المجتمع

توزيع مادة مازوت التدفئة على المنازل

تقرير :عامر طحلو

أثّرت سنواتُ الأزمة على المجتمع السوري تأثيراً كبيراً, وتجلى ذلك في غياب الأمن وانتشار الفوضى والغلاء الفاحش الذي طغى على كل شيء, ناهيك عن انقطاع طرق التجارة وافتقار المجتمع لمتطلبات الحياة الرئيسية إن لم يكن افتقادها بسبب الحصار, ومن أبرز الخدمات التي فقدها المجتمع السوري هي الكهرباء والماء والمواد الغذائية والمحروقات.

عانت كل المناطق السورية من هذه الخدمات, في دراسة عميقة للأزمة السورية, نلاحظ الجهود التي بذلها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مع شركائه في روج آفا والشمال السوري لتحييد منطقتنا عن هذه التأثيرات, من خلال السياسة التي انتهجها في كافة مناحي الحياة, وعدم ربط نضاله بأجندات خارجية, وجعل أهدافه الحرية والديمقراطية وأخوة الشعوب, وبذل الغالي والنفيس من دماء أبنائه في سبيل ذلك, نأى بمواطنيه عن هذه التأثيرات, وحاول بشتى الطرق تأمين المتطلبات الأساسية لهم سواء من كهرباء أو ماء أو مواد غذائية وغيرها من الخدمات الأساسية, فلم تفتقد روج آفا لأي شيء, وحتى أن بعض المواد كالمحروقات والخبز بقيت أسعارها رمزية مقارنة بباقي المناطق السورية, فأصبحت مدن روج آفا ملاذاً آمناً لأبناء المدن السورية الأخرى النازحين والفارين من القصف والحروب في مناطقهم, تحفظ لهم كرامتهم وتؤمن لهم الحياة الكريمة.

  وفي هذا السياق قامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإعداد تقرير حول التحضير لفصل الشتاء, وآلية توزيع مادة المازوت المنزلي على المواطنين لغرض التدفئة, والتقى مراسل الصحيفة ببعض أصحاب الشأن ليتحدثوا عن آلية توزيع هذه المادة والكمية التي ستوزع, والإجراءات المتخذة لعدالة التوزيع ومدى تقبل المواطنين لهذه الآلية.

نحن نريد الأفضل لشعبنا:

أوضح محمود أحمد عضو لجنة المتابعة في لجنة توزيع المحروقات التابعة لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM قائلاً:

في هذه الفترة من السنة ونحن مقبلون على الشتاء, ومن أجل تزويد المواطنين بمادة المازوت لغرض التدفئة, أنشأنا هذه اللجنة المؤلفة من 12 عضواً, لمراقبة محطات الوقود في قامشلو, حيث في بداية كل يوم نحدد محطات الوقود التي سنزودها بمادة المازوت, ونبلّغ اللجان الخدمية عن اسمها, والتي هي بدورها تقوم باستلام المادة من المحطة, وبالتنسيق مع أعضاء الكومينات يتم توزيع المادة على المنازل, وبسعر 42 ليرة سورية للتر الواحد, وكل من يتجاوز هذا السعر يتعرض للمخالفة والمساءلة القانونية, والأولوية في توزيع المازوت للمنازل أولاً, كما وخصصنا محطات وقود لتزويد الآليات الزراعية بالمازوت ومحطات أخرى للمركبات العامة, ومحطات للمركبات الخاصة, بغرض التنظيم وعدم حدوث أزمات.

و خلال هذه السنة المازوت من الملاحظ توفرالمادة بكثرة, ويتم اعطاء المواطن الكمية التي يحتاجها, والوضع أفضل بكثير من السنوات الماضية, حيث كنا نعاني من قلة المادة, وأيضاً أصدرنا قراراً لأصحاب المولدات ( الأمبيرات) بعدم إيقافها بحجة عدم توفر المازوت, إذ خصصنا محطات وقود لهذا الغرض, تزود المولدات بالمادة, وبحسب جدول لتنظيم الدور.

أما بالنسبة لجودة مادة المازوت, فهذه هي إمكانياتنا, وإذا كان هناك خبراء, يجدون أنفسهم قادرين على تصنيع نوع أفضل فأهلا وسهلاً بهم, وسنشكر مساهمتهم, فنحن نريد الأفضل لشعبنا.

