الأخبارمانشيت

الباحثة الأمريكية ميريديث تلكس: تصف مقاتلات الـ YPJ في كتابها الجديد

ypjكان على “ميريديث تاكس” أن تدرك من هن هؤلاء  ـ نساء  روج آفا الثوريات اللواتي يحملن السلاح ضد داعش، ويبنين عالماً جديداً … كان عليها أن تكتشف قصصهم من أجلها هي ومن أجل كتابها الجديد ومن أجلنا نحن.

لم يكن ما حلم به” أورسولا جوين” ضرباً من خيال جميل أجرد أنها هنا والآن على الحدود بين سوريا وتركيا أنها روج آفا.

عبر المحيط الأطلسي في نيويورك كانت الباحثة في مجال المساواة وحقوق الإنسان، الناشطة والكاتبة النسوية “ميريديتث تاكس”  قد استبد بها الحماس بعد أن تلقفت فتاتاً من أنباء تدور عن تلك المقاطعة النائية التي تدعى” روج آفا” هل يمكن ذلك؟ هل  صحيحٌ أن شيئاً جميلاً كان في طور التكوين بين أنقاض الشرق الأوسط؟

عندما هاجم تنظيم داعش  مدينة كوباني الواقعة في شمال سورية قبل عامين بدأت “تاكس” تشاهد “صور ا لفتيات يحملن البنادق وهن مبتسمات في زي الدفاع عن المدينة من هؤلاء الفتيات الكرديات؟ ” تعجبت.

السؤال نفسه شجع الكاتبة “راحيلة غوبتا” على كتابة سلسلة من ستة أجزاء عن رحلتها: شاهد على الثورة في روج آفا عن الديمقراطية المفتوحة (ستنشر قصتها أيضا في الكتاب الذي نشارك في تأليفه،( لماذا لا تموت السلطة الذكورية؟). هنا في روج آفا فكرتْ؛ كانت هناك ثورة تدار رحاها في زمننا الماحل.

كيف كان لتلك النسوة أن يقاومن موجات التهديد المسلح من قبل جهاديين ملثمين يدمرون البلدات والحقول والمدن وينشرون الإرهاب؟ كيف استطعن أن يفعلن ما عجز عن تحقيقه سواهن، لا الجيش العراقي ولا أسطورة بيشمركة الأكراد ولا القنابل الغربية.

 لكنهن فعلن بينما لم تكد تظهر تلك البطلات  المضيئات حتى أصبحن غير مرئيات لم يختفن بالطبع لكنهن بالنسبة للعيون الغربية كن خارج نطاق الرؤية والإدراك.

ووصفت إدارة أوباما مقاتلي تنظيم داعش بـ ” التهديد الوشيك لكل مصلحة لدينا” ومع ذلك ترددت ـ مع كل ما كانت تملكه من تأثير في أن تصبح الصديق  لعدو عدوها.

 شيئا ما عن روج آفا أربك وأزعج اللاعبين الدوليين، الذين ملأت أيديهم وآثار أقدامهم مشهد الدمار.

روج آفا هزت ميريدث تاكس التي شرعت في البحث عن حقيقة هؤلاء النسوة وما لديهن من مهمات. “صممت على أن أضع على عاتقي المسؤولية في أن أروي لأصدقائي عن روج آفا،” بعد ذلك كتبت مقالة  لمجلة المعارضة ومن ثم ألفت هذا الكتاب( طريق ليس في الحسبان : نساء يقاتلن الدولة الإسلامية) (صحافة بيلفيو الأدبية، آب 2016).

أنها تنتمي إلى جيل من النشطاء والمثقفين الذين صنعوا وصنعتهم حركات الحقوق المدنية للسود, والحركات النسوية المناهضة للحرب في الولايات المتحدة، لقد أخذتها الرحلة بعيدا إلى تاريخ الشرق الأوسط  وإلى مصير الكرد الذين مزقتهم تقسيمات ما بعد الإمبريالية في المنطقة، والقمع اللامتناهي من قبل تركية والعراق وإيران وسورية. كانت التسوية قد جرت، والنظام القبلي انتعش، وارتكبت المذابح وأخليت القرى.

حاسمةٌ كانت مقاومة تركيا والعراق وسوريا لأي احتمال لوجود الحكم الذاتي للكرد. كان على الكرد أن يواجهوا الجهاديين من جهة  وقمع الدولة من جهة أخرى.

 المساواة بين الجنسين يحرك الفكر الجديد لزعيمهم عبد الله أوجلان، رغم كونه مسجون  من قبل تركيا.

طريق ليس في الحسبان: نساء يقاتلن الدولة الإسلامية.

في السجن يقرأ أوجلان ويقرأ – الماركسية والفوضوية والنسوية – ويكتشف المحور بين السلطة الذكورية والملكية والدولة القومية.

 وتوضح “ميريديث تاكس” كيف أن أوجلان في تسعينات القرن العشرين يقدم  ذلك النقد  لتجربة معينة للكرد المجردين من الجنسية في القبلية والإمبريالية والرأسمالية.

إنهن قبل كل شيء من دبرن تحرير  اليزيديات من قبضة مقاتلي تنظيم داعش.

الآن هن يرتجلن نموذجاً جديداً للعيش في مقاطعةٍ هي ليست بدولة عرقية, بل  كونفدرالية من نصف دزينة من العرقيات، ويقمن بتنظيم اقتصادٍ تعاونيٍ في منطقةٍ حدوديةٍ تنادي بالمساواة وتدعى روج آفا.

طريق ليس في الحسبان: نساء يقاتلن الدولة الإسلامية سيتم نشره من قبل بلفيو الأدبية الصحافة في آب 2016

عن المؤلفة: بياتريكس كامبل  كاتبة وناشرة. كتابها الأخير عنوانه نهاية المساواة (بيان رسمي عن القرن الـ 21). كانت مرشحة عن حزب الخضر في لندن، المملكة المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى