المجتمعمانشيت

الاتحاد الديمقراطي ودوره التحرري للمرأة

جاء ولادة حزب الاتحاد الديمقراطي” PYD ” في وقت صعب كثرت فيه العراقيل أمام شعبنا الكردي، الذي كان بأمس حاجة إلى هكذا حزب جماهيري، يعبر عن هوية وآمال شعبه بشكل ديمقراطي حر، ويدافع عن جميع مكونات المجتمع ويَضمَنُ للمرأة حقوقها، الأمر الذي دفع  بنخبة ثورية من أبناء شعبنا التي رأت بأن تضع الأمور في نصابها فبادرت إلى تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي” PYD” في 20/9/2003 في روج آفا، وذلك خلال مؤتمر دام ستة أيام، حيث نوقش فيه الكثير من المسائل والقضايا، التي تخص المنطقة عامة وشعبنا الكردي على وجه الخصوص، هذا الحزب الذي يبرز في اسمه الدعوة إلى الوحدة بين كافة المكونات ويهدف إلى نشر الديمقراطية ونبذ الظلم والاضطهاد وبناء مجتمع سوي خالي من الشوائب.

 إذن.. الاتحاد الديمقراطي جوهره نظرية الحضارة الانسانية والأمة الديمقراطية، هذا الحزب الذي ضم المرأة في صفوفه، وأعطاها الحرية وأعتقها عن القيود المجتمعية القديمة التي حاصرتها.

الاتحاد الديمقراطي الذي بَنى المرأة المُخيَّرة لا المسيَّرة والحرة الكريمة في وقت كانت العادات والتقاليد والذهنية الذكورية تسطو على مجتمعنا لهذا السبب كانت وِلادةُ هذا الحزب مرهمٌ يداوي الجرح.

بمناسبة قدوم الذكرى السنوية السادسة عشر لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي” PYD” أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي عدة لقاءات مع عدد من أعضاء في المجلس العام للحزب.

منال محمد عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطيPYDوعضو الهيئة التنفيذية للحزب:

استهلت حديثها بالقول: انطلاقاً من المؤتمر الخامس أخذت المرأة مكانتها، ولعبت دورها بشكل جدي، من خلال إقرار نظام الرئاسة المشتركة للحزب ومكاتبه, كما دعم الحزب النظام الإداري في كافة مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، بحيث تم العمل على إنشاء تنظيم قوي للمرأة ضمن الحزب في الفترة الممتدة بين المؤتمرين الخامس والسادس,  وعلى مستوى الكانتونات.

أضافت: تم عقد مؤتمرات عدة للمرأة الحزبية, و إنشاء تنظيمات لها بعد المؤتمر الخامس في المدن والبلدات, وافتُتحت دورات تدريبية وأكاديمية خاصة بالمرأة في الـ PYD, وبالتالي فأن تنظيم المرأة بدأ ببناء نفسه بعد المؤتمر الخامس, وأخذ دوراً فاعلاً ضمن الحزب.

ونوهت في السياق إلى أن حزبنا مبني على أسس ثلاث هي (المرأة والشبيبة والتنظيم), كما ولوحظ بعد المؤتمر الخامس انتساب المئات من النساء إلى الحزب, وهكذا أخذت المرأة دورها في التنظيم والمجتمع وباتت عنصراً أساسياً في الحزب.

 أشارت منال إلى أنه: في المؤتمر السادس للحزب تم تعميم نظام الرئاسة المشتركة من أصغر تنظيم للحزب إلى أعلى هرم فيه, وعلى كافة اللجان, وباتت نسبة تمثيل المرأة في المجلس العام للحزب 50%, حيث قالت:

بعد المؤتمر السادس تحول نظام الحزب إلى نظام مؤسساتي مكتبي, يتألف من ست مكاتب تدار بنظام الرئاسة المشتركة, وقد خطى الحزب خطوات جدية بعد المؤتمر السادس على مستوى تنظيم المرأة, حيث أوصى المؤتمر بتشكيل مجلس المرأة الذي أبصر النور بعد المؤتمر السابع, والذي يتألف من 27 عضو, وهذا المجلس يُعتبر الأول على مستوى الأحزاب في روج آفا وفي المنطقة برمتها, وما جعلت المرأة تنظم نفسها في الـ PYD ضمن اللجان والمكاتب، وأخذت دوراً فاعلاً في العمل الحزبي, لتلعب دورها في جميع مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية الديمقراطية، بالإضافة إلى عملها في صفوف الحزب من خلال التدريب والتنظيم وتطوير نفسها وعملها, وخلال هذا العام افتتحت الكثير من الدورات التدريبية الخاصة للمرأة على مستوى النواحي والمقاطعات والأقاليم, وكل دورة تنضم إليها أكثر من 30 عضو.

وتابعت منال قائلةً:

منذ تأسيس الحزب سنة 2003 وحتى 2012 لم تأخذ المرأة دورها في السياسة, حيث اقتصر العمل السياسي فقط على الرجال, وكذلك الظروف والصعوبات منعتها من أخذ دورها السياسي, أما الآن وبعد انضمام المئات من النساء إلى الحزب, تتلقى وتلقي المرأة العديد من الدورات, وعلى الرغم من أننا ما زلنا كنساء نجد العديد من الصعوبات, بل الكثير منا لا يولينَ السياسة الأهمية المطلوبة, ويعتبرنها عملاً غير منوط بهن, و يحصرن أنفسهن في إطار ضيق من العادات والتقاليد والذهنية الذكورية, كل ذلك عقبات تعرقل تنظيم المرأة, وصحيح أننا كنساء أصبح لنا أساس وقاعدة ننطلق منها في الحزب, ولكن هدفنا الأساسي والأسمى هو تنظيم المرأة وتفعيلها في كامل شمال وشرق سوريا, لأن حرية المرأة تـتحقق من خلال تحقيق هذا الهدف, ونحن كمرأة في الـ PYD   هدفنا هو بناء امرأة قوية من كافة النواحي, وذلك من خلال نضالنا السياسي والمجتمعي والدورات التدريبية للمرأة وتوعيتها في كامل سوريا والشرق الأوسط, وبناء المرأة السياسية,  لأجل ذلك أعدّ الحزب كوادر متخصصة من المرأة من أجل تنظيم النساء وتدريبهن وتوعيتهن وإعدادهن, ولن نكتفي بهذا القدر وسنناضل من أجل تنظيم المرأة وتحريرها وإعدادها على أعلى المستويات.

واختتمت منال محمد حديثها بالتهنئة والمباركة للذكرى السنوية لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD  وقالت:

نبارك حلول الذكرى السادسة عشر لتأسيس الحزب, ونتمنى أن تكون السنة القادمة سعيدة, وأن نخطو خطوات أكبر نحو بناء تنظيم قوي للمرأة ضمن الحزب, ونحقق الانتصارات الكبيرة دبلوماسياً وعسكرياً.

هيلين شويش عضو مجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي والرئيسة المشتركة لمكتب المالية في الحزب:

بدورها تحدثت للصحيفة: انتسبت إلى الحزب عام 2013 وكان بمثابة حلمٌ أن أصبح عضو فيه، فعندما كنا نذهب إلى المدرسة أيام النظام  نسمع بأن فلان حزبي، نحلم أن يتأسس لنا حزب خاص في روج آفا نتمكن  من خلاله ممارسة دورنا السياسي، وبما أن الـ PYD أعطى المرأة دوراً بارزاً في كافة المجالات، ومن هذا المنطلق استلمتُ إدارة المرأة في منطقة عامودا، وبعدها العمل في لجنة العلاقات بالحزب، كان العمل شاقاً لأننا بدأنا بتوعية المرأة لما عانت من اضطهاد وعنصرية من قبل الرجل والمجتمع، وعُرفت المرأة في مجتمعنا الشرقي بخضوعها للرجل وعملها في المنزل.

ونوَّهت هيلين: كانت الخطوة الأولى لعملنا زيارة الأهالي في منازلهم وتوعية المرأة والتعريف بها بشكل صحيح وبحكم العادات والتقاليد التي حصرت المرأة في المنزل كنا نواجه صعوبات إلا أن الحزب بأفاقه الواسعة وفكره الديمقراطي الحر المبني على نهج الأمة الديمقراطية ورؤيته الواضحة لدور المرأة البارز ومن خلال تطبيق نظام الرئاسة المشتركة نجد ما يسمو إليه هذا الحزب في إعطاء المرأة حقها الطبيعي من خلال هيكليتها التنظيمية ومشاركتها في الدورات التدريبية التأهيلية.

وجهت هيلين شويش في ختام حديثها برسالة إلى جميع نساء الكرد ونساء  المجتمع الشرقي وخاصة اللواتي يقبعن تحت ثقل قيود العادات والتقاليد بالتخلص من تلك العادات الموروثة والعمل على تطوير أنفسهن.

