهون صوب مواقع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، و قد توجه مع عائلته إلى مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الجزرات، ولحظة وصوله إلى حواجز قوات سوريا الديمقراطية سلم نفسه للقوات.

بينما المرتزق رسلان شاوخالوف فقد سلم نفسه مع عائلته في إحدى القرى القريبة، بعد تواصله مع المهربين، وعندما اقترب من حاجز قوات سوريا الديمقراطية قام أحد المدنيين بالتواصل مع الحواجز وقال لهم بأنهم يريدون تسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية.

لاحقاً: القسم: طريق عبور المرتزقة إلى سوريا: استنبول- عينتاب

زر الذهاب إلى الأعلى