بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

تشن الفاشية التركية في الآونة الأخيرة اعتداءات وحشية لا حدود لها ودون التزام بأية قواعد أخلاقية أو قوانين إنسانية أو دولية على شعوب المنطقة عموماً وعلى الشعب الكردي بشكل خاص سواء بقواتها وأجهزتها مباشرة أو بأدواتها ومرتزقتها وعملائها، مستخدمة كافة الأسلحة المحظورة والوسائل الحديثة دون رادع. فمنذ أن أقدمت الفاشية التركية على مخطط إبادة الشعب الكردي تنسيقاً وتزامناً مع شن داعش هجماته الوحشية على الشعب الكردستاني وشعوب المنطقة لم تتوقف المكائد والاعتداءات التركية بحقها.

جاءت مقايضة حلب مع احتلال تركيا لمناطق من شمال سوريا من ضمنها احتلال عفرين سري كانية- رأس العين وكريسبي- تل أبيض انتقاماً لهزيمة داعش. كما لم تتوقف حملات تركيا في شمال كردستان وجنوبها. ونرى جميع الاعتداءات الأخيرة ضمن إطار مخطط تقويض وإبادة الشعب الكردي، حيث تزايدت حملات القتل والسلب والنهب والتغيير الديموغرافي في كل المناطق المحتلة، وتنشيط الخلايا النائمة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومحاولة خلق الفتنة بين الشعبين العربي والكردي على يد عملائها. وما حدث في دير الزور من صنع الدولة التركية وأدواتها التي تحتفظ بها ضمن أراضيها ومناطق احتلالها.

تأتي السلسلة الأخيرة من الاعتداءات الوحشية باستهداف الرئاسة المشتركة في قامشلو وقيادات وحدات حماية المرأة في منبج وقوات سوريا الديموقراطية، وكذلك استهداف إعلاميي تلفزيون JINTV والأمن الداخلي وإداريين من شركة نوروز، والهجمات على شنكال، وأخيراً استهداف قوات مكافحة الإرهاب في مطار السليمانية ضمن مخطط الإبادة الكردية وانتقاماً لداعش، لأن كل هؤلاء لعبوا دوراً رئيسياً في إلحاق الهزيمة بداعش ولا زالوا يخوضون نضالاً مريراً ضد فلوله وخلاياه النائمة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتنميتها.

الاعتداء الأخير الذي وقع على ممثل المؤتمر القومي الكردستاني في مكتبه في هولير واستشهاده، هو اعتداء سافر على الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة من كردستان، وحدوثه في عاصمة جنوب كردستان يضع إدارة الإقليم وكل القوى السياسية في جنوب كردستان أمام مسؤولياتها التاريخية، لتقوم بما تتطلبه المرحلة من مواقف سياسية وطنية نحو حملات الإبادة التي تستهدف الشعب الكردي وشعوب ومكونات ميزوبوتاميا وتقويض فيدرالية جنوب كردستان. وأي موقف مهادن أو ملتبس لن يلقى قبولاً لدى الشعب الكردي ويمنح الجرأة للفاشية التركية للتمادي في عدوانها ومكائدها.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ندين ونستنكر هذه الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الكردي ومؤسساته بشكل يومي مستمر، ونعاهد شهداءنا بالمضي قدماً على درب نضالهم، ونطلب من جميع أبناء شعبنا أن لا يبقى متفرجاً على المؤامرات التي تهدف إلى إزالته من التاريخ، وأن لا يبقى مكتوف الأيدي أمام العملاء والمتعاونين مع الفاشية التركية، كما ندعو جميع القوى والأحزاب الكردية والكردستانية لرص الصفوف واتخاذ الموقف الذي يليق بالمرحلة ويصون مكتسبات الشعب الكردي وشعوب المنطقة وفي الوقت نفسه القوى الديموقراطية المدافعة عن حرية الشعوب إلى التعرف على حقيقة المكائد التي تحيكها العثمانية الجديدة في سبيل تحقيق هيمنتها على المنطقة. كما نهيب بالقوى العالمية أن تتصدى لهذه الفاشية التي باتت تشكل خطراً على السلام العالمي، فالعالم ليس بحاجة إلى هتلر جديد.

 

19 أيلول 2023

المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى