مقالات

الوجه الحقيقي للديمقراطية

عامر طحلو

السياسة في الشرق الأوسط منذ عقود كانت اسماً فقط, ومعظم الأحزاب في هذه المنطقة من العالم كانت تنادي بشعارات الديمقراطية والحرية, وما زالت تستغل هذه الشعارات لنشر ايديولوجيتها بين العامة, وهي في الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذه الشعارات, فمعظم قادة ورؤساء هذه الأحزاب والهيئات التي تسمي نفسها سياسية, ملتصقون بالمناصب والكراسي, فتجدهم يحكمون هذه الأحزاب والهيئات طيلة حياتهم, ويرتبط اسم الحزب باسم الرئيس, ومعظمها لا يؤمن بمكانة المرأة وحقوقها وفعاليتها ضمن الحركة السياسية, وتجد أن الإنجاب والمطبخ من أهم وظائفها, رغم أنها تشكل نصف المجتمع, وإذا أوكلت إليها المهام في كافة المجالات, فإنها لا تنجزها فقط, بل تضيف اليها الإبداع.

ارتبطت ثورة روج آفا باسم حزب الاتحاد الديمقراطيPYD, هذا الحزب الذي غير مفاهيم السياسة السائدة في الشرق الأوسط , حيث أطلق العنان لطاقات الشبيبة والمرأة, وسخر هذه الطاقات في نجاح الثورة, وساوى بين الرجل والمرأة في كافة المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية وحتى العسكرية, مما أدى إلى تضاعف قوة المجتمع, وما هزيمة الإرهاب في روج آفا إلا بفضل تضحيات لبوات الـ  YPJ,وما نجاح سياسة الحزب على المستوى الداخلي والخارجي إلا بفضل أسماء أنثوية سياسية لمعت في سماء روج آفا,  والشيء الجديد الذي طبقه الحزب هو نظام الرئاسة المشتركة, الذي وإن دل على شيء إنما يدل على التوجه نحو الديمقراطية, واحترام المرأة وحقوقها فبدأت المرأة بممارسة حقوقها حتى في الرئاسة,  ويعتبر هذا النظام الرئاسي هو الأول على مستوى الشرق الأوسط, إن لم يكن على مستوى العالم, وذروة الديمقراطية في هذا الحزب تتجلى في أن الرئاسة المشتركة لا تترأس إلا لدورة انتخابية واحدة, إنها قمة الديمقراطية التي تحتاجها جميع شعوب الشرق الأوسط.

حزب الاتحاد الديمقراطي وفي نهاية مؤتمره السابع انتخب رئاسة مشتركة جديدة له, تقلد هذا المنصب كل من  شاهوز حسن و عائشة حسو, اللذان استلما منصبهما وسط دموع الفرح والفخر من الرئيسين المشتركين السابقين صالح مسلم وآسيا عبد الله, فأي ديمقراطية هذه؟ فعلاً إنها قمة الديمقراطية وتجسيد  لفلسفة القائد عبد الله أوجلان, ومفاهيم تداول الرئاسة الحقيقي, فلتأخذ هيئات وأحزاب وحكومات العالم  دروساَ في معنى الديمقراطية و التواضع, ولتعلم أن المناصب والكراسي إنما وجدت لخدمة الشعب وليس لاستغلالها, وأن الأشخاص يتغيرون ولكن تبقى بصمتهم في التاريخ, وستتذكر الأجيال القادمة اسمين كان لهما الفضل الكبير في نقل صوت الكرد إلى العالم, وما اكتسبه الكرد في سوريا من حقوقهم, وما تم إنشاؤه من مؤسسات وهيئات في روج آفا لخدمة الأجيال القادمة, ستتذكر الأجيال آسيا عبدالله وكيف حملت السلاح في شوارع كوباني أثناء هجمة داعش البربرية عليها, ستتذكر الأجيال صالح مسلم وكيف ضحى بفلذة كبده من أجل حرية الكرد, وستتذكر الأجيال نضالهما السياسي في كافة أصقاع العالم, وعلى كافة المنابر السياسية  من أجل حقوق شعوب روج آفا.

نحن متأكدون أن الرئاسة المشتركة المنتخبة ( شاهوز حسن وعائشة حسو ) معاَ سيكملان مسيرة خلفيهما في النضال والكفاح من أجل قضيتنا العادلة, وسوف تتكلل جهودهما بفدرالية سوريا الديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى