تقاريرمانشيت

جير بيدرسون بديلاً لـ ستيفان ديميستورا مبعوثاً للامم المتحدة لسوريا

إعداد: حسين فقه

بهذا التغيير سيكون جير بيدرسون المبعوث الاممي الرابع منذ بداية الأزمة السورية، وتعتبر الأزمة السورية من أكثر الملفات دموية وتعقيداً بعد الكثير من الأجندات الدولية والاقليمية التي لعبت أدواراً تتراوح بين الايجابية والسلبية، ولكن من أكثر الأجندات العدوانية تجاه سوريا وشعبها الأجندة الاخوانية التركية والتي تحتل أراض من الشمال السوري، وتشن حرباً بلا هوادة ضد الكرد ومكاسبهم.

ستيفان ديميستورا يلملم أوراقه مغادراً

يبدو أن المبعوث الحالي للأمم المتحدة لسوريا ستيفان ديميستورا بدأ بالفعل في لملمة أوراقه بينما يستعد أسم جديد لتجهيز أوراقه واجندته الأممية للعمل كمبعوث رابع منذ اشتعال الأزمة في سوريا .
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش،اليوم عن نيته لترشيح النرويجي جير بيدرسون، والذي يعمل سفيرا لبلاده لدى الصين وهو ديبلوماسي محنك، ويعتزم دي ميستورا إنهاء وساطته في الملف السوري أواخر نوفمبر بعدما عجز عن إيجاد مخرج لواحدة من أكثر أزمات الشرق الأوسط دموية، في ظل رجحان واضح لكفة النظام خلال الآونة الأخيرة إثر استعادة بشار الأسد لأغلب مناطق البلاد من أيدي المعارضة المسلحة.
ولم يصبح تعيين بيدرسون رسميا حتى الآن لكن الموافقة عليه شبه محسومة حتى اللحظة، ومن المرتقب أن يجري الإعلان عن التكليف النهائي في غضون أسبوع.
ويأتي تعيين بيدرسون وسط تغير كبير في موازين القوى فالحكومة باتت تسيطر على أغلب مناطق البلاد باستثناء مناطق محدودة في الشمال تنتظر حسما وشيكا، حيث أكدت قمة عقدت مؤخرا باسطنبول بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا أهمية الإبقاء على وقف إطلاق النار في إدلب والحرص على التوصل إلى حل سياسي.
وأكد دي ميستورا مؤخرا أن وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، رفض أي دور للأمم المتحدة في اختيار لجنة صياغة الدستور، لكن هذا الموقف المتشدد لدمشق ليس سوى ترجمة للأوراق التي باتت في يدها، فالغرب صار منشغلا أكثر بمحاربة الإرهاب منذ سنوات وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً.

من هو جير بيدرسون ؟

ولد بيدرسون في أوسلو عام 1955، وهو متزوج ولديه خمسة أطفال، ويشغل الدبلوماسي النرويجي بيدرسون حاليًا، منصب سفير النرويج لدى الصين، منذ حزيران/يونيو 2017، وهو وصل إلى هذا الموقع بعد مسيرة دبلوماسية حافلة، تقلد خلالها مناصب مختلفة في وزارة الشؤون الخارجية النرويجية في أوسلو، وخارجها.
عمل بيدرسون بصفة ممثل دائم لبلاده لدى الأمم المتحدة بين عامي 2012 و2017، وشغل قبل ذلك منصب المدير العام لإدارة الأمم المتحدة والسلام والشؤون الإنسانية، في وزارة الخارجية النرويجية.
خدم بيدرسون منسقًا خاصًا للبنان على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بين 2005 و2008، وبين 1998 و2003 شغل منصب ممثل النرويج لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.
واكتسب بيدرسون لقب الدبلوماسي المحنك والمخضرم، استنادًا إلى دوره الهام في ترتيب المفاوضات السرية بين الفلسطينيين وإسرائيل، مطلع تسعينيات القرن الماضي، التي مهدت لإبرام اتفاقية “أوسلو”، التي اعتُبرت أول اتفاقية رسمية مباشرة بين الطرفين أسست للاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وتصدر اسم بيدرسون قائمة مختصرة من ثلاثة مرشحين آخرين ضمت نيكولاي ملادينوف مبعوث السلام بالشرق الأوسط في الأمم المتحدة، ويان كوبيش مسؤول الأمم المتحدة الأعلى في العراق، ورمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر السابق.
ويتولى بيدرسن في الوقت الحالي منصب سفير لبلاده لدى الصين، وشغل في سنة 2005 منصب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، وفضلا عن ذلك، مثل بلاده لدى المنظمة الدولية في نيويورك.
ويتجه بيدرسن إلى الإمساك بالملف السوري في الوقت الذي تركز فيه الأمم المتحدة على كتابة الدستور السوري في مسعى إلى إحداث انتقال سياسي في البلاد بالنظر إلى اشتراط بعض العواصم الغربية إنجاز هذه المهمة قبل بدء عملية إعادة الإعمار.

زر الذهاب إلى الأعلى