ثقافة

افتتاحُ كليّة الفنون الجميلة في جامعة روج آفا 

تقرير:سليمان محمود

تعريف الفنون الجميلة:

الفنونُ الجميلة هي أحدُ وأهمّ أنواع الفنون؛ فالفنون بشكلٍ عام تصفُ موهبةَ الإنسان ومقدرته على التعبير عن مكنونات نفسه وعقله وتجسيدها، ليترجمَ بذلك جميع أحاسيسه وخواطره على شكل رسومات أو منحوتات أو أشعار أو أعمال يدوية وغيرها الكثير.

والفنون الجميلة هي أحد أنواع الفنون، وهي من الفنون المرئية والمرتبطة بالإحساس العالي بالجمال، وتشمل جميع الإبداعات الفنيّةِ التي تمثّل الجمالَ والإبداع؛ فهي تسمو بالخيال لخلق شيءٍ جديد ومختلف مليء بالمعاني؛ كالرسم، والنحت، والتصوير، وهندسة العمارة والرقص.

سنأتي هنا إلى شرح بعض أنواع الفنون المندرجة تحت مسمّى الفنون الجميلة.

أنواع الفنون الجميلة :

فن الرسم: وهو التعبير عن الأفكار والمواضيع باستخدام الألوان والخطوط، وهو أحد أهم وأرقى أنواع الفنون الجميلة، والتي تجسد إبداع الفرد وترتقي بإحساس المتلقّي وتنمي تذوّقه للفنون، ويستخدم الفنان في هذا النوع من الفنون الألوان، وتشمل الألوان الزيتيّة، وألوان الفحم، والألوان المائية والرصاص، كما ويُطبّق الألوان على مسطحات رسم متنوعة منها: القماش، والورق، والجدران، والزجاج وغيرها. وأنواع الرسم منها: الرسم التشكيلي، والزخرفي، والتجريدي، والهندسي، والقصصي.

فن النحت: وهو فنٌّ يجسّد الأفكار من خلال إنشاء مجسمات وتماثيل ثلاثية الأبعاد تجسّد شكل إنسان أو حيوان أو فكره، ويتم نحت مواد مختلفة منها الصخور أو الشمع أو النحاس والذهب أو الجص وغيرها الكثير. فنّ النحت ليس بالحديث؛ فالعديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة اليونانية والفرعونية والرومانية خلّدت حضاراتهم عن طريق نحت رسومات وعبارات حتّى مدن كاملة في الصخور، والتي أخبرتنا الكثير عنهم وعن حضاراتهم العريقة.

فنّ التصوير: وهو أحد أهم الفنون الجميلة الحديثة، والتي تتمثّل في التقاط لحظاتٍ مُعيّنة تشمل مناظر وظواهر طبيعية أو بشر أو حيوانات؛ إذ يستخدم المصوّر كاميرته لالتقاط وتجسيد لحظات جميلة يعيشها، وبطريقة فنية.

هندسة العمارة: وهي تشمل إنشاء وتصميم المباني والمدن بطريقة فنية إبداعية تتفاعل وتجسّد روح حضارة معينة، كما تمتدّ لتشمل تصميم المساحات الداخلية للمكان وأثاثه. فن العمارة قديمٌ جداً استخدمته الحضارات القديمة؛ فشيّدوا مدناً عظيمةً عبروا فيها عن روح حضاراتهم، وقد ارتبط هذا الفن كثيراً في الحضارات القديمة بفن النحت، فقاموا بنحت الكهوف وشيّدوا بعدها البيوت، وزيّنوها بمنحوتاتهم، ومع تطوّر الزمان تطوّر هذا الفن كثيراً وأصبح علماً يدرّس ويطبق على الواقع بمدن ضخمةٍ وجميلةٍ من الخارج والداخل.

ما أهميّة الفنّ في حياتنا؟:

للفنّ دورٌ رئيسٌ في حياتنا المعاصرة من حيث إضفاء مسحة الجمال والذوق والأناقة على كلّ ما نحتاجهُ في حياتنا اليوميّة، وأصبحَ التخصّصُ صفةً أساسية لمواجهة التعدّد والاتّساع في مطالب الحياة، وكان من ثمار حساسية الفنّان في عصرنا الحديث تصميمات الملابس والأثاث…إلخ.

 وهكذا فإنّ الفنّ بؤرة للبحث عن الذات وللتعبير عنها وطريقاً للمعرفة، يختلفُ عن الطرق الأخرى بأنه يتيح للإنسان كثيراً من الإمكانات غير المحدودة، فالفنانُ يقومُ بالإيغال في الولوج إلى المساحات المجهولة في النفس الإنسانية وفي علاقتها بالأشياء والكون، ويقدّمُ هذه الكشوفاتِ في صيغٍ لا تقبلُ التكرارَ، كلّ ذلك في سبيل الاستزادة وفي محاولةٍ لاستشراف ما هو مُخبّأ.

والحقّ أننا لا نبدأُ في تقدير أهميّة الفنّ في تاريخ البشرية إلاّ عندما نرى بكلّ وضوح الفنَّ بصفته طريقاً للمعرفة مساوياً للطُرق الأخرى التي يتوصّل بها الإنسانُ لفهم ما يحيطُ به، بل ما يمتازُ عنه.

منير شيخي الرئيس المشترَك للكليّة ومزيد من التفاصيل:

إنّ هذا الفرعَ يدرَّسُ للمرة الأولى في جامعة روج آفا. والفرعُ يتألفُ من خمسة أقسام: هندسة ديكور- إعلان- تصوير زيتي- ترافيك( حفر)- والنّحت. هذا من حيث قسم العملي، أمّا المواد النظرية كمقرّرات فهي حوالي 36 مادة منها( علم الجمال والنقد- التشكيل الفني- فن العمارة… وغيرها.

ما الفرقُ بين هذه الكلية وباقي كليات الفنون الجميلة في سوريا وباقي البلدان؟

إنّ مدّةَ الدراسة للطلاب هي ثلاثُ سنوات، إضافةً إلى مشروع التخرّج( أربعة شهور) والعام الدراسي يكون ثلاثةَ فصول، أي فترة الدراسة عندنا هي(40 شهراً)، وإذاما قارنّا ذلك مع كليات الفنون الجميلة التي تُدرّسُ فصلين في كلّ عام نجدُ أنّ دوامنا أكثر منها بأربعة شهور.

أمّا من حيث المواد فالفرقُ بين موادنا ومواد النظام هي إضافة بعض المواد النظرية مثل( تاريخ حضارة ميزوبوتاميا- الفنون والعمارة الكردية- ملاحم وأساطير الكرد…) وغير ذلك.

وكلنا نعرفُ أنّ الكردَ وباقي الشعوب كالسريان والآشور كانت تُعرَفُ في المناهج كأُممٍ عربية لا كأممٍ وشعوبٍ مستقلّة. هذه خصوصيّةُ مناهجنا، أمّا من الناحية العلميّة والمهنيّة فموادنا النظرية التي سندرّسها هي ذاتها التي تُدرَّسُ في الكثير من كليات الفنون الجميلة في العالم، وقد قمنا بترجمتها إلى العربية والكردية. فمثلاً استفدنا من كتب منهاج دمشق( كلية العمارة والفن) ومقررات المعهد العالي للفنون الجميلة، كما اطّلعنا على مناهج كلية الفنون الجميلة في مصرَ وأيضاً التي في بغدادَ والسليمانية.

كيفَ ترى كفاءة الكادر التدريسيّ وإقبال الطلاب على الكلية؟

الكادر التدريسي جاهزٌ لتدريس مقررات السنة الأولى، وهذا لا يعني بالطبع أن الباب ليس مفتوحاً لكلّ من له القدرة على إفادتنا سواء من الناحية النظرية أو العملية.

إنّ عدد أفراد الكادر التدريسي الآن في الكلية يبلغ(12) لكلي القسمين العملي والنظري. وأذكر على سبيل المثال( أمين عبدو- رامي جراد- فادي حسن- ريزان مشو- هيفين أحمد- وأنا) ومن مدرسي المواد النظرية( مصطفى علو- سليمان إلياس-  وغيرهم).

وأضاف شيخي: الطلابُ الذين نستطيع استيعابهم هذا العام(50) طالب. في السنة الأولى سيدرسون كافة الاختصاصات، وفي السنة الثانية سيبدأ التخصّص.

ويُشترَطُ على الطلاب المتقدّمين تجاوز الاختبار العملي ( فحص القبول) المقرّر في 1-10- 2017 بمعدّل خمسين درجة فما فوق، مشيراً أنّ الكليةَ تقبلُ شهاداتِ الثانوية بأفرعها( علمي- أدبي- زراعة- صناعة- والفنون النسوية).

زر الذهاب إلى الأعلى