الأخبارمانشيت

تقرير الأمم المتحدة: أكثر من 137 ألف مدني هُجروا من عفرين قسرياً

اعداد حسين فقه

أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة 30 آذار ، أن نحو 170 ألف شخص فروا إثر الهجوم الذي قاده الاحتلال التركي على مدينة عفرين، مشيرةً إلى “الظروف المروعة” التي يواجهها هؤلاء، ورغم أن هذه الأرقام قد تكون نصف الأرقام الحقيقية من الكرد الذين هجروا قسراً من أرضهم عفرين تحت ضربات القصف الوحشي لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته الجهاديين، الا أنها أولى الاصوات الخجولة للأعتراف بجرائم الحرب التي يمارسها أردوغان وزبانيته الارهابيين .
هذا وكشف تقرير أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن تهجير 137 ألف و70 شخصا في عفرين مكرهين بسبب المواجهات العسكرية التي بدأت في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي ونقلهم إلى قرى تل رفعت ونبل والزهراء وفافين والقرى الأخرى المجاورة.
وأشار التقرير الذي حمل عنوان “الجمهورية العربية السورية: تحديث عفرين الأخير رقم 2” إلى وقوع أزمة فعلية فيما يخص تلبية الاحتياجات الأساسية للمهجّرين بالقوة مفيدا أنه تم إيصال المساعدات الغذائية إلى 50 ألف شخص، كما تم إيصال المياه ومواد التنظيف إلى 60 ألف شخص.
وأوضح التقرير أن الأمم المتحدة أعدت مساعدات لإيصالها إلى عفرين عبر تركيا خلال الفترة ما بين الثاني والسادس من أبريل/ نيسان الجاري على أن تتضمن هذه المساعدات ملابس أطفال والمواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الأساسية معلنا تخصيص الأمم المتحدة والفرق الإغاثية التابعة لها في دمشق ميزانية إضافية بقيمة 73 مليون دولار لإيصال المساعدات الإنسانية لكل المهجرين من عفرين.

احتمالية وقوع موجة هجرة جديدة

في الفقرة التي تحمل عنوان “النظرة العامة للوضع” أشار التقرير إلى مواصلة الأشخاص الذين اضطروا إلى التوجه من عفرين إلى المناطق الأخرى يواصلون حياتهم في ظروف معيشية صعبة محذرا من احتمالية وقوع موجة هجرة جديدة بسبب المواجهات المحتملة اندلاعها في هذه المناطق.
ويؤكد التقرير أن المهاجرين في بلدتي الزهراء و نبل يضطرون للمكوث داخل المساجد وصالات الزفاف بأعداد كبيرة وفي صورة مزدحمة مشيرًا إلى إغلاق إدارات تلك القرى 3 صالات من بين 19 صالة يمكث فيها المهاجرون بسبب مشكلة في تقديم الخدمات مما أثر على نحو 4 آلاف شخص.
هذا وشدد التقرير على أن أكبر الصعوبات في عفرين ومحيطها تكمن في إيصال مياه الشرب ومستلزمات النظافة إلى المواطنين مفيدا أن المواجهات في المنطقة تسفر عن نتائج مصيرية بالنسبة للمرضى والمصابين، كما أوضح التقرير أن المواطنين في بعض المناطق يعجزون عن الحصول على المساعدات الطبي.

شهادات لا تغني عن جوع

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يانز لاركي، للصحفيين في جنيف، إن “التقديرات تشير حالياً إلى أن 167 ألف شخص نزحوا جراء الأعمال العدائية في منطقة عفرين”، وأوضح أن “معظم الفارين هربوا إلى بلدة تل رفعت القريبة”.
من جهتها أكدت منظمة الصحة العالمية أنها أرسلت عيادات متنقلة وإمدادات صحية إلى المناطق التي تستضيف النازحين من عفرين، محذرة من نقص الخدمات الصحية في المدينة.
وقالت ممثلة المنظمة في سوريا، إليزابيث هوف، في بيان، إن “الأطفال والنساء والرجال قاموا برحلات مروعة للفرار من عفرين، وهم بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة، التقى موظفونا مدنيين تحدثوا عن سيرهم 36 ساعة للوصول إلى مناطق أكثر أماناً”.
بدورها أفادت الناطقة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، ماريكسي مركادو، أن “الأشخاص الواصلين إلى ملاجئ في بلدة نبل تحدثوا عن هربهم من القصف ونومهم في العراء وفصلهم عن عائلاتهم”.

عفرين المحتلة عسكرياً وديمغرافياً

وسيطرت قوات الاحتلال التركي وفصائل المرتزقة السورية الموالية لها على مركز مدينة عفرين بروج آفا، يوم الأحد 18/3/2018، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فيما نزح مئات الآلاف عن مناطقهم، فضلاً عن الدمار الهائل في المنازل والممتلكات، أعقب ذلك حدوث عمليات سطو ونهب على يد مرتزقة جيش الاحتلال لمحلات ومنازل المواطنين، حيث تظهر الصور ومقاطع الفيديو إقدام أولئك على عمليات تدمير وحرق وسلب ونهب، كما تشير المصادر الى وقوع عدة عمليات اغتصاب، كذلك يسعى جيش الاحتلال زمرتزقته الى استجلاب عوائل الجهاديين القادمين من الغوطة الشرقية لتوطينهم في قرى عفرين لاجراء تغيير ديمغرافي بعد أن هجرت أصحاب الأرض الكرد قسراً من بيوتهم وقراهم ومدنهم تحت أنظار العالم وفي ظل صمته المشين.

زر الذهاب إلى الأعلى