هدفنا هو تغطية احتياجات كافة المنازل:

و في السياق  ذاته حدثنا الرئيس المشترك لكومين الشهيد غزوان في حي قناة السويس (حي جودي) عبد الباقي رمو قائلاً: بدأنا بتوزيع مادة المازوت على الأهالي, وهذا الوقت مناسب جداً, إذ أننا وزعناه في الشتاء في العام الماضي نتيجة ظروف الحرب وبسبب قلة الانتاج, وربما لم يتمكن البعض من الحصول على المادة, أما في هذه السنة, فالمازوت متوفر بكثرة, وكل منزل يحصل على كمية 400 لتر بمبلغ 8500 للبرميل وذلك يشمل أجور النقل, وبلغت مخصصات كوميننا 82000 لتر, هدفنا هو تغطية احتياجات كافة المنازل, ومن لا يملك سعر المازوت من الفقراء يتم تزويده بالمادة دون مقابل.

ونحن ندخل أعراس الديمقراطية, حيث جرت انتخاب الكومينات وسط مشاركة جماهيرية فعالة, وعدد لم تتوقعه حتى مفوضية الانتخابات, حيث اضطررنا إلى طباعة بطاقات انتخابية إضافية, ونتمنى أن تتكلل هذه الانتخابات بالنصر على كافة الجبهات, وأن ننعم بالأمان والحرية, ونمضي قدماً في مشروعنا الفدرالي, والمجد والخلود لشهدائنا.

لا يمكن مقارنة روج آفا بغيرها من المناطق السورية:

  وبدوره المواطن سليمان أضاف: “كنت ساكناً في دمشق, وهي عاصمة سوريا, وكان المازوت غير متوفراً, وسعرالمادة وصلت إلى400 ليرة للتر, أما في روج آفا, وفي مدينتي التي تركتها لظروف اقتصادية,  فقد أعطوني 500 لتر, وبسعر 42 ليرة للتر الواحد, ناهيك عن توصيله إلى المنزل, والأمن والأمان اللذان تتمتع بهما روج آفا, يا ليتني تركت دمشق منذ سنوات.

الفدرالية, أثبتت أنها المفتاح الوحيد والمناسب لحل الأزمة السورية:

وبدوره المواطن أبو عيسى قال: العام الماضي تأخر توزيع المازوت إلى الشهر 12, وكنا في عز الشتاء, وأعطونا برميل واحد, لم يكفينا لنهاية الشتاء, أما الآن فقد عبأت 500 لتر, ووعدونا بدفعة ثانية, والتوزيع بدأ هذا العام من الصيف, وهذا أمر جيد, أتمنى أن يعم الأمن والأمان في كافة سوريا, وأن ننتصر على الإرهاب, خصوصاً ونحن مقبلون على انتخابات الفدرالية, التي أثبتت أنها المفتاح الوحيد والمناسب لحل الأزمة السورية, والرحمة والخلود لشهدائنا.

كلمة المحرر:

وفي الختام إذا قارننا مناطقنا بباقي المناطق السورية, نجد فرقاً بين السماء والأرض, فمنذ أن أعلنا الإدارة الذاتية لمناطقنا, نتجه نحو الأفضل, وكل سنة جديدة تأتي تكون أفضل من سابقتها, وعلى الرغم من أن قواتنا تخوض حروب الكرامة والتحرير في العديد من الجبهات, وبالرغم من أننا محاصرون من كل الجهات, إلا أن هذه الإدارة مشكورة صانت حقوق المواطن ووفرت مستلزماته الأساسية الأولوية قبل كل شيء, فلم نسمع عن أي مادة سواء كانت غذائية أو صحية أو حتى ميكانيكية أنها فقدت من الأسواق, وهذا الأمر لا تستطيع دول في حالة السلم أن تؤمنه لمواطنيها, فكل الشكر لمن أوصلنا إلى هذا, ونتمنى النصر لقواتنا في كافة الجبهات, وأن يعم الأمن والأمان على روج آفا, خصوصاً ونحن مقبلون على انتخابات الفدرالية, التي ستثبت للجميع أنها النموذج الأنسب لتأمين حقوق جميع شعوب سوريا, والسبيل لمجتمع متناسق مبني على الأخوة, ونبذ العرقية والطائفية, والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار.

زر الذهاب إلى الأعلى