شادية عمر عضو مجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي والناطقة باسم المرأة في مقاطعة قامشلو

تحدثت للصحيفة: تأسس الحزب عام 2003 كانت البدايات صعبة وخاصة بالنسبة للمرأة، فمنذ ذلك الوقت وهي تعمل وتناضل ضمن المجتمع لا سيما أن المنتسبات كانت أعدادهن محصورة وكون أن هذا الحزب هو حزب جماهيري مجتمعي استطاع أن يرسخ دعائم المجتمع وينظمه بشكل سليم على أساس فكري أيديولوجي صحيح وعلى مبدأ انساني أخلاقي أعطى للمرأة حقها في ممارسة دورها بشكل طبيعي، وتابعت: هدفنا العمل على بناء مجتمع ديمقراطي والمساواة بين المرأة والرجل، في ظل الأزمة السورية برز دور حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل فعّال في كافة المجالات، وعلى هذا الأساس فهو مستمر حتى الآن بفكره وفلسفته فلسفة الأمة الديمقراطية سيكون حتماً طريق الحل لجميع الصعوبات كي نستطيع خروج هذا الشعب من الظلم والاضطهاد الذي يعانيه، وحزبنا هو حزب الشهداء وعلينا أن نستمد منه القوة.

ونوَّهت شادية إلى دور حزب الاتحاد الديمقراطي قائلةً: تبوأت المرأة مكانة سياسية مرموقة في الحزب وكسرت حاجز السلطة الذكورية حتى كنيت ثورة روج آفا بثورة المرأة، ونحن كنساء الـ          PYDهدفنا تحرير المرأة وتنظيمها وتحرير المجتمع لنتمكن من صد العدو، وبفكرنا وفلسفتنا الديمقراطية سنتمكن من بناء امرأة حرة بمجتمع حر، ومنذ الأزل عرفت المرأة بأنها ربة منزل عملها محصور بين تربية الأطفال والغسيل والطبخ فهي خلقت لذلك لا تعرف الأمور السياسية إلا أن حزب الاتحاد الديمقراطي حارب هذه الذهنية المتخلفة ونادى بالمساواة بين الرجل والمرأة وخاضت الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية، عرفت المرأة تحولاً تاريخياً من خلال نظام الرئاسة المشتركة للحزب.

اختتمت شادية عمر حديثها: إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ PYD نهنئ المرأة وكافة أبناء الشعب الكردي وجميع القوى الديمقراطية في سوريا والشرق الأوسط والعالم بمناسبة تأسيس حزبنا ونؤكد من خلاله المضي قدماً على طريق الشهداء، وأننا كنساء سنبذل  كل ما بوسعنا لإنجاح مشروعنا الديمقراطي الذي بات الحل الأمثل والوحيد للخلاص من الأزمة السورية وحل جميع قضاياها وقضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الكردية.

ندى حسين عضو مجلس المرأة والرئيسة المشتركة لمقاطعة قامشلو

ذكرت في مستهل حديثها: كانت البدايات صعبة وتأتي في مقدمتها كيفية غرس بذور الوعي الديمقراطي عند المرأة التي كانت منطوية تحت عبء العادات والتقاليد وسيطرة الرجل، لهذا كان أمام الحزب مهمة شاقة منذ تأسيسه، وأضافت: تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2003 حيث عقد مؤتمره التأسيسي ومن خلاله تم كتابة النظام الداخلي وحدد راية الحزب وتابعت القول: يهدف الحزب إلى مبدأ أخوة الشعوب، والتعايش المشترك بين جميع المكونات ويتخذ من براديغما المجتمع السياسي والأخلاقي المتحرر جنسوياً. هو حزب سياسي ديمقراطي جماهيري يؤمن بحرية المرأة ويؤكد على دور الشبيبة، قام مجلسه العام بتشكيل المكاتب التنظيمية، انضمام  المرأة إلى صفوفه رغم عدم تقبل المجتمع المنطوي تحت العادات والتقاليد البالية الموروثة في مجتمعنا، فتح آفاق العمل والمجال للمرأة في مزاولة العمل السياسي، فأصبحت تناضل وتكافح في جميع مجالات الحياة وتتخطى  العقبات وأصبحت تألقها السياسي بارز في صفوف الحزب رغم قلة عدد النساء، ولكن مع مرور سنوات من النضال تضاعف العدد كثيراً.

واختتمت ندى حسين حديثها بالقول: إن عقد المؤتمرات والاجتماعات التنظيمية والتدريبات والانشطة والفعاليات للجان والنواحي والمقاطعات لتأخذ المرأة مكانها في كل اللجان وفي الرئاسة المشتركة للكومونات والمؤسسات واللجان العسكرية والسياسية فأصبحت قيادية في صفوف الحزب تمارس حقها وتناضل من أجل حزبها، المؤمن بفلسفة الأمة الديمقراطية وعلى أساسه بنينا مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.

إعداد: بارين قامشلو

زر الذهاب إلى الأعلى