حواراتمانشيت

بروسك حسكة: حقائق صادمة ستفاجئ العالم عندما يهدد الأتراك دُوَلَهم

التدخلات التركية في الأراضي السورية والعراقية، والاحتلال التركي لإقليم عفرين والتهديد باجتياح مدينة منبج واحتلالها؛ النزوح الشعبي من بطش وطغيان جيش الاحتلال التركي والمرتزقة المتعاونون معها من جبهة النصرة وداعش وغيرهم، هذه النقاط والعديد من النقاط الأخرى كانت ضمن حوارنا الشفاف مع بروسك حسكة المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب في إقليم عفرين.

إليكم نص الحوار:

– بعد ثمانية وخمسين يوماً من مقاومةٍ منقطعةِ النظير؛ أعلنتم في وحدات حماية الشعب الانسحاب التكتيكي من عفرين، فما الدوافع التي أدت إلى هذا الانسحاب؟

سحب قواتنا من مركز المدينة والانتقال إلى المرحلة الثانية من المقاومة بعد تأمين المدنيين وإيصالهم إلى المناطق الآمنة كان لتجنب المدينة من الدمار والمدنيين من الإبادة، وخاصة في ظل الصمت الدولي المريب لما تقوم به الآلة الحربية التركية وإرهابيّها من تدمير وقتل للمدنيين بشكل مقصود وممنهج، وحالياً قواتنا تنتشر في مساحة كبيرة من جغرافيةِ عفرين، وتقوم بالعمليات النوعية ضد احتلال الدولة التركية ومرتزقتها، حيث نفذنا خلال أسبوع واحد وهو الأسبوع الأخير أكثر من إحدى عشرة عملية ضد العدو، تم فيها تدمير أكثر من أربع عشرة آلية عسكرية ومقتل ما لا يقل عن ثمانين مرتزقاً، منها أربع عمليات كانت في مركز المدينة، ونشرنا توثيق مصور عنها، ونؤكد لشعبنا وللرأي العام أن قواتنا ماضية في تحرير جميع مناطق عفرين من الاحتلال التركي ومرتزقتها.

– جيش الاحتلال التركي بغزوه مدينة عفرين والتهديدات التي يطلقها المسؤولون الأتراك بين الفينة والأخرى توضح نيتهم في احتلال المناطق الكردية في سوريا والعراق فما تعليقكم على هذا؟ وهل من الممكن أن تتوقف المطامع التركية عند إنهاء الوجود الكردي في المنطقة؟

منذ اليوم الأول كانت الأهداف التركية واضحة وصريحة من غزو عفرين، الدولة التركية لها مطامع تاريخية في المنطقة، وهي دولة قائمة أساساً على الاحتلال، لم تكن المسألة أمنية بالدرجة الأولى إنما سياسية، فتركيا الغارقة بأوهام السلطنة العثمانية تحاول مجدداً استعادة سطوتها في المنطقة واستغلال الشعوب بغية الوصول إلى ذلك، لذا؛ حججها في وجود قواتنا المشروعة أصلاً على أراضينا التاريخية باتت مفضوحة وخاصة أنها الآن باتت تهدد مناطق أخرى لا علاقة لها بحدودها المصطنعة، ونعتقد أنها ستواصل حربها ضد جميع المناطق السورية إن وصلت يديها إليها، ولو دققنا في الصفقات التي عقدتها مع روسيا بغية إخراج الفصائل المسلحة من الغوطة سنجد امتدادات التدخلات التركية في سوريا”، فهنا نود القول: ماذا تفعل أيدي تركيا في دمشق وريفها؟! لذا، تركيا التي كانت سبباً رئيسياً في مآسي السوريين أهدافها أكبر من عفرين وجرابلس، وإن لم تتمكن حتى اللحظة من تحقيق مجمل مطامعها؛ فيعود ذلك إلى مقاومة قواتنا لها، في ظل ابتزازها لمختلف الفصائل المسلحة وتهديدهم بالرحيل والتسليم أو الطاعة لأوامرها، وكذلك تفعل حتى مع اللاجئين الفارين من الحرب.

