تقاريرمانشيت

 اللاجئون السوريون.. ورقة أردوغان المتبقية

أجبرت تركيا التي رحبت في بداية الأزمة بمئات الآلاف من السوريين على مغادرة مدنها الرئيسية في الفترة الأخيرة، ونقل العديد منهم إلى حدودها مع سوريا كجزء من سياسة النظام التركي الحاكم تجاه السوريين اللاجئين الذين استخدمهم نظام العدالة والتنمية في السياسة الخارجية والداخلية كورقة يبتز بها الأخرين الذين يعتبرهم أنقرة عقبة في وجه اجنداتها ليس في سوريا فقط وإنما في العالم عموماً.  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كعادته بدأ يلوح بهذه الورقة مجدداً، وذلك تحت ذريعة إقامة منطقة آمنة لإعادة توطين اللاجئين في شمال وشرق سوريا، وإذا لم ي طبق شرطه هذا كشرط من شروط اتفاقية المنطقة الآمنة التي طبقت على الأرض وهي في مرحلتها الأولى، فأنه يتوعد بإرسال طوفان من المهاجرين السوريين إلى أوروبا، وبأنه سيقوم بعملٍ عسكري منفرد يتيح له إقامة منطقة خاصة به للاجئين، ذرائع وحجج أردوغان ليست بجديدة والجميع بات يعلم بنواياه العدائية تجاه شمال وشرق سوريا عموماً وتجاه الكرد في سوريا خصوصاً.

مطلب أردوغان وأكاذيبه لم يلقى أذاناً صاغية هذه المرة، ولم توافق أي من القوى المشاركة في الحرب في سوريا على ما يدعيه أردوغان حتى حلفائه الروس والايرانيين. لذا كان الامتعاض كبيراً عند أردوغان وأخذ يقذف بكيل اتهاماته هنا وهناك ليشغل الاعلام مجدداً بترهاته.

 حسب تقريرٍ دولي فقد منح الاتحاد الأوروبي تركيا حوالي 6.7 مليار دولار منذ عام 2015 لمساعدتها في استيعاب اللاجئين السوريين اللذين هاجر أكثر من نصفهم إلى البلدان الأوروبية وأمريكا وكندا خلال السنوات السابقة، كما إن تركيا لم تستقبل إي لاجئ سوري منذ احتلالها لعفرين التي استوطنت فيها عدداً كبيراً من لاجئي المصالحات والذين نزحوا مؤخراً من المعارك الدائرة في شمال غرب البلاد، فأين كل تلك الأموال التي كانت تخصص للاجئين في تركيا حقيقة إن أكثر من نصف تلك الأموال ذهبت في تسليح المجموعات الإرهابية من جهة، كما سرق أردوغان وبعض الشخصيات النافذة في الائتلاف قسماً منها، تاركين من تبقى من السوريين في المخيمات على الحدود السورية التركية يعيشون حالة يرثى لها محتجزين من قبل نظام أردوغان والمجموعات المرتزقة.

بالطبع استفادة أردوغان من اللاجئين السوريين كثيراً في سياساته سواء على الصعيد الداخلي التركي أو على الصعيد الخارجي، خاصة فيما يتعلق بتلقي الأموال من أوروبا ومنظمات المجتمع الدولي الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي خاصة.

ناهيك عن السوريون، الذين استثمروا رؤوس أموالهم في المدن التركية وأمنوا لتركيا العمالة الرخيصة وعززوا من الاقتصاد التركي المشرف على الانهيار باتوا اليوم مضطهدين في تركيا وهم يعيشون في حالة خوف من أن يطردوا من تركيا ويجبرهم  نظام اردوغان على العيش وفق اجنداته ومصالحه فتارة يهددهم بالطرد والترحيل ويتخذ بحقهم اجراءات استفزازية فارضاً شكلاً من أشكال العبودية وأخرى يستخدمهم في تهديداته وسياساته الرعناء تجاه خصومه وحتى اصدقائه.

– دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى