الأخبارمانشيت

حاج منصور: المرحلة قاسية لكنها مرحلة التوجه نحو الحل

 في لقاء مع صحيفة الاتحاد الديمقراطي قال مدير مركز الفرات للدراسات الاستراتيجية في مقاطعة قامشلو ناصر حاج منصور بأن المصالح الروسية التي وصلت في هذه الفترة إلى درجة عالية من العنجهية دون احترام أية قوانين.

باشر مدير مركز الفرات للدراسات الاستراتيجية في مقاطعة قامشلو حديثه بالقول: “على الرغم من إنهاء تركيا عملية غصن الزيتون، ورغم استمرار المقاومة في هذه المنطقة؛ إلا أن البعض فوجئ بقضية مهمة علينا فهمها بدقة واتقان، وهي مسألة تناول الإنسان الشرقي لمصالح الدول وهيكلياتها وتصرفات الدول العظمى وكأنها تدير شركات تركز على مصالحها لا على مبادئها”.

وتابع بقوله: “حدة الصراعات في سوريا مستمرة ودائمة وفي الحقيقة بات هذا الصراع يتدخل فيه العالم بشكل مباشر وغير مباشر وفقاً لمصالحها؛ هذا ما نلمسه من خلال الجدل الدائر حول تسليم تل رفعت. المصالح الروسية التي وصلت في هذه الفترة إلى درجة عالية من العنجهية دون احترام أية قوانين؛ دفعت تركيا أن تجيش الكثير من  فصائل المرتزقة نحو عفرين وبعدها تل رفعت التي يقطنها 50 ألف لاجئ من عفرين ــ فوحشية المعارك ووحشية الحرب يتحمل أعباءها الأطفال والنساء والمدنيين”.

وأوضح ناصر حاج منصور بأن قوات سوريا الديمقراطية قاتلت داعش، وعندما بدأ العدوان التركي على عفرين صمت العالم عن هذا العدوان الغاشم وجدت قوات سوريا الديمقراطية نفسها بتبني القتال والدفاع عن الشعب وقضاياه وترك بعض الجبهات للدفاع عن عفرين هذا التوقف أو التمهل كان نابعاَ من انتقال الكثير من هذه القوات إلى منطقة عفرين للقتال والدفاع عنها المناطق التي عانت من داعش إذا لم يحصل فيها إعادة الاستقرار بمعنى إعادة البناء إعادة الحياة وصولاَ إلى الحالة الثقافية إلى الحالة التعليمية والحالة المعيشية للناس إذا لم يتمكن المجتمع الدولي برمته وبتكاتفه لردع جرائم تركيا في عفرين وانحدار منسوب الضغط الذي تواجهه قوات سوريا الديمقراطية في معارك داعش في هذه المنطقة يؤدي إلى عودة فلول داعش وإنتاج مجاهدين لداعش إلى 50 سنة قادمة إذا لم تتغير معالم هذه المنطقة كلياَ من حيث الثقافة والتعليم والتدريب وإعادة الحياة والاستقرار وتطوير مؤسسات المجتمع المدنية والخدمية والثقافية وما شابه لأن اقتلاع هذه الظاهرة الإرهابية الأعنف في التاريخ تحتاج إلى تضافر كل الجهود في جبهة واحدة للتخلص منها”.

حاج منصور أفاد بقوله: علينا أن نأخذ تهديدات الحكومة التركية على محمل الجد لعدة أمور منها أن تركيا قادمة على مرحلة انتخابات وعليه هناك قوانين المنسوب القومي يرتفع بشكل كبير جداَ، وفرض حالة الطوارئ إلى جانب ممارسات تطرفية دكتاتورية هائلة تضع حتى المعارضة في قفص الاتهام، علينا توقع كل شيء من هذا الشخص الذي ارتفع معه منسوب الفاشي القوموي ويرى في الـYPG  والـpkk كما يدعي بل كل الكرد مشاريع عدائية له فالكرد بطبيعتهم الديمقراطية هم مشاريع مضاد لمشروع اردوغاني الإخواني المتوجهة نحو الفاشية بشكل كبير”.

وأكد حاج منصور بقوله: “أن اردوغان لا يقلق الكرد بل كل دول العالم والدليل على ذلك هو سوء علاقاته مع أغلب دول العالم وتطور هذه الإساءة وتركيا ليست بتلك القوة القادرة على أن تقتحم مناطق أخرى بهذا الأسلوب لا بل أن ذلك سيغرقها في مستنقعات وبهذا أتوقع أن يكون عفرين مستنقع كبير لتركيا”.

ناصر حاج منصور وصف المجتمع الدولي بأنه غارق في قوقعة مصالحه الشخصية بالقول: “الانتهاكات التي تقوم بها حكومة العدالة والتنمية والتحول الفاشي الشوفيني الاردوغاني الذي يصرح جهاراً ونهاراً إنه يريد اعادة الامبراطورية العثمانية يجب أن يسأل عنه المجتمع الدولي الذي غرق في قوقعة مصالحه الشخصية”.

كما قال ناصر حاج منصور: “النظام التركي الذي تورط في عفرين والذي كان يظن أن مسألة عفرين هي أيام ظهرت فيها مقاومات أسطورية بطولية لا تعد ولا تحصى أربكت كل الداخل التركي والعالم وانتفض الكرد في كل أنحاء العالم هذه المقاومة أفرزت حقيقةً وهي أنها ستجبر تركيا أنها تفكر عشرين مرة أخرى لتتجرأ أن تخطو مناطق أخرى فمقاومة عفرين لن تصبح حجة أو مبرر ليقوم اردوغان بهجمات أخرى بالعكس أخافت أردوغان وأرعبت الجيش التركي سواء حجم المقاومات والدفاع المسالة معقدة هنا والتي يجب أن نفهمه أن العالم صمت أمام جريمة بشعة بحق عفرين التي عرت العالم وتبجح العالم الكاذب بقيم الديمقراطية والإنسانية كما قال عبد الله أوجلان في رحلته إلى أوربا أدركت حقيقة الديمقراطية الأوربية”.

ناصر حاج منصور مدير مركز الفرات للدراسات الاستراتيجية في ختام حديثه قال وجه نداءً للكرد والكردستانيين بقوله: “على الكرد الالتزام بالدفاع المشروع عن هذه المناطق وتطويرها وإضافتها إلى تجاربهم السابقة”. وأضاف: “يجب قراءة أحداث عفرين بشكل صحيح وبشكل واقعي معرفة الأخطاء التي حصلت ومعرفة النتائج الإيجابية التي أفرزتها هذه المقاومة أيضاَ والتقدم نحو الأمام وليس العودة نحو الخلف في تطوير المقاومة لمنع الاستقرار التركي في المنطقة ومنعه من فرض أسلوبه وأن نستنبط دروس المقاومة من عفرين علينا أن ندرك أن الظروف الدولية كلها تتغير وأننا فعلاَ مقبلون على مرحلة جديدة، هذه المرحلة يجب أن نضغط على الحل السياسي المسالم وأن نضغط باتجاه تثبيت الحقوق الكرد في سوريا يجب تحقيق تحالفات أكثر رسوخاَ من السابق بشكل عام قد تكون المرحلة قاسية مليئة بالأحداث والتطورات لكنها مرحلة البداية مرحلة التوجه نحو الحل وحل المسألة الكردية”.

إعداد: حسينة عنتر  

   

زر الذهاب إلى الأعلى