– ماذا عن الظروف الذاتية والموضوعية؛ هل تساعد الأتراك في القضاء على الكرد؟

بالنسبة للظروف المساعدة للأتراك في تحقيق مطامعهم في سوريا هي في ظل التواطؤ الروسي وفرض الاستسلام على النظام السوري للقبول بالأمر الواقع وذلك فيما يخص تسليم المناطق في شمال سوريا لتركيا، فإن تركيا في وضع تحاول فيه الوصول إلى مستوى مكاسب ورضى التحالف الدولي وروسيا في المنطقة.
ما يساعدها هو التواطؤ الروسي الذي يعمل بشكل جدي لفصل الأتراك عن الناتو عبر تقديم “الرشوة” المكلفة للسوريين إلى الأتراك، كِلا الطرفين يتاجرون بغية زيادة نفوذهم وكسب مناطق للسيطرة عليها، ومع خيانة الفصائل المسلحة واستسلامها الكامل للرغبات التركية، فإن الوضع في سوريا يتجه إلى التقسيم الذي بات أمراً واضحاً.

تركيا عجزت خلال القرن الماضي وستعجز في الحاضر من القضاء على الكرد، ومخطط الإبادة متواصل ولكنه فاشل، لأن لدى الكرد الآن آليات غير تقليدية لمقاومة المشاريع التركية، الكرد الآن في مرحلة تمكنهم من إثبات وجودهم واستنزاف عدوهم، مقاومة الكرد كما كانت مشروعة في السابق باتت الآن أكثر مشروعية على الصعيد العسكري والسياسي والدبلوماسي، لا يمكن لأحد الآن إنكار وجود الكرد وحقهم في الحرية.

– في خضم ما تعيشه عفرين هناك تخوفات من إعادة إنتاج داعش فما هي رؤيتكم بهذا الصدد؟ لا سيما بعد إيقاف قوات سوريا الديمقراطية حملة عاصفة الجزيرة في دير الزور؟

من المعروف أن تركيا أنتجت داعش ونشرته في المنطقة، لذا هي منزعجة من مقاومتنا لداعش والقضاء على معاقله الأساسية، لحد اللحظة لم تستسغ تركيا تحرير قواتنا مناطق سورية واسعة من داعش “أي بمعنى أن الدولة التركية لا تقبل بإنهاء داعش”. تركيا لا تستطيع تمرير مشاريعها في المنطقة دون تلك التنظيمات الإرهابية، لذا هي تستمر في إيجاد ظروف أخرى لإعادة إنعاش داعش وأخواتها، معظم الفصائل المشاركة معها في غزوة عفرين لا تختلف عن داعش ممارسة وعقلية، وقدمنا دلائل على مشاركة داعش في تلك الغزوة، ونعتقد أن الرأي العام سينشغل بها في الوقت المناسب، لأنه هناك حقائق صادمة عن حقيقة الغزو التركي يغفلها الإعلام العالمي حالياً، ولكنه سيتفاجأ عندما يهدد الأتراك دُوَلَهم بتلك الفصائل في الفترة المقبلة كما هددتها بداعش سابقاً.

– عقب إعطاء الروس الضوء الأخضر للأتراك في الهجوم على عفرين هل لا زالت جسور التواصل قائمة بينكم وبين الروس؟

الروس قدَّموا مثالاً سيئاً في العلاقات معنا بمنحها الضوء الأخضر للأتراك في الهجوم على عفرين، وفتحها المجال الجوي للطيران التركي الذي اعتمد عليه الأتراك بنسبة 80% في غزو عفرين، حالياً ليس لدينا علاقات مع روسيا، ونعتبرها شريكة للدولة التركية في جرائمها ضد شعبنا في عفرين، وعلاقتها مع تركيا أساساً بُنيت على أساس استغلال الإرهاب التركي ضد شعبنا ومكتسباته، وحالياً تقوم روسيا بالتفاوض مرة أخرى على حساب وجود شعبنا لإطلاق يد الأتراك في تل رفعت، فروسيا متفقة مع تركيا على محاربة الوجود الكردي في سوريا وخاصة في عفرين ومناطق الشهباء، لذا لا يمكننا إقامة علاقات مع أية قوَّة تساند وتشارك الاحتلال التركي في تنفيذ مخططاته الإرهابية، وإعادة العلاقة يكون على أساس مصلحة شعبنا وحقوقه في الوجود والحرية.

حاورته: أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى